شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
حظي مختصر الشيخ خليل بن إسحاق باهتمام كبار العلماء، لكونه أوعب مختصرات السادة المالكية وأكثرها استيفاء لمسائل الفقه المالكي، وقد اجتمع العلماء قديماً وحديثاً على درسه وتدريسه وشرحه وحل ألفاظه الجامعة، والشرح الصغير للخرشي على مختصر خليل واحد من هذه الشروح التي عمد فيها مؤلفه إلى توضيح مسائله وتضمينه فوائد وتقييدات بديعة.
وواضع هذا الشرح العلامة محمد بن عبد الله الخرشي (ت1101هـ) من العلماء الذين اتفق الناس على فضلهم، وهو ممن حاز قصب السبق في تولي مشيخة الأزهر، وشرحه هذا يكاد يكون من أشهر الشروح على مختصر خليل.
وقد أفصح الخرشي رحمه الله عن سبب عنايته بالمختصر شرحاً ودرساً حين قال: «أدركتني رحمة الضعاف فثنى عنان القلم إليهم حـب الإسعـاف حين طلـب مني جماعـة من الإخـوان، وجملـة من الخلان شرحاً آخر [يقصد غير الكبير] لا يكون قاصراً عن إفادة القاصرين، خالياً عن الإطناب وعما يصعب فهمه من الإيجاز على المبتدئين، ليعم نفعه العباد، ويتعاطاه الحضري والباد».
نحا المصنف في شرحه على المختصر منهجا جرى فيه على عادة كثير ممن سبقه من الشراح، فهو يأتي بطرف من كلام الأصل الذي يرمز له بـ (ص) وللشرح بـ (ش)، ثم يشرع في ذكر ما تحتاج إليه كل مسألة من شرح وتقييد، مع بيان الوجوه البلاغية والإعرابية التي تفسر منطوقها، وإيراد أقوال علماء المذهب وآراء أصحاب المذاهب الأخرى ومن ألف في المسألة من العلماء، كل ذلك مبني على البحث والنظر والمقارنة والترجيح والتعليل والتأصيل، مما أضاف إلى شرحه فوائد يسهل فهمها على المبتدئين، وغلبت عليه سمة البيان والوضوح، وتميز أسلوبه بخلوه من الإطناب والبعد عن الإيجاز، فكان وسطا بين هذا وذاك.
وجعل الخرشي شرحه هذا واعية وراوية لأقوال العلماء في المذهب، الذين صرح بالنقل عنهم خصوصاً منهم شراح المختصر أمثال: ابن عرفة (ت803هـ)، وبهرام (ت805هـ)، والأقفهسي (ت823هـ)، ومحمد بن أحمد بن مرزوق الحفيد (ت842هـ) وغيرهم.
ويعزز مكانة شرح الخرشي هذا بين شروح مختصر خليل اعتماد من أتى بعده من العلماء عليه في كتبهم، وتلقيهم له بالقبول، قال صاحب شجرة النور الزكية: «له شرح كبير على المختصر وصغير لقي فيه القبول»، وقال الحجوي في الفكر السامي: «له شرحان على المختصر طبع أصغرهما بفاس وبمصر، واعتنى المغاربة والمشارقة بالتحشية عليه»، ومن المحشين على شرح الخرشي: الحسن بن رحال المعداني (ت1140هـ)، وعلي بن أحمد الصعيدي العدوي (ت1189هـ)، والعربي بن أحمد بن الشيخ التاودي أبو حامد (ت1229هـ) وأحمد بن أحمد بن محمد بن حسن الشرفي (ت1229هـ) ومحمد بن محمد بن منصور الشفشاوني أبوعبد الله (ت1232هـ)، ومولاي سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي الحسني، أبو الربيع (تـ1238هـ) وآخرون.
طبع الكتاب بعنوان: الخرشي على مختصر سيدي خليل وبهامشه حاشية الشيخ علي العدوي في أربع مجلدات، عن دار صادر بيروت، وله طبعة أخرى بتحقيق زكريا عميرات عن دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1417هـ/ 1997م، وطبعة حديثة بتحقيق: نجيب الماجد عن المكتبة العصرية للطباعة والنشر سنة 2006م.
-------------------------------------
صفوة من انتشر (343-344)،
التقاط الدرر (257-258)،
طبقات الحضيكي (2/321-322)،
سلك الدرر (4/76)،
شجرة النور الزكية (1/459)،
الأعلام للزركلي (6/240-241)
وواضع هذا الشرح العلامة محمد بن عبد الله الخرشي (ت1101هـ) من العلماء الذين اتفق الناس على فضلهم، وهو ممن حاز قصب السبق في تولي مشيخة الأزهر، وشرحه هذا يكاد يكون من أشهر الشروح على مختصر خليل.
وقد أفصح الخرشي رحمه الله عن سبب عنايته بالمختصر شرحاً ودرساً حين قال: «أدركتني رحمة الضعاف فثنى عنان القلم إليهم حـب الإسعـاف حين طلـب مني جماعـة من الإخـوان، وجملـة من الخلان شرحاً آخر [يقصد غير الكبير] لا يكون قاصراً عن إفادة القاصرين، خالياً عن الإطناب وعما يصعب فهمه من الإيجاز على المبتدئين، ليعم نفعه العباد، ويتعاطاه الحضري والباد».
نحا المصنف في شرحه على المختصر منهجا جرى فيه على عادة كثير ممن سبقه من الشراح، فهو يأتي بطرف من كلام الأصل الذي يرمز له بـ (ص) وللشرح بـ (ش)، ثم يشرع في ذكر ما تحتاج إليه كل مسألة من شرح وتقييد، مع بيان الوجوه البلاغية والإعرابية التي تفسر منطوقها، وإيراد أقوال علماء المذهب وآراء أصحاب المذاهب الأخرى ومن ألف في المسألة من العلماء، كل ذلك مبني على البحث والنظر والمقارنة والترجيح والتعليل والتأصيل، مما أضاف إلى شرحه فوائد يسهل فهمها على المبتدئين، وغلبت عليه سمة البيان والوضوح، وتميز أسلوبه بخلوه من الإطناب والبعد عن الإيجاز، فكان وسطا بين هذا وذاك.
وجعل الخرشي شرحه هذا واعية وراوية لأقوال العلماء في المذهب، الذين صرح بالنقل عنهم خصوصاً منهم شراح المختصر أمثال: ابن عرفة (ت803هـ)، وبهرام (ت805هـ)، والأقفهسي (ت823هـ)، ومحمد بن أحمد بن مرزوق الحفيد (ت842هـ) وغيرهم.
ويعزز مكانة شرح الخرشي هذا بين شروح مختصر خليل اعتماد من أتى بعده من العلماء عليه في كتبهم، وتلقيهم له بالقبول، قال صاحب شجرة النور الزكية: «له شرح كبير على المختصر وصغير لقي فيه القبول»، وقال الحجوي في الفكر السامي: «له شرحان على المختصر طبع أصغرهما بفاس وبمصر، واعتنى المغاربة والمشارقة بالتحشية عليه»، ومن المحشين على شرح الخرشي: الحسن بن رحال المعداني (ت1140هـ)، وعلي بن أحمد الصعيدي العدوي (ت1189هـ)، والعربي بن أحمد بن الشيخ التاودي أبو حامد (ت1229هـ) وأحمد بن أحمد بن محمد بن حسن الشرفي (ت1229هـ) ومحمد بن محمد بن منصور الشفشاوني أبوعبد الله (ت1232هـ)، ومولاي سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي الحسني، أبو الربيع (تـ1238هـ) وآخرون.
طبع الكتاب بعنوان: الخرشي على مختصر سيدي خليل وبهامشه حاشية الشيخ علي العدوي في أربع مجلدات، عن دار صادر بيروت، وله طبعة أخرى بتحقيق زكريا عميرات عن دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1417هـ/ 1997م، وطبعة حديثة بتحقيق: نجيب الماجد عن المكتبة العصرية للطباعة والنشر سنة 2006م.
-------------------------------------
صفوة من انتشر (343-344)،
التقاط الدرر (257-258)،
طبقات الحضيكي (2/321-322)،
سلك الدرر (4/76)،
شجرة النور الزكية (1/459)،
الأعلام للزركلي (6/240-241)