العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأَزْمَةُ المَالِيَّةُ العَالمِيَّةُ قِرَاءَةٌ في مَأزقِ الأَسبَاب والنَّتَائِج وبَحثٌ عَن مَخرَج، للدكتور حَمزَة الفِعر

إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
الأَزْمَةُ المَالِيَّةُ العَالمِيَّةُ
قِرَاءَةٌ في مَأزقِ الأَسبَاب والنَّتَائِج
وبَحثٌ عَن مَخرَج

إعداد
أ . د حَمزَة بن حُسين الفِعر الشَّريْف
بيتُ الخبرةِ العَالمي للاستِشَارَاتِ المصرِفيَّة الإسلامِيَّة
جدة – المملكةُ العربيَّة السُّعوديَّة





بحث مقدم
للدورة التاسعة عشرة للمجلس - اسطنبول
رجب 1430 هـ / يوليو 2009 م




بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الهدى وإمام التقى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين .
اضطربت أحوال العالم الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ بالإعلان عن حدوث الأزمة الماليَّةِ العالميَّة في النصف الثاني من العام في 15/10/2008م ، وأدَّى هذا إلى أضرارٍ جسيمة ألحقت خسائر فادحة بالمؤسسات المالية ، وبالدول جميعها ، وإن كانت شدَّةُ هذه الخسائر تختلفُ من بلدٍ إلى آخر ، وقد تمثَّل هذا في عجزٍ ظاهرٍ في ميزانيَّاتِ دولٍ لم تكن كذلك ، وازداد حجم هذا العجز لدى دولٍ كانت تعاني منه ، وتكفي الإشارة إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية -وهي اكبر متأثِّرٍ بهذه الأزمة - وصل عجز ميزانيَّتها أكثر من (359) مليار دولار في النصف الأول من عام 2008م ، وتزايدت المديونية الخارجية لها إلى أكثر من (3) ترليون دولار .
ومع كل هذافأنَّ الأزمة لم تكن أمرًا مفاجئًا ، بل كانت امرا متوقعا نتيجة تصرُّفات مسيئة استرسلت فيها المؤسسات المالية ، والبنوك ،انطلاقا من الفلسفة المادية الرأسماليَّة التي تستند إلى مبدأ الحرية الاقتصاديَّة وما ينتج عنها من اعتماد اقتصاد السوق الذي يسمح بالملكية الفردية المطلقة ، فيبيح بناءًا على ذلك التعامل بكل أنواع التعاملات ، ويترك للسوق نفسه تحديد أسعار السلع والخدمات دون تدخل من الدولة .
ويعد أهم مَن نادى بهذا المبدأ الفيلسوف الاسكتلندي الشهير (آدم سميث) الذي يوصف بأنه أبوعلم الاقتصاد .
ولا زالت الأزمة مستمرة ، ولا زالت كرة الثلج –كما يقال- تتدحرج لمَّا تستقرَّ بعدُ ، وبهذا فإنَّ الخسائر الحقيقية الناجمة عن هذه الأزمة لم تُعلم إلى الآن على وجه التحديد .
ولا شكَّ أن هنالك أسبابًا حقيقية عديدةً يمكن ذكرهاأدَّت إلى هذه الأزمة ، وآثارًا وتداعيات نجمت عنها ، كما نتج عنها أيضا قيام الدول بمحاولات عديدة لإصلاح وترميم آثارها ، ولذلك سيتناول هذا البحث ...
- التعريف بالأزمة .
- وبيان الأسباب التي أدى إليها .
- والآثار التي نجمت عنها .
- والحلول التي اتخذت لتفاديها .
- والمنظور الإسلامي للمخرج الحق منها .
 

المرفقات

  • الأَزْمَةُ المَالِيَّةُ العَالمِيَّةُ قِرَاءَةٌ في مَأزقِ الأَسبَاب والنَّتَائِج وبَحثٌ عَن مَخرَج،
    160 KB · المشاهدات: 1
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى