العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بين الاجتهاد والتقليد

إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
منذ وقت من الزمان وبعض المسائل يستعر جمرها ولما تخمد نارها ..
من هذه الموصوفة :
مسألة الاجتهاد والتقليد ..

وهي مسألة كثر فيها الكلام ، وتدارأ الناس فيها الملام..

فمن ملزم بالمذهب ، لا يجوّز عنه حيادا بحال من الأحوال ..فبات يرى الاجتهاد علامة الضلال ..فضلا عن كونه من المحال..


إلى آخر لا يرى للمذهب الفقهي قيمة ، ولا لالتزامه وجها ..فهو منكر على المتذهبين أشد الإنكار ..بدعوى أن التعبد إنما كان بالكتاب والسنة لا بأقوال الأئمة الأخيار !!


وودت لو أننا تعرضنا لهذه المسألة بالمناقشة والتحرير .. وبينا فيها الحق من غير تقتير ولا تبذير
..
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاك الله خيراً أخي رأفت
فلقد أحسنت الاختيار
والمسألة بحق جديرة بالطرح
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيراً أخي رأفت
فلقد أحسنت الاختيار
والمسألة بحق جديرة بالطرح

وهو كذلك

أقترح فقط من الأستاذ رأفت تحديد مسار النقاش
وأقترح أن يكون من بين المسارات تقويم المجتهد اليوم حسب الرسوم القديمة، فإنه في ظني وإن كان فقهاء المذهب على مر الأعصر تحجروا واسعا في تطويق مسارات المجتهد فإنهم كانوا أحسن أحالا من اليوم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وإذا كنا في يوم ما بحاجة إلى مثل ابن حزم وابن تيمية في كسر طوق التقليد، فإننا اليوم بأمس بحاجة إلى مثل فقهاء المذاهب الذين يضبطون تفلت المنتسبين بله الدخلاء
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وهذا ليس تشريعا للتقليد....
لا أريد أن أستبق الموضوع
سامحك الله يا شيخ رأفت!
ألم أقل لك حدد مسار البحث!
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أضحك الله سنك ..وغفر لي ولك ..ولمشايخنا أجمعين ..
إذاً أبادر إلى تحديد مسار البحث قريبا إن شاء الله تعالى ..لكن - ويعلم الله - قد اشتغل القلب بما يحل لإخواننا في غزة البطولة والصمود ..
ولعلي أطلب إلى إخواني طلبا ..لا تنسوهم من الدعاء ..
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيرا أخانا رأفت على تناولكم هذا الموضوع الذي أخذ بُعدا له غَورٌ عميقٌ في شخصيات بعض أهل العلم وطلبته ، حتى صار سببا جديدا ينضم الى أسباب الخلاف بين حملة العلم ، وغدا الذين يكتبون في مسألة المذهبية إما متعصب للمذاهب فيرى المذهبية أصلا لا محيد عنه ، وإما متطرف في نبذ المذهبية يرى في المذهبية خطرا عظيما وجُرما جسيما ، وعزّ علينا الوقوف على رأي المنصف المحايد ، ونسأل الله أن يحقق هذا الموضوع رؤية وسطا بين التفريط والإفراط ، وبين التعصب ونقيضه .
وأود هنا أن أضع لبنة لعلها تفيد في دراسة هذا الموضوع .
درج المشتغلون في العلم على تقسيم أحوال الناس بحسب الطلب الى تلاث مراتب :
1- العالم .
2- طالب العلم .
3- عامة الناس ( العوام ) .

والعلماء لهم أيضا أحوال :
1- العالم الذي تحققت له أهلية الاجتهاد .
2- العالم المتمكن في بعض الأحكام دون بعض .
3- العالم الذي درس مذهبا من المذاهب ومَهَرَ فيه ، فهو عالمُ مذهب أو مجتهدُ مذهب .

وطالب العلم أيضا له مراتب وأحوال :
1- طالب العلم المبتدىء والمتوسط.
2- طالب العلم المتوسط والمتقدم .

وأود أن أنبه الى أمر آخر وهو الفرق بين التقليد والاتباع .
فالتقليد هو أخذ الرأي الفقهي من غير نظر الى الدليل ، وهو ينقسم الى قسمين :
1- قسم يكون ممن لا يعرف الدليل وهم العامة ( العوام ) ، وبعض طلبة العلم المبتدئين والمتوسطين.
2- قسم يكون ممن يعرف الأدلة .

أرجو أن أكون في هذا العجالة وضعت لَبِنةً يمكن أن يُبنى عليها ... وفي ضوء هذه الأحوال والأقسام ، يكون التباين في الحكم والله أعلم .
ولي عودة ان شاء الله ....
 
التعديل الأخير:

كليم بن مقصود

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
31 ديسمبر 2007
المشاركات
18
وإذا كنا في يوم ما بحاجة إلى مثل ابن حزم وابن تيمية في كسر طوق التقليد، فإننا اليوم بأمس بحاجة إلى مثل فقهاء المذاهب الذين يضبطون تفلت المنتسبين بله الدخلاء

صدقت يا شيخ فؤاد أظن لضبط هذا التفلت كان إلزام الإمام ابن رجب بعدم الخروج على المذاهب الأربعة. والله المستعان
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أحمد الله إليكم وأصلي على رسوله الأمين وصحبه الأكرمين ، وبعد :
فحتى نتناول هذا الموضوع كان لزاما علينا أن نذكر أن الناس لا يعدون أن يكونوا :
** إما مجتهدا .
**وإما مقلدا .

وبالثاني أبدأ ، فأقول : المقلد : هو من لم يؤت آلة النظر في النصوص الشرعية ، ومن لم يتأهل لذلك ..فهو بتعبير الفقهاء : "عامي"،
لو أوجبت عليه أن ينظر في نصوص الشريعة ومسالك الاستنباط لكنت مكلفه بما لا يستطيع ..

وأما الأول ، وهو المجتهد ، فهو أنواع ، أولها وأعلاها ما يسمى بالمجتهد المطلق .
وهو الذي بلغ مبلغا يؤسس فيه أصولا فقهية يتوصل إليها عن طريق النظر في أدلة الشريعة ومقاصدها ..وهو في ذلك مستقل لا تابع لغيره .

وأما الثاني والثالث من أنواع المجتهدين ، فهما :
**مجتهد المذهب :
وهو عالم من علماء مذهب ما ، لم يستقل بأصول خاصة ولا هو يخرج عن مذهب إمامه ، وإنما غايته المطلوبة لديه هو الترجيح بين الأقوال في المذهب .

**مجتهد مسألة :
وهو من اقتصر في اجتهاده على مسألة ما ، دون سائر المسائل ، فلا يخرج منها إلى كونه مجتهدا عاما مطلقا في كل مسألة من المسائل .

إذا تقرر هذا كان لنا عود إلى بيان موقف الفرقاء في هذه المسألة من هذا الكلام المذكور .
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
الفريق الأول :
هم من قالوا : يجب على كل أحد أن ينظر في الأدلة الشرعية ، فيستنبط منها حكم الشرع في المسائل المختلفة ، ولا يجوز بحال اتباع المذاهب الفقهية .

من هؤلاء الأئمة الذين رأول في اتباع المذاهب خطرا ، وفي التزامها ابتداعا في دين الله تعالى :
أبو زيد الدبوسي ، والإمام ولي الدين الدهلوي ، والإمام المحدث المفسر الفقيه جمال الدين القاسمي ، وكذلك الإمام البحر : الشوكاني ، الذي ثرب على المقلدة تثريبا عجيبا في كتبه ، حتى إنه بالغ في ذلك في تفسيره فأسقط آيات النكارة على الكفار متابعتهم لآبائهم على مقلدي المذاهب الفقهية - وليس ذلك له - وغيرهم رحم الله الجميع .
ومن المعاصرين فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني ، نسب ذلك له ، كما في مقدمة كتاب الشيخ البوطي "اللامذهبية"... ، حيث ذكر الشيخ منظراته المعدودة مع الألباني حول هذه المسألة ، والله أعلم بالصواب .

قال الإمام أبو زيد الدبوسي رحمه الله تعالى في تقويم الأدلة ((كان الناس في الصدر الأول - أعني الصحابة والتابعين والصالحين يبنون أمورهم على الحجة فكانوا يأخذون بالكتاب ثم بالسنة ثم بأقوال من بعد رسول الله ما يصح بالحجة فكان الرجل يأخذ بقول عمر في مسألة ثم يخالفه بقول على في مسألة أخرى وقد ظهر من أصحاب أبي حنيفة أنهم وافقوه مرة وخالفوه أخرى بحسب ما تتضح لهم الحجة ولم يكن المذهب في الشريعة عمريا ولا علويا بل النسبة كانت إلى رسول الله فكانوا قرونا أثني عليهم رسول الله بالخير فكانوا يرون الحجة لا علماءهم ولا نفوسهم فلما ذهبت التقوى عن عالمة القرن الرابع وكسلوا عن طلب الحجج جعلوا علماءهم حجة واتبعوهم فصار بعضهم حنفيا وبعضهم مالكيا وبعضهم شافعيا ينصرون الحجة بالرجال ويعتقدون الصحة بالميلاد على ذلك المذهب ثم كل قرن بعدهم اتبع عالمة كيف ما أصابه بلا تمييز حتى تبدلت السنن بالبدع فضل الحق بين الهوى)) انتهى

وقال العلامة الدهلوي في الحجة البالغة في باب حكاية حال الناس قبل المئة الرابعة وبعدها ((أعلم أن الناس كانوا قبل المئة الرابعة غير مجتمعين على التقليد الخالص لمذهب واحد بغينه قال أبو طالب المكي في قوت القلوب إن الكتب والمجوعات محدثة والقول بمقالات الناس ولفتيا بمذهب الواحد من الناس واتخاذ قوله والحكاية له من كل شيء والتفقه على مذهبه لم يكن الناس قديما على ذلك في القرنين الأول والثاني)) انتهى

قال الدهلوي قدس سره ((وبعد القرنين حدث فيهم شيء من التخريج غير أن أهل المئة الرابعة لم يكونوا مجتمعين على التقليد الخالص على مذهب واحد والتفقه له والحاكية لقوله كما يظهر من التتبع بل كان فيهم العلماء والعامة وكان من خبر العالمة أنهم كانوا في المسائل الإجماعية التي لا اختلاف فيها بين المسلمين أو جمهور المجتهدين لا يقلدون إلا صاحب الشرع وكان يتعلمون من الوضوء والغسل والصلاة والزكاة ونحو ذلك من آبائهم أو معلمي بلدانهم فيمشون حسب ذلك وإذا وقعت لهم واقعة استفتوا فيها أي مفت وجدوا من غير تعيين مذهب وكان من خبر الخاصة أنه كان أهل الحديث منهم يشتغلون بالحديث فيخلص إليهم من أحاديث النبي وآثار الصحابة ما لا يحتالون معه إلى شيء آخر في المسألة من حديث مستفيض أو صحيح قد عمل به بعض الفقهاء ولا عذر لتارك العمل به أو أقوال متظاهرة لجمهور الصحابة والتابعين مما لا يحسن مخالفتها فإن لم يجد - أي أحدهم - في المسألة ما يطمئن به قلبه لتعارض النقل وعدم وضوح الترجيح ونحو ذلك رجع إلى كلام بعض من مضى من الفقهاء فإن وجد قولين اختار أوثقهما سواء كان من أهل المدينة أو من أهل الكوفة ..."اهـ.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
شيخنا الفاضل/ رأفت المصري
عوداً حميداً
بعد مدة غيابك
ونفعاً جديداً

لا عدمناك
ومتع الله الملتقى بوجودك
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا - شيخنا الحبيب - ..والمولى سبحانه المسؤول أن يجمعنا على طاعته ..وأن يحشرنا في سلك العلماء العاملين..والدعاة الربانيين ..آمين آمين .
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
عودا على الموضوع الأول ..وفي التعليق على مذهب المذكورين من الأئمة الكرام أقول :
الناظر في مذهب الفريق الاول يرى أنهم ارتكزوا على نقاط ، أهمها :
** أن طريقة الصحابة رضي الله عنهم أنهم إذا جاءهم الحديث عملوا به بما يتبادر إلى أذهانهم ، ولم يكن أحدهم يتبع مذهب آخر عموما ، فكذلك المطلوب ممن بعدهم ، فطريقة الصحابة خير الطرق ، ومنهجهم خير المناهج ، وعليه ، فإن التمذهب بمذهب معين من البدع التي ظهرت بعد المائة الرابعة - على زعم أصحاب هذا الرأي - حتى إن الأئمة أنفسهم لما أفتوا أفتوا على ما سبق بيانه من طريقة الصحابة في التلقي المباشر من النصوص الأصيلة .

** أن التعبد لله إنما وجب بقول الله تعالى وعزّ ، لا بقول فلان وفلان من الأئمة ، فالنظر وجب أن ينصرف إلى ما يحصل به التعبد وهو كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
، وعليه ، فإن التمذهب بمذهب معين من البدع التي ظهرت بعد المائة الرابعة - على زعم أصحاب هذا الرأي - حتى إن الأئمة أنفسهم لما أفتوا أفتوا على ما سبق بيانه من طريقة الصحابة في التلقي المباشر من النصوص الأصيلة .

** أن التعبد لله إنما وجب بقول الله تعالى وعزّ ، لا بقول فلان وفلان من الأئمة ، فالنظر وجب أن ينصرف إلى ما يحصل به التعبد وهو كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ويؤكِّد هذا أيضاً - على حد قول هؤلاء - :
أنَّ ابن حزم رحمه الله أعلن قولا لا يسرُّه أنَّ تقليد الآراء لم يكن قط في قرن الصحابة، ولا في قرن التابعين، ولا في قرن تابع التابعين، وإنما حدثت هذه البدعة في القرن الرابع المذموم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم
قال رحمه الله:
"واعلموا رحمكم الله أني أقول إعلاناً لا أسره ان تقليد الآراء لم يكن قط في قرن الصحابة رضي الله عنهم، ولا في قرن التابعين ولا في قرن تابع التابعين، وهذه هي القرون التي أثنى النبي عليها، وإنما حدثت هذه البدعة في القرن الرابع المذموم على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا سبيل إلى وجود رجل في القرون الثلاثة المتقدمة قلد صاحباً أو تابعاً أو إماماً أخذ عنه في جميع قوله فأخذه كما هو، وتدين به وأفتى به الناس، فالله الله في أنفسكم، لا تفارقوا ما مضى عليه جميع الصحابة أولهم عن آخرهم وتابعهم عن [متبوعهم]، وتابع التابعين أولهم عن آخرهم، دون خلاف من واحد منهم، من ترك التقليد واتباع أحكام القرآن وحديث النبي عليه السلام وروايته والعمل به. فاجتنبوا هذه [246/أ] الحادثة في القرن المذموم المخالفة للإجماع المتقدم، وبعد أزيد من مائتين وخمسين عاماً من موت النبي عليه السلام، فكل بدعة ضلالة، فقد نصحت لكم وأديت ما لزمني في ذلك، وبقي ما عليكم."
راجع: رسائل ابن حزم - (ج 3 / ص 167)
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
صدقت يا شيخ فؤاد أظن لضبط هذا التفلت كان إلزام الإمام ابن رجب بعدم الخروج على المذاهب الأربعة. والله المستعان

أحسنت أخي وصديقي كليم
لذا أعيد تحرير عبارتي فأقول:

وإذا كنا في يوم ما بحاجة إلى مثل ابن حزم وابن تيمية في كسر طوق التقليد، فإننا اليوم بأمس بحاجة إلى مثل ابن رجب وكتابه "الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة" ومن كان على غرزه من فقهاء المذاهب الذين يضبطون تفلت المنتسبين بله الدخلاء

قلت: هذا على كل حال كلام استباقي، وإلا فإن الموضوع ما زال مبكرا للخروج بالنتائج.

بارك الله فيك أخي كليم

وبارك في أستاذنا رأفت على إثارة هذا الموضوع الحساس
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب على فوائدكم التي طالما أشتاق إليها ..
ولا غنى لنا في موضوعنا هذا عن توجيهاتكم الدقيقة ولفتاتكم البديعة ..
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أما الفريق الثاني من العلماء ؛

فذهبوا إلى نقيض ما ذهب إليه أصحاب القول الأول ، فرأوا في التزام المذاهب الفقهية واجبا علميا ينبغي التزامه وعدم الخروج عنه ، ومن ثم نظروا إلى الخروج عن المذهب إلى غيره خطرا يتهدد الشريعة ، وأنكروا على من فعل ذلك أشد الإنكار حتى لو كان تركه لمذهبه إلى غيره في المسألة المعينة لدليل صح عنده ، لا يقبل بوجه من الوجوه تأويلا ولا توهينا ..

وحجتهم في هذا أن الإمام من الأئمة المتبوعين لم يختر هذا القول إلا بعد طول بحث وتأمل ؛ رافقا سعة في العلم وهضما للشريعة لم تحصل لمن بعدهم ..

وعليه ، فقد اعتبروا أن ادعاء كون الإمام لم يصله هذا الحديث أو ذاك أمر أشبه بالمستحيل ، إذ إن هؤلاء الأئمة كانوا موسوعات حديثية هائلة ، فكيف يخفى عليهم الحديث ، ثم هو يصل أحدا بعدهم ، هو أدون منهم منزلة ، وأقل منهم علما ..

وتأولوا ذلك بأن الإمام ولا شك وصله هذا الحديث المدعى عدم وصوله إليه ، لكنه :

*إما أن يكون قد ضعفه ، وهؤلاء الأئمة الكبار قد أوتوا من العلم ما يؤهلهم إلى الحكم على الحديث ، ولا شك أنهم اطلعوا على علة ما أوجبت ردهم له لم يطلع عليها من بعدهم ..

*وإما أن يكونوا قد أولوا الحديث تأويلا يلزمه للتوفيق بين الأدلة المتعارضة ، بحيث إنهم رأوا غيره محكما وهو متشابها .

*وإما أن يكون غيره أقوى منه في درجة الصحة ، ولم يكن للجمع أو التأويل مكان ، فردوه لما هو أقوى منه وأثبت .

*وإما أن يكونوا فهموه فهما آخر لم يتبادر إلى ذهن القارئ المعترض عليهم .
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
نود من الإخوة الأحبة الإدلاء بآرائهم النافعة لإثراء الموضوع ..
والله من وراء القصد ، والحمد لله رب العالمين .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
جزاكم الله شيخنا رأفت على هذا السفر المبارك موضوع جدير بالمناقشة

والأصل هو اتباع الكتاب والسنة وما يرجع إليهما من الأدلة الأخرى ، ولا يعدل عن هذا الأصل إلا بدليل ،والله لايكلف نفسا إلا وسعها ، وقد شرع الله التقليد عند عدم العلم فقال سبحانه : ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [1] فشرط لسؤال ، والتقليد عدم العلم أما من يعلم الحق فلا يجوز له التقليد في خلاف الحق الذي يعلمه ، وقوله تعالى : ﴿ َوإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ [2] أمر عند التنازع بالرد إلى الكتاب والسنة ، وهذا نص بين في أن المقلد إذا وجد خلافا في المسألة التي يقلد فيها فلابد أن يأخذ بما في نظره موافق للكتاب والسنة ،وليس يقلد ويأخذ بهواه فإن لم يستطع فلا أقل من الأخذ بقول العالم الذي يتوسم فيه العلم أكثر من غيره ، ولا يجوز الدعوة إلى اتباع إمام واحد دون سائر الأئمة فالحق ليس حكرا على عالم بعينه ،وكل العلماء يؤخذ بأقوال لهم و يرد أقوال لهم ، والأئمة الأعلام كانوا ينصون على عدم تقليدهم في الخطأ قال أبو حنيفة رحمه الله : ( إذا صح الحديث فهو مذهبي )[3] وأيضاً : ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه )[4] وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )، زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا ) ،وقال مالك رحمه الله : ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه )[5] وقال الشافعي : ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و هو قولي )[6] وقال أيضاً : ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني )[7] فهذه الأقوال دالة على عدم تجويز الأئمة تقليدهم في الخطأ ، و نحن ندعو إلى نصوص الشرع واتباع الكتاب والسنة، ونحترم جميع علمائنا ومشايخنا ونتبرأ إلى الله ممن ينتقص قدرهم و ممن يتكلم فيهم لكن لا نعتقد فيهم العصمة .

[1] - النحل من الآية 43

[2] - النساء من الآية 59

[3] - حاشية ابن عابدين على البحر الرائق " 1/63

[4] - حاشية ابن عابدين على البحر الرائق 6/293

[5] - الجامع لابن عبد البر2/32

[6] - تاريخ دمشق لابن عساكر 15/1 /3

[7] - تاريخ دمشق لابن عساكر 15/9/2
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا أخي د ربيع على مشاركتكم الطيبة ..
ومعا بصدد إتمام الموضوع ..
 
أعلى