العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقولة نفيسة لإمام دار الهجرة - رحمه الله -

إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
36
التخصص
علم الحديث
المدينة
البيضاء
المذهب الفقهي
ليس لي مذهب
بسم الله الرحمن الرحيم:


هذا أثر نفيس عن إمام دار الهجرة ، يتجلى من خلاله أن الدين قد تم و كمل ، و أن تتبع السنن و الأخذ بها هي طريقة أهل السنة و الجماعة مع طرح الرأي و نبذه ،إذ هو مهامه تتيه فيها العقول ،و يحول دون الوصول إلم الأرب المأمول ،كما أن في هذا الأثر رد على الجويني –وغيره - ممن ادعوا ، أن النصوص لم تستوعب جميع ما يخص الناس ، و هم بذلك ينسبون النقص إلى شرع الله التام الكامل من حيث لا يشعرون ،

و قد اخرج هذا الأثر الحافظ ابن عبدالبر في (جامع بيان فضل العلم و أهله،3/299) ، و الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد،13/415) - واللفظ له -من طريقين عن يعقوب بن سفيان الفسوي حدثني الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ،قال: قال مالك :" قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وقد تم هذا الأمر واستكمل، فانما ينبغي أن تتبِع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وأصحابه ولا تتبع الرأي، وإنه متى اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى منك فاتبعته فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته ،أرى هذا الأمر لا يتم." أي الرأي.

قلت : و قد رواه الحافظ أبو جعفر الطبري في (تهذيب الآثار) ، كما نقله الشيخ أحمد ابن الصديق في كتابه (المثنوني و البتار)، و لم أجده في الجزء المطبوع من ( تهذيب الآثار) ، و لعل الشيخ أحمد نقله عنه بواسطة كما هي عادته -رحمه الله-.


قلت : وهذا السند إلى الإمام - رحمه الله و رضي عنه- صحيح ، أما الراوي عنه ، وهو إسحاق بن إبراهيم الحنيني (1)، فأقوال الأئمة فيه كالآتي:

قال أبو حاتم : "رأيت أحمد ابن صالح لا يرضاه ".

وقال :"البخاري في حديثه نظر ".

وقال النسائي :" ليس بثقة".

وقال أبو الفتح الازدي :" اخطأ في الحديث".

وقال ابن عدي :"ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه".

وقال ابن حبان في (الثقات) :"كان يخطئ".

وقال عبدالله بن يوسف التنيسي : "كان مالك يعظمه ويكرمه".

و قال أبو زرعة:" صالح ".

قال الحافظ :"يعني في دينه لا في حديثه".

وقال الحاكم أبو أحمد:" في حديثه بعض المناكير".

وقال البزار:" كف بصره فاضطرب حديثه".

قلت : فهو في الحديث لا يسقط عن درجة الاعتبار ، أما في روايته لمثل هذه الأخبار عن مشايخه فيصحح نقله لما عرف عنه من زهد و صلاح ، و خصوصا أنه لازم الإمام مالك .

قلت : اما الراوي عنه الحسن بن الصباح البزار (2) ،فأقوال الأئمة فيه كالآتي:

قال الإمام أحمد: اكتب عنه، ثقة صاحب سنة ".

وقال الخلال : قال أحمد: " ما يأتي يوم على البزار إلا وهو يعمل فيه خيرا ".

وقال أبو حاتم :" صدوق، وكانت له جلالة عجيبة ببغداد ،كان أحمد يرفع من قدره ويجله".

وقال النسائي في أسماء شيوخ:" بغدادي صالح".

وقال في الكنى:" ليس بالقوي".

وذكره ابن حبان في (الثقات).

قلت : فمثله تصحح له مثل هذه الأخبار.

__________________________________________________ __________

1_ترجم له ابن عدي في (الكامل ، 1/341) ،و العقيلي في (الضعفاء، 1/97) ،و ابن حبان في (الثقات) ،و ابن أبي حاتم في (الجرح و التعديل ، 2/208) ،و المزي في (تهذيب الكمال ، 2/396 ) ، و ابن حجر في (تهذيب التهذيب،1/194) .

2_ترجم له ابن حجر في (تهذيب التهذيب،1/400) .​
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
أخي الفاضل الحُميدي : اسم كتاب الشيخ الغماري (المثنوني والبتار) فيه نظر...
 
إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
36
التخصص
علم الحديث
المدينة
البيضاء
المذهب الفقهي
ليس لي مذهب
إن كنت تقصد اخي الفاضل انني أخطات في ضبط اسم الكتاب ..، فأفصح لي عن وجه الخطأ..،

و أما إن قصدت بأن مؤلف الكتاب أخطأ في تسمية كتابه ( المُثْنَوني و البتار،....) فهذا مما اشتهر عن شيخنا العلامة محمد بوخبزة - حفظه الله - التنبيه إليه ، فالشيخ أحمد ابن الصديق - رحمه الله- أراد أن يسم كتابه باسم رمح رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لكن الظاهر انه تصحف عليه اسم رمح رسول صلى الله عليه و سلم ، و هو : ( المثوي ) إلى ما هو مثبت أعلاه، هذا ما اعتذر به الشيخ بوخبزة لشيخه أحمد ابن الصديق ، و الله تعالى أعلم.
 
أعلى