العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الغرور مفهومه وصورته و سببه وأثره وعلاجه

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
البيان الماجور عن معنى الغرور

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو تعريف الناس بالغرور حتى يجتنبوه فجُل الناس مغرورون ،ولكن لايعتقدون أنهم مغرورون ،وقد حذرنا الله عز وجل من الغرور فيقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾فاطر5 ،أى فلا يخدعنَّكم بالله الشيطان. فهيا أيها الأخوة نشرع فى بيان الغرور راجين من الله الرشد والصواب. أولاً مفهوم الغرور : الغرور هو اعتقاد الشخص أنه على خير عن شبهة فاسدة . ثانياً: صورة المغرور: وصورة المغرور كى تشخصه ،وتعرفه أن يقول الشخص عندما تنهاه عن فعل معصية أنا حسن ،وغيرى يفعل كذا وكذا ،أو أنا أحسن من غيرى ، غيرى يفعل كذا وكذا أو يقول أنا عاصى ،ولكن ربنا رحيم ،والله عند ظن عبده به ،وأنا أظن أن ربى رحيم بى ،وسيعفى عنى،وتجده لايفعل الحسنات ،ويرتكب المحرمات ،ويقول أنا اعتمد على رحمة الله ،وعلى مغفرته التى وسعت كل شىء وعلى كرمه. ثالثاًً: سبب الغرور :أيها الأخوة سبب الغرور إما العجب،وهو الرضا عن النفس أوسوء الفهم للرجاء فى الله فالشيطان يزين له التمنى بأنه حسن ظن فى الله (الرجاء) ،وتسمية المغرورين التمنى بأنه الرجاء،وكل رجاء يؤدى إلى فتور فى العبادة فهو غرور،وكل رجاء يؤدى إلى الاستمرار فى المعاصى فهو غرور . رابعاً :أثر الغرور : أيها الأخوة للغرور من أثار الغرور أن يرفض المغرور النصيحة ،وأن يبقى حيث هو في سلّم الغلط ،والاستمرار فى المعاصى طمعاً فى رحمة الله الكريم. خامساً :علاج الغرور: أيها الأخوة يجب أن نعلم أن الله الذى سمى نفسه الرحيم والكريم والتواب التى تملأ القلب افتقاراً إلى فضله ورجاء رحمته قد سمى نفسه أيضا الجبار ،والمنتقم وشديد العقاب ،وهذه الأسماء تملأ القلب خضوعاً وانكساراً وذلاً وخوفاً ورهبة منه سبحانه وتعالى فالله الرب الكريم الرحيم حكيم لايسوى بين من يعصيه ،ويطيع الشيطان،وبين من يطيعه ،والله الكريم الرحيم منتقم وشديد العقاب وجبار فعذابه هو العذاب الأليم قال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ ﴾ الحجر آية 49وآية 50 ،والله مع كرمه قد أوجب خلود الكفار فى النار،وقد أوجب خلود الشيطان فى النار من أجل سجدة ،وقد أوجب قطع اليد فى ربع درهم ،وقد أوجب الجلد ثمانين جلدة فى كلمة ،ونقمة الله واقعة بالمجرمين فيجب أن تحذر الله رب العالمين ،ويجب أن تعبد الله بين الخوف ،والرجاء تخاف من عقابه بتجنب فعل ما يغضبه ،وترجو ثوابه بفعل ما يحبه فالرجاء لايكون إلا مع العمل الصالح يقول تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾البقرة218 ، فالرجاء لهؤلاء الذين يعملون الصالحات ،ويتجنبون المحرمات،وليس مع الوقوع فى الذنوب ،وعدم الطاعة فمن يقع فى المعاصى ،ولايفعل الطاعات ،ويتواكل على رحمة الله فهو مغرور فكيف يرجو العبد دخول الجنة ،وهو لايعمل لها ؟ ودخول الجنة جزاء العمل الصالح والله تعالى يقول :﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾النحل32 أى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره بفعل الطاعات ،واجتناب المحرمات،والمعلوم من القرآن والسنة أن دخول الجنة أو دخول النار إنما هو جزاء العمل فمن يعمل الصالحات يجزى بدخول الجنة ،ومن يرتكب المحرمات يجزى بدخول النار،ويقول تعالى : ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾الصافات39 ويقول النبى r فى الحديث الذى رواه البخارى: (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن أبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ،ومن عصاني فقد أبى ))، وقيل للحسن قوم يقولون نرجو الله ،ويضيعون العمل فقال هيهات تلك أمانيهم يترجحون فيها فمن رجى شيئاً طلبه ،ومن خاف شيئاً هربه ،فكيف يخاف العبد من النار ،وهو يفعل ما يكون سبباً فى دخولها ؟ ،وكيف يرجو رحمة الله ودخول الجنة ،ولا يأتى بأسبابها؟ نسأل الله العافية . وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة الخامسة -إمبابة - الجمعة 20 رمضان 1427 هـ 13 أكتوبر 2006 مـ
 
أعلى