العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إعلام المسلمين بشدة عقوبة الجهر بمعصية رب العالمين

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعـده ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد : فإن الباعث لكتابة هذه الكلمة هو تحذير المسلمين من الجهر بمعصية رب العالمين ،فالذى يجاهر بالمعصية لايستوى مع الذى أسر بالمعصية لضعف إيمانه ،وغلبة الشهوة عليه ،والجهر بالمعصية أشد من الإسرار بها فكلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلسنا بمعصومين ،وقد قال النبى  فى الحديث الى رواه الترمذى ،وحسنه الألبانى : (( كل ابن آدم خطاء ،وخير الخطائين التوابون )) ،والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته ،ومن هو الذي لا يقع في الذنب والمعصية ؟ والمسر بالمعصية أولى بأن يدعها أما الذى يجاهر بها فهذا يدعو إلى فعلها ،وقد انعدم الحياء بالمجاهرة بالمعصية ،وانعدام الحياء معناه فعل الإنسان ما بدى له دون التقيد بدين ،ولاقيم أما المسر بالمعصية فحاله معها ليس كالمجاهربها، فما يلبث أن يبادر إلى التوبة إلى الله والإقلاع، ولعله بهذا من أسعد الناس بقوله تبارك وتعالى ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله َولَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ آل عمران135 ، في حين يصرُّ المجاهرعلى هذه المعاصي ،ويدعو إليها إما بلسان الحال أو بلسان المقال ،ولذلك كانت عقوبة المجاهر بالمعصية أشد فيقول النبى  : « كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح ،وقد ستره الله تعالى فيقول عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» صحيح الجامع رقم 4512 فهذا المتوعد بالعذاب ؛ لأنه أعلن المعصية أماالمُسِر لو وقع في المعصية فإنه إنما يقع وقوعاً عارضاً، فلا يسعى إلى المعصية، ولا يبحث عنها، لكن قد يواقع المعصية ،وقد غلبته شهوة وقد غلبه هوى، ولعله أسعد الناس بما قاله ابن القيم رحمه الله كما في مدارج السالكين : (( والله تعالى إنما يغفر للعبد إذا كان وقوع الذنب منه على وجه غلبة الشهوة وقوة الطبيعة، فيواقع الذنب مع كراهته له من غير إصرار في نفسه، فهذا ترجى له مغفرة الله وصفحه وعفوه، لعلمه تعالى بضعفه وغلبة شهوته له وأنه يرى كل وقت مالا صبر له عليه. فهو إذا واقع الذنب واقعه مواقعة ذليل خاضع لربه، خائف، مختلج في صدره شهوة النفس الذنب وكراهة الإيمان له، فهو يجيب داعي النفس تارة، وداعي الإيمان تارات. فأما من بنى أمره على أن لا يقف عن ذنب ،ولا يقدم خوفاً ،ولا يدع لله شهوة، وهو فرح مسرور يضحك ظهراً لبطن إذا ظفر بالذنب، فهذا الذي يخاف عليه أن يحال بينه وبين التوبة ،ولا يوفق لها)) ولاشك أن الذى يستحى من أن يراه أحد يواقع المعصية هذا دليل خير له ،وعلامة على حياة قلبه عكس الذى يجاهر بها فهذا يعلنها صريحة أنه يعصى الله ،ولايستحى من الله ،ولايخاف منه بل ويعادى الله ،فهذا يخشى أن لا يوفق للتوبة ،والتوبة هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه ،وأشهر مثل للجهر بالمعصية التبرج فالتبرج معصية فى العلن ،وليست فى السر،فتجد الأخت المتبرجة عندما تقول لها أنت بهذه المعصية تعادين الله تقول لك أنا لا أعادى ربى ،ولكن نفسى أمارة بالسوء ،وربنا يرحمنى فهذه الأخت تجهل أن التبرج معصية فى العلن ،وعقوبة المعصية فى العلن غير عقاب المعصية فى السر ، ،وهى تعلن لكل من يراها أنها تعصى الله ؟ بلسان الحال (أى بلسان الفعل)،وتعلن أنها لايهمها الله ،ولا تخاف منه ،وتتحجج بأنها ضعيفة الإيمان مغلوبة على فعل هذا ،ونسيت هذه الأخت أن ضعيف الإيمان الذى يفعل المعصية لايجاهر بها أمام الناس فهذا قد يعفو الله عنه يوم القيامة أما أنت فلا تريدين عفو الله ؛ لأن عفو الله لغير المجاهرين بمعصيته ؛ولذلك لأن أباها أوزوجها أوأخاهاجاهر بهذه المعصية أيضاً لأنه تركها تعصى الله ولم يغر من نظر الناس إلى عورتها فهو فى الإسلام ديوث ،ولا يدخل الجنة ابتداءاً حتى يعذب بهذا الفعل قال رسول الله  : « ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر» صحيح الجامع رقم 3062 نسأل الله هداية عصاة المسلمين. وكتب ربيع أحمد سيد طب عين شمس الفرقة الخامسة -إمبابة - الجمعة 20 رمضان 1427 هـ 13 أكتوبر 2006 مـ
 
أعلى