العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

رسالة إلى مجرح

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح ، و الحدث الجليل ...
أما بعد :
فالناظر إلى مايفعله ( ممن ينتسبون للسلفية ) في إخوانهم ( أهل السنة و الجماعة ) يدرك تماما ( مدى الضلال و البغي الذي وصلوا إليه ) ونحن على مدى سعة صدرونا لا نزال ( صابرين عليهم ) ، وقد يتبادر إلى أذهان بعض ( أنصاف المتعلمين ) أننا نذافع عن أهل البدع و الأهواء ، ونميع ( المنهج السلفي ) فنقول ؛ ( كلا ) فمنهجنا هو ( الوسطية و الإعتدال ) في ( الأعمال و الأقوال و الإعتقاد ) أما ما ( يخص الرجال وقدحهم أو سخطهم ) فلسنا ممن يوهم الرعاع أو الدهماء ( مالا يستحله ) و ( لسنا ممن يحيف بالقدح في فلان بالجزاف ) و إن كان ( مخالفا لنا ) بل ( نعطي كل إنسان ما يستحقه من الجرح و التعديل ) فإنه من صحت ( لنا ) عدالته وكثرت ( رعايته للسنن و الآثار ) ورسخت قدمه في العلم السلفي ( لكنه أخطأ في أصل من الأصول أو زل في قضية من قضايا المنهج) فهذا لا نخرجه من ( دائرة السنة ) و ( ندخله إلى دائرة البدعة ) يقول الإمام الشاطبي - رحمة الله عليه - ( إن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ بها تقليدا له وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ولذلك عدت زلة وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ولا نسب إلى صاحبها الزلل فيها كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا ينتقص من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتا فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدين ) انتهى .الموافقات في أصول الشريعة :إبراهيم بن موسى الشاطبي المالكي 4/167ومابعدها تحقيق الدكتور عبد الله دراز دار المعرفة للنشر و التوزيع بيروت - لبنان .
وقال الإمام ابن تيمية - رحمة الله عليه - (وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وفجور وطاعة ومعصية، وُسنّة وبدعة، استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة فيجتمع له من هذا وهذا ) المجموع 209/28 .
لكن ( شأن المقلدة ) و أتباع كل ( ناعق ) يزعمون (زعما أكيدا ) أن ( شيخهم ) هو القول الفصل في كل قضية ( حتى إذا جاء من يخالفهم من بلغ درجة الإجتهاد رموه بالنكير وفوقوا إليه سهام النقد وعدوه من الخارجين عن الجادة )
يقول الشيخ عبد الكريم الخضير عضو هيئة كبار العلماء في كلام نفيس له ( وعلى طالب العلم أن يكون منصفاً في أقواله وأحكامه على الناس، فالحق يقبل ممن جاء به، نعم إذا وجد نظيره لشخصٍ لم يتلبس بشيءٍ من المخالفات ،هذا هو الأصل ،كما أن الأصل في الرواية أن تكون عن سنيٍّ لم يتلبس ببدعة ،لكن إذا لم يوجد هذا الحديث وهذا الخبر إلا عند من رمي بنوعٍ من البدعة
فتحصيل مصلحة رواية هذا الخبر وحفظه للأمة مقدمة على هجر هذا المبتدع وترك الرواية عنه وكتب السنة -بما في ذلك الصحيحين- طافحة بالرواية عن المبتدعة ،فالحق يقبل ممن جاء به ،وتفصيل رواية المبتدع وقبولها أو ردها مبسوط في كتب علوم الحديث ،والذي دعانا إلى ذلك أن مؤلف هذا الكتاب كان متلبساً ببدعة ،وبعض الإخوان -وهذا من شدة حرصهم وغيرتهم على السنة ولا يظن بهم إلا خيراً- يرى أن يهجر كل ما جاء عن المبتدعة ،ولهم في ذلك سلف ،الإمام مالك -رحمة الله عليه- لا يجيز الرواية عن مبتدعٍ البتّة ؛ إماتة لذكره وإخماداً لبدعته
لكن واقع كتب السنة كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة المعتمدة خُرِّجَ فيها لكثير من المبتدعة
وذكرنا أن تحصيل الفائدة المرتبة على الخبر الذي جاءنا من طريق هذا المبتدع
-الذي هو ليس من الغلاة في بدعته ولا يدعو إليها-مقدم على مصلحة إماتته وإخماد بدعته ) انتهى من شرح الورقات .
أختم هذا الكلام بكلام قراته البارحة للإمام الشافعي - رحمة الله عليه قال ( إذا كان الأغلب الطالعة فهو المعدل وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرح )
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم

راجيا بذلك دعوات المستفيدين ورجوع المغترين
و الله المستعان

 
أعلى