العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاتجاهات الفقهية في فقه حديث "لقيط بن صبرة" في باب مفطرات الصيام

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الاتجاهات الفقهية في فقه حديث "لقيط بن صبرة" في باب مفطرات الصيام
فقه حديث "لقيط بن صبرة": (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما).

المطلب الأول: نص الحديث:
عن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما) أخرجه الخمسة.
وهو حديثٌ صحيحٌ، أكاد أقول: بإجماع أهل الصنعة.

المطلب الثاني: مسالك أهل العلم في فقه الحديث في باب المفطرات:
هناك مسلكان رئيسان في المسألة :

المسلك الأول: هو اعتباره دالا على أحكام مفطرات الصيام.
وهذا مسلك الجمهور، وعليه عامة أهل العلم، ومنهم الأئمة الأربعة، وجملة أصحابهم.
وهؤلاء أيضاً على طريقتين:
الطريقة الأولى: التوسع في الاستدلال به، وهي طريقة غالب الفقهاء.
الطريقة الثانية: تقييد الاستدلال به في مناطق محدودة، وهي طريقة جماعة من المالكية والشافعية، واختارها بعض الفقهاء كالولوالجي من الحنفية، وابن تيمية من الحنابلة.

المسلك الثاني: اعتباره غير دالٍ على أحكام مفطرات الصيام:
وهذا مسلك جماعةٍ قليلةٍ مِنْ أهل العلم، لم أره إلا عن اثنين، وهما:
1- ابن حزم الظاهري.
2- يوسف القرضاوي.
وبما سبق يتبين:

أن هناك اتجاهين رئيسين في دلالة حديث لقيط بن صبرة على أحكام مفطرات الصيام، وهما:
1- اعتباره دالا.
2- اعتباره غير دال.

كما تبين:
أنه عند التفصيل تتسع القسمة لتكون مشمولة ثلاث اتجاهات، فيقال:
لأهل العلم في دلالة حديث لقيط بن صبرة على مفطرات الصيام مسالك ثلاثة:
المسلك الأول: التوسع في دلالته. [الجمهور].
المسلك الثاني: تقييد دلالته.[طائفة قليلة].
المسلك الثالث: عدم دلالته.[طائفة أقل].
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
لله درك شيخنا كلام محرر محقق
لكن لم أفهم كيف ألحقت الإبر الوريدية هل هي واصلة إلى الجوف؟
أحسنت أخي الكريم، والأمر كما ذكرت، ولكن أعتذر بتكرار ذكرها حتى تكون منا على بال، لأن الاستغراق في تعاليل الفقهاء ربما أدى إلى إقحام الباب ما يتنافى مع معنى الأكل والشرب، أو إخراج ما اجتمع فيه معنى الأكل والشرب.

وهذا من الوضوح بمكان عند كلام الفقهاء القدامى وعند جماعة من المعاصرين.

فوجدت ضرورة إلى تأكيد هذا المعنى وهو أن النص إنما أتى بالأكل والشرب، وقد اقتصر عليه أهل الظاهر، لكن بما أننا قياسيون فلا بد أن ننضبط في معناه.

المسألة الأخرى : ما معنى الأكل والشرب:
أما التغذية :
فإنها وإن كانت من الأوصاف الجوهرية التي تقصد من الأكل والشرب فإن الشارع لم يلتفت إليها، وهو لا يقتضيه معنى الأكل والشرب لغة، فإن معناهما يحصل ولو من غير مغذي.
وعامة أهل العلم على الإفطار بكل داخل ولو لم يكن مغذياً ولا يكاد يخالف في هذا إلا طلحة بن عبيد الله والحسن بن صالح، واتجاه ساكن لدى المالكية.


أما كونه من منفذ معتاد:
فهذه طريقة أهل الظاهر وجماعة من المعاصرين.
وهذه الطريقة يردها ظاهر حديث لقيط بن صبرة.
والفقهاء الأربعة على عدم إناطة الداخل عبر المنفذ المعتاد.
وأنه يقع الإفطار بكل داخل إلى الجوف ولو كان عن طريق منفذ غير معتاد، أو عن طريق منفذ أصلاً كما يقع في المخارق غير الأصلية أو في جرح الجائفة والمأمومة عدا المالكية، ومنها اليوم الحقن الوريدية.

ويقع بين الفقهاء خلاف فيما ينفذ إلى الجوف وما لا ينفذ على ما هو معروف، ومفصل في دروس هذه الدورة.

إذن العبرة بالداخل إلى الجوف ولو كان من غير منفذ المعتاد.


وحد الجوف الأصلي:
هو من الحلق عند جماعة [المالكية والحنابلة] أو من وراء الحلق عند الحنفية والشافعية.
وينتهي بالأمعاء الغليظة كما هو عند الفقهاء الأربعة.
وألحق به الجمهور الفرج، وألحق الشافعية المثانة عبر منفذ الإحليل.
والدماغ جوف فرعي عند الجمهور خلافاً للمالكية على المصحح عندهم.
والصواب والله أعلم:
أن الجوف: يبدأ من وراء الحلق وينتهي بالأمعاء الغليظة، ويندرج فيه الداخل عن طريق الحقن الوريدية لاتصالها المباشر بها، واستفادة الجسم كله منها.
وليس من الجوف: الدماغ ومنافذه، ولا الحلق، ولا المثانة ولا الفرج ولا الدبر.
وما ذكرته هو ما يتفق مع معنى الأكل والشرب.


بالمناسبة: عملية الامتصاص إنما تجري أكثرها في الأمعاء الدقيقة وبعضها في الغليظة، أما المعدة فليس من وظيفتها الامتصاص، وإنما وظيفتها الهضم.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيرا على هذه المدارسة الطيبة التي حفزتني فيها على الكلام على جملة من صلب الإشكالات الحقيقية التي كنت قد تجاوزتها.
بالنسبة للحقن الوريدية فهي الدرس القادم إن شاء الله في المنافذ غير الطبيعية.
 
أعلى