[gdwl]o منفذ العين:[/gdwl]
المسألة الأولى: هل العين منفذ؟
[type=782324]إجمالاً:[/type]
المالكية والحنابلة: نعم.
الحنفية والشافعية وأهل الظاهر: لا.
[type=69368]
تفصيلاً:
[/type]يقصر أهل الظاهر المنفذ على المنفذ المعتاد، وهو الفم، حتى لا يثبتون معه منفذ الأنف الذي جاء في حديث لقيط بن صبرة، فضلا عن غيره.
بقية المذاهب الفقهية الأربعة متفقة على اعتبار حديث لقيط بن صبرة دالاً على اعتبار المنفذ غير المعتاد، وإنما اختلفوا هنا من جهة النفوذ أو عدمه، فالمالكية والحنابلة أثبتوا نفوذ العين إلى الجوف، وبالتالي اعتباره منفذا، ونفاه الحنفية والشافعية، وبالتالي لا يكون عندهم منفذا، فإن وجد طعمه في حلقه فإنما يصل إليه عن طريق المسام.
أكد المالكية والحنابلة قولهم بما استجد من العلم الحديث حيث ذكر علماء التشريح اشتمال العين على قناة طبيعية تعرف بقناة الدمع تصلها بالأنف ثم بالبلعوم.
ولهذا المعنى رجح الشيخ محمد المختار السلامي قول المالكية والحنابلة باعتبار العين منفذا، مستشهداً بقول الأطباء.
إلا أن جماعة من الأطباء والفقهاء مع تسليمهم بصدق هذه المعلومة إلا أنهم ناقشوا حصول الإفطار بما ينفذ من العين لما يلي:
o أن جوف العين لا يتسع لأكثر من قطرة واحدة، وكل ما زاد عن ذلك تلفظه العين إلى الخارج، فيسيل على الخد، وحجمها (0.06) من السم3، والميلي لتر الواحد يحتوي على 15 قطرة، وملعقة الشاي الصغيرة تحتوي على 5 ميلي لتر من السائل , وعليه فإن القطرة الواحدة التي توضع في العين تبلغ جزءًا من 75 جزءًا مما تحتويه الملعقة الصغيرة.
o أن هذه القطرة أقل بكثير مما يتبقى في الفم بعد المضمضة أو مما يدخل في الأنف أثناء الاستنشاق.
o أن ما يتذوق من طعمها المر فإنما يتذوق في مؤخرة اللسان، حيث أن الحليمات الذوقية موجودة في اللسان فقط، أما الحلق فليس محلًّا للذوق، وإنما محل الذوق الحليمات الذوقية التي توجد على أواخر اللسان أو على جوانب اللسان. فقولهم: (وجد طعمه في حلقه) غير مفهوم بالنسبة لطب اليوم، وإنما الذوق في هذه الحليمات.
o أن القطرة تمتص عندما تدخل إلى القناة الدمعية ولا تصل إطلاقًا إلى البلعوم، وظهور طعم هذه القطرة في الفم ليس لمرور هذه القطرة داخل البلعوم ، ولكن لأنها تمتص، فأول ما تمتص تذهب إلى هذا المكان وتصبح طعمًا ويشعر بها المريض الذي يتعاطاها، والامتصاص لا يعني الأكل والشرب , وأطباء العصر يعرفون أن الماء والأدهان وكثيرًا من الأدوية تمتص من داخل الجلد ومن باطن الفم، ثم إن الدواء الذي يمتص قد يكون له طعم قوي جدًّا، فيمتص إلى الدورة الدموية فيدور ويصل بعد ذلك إلى اللسان، فيحس المرء بطعمه.
وعلى قواعد الفقهاء فإن قطرة العين: مفطرة عند الحنابلة مطلقا، وعند المالكية إذا وجد طعمها في حلقه، وليست بمفطرة عند الحنفية والشافعية والظاهرية.
الراجح:
أن قطرة العين لا تفطر للأسباب التالية:
1- أن اعتبار وجود منفذٍ إلى الجوف لا يكفي لاعتبار الإفطار بالداخل منه، حتى يتحقق ولو بغلبة الظن أنه يصل منه إلى الجوف.
2- أن الغالب أن هذه القطرة لصغرها تستنفد في القناة الدمعية، وأقصى ما تبلغه ما يذاق من اللسان عن طريق امتصاصها في القناة الدمعية.
3- أن ما قد يصل إلى الجوف على الندور فإن حكمه يكون حكم النادر، كحكم الماء المتبقي بعد المضمضة، فإن القطرة يقصد إدخالها إلى القناة الدمعية، وليست هي بجوف، وما يبقى بعد ذلك فحكمه حكم ما رخص الشارع فيه.