عبد الرحمن بن عمر آل زعتري
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 1,762
- الإقامة
- ألمانيا
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه
- الدولة
- ألمانيا
- المدينة
- مونستر
- المذهب الفقهي
- لا مذهب بعينه
مقدمة
وقد أولاه النظار الإسلاميون رحمهم الله أهمية كبرى وأفردوه بالتصانيف الجليلة على اختلاف مذاهبهم, وهم في كل صنيعهم ينطلقون من نظرية منهجية متقنة :
إن النظر الفكري ينبغي أن يكون منضبطا بضوابط صارمة تعصم الذهن من عوارض الخطأ والتيه , فلا مسامحة في المنهج , إذ به يتوصل إلى الحقائق التي ترضي الرب في العاجل والآجل , كما يتوصل به إلى حفظ الوحدة السياسية والإجتماعية .. وهي أمور لا تخفى : خاصة إذا نظرنا إلى حال الأمم التي فقدت الوحدة المنهجية المنضبطة : فإنها تعيسة بحق , والتعاسة درجات ..
وقد كان هؤلاء النظار تغمدهم الله بواسع الرحمة : مهمومون بأمرين جوهرين : تفسير الوجود وتدبير الموجود , ورأوا أن لا سبيل إلى هذا الهدف المنشود إلا بالمباحثة في أهدى السبل إلى التحقق بمعاني الخطاب الشرعي..
وقد رتبوا هذه الأبحاث العظيمة في إطار علمي كبير هو علم الأصول – ولا أقول أصول الفقه- الذي أضحى "ملاذا للأمة حين تشتد بها الأزمات , وتحاصرها المستجدات , ذلك أن مدار العلم -علم الأصول - على بناء العقل المسلم بناء مقاصديا يعلمه صنعة التوازن بين مراد الشرع وأحوال الناس وأوضاعهم , حملا لهم على الوسط , وإجرءا لأحكامه تحت نظر العدل"[1]
ولما رأيت هذا الإهتمام العظيم بهذا المبحث والتأكيد عليه , والحض على إتقان مباحثه وإحكام دلائله عزمت على دراسته سالكا سبل أهل العلم في التدرج التحصيلي , ذلك أن "كل علم لا يستولي الطالب في ابتداء نظره على مجامعه ولا مبانيه , فلا مطمع له في الظفر بأسراره ومباغيه "[2] .
ورحم الله امرأ –ثلاثا- دلني على أخطائي ونبهني على زلاتي وقد قال أهل الحكمة : من الأخطاء يتعلم الناس.
[1] - مقتطف من مقال للدكتور حميد الوافي بعنوان : المعنى بين اللفظ والسياق.
[2] - الغزالي , المستصفى ص 9 (دار الكتب العلمية , ط : 1 , 2008).