العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

عمرة رمضان بين فعل المستحب وإضاعة الواجب

إنضم
23 أغسطس 2009
المشاركات
31
التخصص
فقه
المدينة
كوالالمبور
المذهب الفقهي
شافعي
كانوا ما يقرب من العشرين شخصاً قدموا من إحدى الدول الأوروبية لأداء عمرة رمضان نزلوا في إحدى الفنادق وأدوا مناسك العمرة وبعدها مكثوا في مكة لعدة أيام خلالها تعرفت على أحدهم وفي معرض الحديث أخبرني أنهم يريدون الوصول لعدد من المشايخ وأهل الخير.

كنت فضوليا فسألت عن السبب.

فأجابني بأن لديهم مشروع بناء مسجد ومركز إسلامي في مدينتهم وبقي على إتمامه ما يقارب المائة ألف،

فسألت صاحبي كم القادمون معك من هذه المدينة؟

أجاب: قرابة العشرين

استرسلت في فضولي وكم كلفت العمرة كل واحد منكم؟

أجاب: وعلى وجهه الاستغراب من هذه الأسئلة: ثلاثة آلاف دولار.

تماديت وقلت له أول مرة تقصدون بيت الله؟

زاد استغرابه وأجاب: لا، كلنا ولله الحمد أدى الحج والعمرة،

استمر التحقيق الأخوي مع صاحبي: ما ضرورة إقامة مسجد ومركز إسلامي بالمدينة؟

استرسل هو الآخر بذكر المبررات التي وصلت بضرورة إقامة المشروع إلى حد الوجوب.

سألته: ما هو أحب إلى الله التقرب إليه بالفرائض أم المستحبات؟

ج) الفرائض طبعاً

س) وإذا تعارض واجب ومستحب أيهما يقدم

ج) فعل الواجب

س) إذن لماذا أقدمتم على المستحب وتركتم الواجب

ج) بالحقيقة أن..أن..

قاطعته ولم أتركه يكمل، قلت له إن العمرة في رمضان ثبت بها الفضل بلا شك فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأم معقل الأنصارية -عندما احتبست عن الحج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية تعدل حجة معي (كما في رواية ابن حبان)، ومع هذا فإن بعض أهل العلم ذهب إلى أن هذا الفضل خاص بصاحبة القصة كما يرى سعيد بن جبير لأن أم معقل قالت بعد رواية الحديث وقد قال هذا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أدري ألي خاصة، وكانت تقول الحج حج والعمرة عمرة)

قال: ولكن العبرة بعموم اللفظ

قلت نعم: ولكن العموم هنا ليس محل اتفاق لما سبق ذكره مما يدل على الخصوصية.

ثم على القول بعموم اللفظ فإن العمرة في رمضان تظل سنة، ولا يجب أن يضيع بفعلها واجب، فإذا تزاحم واجب ومسنون قُدِّم الواجب وهذا محل اتفاق بين الأئمة وهو مادل عليه الهدي النبوي في مواطن كثيرة وفي خصوص هذه المسألة بالذات، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعتمر في رمضان أبداً وقال بعض أهل العلم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشتغل في رمضان بما هو أهم من العمرة (انظر فتح الباري 3/605)، وكذا الخلفاء الراشدون وكبار الصحابة لم يؤثر عنهم الحرص على العمرة في رمضان، بل يفهم من هديهم أن العمرة أو ما هو أفضل منها وهو الحج لو تعارض مع واجب كفائي لقُدم ذلك الواجب عليه، فهذا ابن عباس رضي الله عنهما- يقول: لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة.

قال صاحبي: أنا أسلم بهذا، ولكن ما الواجب الذي أضعناه

قلت: لقد أنفقتم ما معدله ستون ألف دولار على أقل تقدير أكثر من نصف تكلفة المشروع الذي ترون أن إقامته من أهم الواجبات للحفاظ على هوية المسلمين وحفظ أبنائهم من الانزلاق، إن هذه النفقات صرفتموها في مستحب وأضعتم واجب.

قال صاحبي: صحيح.. صحيح، ولكن هذا ليس حالنا فقط، فكثير من الذين يقدمون لأداء العمرة في رمضان من الداخل والخارج ينفقون الكثير من الأموال التي لها مصارف تصل إلى الوجوب، فكم من جائع، وكم من مجاهد أمام العدو ينتظر العون، وكم من محاصر، وكم من أسير لا عائل لأهله، وكم من مناطق بحاجة إلى مسجد أو مدرسة وكم.. وكم. وكم، فلماذا العتب علينا وحدنا؟

قلت: لا.. ليس عليكم وحدكم ولكنها عموم البلوى بتقديم المستحبات على الواجبات، وعدم الفقه بترتيب الأوليات، فالعتب علينا جميعاً.

قال صاحبي: جزاك الله خيراً، وأعدك على تعميم مبدأ التقرب إلى الله بالواجبات قبل المستحبات.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الرزاق، ونفع بكم وكثر من أمثالكم
ألهمنا الله وإياكم الحكمة والرشد والسداد
 
إنضم
23 أغسطس 2009
المشاركات
31
التخصص
فقه
المدينة
كوالالمبور
المذهب الفقهي
شافعي
شكر

شكر

شكر الله لك ياشيخ فؤاد..فقد كانت عندي محاضرة اسبوعية خلال رمضان حول المفطرات المعاصرة هنا في ماليزيا وانتفعت من دورتكم المباركة..جعلك الله من مفاتيح الخير ونفع بك...ولا عدمناك أخا مجتهدا بساما ضحاكا كما عهدناك
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,137
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
عموم البلوى بتقديم المستحبات على الواجبات، وعدم الفقه بترتيب الأوليات
كلام قيِّم، وهي حقيقة واقعة يا شيخ عبدالرزاق.
وما ذكرته مفردة واحدة من مفردات عدَّة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر:
منها: حرص بعض المتبرِّعين وخاصَّة في شهر رمضان على إفطار الصائم؛ وهي حسنة ولا شك؛ لكني لا أرمي إلى المشهد العام؛ وإنما تعليقي على المشهد الخاص؛ وذلك حين يقصر المتبرع ذاته المشروع الخيري لإفطار الصائم؛ ويعرض صفحاً، أو قد لا يتجاوب مع بقية المشاريع الخيرية؛ وبخاصة متعدية النفع؛ وبالأخص دائمة النفع.
ومنها: حرص بعض الأئمة والمؤذنين على أداء العمرة في شهر رمضان؛ فيفوِّت أياماً من إمامة المسجد بلا متابعة، بل ولا إقامة الكفء الحريص؟!.
فيصبح المسجد بلا قيِّمٍ، وتتعطَّل وظائفه أو تُشلّ؟!!.
وقد أدركت بعض الفضلاء من أئمة المساجد في الرياض يذهب لأداء العمرة بعد إمامته للناس بالتراويح فلا تأتي الليلة الأخرى إلا وهو الذي يؤم الناس لصلاة التراويح؛ فلله در مثل هؤلاء!!.

فقد كانت عندي محاضرة اسبوعية خلال رمضان حول المفطرات المعاصرة هنا في ماليزيا وانتفعت من دورتكم المباركة
نفع الله بكم يا شيخ عبدالرزاق؛ وأنتم على ثغر، فأعانكم الله، وسددكم على الخير والدعوة.
 

أبو عبدالرحمن القحطاني

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
26
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنابلة
أثر ابن عباس رواه أبو نعيم في الحلية (1328)حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ثنا خلف بن عبدالحميد ثنا ابو الصباح عبدالغفور بن سعيد عن أبي هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله عز وجل أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل .
وقد قال عن الأثر الدكتور :علي رضا في منتديات البيضاء العلمية :هذا الأثر ضعيف جداً من أجل : عبد الغفور ؛ فإنه متروك .وخلف مجهول .
 
إنضم
23 أغسطس 2009
المشاركات
31
التخصص
فقه
المدينة
كوالالمبور
المذهب الفقهي
شافعي
شكر وتصويب

شكر وتصويب

شكر الله لك اخي أبو عبد الرحمن القحطاني هذا التنبيه الجميل وفعلا عبدغفور بن سعيد متهم بالوضع، وأرجو من الإخوة في الإدارة حذف الأثر واستبداله بهذا الأثر الذي رواه ابن ابي شيبة
وعن حسين بن علي قال : " لأن أقوت أهل بيت بالمدينة صاعا كل يوم أو كل يوم صاعين شهرا أحب إلي من حجة في إثر حجة.
 
أعلى