العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أيهما أهم الفعل أم العمل ؟

إنضم
17 أغسطس 2008
المشاركات
70
التخصص
باحث شرعي
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
حنبلي

[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/FONT]
[FONT=&quot]قال الشيخ العثيمين في تعريف الحكم : (واصطلاحاً : ما اقتضاه خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين من طلب أو تخيير أو وضع) .[/FONT]

[FONT=&quot]وقال في شرح الأصول (ص/39) : (لو قلنا "بأعمال المكلفين" ؛ لأن العمل هو الذي يشمل القول والفعل ، والفعل يُؤتى به في مقابل القول بخلاف العمل . فالعمل يطلق على الفعل والقول ، والقول مقابل الفعل . ففي الحقيقة لو إننا عكسنا لكان أولى ) .[/FONT]

[FONT=&quot]وهذا الذي استدركه الشيخ على التعريف هو المشهور ؛ للمقابلة بين القول والفعل ، وأن العمل يجمعهما ، وقد قال به جماعة من العلماء قال المرداوي في "التحبير شرح التحرير" (5 / 2144): (العمل يشمل القول والفعل) ([FONT=&quot][1][/FONT]). ويدل عليه قوله تعالى: (وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) .[/FONT]

[FONT=&quot]وعندي أنه يشكل على هذا الاستدراك قوله - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به) ، وأيضا ما اشتهر عن السلف من قولهم (الإيمان قول وعمل)[/FONT]​

فهل من تفصيل في هذه المسألة ...
جزاكم الله خيرا ، وأحسن إليكم .
---------------------
([FONT=&quot][1][/FONT]) وينظر "شرح عمدة الأحكام" (1/17) لابن دقيق العيد .
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
[font=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/font]
[font=&quot]قال الشيخ العثيمين في تعريف الحكم : (واصطلاحاً : ما اقتضاه خطاب الشرع المتعلق بأفعال المكلفين من طلب أو تخيير أو وضع) .[/font]

[font=&quot]وقال في شرح الأصول (ص/39) : (لو قلنا "بأعمال المكلفين" ؛ لأن العمل هو الذي يشمل القول والفعل ، والفعل يُؤتى به في مقابل القول بخلاف العمل . فالعمل يطلق على الفعل والقول ، والقول مقابل الفعل . ففي الحقيقة لو إننا عكسنا لكان أولى ) .[/font]​

[font=&quot]وهذا الذي استدركه الشيخ على التعريف هو المشهور ؛ للمقابلة بين القول والفعل ، وأن العمل يجمعهما ، وقد قال به جماعة من العلماء قال المرداوي في "التحبير شرح التحرير" (5 / 2144): (العمل يشمل القول والفعل) ([font=&quot][1][/font]). ويدل عليه قوله تعالى: (وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) .[/font]​

[font=&quot]وعندي أنه يشكل على هذا الاستدراك قوله - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – : (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به) ، وأيضا ما اشتهر عن السلف من قولهم (الإيمان قول وعمل)[/font]​


فهل من تفصيل في هذه المسألة ...
جزاكم الله خيرا ، وأحسن إليكم .
---------------------
([font=&quot][1][/font]) وينظر "شرح عمدة الأحكام" (1/17) لابن دقيق العيد .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا أرى أن ثمة إشكالاً يَرِدُ بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه – على القول بأن العمل يجمع الأمرين: القول والفعل؛ إذ القائل داخل في المؤاخذة وعدم العفو، كما أن الفاعل داخل في هذا.

وأما قول السلف: الإيمان قول وعمل
فإنه قد يجاب عنه بأن فيه زيادة إيضاح لرد قول من اكتفى بالقول واعتبره عملاً كافياً مجزئاً في الإيمان من أهل الغلو في الضلال، فيكون من عطف العام على الخاص.

وإجابة أخرى: أن العمل قد يراد به الفعل حيناً إذا اجتمع مع القول، وقد يراد به الأمران إن أُفرِد، ونظائر هذا كثيرة..

فالإيمان متعلق بالباطن إن اجتمع مع لفظ الإسلام في موضع، ولكنه يشمل الأعمال الظاهرة -أيضاً- إن أفرد.
وإذا جُمِع بين لفظي "الفقراء" و"المساكين" افترقا، وإن افترقا اجتمعا. والله أعلم
 
إنضم
17 أغسطس 2008
المشاركات
70
التخصص
باحث شرعي
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
حنبلي
جزاكم الله خيرا على تفاعلك ، وسوف أناقشك لا للجدال بل لكي نحسم هذه القضية فأنا أعد درسا في الأصول وأحتاج تحرير هذه المسألة .[font=&quot][/font]


[font=&quot قال:
أبوبكر باجنيد;20689[/font]][font=&quot] لا أرى أن ثمة إشكالاً يَرِدُ بحديث[/font][font=&quot]أبي هريرة - رضي الله عنه – على القول بأن العمل يجمع الأمرين: القول[/font][font=&quot]والفعل؛ إذ القائل داخل في المؤاخذة وعدم العفو، كما أن الفاعل داخل في[/font][font=&quot]هذا[/font].
[font=&quot]الإشكال أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل القول قسيم العمل ، ففرق بين أن يقول : ما لم تعمل أو تكلم ، و أن يقول : ما لم تفعل أو تكلم .[/font]

[font=&quot]
[/font]
[font=&quot قال:
أبوبكر باجنيد;20689[/font]]
[font=&quot]وأما قول السلف: الإيمان قول وعمل[/font]
[font=&quot]فإنه قد يجاب عنه بأن فيه زيادة إيضاح[/font][font=&quot]لرد قول من اكتفى بالقول واعتبره عملاً كافياً مجزئاً في الإيمان من أهل[/font][font=&quot]الغلو في الضلال، فيكون من عطف العام على الخاص[/font].
[font=&quot]جزاكم الله خيرا ، وعلى قاعدتك كان الأولى أن يقولوا : الإيمان قول وفعل ، من باب التفصيل بدلا من أن يقولوا : الإيمان عمل وفقط ، حتى يردوا على من اكتفى بالقول .[/font]
[font=&quot]وأما على قولك من أنه من باب عطف العام على الخاص فإنه يكون فيه شبهة تأييد لقولهم حيث أن عطف الخاص على العام إنما يكون للاهتمام بالخاص ، فلعلهم يتمسكون بهذا على أن الخاص أهم مما ذكر معه ، وأنه يكتفى به . [/font]


[font=&quot قال:
أبوبكر باجنيد;20689[/font]]
[font=&quot]وإجابة أخرى: أن العمل قد يراد به الفعل حيناً إذا اجتمع مع القول، وقد يراد به الأمران إن أُفرِد، ونظائر هذا كثيرة[/font]..

[font=&quot]وهذا استدلال بمحل النزاع فلو قلت لك أن هذا القول المشهور عن السلف من أن الإيمان قول وعمل يدل على أن القول قسيم العمل وأن الفعل يجمعهما لما كان بعيدا .[/font]


 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
جزاكم الله خيرا على تفاعلك ، وسوف أناقشك لا للجدال بل لكي نحسم هذه القضية فأنا أعد درسا في الأصول وأحتاج تحرير هذه المسألة .​




[font=&quot]الإشكال أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل القول قسيم العمل ، ففرق بين أن يقول : ما لم تعمل أو تكلم ، و أن يقول : ما لم تفعل أو تكلم .[/font]​




[font=&quot]جزاكم الله خيرا ، وعلى قاعدتك كان الأولى أن يقولوا : الإيمان قول وفعل ، من باب التفصيل بدلا من أن يقولوا : الإيمان عمل وفقط ، حتى يردوا على من اكتفى بالقول .[/font]
[font=&quot]وأما على قولك من أنه من باب عطف العام على الخاص فإنه يكون فيه شبهة تأييد لقولهم حيث أن عطف الخاص على العام إنما يكون للاهتمام بالخاص ، فلعلهم يتمسكون بهذا على أن الخاص أهم مما ذكر معه ، وأنه يكتفى به . [/font]​




[font=&quot]وهذا استدلال بمحل النزاع فلو قلت لك أن هذا القول المشهور عن السلف من أن الإيمان قول وعمل يدل على أن القول قسيم العمل وأن الفعل يجمعهما لما كان بعيدا .[/font]​

جزاك الله خيراً
وعلى أني تفاعلت مع موضوعكم إلا أنكم لم تتفاعلوا مع سؤالي الموجه إليكم فيما يتعلق بمقدار زكاة الفطر (ابتسامة)

وسأنقل هذه العبارة، ولي عودة إن شاء الله

قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري: (و(الفعل) من الناس من يقول هو مرادف للعمل..
ومنهم من يقول هو أعم من العمل.. فمن هؤلاء من قال: الفعل يدخل فيه القول وعمل الخوارج، والعمل لا يدخل فيه القول على الإطلاق، ويشهد لهذا قول عبيد بن عمير: ليس الإيمان بالتمني ولكن الإيمان قول يفعل وعمل يعمل. خرجه الخلال
ومنهم من قال: العمل ما يحتاج إلى علاج ومشقة، والفعل أعم من ذلك.
ومنهم من قال: العمل ما يحصل منه تأثير في المعمول كعمل الطين آجراً، والفعل أعم من ذلك.
ومنهم من قال: العمل أشرف من الفعل، فلا يطلق العمل إلا على ما فيه شرف ورفعة، بخلاف الفعل. فإن مقلوب (عمل) لمع ومعناه ظهرَ وأشرفَ، وهذا فيه نظر فإن عمل السيئات يسمى أعمالاً كما قال تعالي { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } ، وقال { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا }
ولو قيل عكس هذا لكان متوجها فإن الله تعالى إنما يضيف إلى نفسه الفعل كقوله تعالى { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا }
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد }
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }
{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء }
وإنما أضاف العمل إلى يديه كما قال { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا }).
 
أعلى