أبوحيان الغرناطى صفته ومذهبه وخلو معتقده من التشيع

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

كان أبو حيان شيخا حسن العمة مليح الوجه ظاهر اللون مشربا بالحمرة منور الشيبة ، كبير اللحية مسترسل الشعر فيها ، وكانت عبارته فصيحة بلغة أهل الأندلس ، ويعقد القاف قريبا من الكاف على انه ينطق بها فى القرآن فصيحة (1)​

وقال الرعينى " هو شيخ فاضل ما رايت مثله كثير الضحك ولانبساط بعيد عن الانقباض ، جيد الكلام طلق اللسلان ذو لمة وافرة وهمة فاخرة ، له وجه مستدير وقامة معتدلة التقدير ، ليس بالطويل ولا بالقصير" (2)​

وقال الإدفوى " كان ثبتا صدوقا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم"(3)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر : المقرى ، نفح الطيب ، 3/295.
(2) نقلا عن المقرى ، سابق ، 3/321.
(3) نقلا عن ابن العماد ، شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ، 6/146.​

 

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

وبخصوص إشكالية قول أبو حيان " بحسب البلدة" .
فهذا لا يعنى أبدا أن الإمام كان يرى تغاير المذهب حسب حال البلد كلا .
بل إنه أراد أن حاله منهجه الظاهرى والعمل به حسب حال البلد التى يحل فيها .
وهو لما حل مصر وجد هجرانا للمذهب الظاهرى أو للمنهج ، ووجد أن الشافعى هوأقرب المذاهب للظاهرية فىعصره ، خاصة أن الإمام داود بن على كان فى بداية أمره شافعى المذهب ثم صار ظاهريا .
وكان ابن حزم مالكيا ثم شافعيا ثم ظاهريا .
فبناء على ذلك مال ابوحيان للشافعى وأعجب به لتعزيزه للسنة ، فضلا عن عدم إسرافه فى الراى والقياس .
المهم الأمر عند أبى حيان بشان الشافعية لم يعدو الإعجاب ، ومحاولة الجهر بقول اقرب ما يكون إلى الظاهرية .
ومن ثم لما سئل عن ظاهريته هل تركها فقال " محال أن يترك الظاهر من علق بذهنه"
وأمر آخر فى إبطال من تعلق بكلمة أبى حيان " بحسب البلدة" على أنه هجر الظاهرية وصار شافعيا .
نقول لمن راى ذلك هل مصر كانت شافعية آنذاك ؟
الإجابة قطعا بالنفى .
فنقول له كم مذهب كان وقتها؟
فيجيب قطعا أنهم كانوا أربعة ؟
فأيهم كان اكثر نفورا من التقليد والرأى ؟
الشافعى.
وأيهم أكثر تعزيزا للسنة ؟
الشافعى.
ثم نسأل من يذهب إلى أن ابا حيان كان شافعيا بناء على ما سبق .
كيف كان حال الظاهرية فى ذلك العصر؟
هل كانوا آمنين أم مضطهدين؟
فلا مفر من ان يجيب بما طرحته المصادر من أن الظاهرية كانوا مضطهدين ، وكان ينكل بهم ، ويفصلوا من وظائفهم .
ثم نسأله أيضا؟
ماذا لو كنت أنت ظاهريا ثم جئت من بلد الظاهرية فيه أمرهم فى علو إلى بلد تضطهد الظاهرية!!!!
هل كنت ستعلن ظاهريتك !!!1
أم أنك ستحاول أن لا تظهرها بعض الشىء ، وتتلمس فى غيرها ما يقاربها ؟
قطعا سيكون فعله مثل ما فعل ابوحيان الظاهرى رضى الله عنه .​

 

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

زعم البعض ان ابا حيان الغرناطى المفسر الشهير صاحب البحر المحيط ، لما انتقل من الأندلس إلى مصر غير مذهبه من الظاهرى إلى الشافعى
ولنصغ إلى أبى حيان نفسه وهو يرد على هذا الزعم بنفسه
قال أبوحيان الغرناطى لما سئل هل تخليت عن مذهب الظاهرية بعد دخولك مصر فقال " محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه"
أنظر ابن حجر ، الدرر الكامنة ، 4/304.
وقال العلامة المقريزى الظاهرى عن أبى حيان " كان ظاهرى المذهب متعصبا لأبى محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم" أنظر المقفى الكبير ، 7/505

​

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

الشيخ الكريم الدكتور عبد الباقي ليتك تفسر لي معنى قولكم : ( صحة معتقده ) مع أن الكل يعرف أن أبا حيان أشعري المعتقد ؟ فهل أفهم من ذلك صحة معتقد الأشاعرة في نظركم أم أنه يخفاكم أشعرية أبي حيان ؟

 

[عبد الرحمن بن عمر آل زعتري]

الشيخ الكريم الدكتور عبد الباقي ليتك تفسر لي معنى قولكم : ( صحة معتقده ) مع أن الكل يعرف أن أبا حيان أشعري المعتقد ؟ فهل أفهم من ذلك صحة معتقد الأشاعرة في نظركم أم أنه يخفاكم أشعرية أبي حيان ؟

أحسن الله إليكم يا شيخنا طالب هدى... فكلامكم صحيح , جزاكم الله خيرا...​

 

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

بارك الله فى الأخوين الفاضلين طالب هدى وعبدالرحمن على هذه الدقة فى المطالعة .
وحقيقة ما قصدته بصحة معتقده هو إبطال تهمة ألصقت بأبى حيان بشان الشيعة " إذ قيل عنه انه شيعى "، ولا زلت لم أعرج عليها بعد.
وبشان اشعرية الرجل رحمه الله فنحن لا ننكر ان الرجل كان اسيرا لبعض الأفكار الاشعرية بحكم أنه عاش فى مجتمع كانت الاشعرية منتشرة فيه كانتشار النار فى الهشيم .
فلا شك من تاثره بها وهذا امر واضح فى تفسيره وفى غيره .
لكن لا يمكن الجزم ان الرجل انفلت من السنة إلى الاشعرية جملة إذ إن فى تفسيره ايضا اقوالا صريحة تثبت سلفيته" أعنى تمسكه بمنهج السلف فى امور عديدة" .
أما بخصوص اننا نرى صحة معتقد الأشاعرة فحاشا لله من ذلك ، ولعلى أجبت عن مسألة صحة معتقده وسأعرج عليها لاحقا .​

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

بارك الله فى الأخوين الفاضلين طالب هدى وعبدالرحمن على هذه الدقة فى المطالعة .

وحقيقة ما قصدته بصحة معتقده هو إبطال تهمة ألصقت بأبى حيان بشان الشيعة " إذ قيل عنه انه شيعى "، ولا زلت لم أعرج عليها بعد.
وبشان اشعرية الرجل رحمه الله فنحن لا ننكر ان الرجل كان اسيرا لبعض الأفكار الاشعرية بحكم أنه عاش فى مجتمع كانت الاشعرية منتشرة فيه كانتشار النار فى الهشيم .
فلا شك من تاثره بها وهذا امر واضح فى تفسيره وفى غيره .
لكن لا يمكن الجزم ان الرجل انفلت من السنة إلى الاشعرية جملة إذ إن فى تفسيره ايضا اقوالا صريحة تثبت سلفيته" أعنى تمسكه بمنهج السلف فى امور عديدة" .

أما بخصوص اننا نرى صحة معتقد الأشاعرة فحاشا لله من ذلك ، ولعلى أجبت عن مسألة صحة معتقده وسأعرج عليها لاحقا .​

بارك الله فيكم على التوضيح إذاً كان الأولى في العنوان أن يكون ( وسلامة معتقده من التشيع ) لا ( صحة معتقده ) لأن صحة معتقده تعني أنه على معتقد أهل السنة والجماعة معتقد السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من أهل الحديث والأثر في أبواب العقيدة المشهورة :
1 - الأسماء والصفات .
2 - القدر .
3 - الإيمان .
4 - الصحابة .
وغيرها

 

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

شكر الله لك اخى الحبيب على نصحك ، وهذا ما كان فى ذهنى علم الله ، ولكن العجلة هى التى اوقعتنى فيما وقعت فيه.
ووهذه الكبوة سببها انى كنت أعالج مسالة اتهام أبا حيان الغرناطى بالتشيع فى موضوع ، فظننت أن الإخوة يفهمون قصدى وكأنهم يفكرون معى ، وهذا كثيرا ما يحدث مع أهل العلم .
وعموما على الإخوة من أهل الإشراف - إن أحبوا غير مأمورين - ان يغيروا العنوان إلى الآتى " أبوحيان الغرناطى صفته ومذهبه وخلو معتقده من التشيع".

 

[عبدالباقى بن السيد بن عبدالهادى]

رجاء من الإخوة أهل الإشراف أن يغيروا هذا العنوان
" أبو حيان الغرناطى الظاهرى صفته وصحة معتقده ومذهبه "

إلى العنوان التالى
" أبوحيان الغرناطى صفته ومذهبه وخلو معتقده من التشيع​