د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الحلقة الثالثة:
تقريبا غالب هذه المادة من كتاب الباحسين "الاستحسان" وسأنقل ما عرضه وما رجحه، وأظن أن المسألة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسة:
نقل الشيخ محمد أبو زهرة عن ابن رشد الكبير أنه قال:
ما ينقدح في قلب الفقيه من غير أن يرده إلى أصل بعينه. ([1])
وقال بعضهم:
"إنه دليل ينقدح في نفس المجتهد تقصر عنه عبارته فلا يقدر أن يتفوه به."([2])
يقول يعقوب الباحسين في التعريف الأخير:
ولم يرد هذا التعريف فيما كتبه الإمام في المحصول ولا فيما كتبه صاحب الحاصل بل ذكره الآمدي وابن الحاجب وجمع آخر من العلماء.
يقول الباحسين:
رفض أغلب العلماء هذا التعريف ونعته الغزالي بأنه هوس واعتبره استحسان المجتهد بعقله "لأن ما لا يقدر على التعبير عنه لأن أنه وهم وخيال أو تحقيق ولا بد من ظهوره ليعتبر بأدلة الشريعة لتصححه الأدلة أو تزيفه أما الحكم بما لا يدرى ما هو فمن أين يعلم جوازه؟ أبضرورة العقل ونظره أو بسمع متواتر أو آحاد؟ ولا وجه لدعوى شيء من ذلك."
وتساءل العضد عن المقصود من قولهم "ينقدح" وذكر احتمالين له:
أحدهما:
أن يكون المقصود به ما يتحقق ثبوته وحينئذ يجب العمل به الاتفاق، ولا أثر للعجز عن التعبير إذ هو بالنسبة للمجتهد لا يختلف، وإن كان مختلفا بالنسبة إلى غيره.
والاحتمال الآخر:
أن يكون المقصود به ما يشك فيه وهو مردود بالاتفاق إذ الأحكام الشرعية لا تثبت بمجرد الاحتمال والشك.
غير أن البيضاوي:
اشترط إظهار الدليل وتبيينه لأجل تمييز صحيحه من فاسده فلا يكفي عنده أن يتحقق ثبوته عند المجتهد متابعا في ذلك رأي الإمام الغزالي
ثم قال الباحسين:
والذي يبدو والله أعلم أن هذا التعريف قد أسيء فهمه وكيل له من النقد ما لا ينبغي فالذي يتمرس في الفقه ويحيط علما بنصوص الشارع ومقاصده تصبح عنده ملكة يستطيع بها معرفة ما هو موافق للشرع وما هو مخالف ويطلق علماء القانون اليوم مصطلح "روح القانون" فيردون أمورا بدعوى مخالفة روح القانون ويأخذون بأمور بدعوى اتفاقها مع روح القانون لوم يقل لهم إن هذا هوس.
وقد تنبه إلى ذلك الإمام الطوفي فقال:
من المعلوم بالوجدان أن النفوس يصير لها فيما تعانيه من العلوم والحرف ملكات قارة فيها تدرك الأحكام العارضة في تلك العلوم والحرف ، ولو كلفت الإفصاح عن حقيقة تلك المعارف بالقول لتعذر عليها.
وقد أقر بذلك جماعة من العلماء:
منهم ابن الخشاب في جواب المسائل الإسكندريات، ويسمي ذلك أهل الصناعة وغيرهم دربة وأهل التصوف ذوقا وأهل الفلسفة ونحوهم ملكة.
ونجد هذا المعنى عند طائفة أخرى من العلماء:
ومن هؤلاء أبو الحسن علي بن عروة الحنبلي الذي قال:
"القلب إذا كان تقيا نظيفا زكيا كان له تمييز بين الحق والباطل والصدق والكذب والهدى والضلال ولا سيما إذا كان قد حصل إضاءة وذوق من النور النبوي فإنه حينئذ تظهر له خبايا الأمور..."
وينقل عن ابن تيمية قوله:
"القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه فهو ترجيح شرعي"
----------------------------
1) ابن حزم لأبي زهرة (ص366)
2) البحر المحيط (6/93)
تقريبا غالب هذه المادة من كتاب الباحسين "الاستحسان" وسأنقل ما عرضه وما رجحه، وأظن أن المسألة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسة:
نقل الشيخ محمد أبو زهرة عن ابن رشد الكبير أنه قال:
ما ينقدح في قلب الفقيه من غير أن يرده إلى أصل بعينه. ([1])
وقال بعضهم:
"إنه دليل ينقدح في نفس المجتهد تقصر عنه عبارته فلا يقدر أن يتفوه به."([2])
يقول يعقوب الباحسين في التعريف الأخير:
ولم يرد هذا التعريف فيما كتبه الإمام في المحصول ولا فيما كتبه صاحب الحاصل بل ذكره الآمدي وابن الحاجب وجمع آخر من العلماء.
يقول الباحسين:
رفض أغلب العلماء هذا التعريف ونعته الغزالي بأنه هوس واعتبره استحسان المجتهد بعقله "لأن ما لا يقدر على التعبير عنه لأن أنه وهم وخيال أو تحقيق ولا بد من ظهوره ليعتبر بأدلة الشريعة لتصححه الأدلة أو تزيفه أما الحكم بما لا يدرى ما هو فمن أين يعلم جوازه؟ أبضرورة العقل ونظره أو بسمع متواتر أو آحاد؟ ولا وجه لدعوى شيء من ذلك."
وتساءل العضد عن المقصود من قولهم "ينقدح" وذكر احتمالين له:
أحدهما:
أن يكون المقصود به ما يتحقق ثبوته وحينئذ يجب العمل به الاتفاق، ولا أثر للعجز عن التعبير إذ هو بالنسبة للمجتهد لا يختلف، وإن كان مختلفا بالنسبة إلى غيره.
والاحتمال الآخر:
أن يكون المقصود به ما يشك فيه وهو مردود بالاتفاق إذ الأحكام الشرعية لا تثبت بمجرد الاحتمال والشك.
غير أن البيضاوي:
اشترط إظهار الدليل وتبيينه لأجل تمييز صحيحه من فاسده فلا يكفي عنده أن يتحقق ثبوته عند المجتهد متابعا في ذلك رأي الإمام الغزالي
ثم قال الباحسين:
والذي يبدو والله أعلم أن هذا التعريف قد أسيء فهمه وكيل له من النقد ما لا ينبغي فالذي يتمرس في الفقه ويحيط علما بنصوص الشارع ومقاصده تصبح عنده ملكة يستطيع بها معرفة ما هو موافق للشرع وما هو مخالف ويطلق علماء القانون اليوم مصطلح "روح القانون" فيردون أمورا بدعوى مخالفة روح القانون ويأخذون بأمور بدعوى اتفاقها مع روح القانون لوم يقل لهم إن هذا هوس.
وقد تنبه إلى ذلك الإمام الطوفي فقال:
من المعلوم بالوجدان أن النفوس يصير لها فيما تعانيه من العلوم والحرف ملكات قارة فيها تدرك الأحكام العارضة في تلك العلوم والحرف ، ولو كلفت الإفصاح عن حقيقة تلك المعارف بالقول لتعذر عليها.
وقد أقر بذلك جماعة من العلماء:
منهم ابن الخشاب في جواب المسائل الإسكندريات، ويسمي ذلك أهل الصناعة وغيرهم دربة وأهل التصوف ذوقا وأهل الفلسفة ونحوهم ملكة.
ونجد هذا المعنى عند طائفة أخرى من العلماء:
ومن هؤلاء أبو الحسن علي بن عروة الحنبلي الذي قال:
"القلب إذا كان تقيا نظيفا زكيا كان له تمييز بين الحق والباطل والصدق والكذب والهدى والضلال ولا سيما إذا كان قد حصل إضاءة وذوق من النور النبوي فإنه حينئذ تظهر له خبايا الأمور..."
وينقل عن ابن تيمية قوله:
"القلب المعمور بالتقوى إذا رجح بمجرد رأيه فهو ترجيح شرعي"
----------------------------
1) ابن حزم لأبي زهرة (ص366)
2) البحر المحيط (6/93)
التعديل الأخير: