العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أحاديث تحريم الغناء في الميزان: الحلقة الثالثة:أحاديث اتخاذ القينات

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
ا

المفكر المالكي

زائر
أحاديث اتخاذ القينات أو المغنيات وبيعهن وشراؤهن وأن ذلك يسبب المسخ والقذف لهذه الأمة وهي بألفاظ مختلفة اضربنا عنها لكثرتها، ووجه الدلالة فيها:

1-في هذه الأحاديث :أن بيع الجواري من المغنيات وشراءهن وكسبهن: حرام.
2-وفيها:أن اتخاذ القينات والاستماع إليهن من موجبات حصول الخسف والقذف والخنازير لما في ذلك من غضب الله وسخطه.
3-وفيها: أن المنكر –وهو هنا الغناء والمعازف والاستماع إليها-لا يجوز أن يتوسل إلى ظهوره وتشجيعه ولو كان ذلك بأسلوب جائز كالبيع والشراء عند من يجوزهما في القينات وآلات المعازف.
4-وفيها:التشديد على منع فشو بعض المظاهر لأنها ذريعة للوصول إلى الممنوع وسد الذرائع أولى من فتح باب الحيل.
انظر في ذلك تحفة الأحوذي مع جامع الترمذي (2/259).

اعترض المجيزون من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن تلك الأحاديث من مختلف طرقها وألفاظها لا يصح منها شئ.
الوجه الثاني:أن حديث الترمذي وما ورد على غراره من نحو عشرين وجها يعتريه الاضطراب سندا ومتنا.
الوجه الثالث:إن تلك الأحاديث جميعا من كافة طرقها وألفاظها تعارض مبادئ الإسلام وما علم من الدين بالضرورة.

أما الوجه الأول فهذا بيانه بالتفصيل:

*الحديث عن أبي أمامة الباهلي:
1-عند الترمذي (4/161 مع التحفة) والبيهقي في سننه من وجهين (6/15) وعند أحمد في مسنده (5/264) .

كل هذه الطرق بمختلف ألفاظها فيها :
عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة.


وهذه تراجمهم:
-عبيد الله بن زحر الضمري الأفريقي:
فقد عده ابن عدي من ضعفاء الرجال.وقال:يقع في حديثه ما لا يتابع عليه.
وقال أبو مسهر: هو صاحب كل معضلة.
وقال:يقع في حديثه ما لا يتابع عليه.
وقال:ليس بشئ.
وقال يحيى بن معين: كل حديثه عندي ضعيف قيل:عن علي بن يزيد وغيره؟قال:نعم.
وقال مرة أخرى: عبيد الله بن زحر ليس بشئ.
وقال ابن حبان:يروي الموضوعات عن الأثبات.
وقال عنه في مرة أخرى: منكر الحديث جدا.
وقال ابن المديني: منكر الحديث.
وضعفه أحمد بن حنبل في رواية حرب بن إسماعيل.
وقال أبو حاتم: لين الحديث.
وقال الدارقطني:ضعيف.

ووثقه أحمد بن صالح وقال عنه أبو زرعة:لا بأس به صدوق وقال النسائي: ليس به بأس وقال الخطيب: كان رجلا صالحا وفي حديثه لين.
وقولهم هذا كلام مجمل قد لا يعني درجته في الحديث وإنما سلوكه فقط أما قول من سبقهم فجرح مفسر.
ويؤيده قول البخاري في التاريخ :مقارب الحديث ولكن الشأن في علي بن يزيد.
وقال ابن حزم:هو ضعيف (المحلى (9/58)).
وقال الذهبي:فيه اختلاف وله مناكير وضعفه أحمد.
وقال ابن حجر:صدوق يخطئ من السادسة.
(انظر الكامل لابن عدي (4/1631) وتهذيب التهذيب (7/12) والتقريب (1/533) والضعفاء للعقيلي (3/120) والكاشف للذهبي (2/197)


-علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني أبو عبد الملك الدمشقي:
قال حرب بن إسماعيل : قلت لأحمد بن حنبل : على بن يزيد ؟ فقال : هو دمشقى .كأنه ضعفه .
و قال يعقوب بن شيبة : حدثنى عبد الله بن شعيب ، قال : قرأ على يحيى بن معين : على بن يزيد الشامى ضعيف . قال : و حدثنى محمد بن عمر ، قال : قال يحيى بن معين : على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة هى ضعاف كلها .
و قال يعقوب : على بن يزيد : واهى الحديث ، كثير المنكرات .
و قال الغلابى ، عن يحيى بن معين : أحاديث عبيد الله بن زحر و على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة مرفوعة ضعيفة .
و قال أبو زرعة الرازى : ليس بقوى .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عن على بن يزيد ، فقال : ضعيف الحديث ، أحاديثه منكرة ، فإن كان ما يروى على بن يزيد عن القاسم على الصحة فيحتاج أن ينظر فى أمر على بن يزيد .
و قال محمد بن إبراهيم الكنانى الأصبهانى : قلت لأبى حاتم : ما تقول فى أحاديث على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة ؟ قال : ليست بالقوية ، هى ضعاف .
و قال البخارى : منكر الحديث ، ضعيف .
و قال الترمذى و الحسن بن على بن نصر الطوسى : يضعف فى الحديث .
و فى موضع آخر : و قد تكلم بعض أهل العلم فى على بن يزيد ، و ضعفه .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال فى موضع آخر : متروك الحديث .
و قال أبو سعيد بن يونس : فيه نظر .
و قال أبو الفتح الأزدى ، و أبو الحسن الدارقطنى ، و أبو بكر البرقانى : متروك.
و قال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث .
و قال أبو أحمد بن عدى : و لعلى بن يزيد أحاديث و نسخ ، و عبيد الله بن زحر يروى عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة أحاديث ، و هو فى نفسه صالح إلا أن يروى عن ضعيف فتؤتى من قبل ذلك الضعيف .

وقال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 7/397 :
و قال الساجى : اتفق أهل العلم على ضعفه .
و قال أبو نعيم الأصبهانى : منكر الحديث .

وقال في التقريب: صاحب القاسم بن عبد الرحمن ضعيف من السادسة.
وقال ابن حزم: وعلي بن يزيد الدمشقي مطرح متروك الحديث.
وذكر العقيلي قول أحمد في ترجمة القاسم بن عبد الرحمن قال: يروي عنه ابن يزيد هذا عجائب وتكلم عنها...


-القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن:
قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى ، و ذكر القاسم أبا عبد الرحمن ، فقال : قال بعض الناس : هذه الأحاديث المناكير التى يرويها عنه جعفر بن الزبير ، و بشر بن نمير ، و مطرح ، فقال أبى : على بن يزيد من أهل دمشق حدث عنه مطرح ، و لكن يقولون : هذه من قبل القاسم مناكير مما يرويها الثقات يقولون من قبل القاسم .
و قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله ، و ذكر له حديث عن القاسم الشامى عن أبى أمامة : أن الدباغ طهور . فأنكره و حمل على القاسم ، و قال : يروى على بن يزيد هذا عنه أعاجيب ، و تكلم فيها ، و قال : ما أرى هذا
إلا من قبل القاسم : قال أبو عبد الله : إنما ذهبت رواية جعفر بن الزبير لأنه إنما كانت روايته عن القاسم .
قال أبو عبد الله : لما حدث بشر بن نمير عن القاسم ، قال شعبة : ألحقوه به .
و قال جعفر بن محمد بن أبان الحرانى : سمعت أحمد بن حنبل ومر حديث فيه ذكر القاسم بن عبد الرحمن مولى يزيد بن معاوية ، قال : هو منكر لأحاديثه متعجب منها ، قال : و ما أرى البلاء إلا من القاسم .
و قال عباس الدورى ، و عبد الله بن شعيب الصابونى ، و المفضل بن غسان الغلابى ، و إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى بن معين : القاسم أبو عبد الرحمن ثقة .
زاد إبراهيم : الثقات يروون عنه هذه الأحاديث و لا يرفعونها ، ثم قال : يجىء من المشايخ الضعفاء ما يدل حديثهم على ضعفهم .
و قال فى موضع آخر : إذا روى عنه الثقات أرسلوا ما رفع هؤلاء .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى ، و يعقوب بن سفيان الفارسى ، و أبو عيسى الترمذى : ثقة .
زاد العجلى : يكتب حديثه ، و ليس بالقوى .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : كان خيارا فاضلا أدرك أربعين رجلا من المهاجرين و الأنصار .
و قال أبو حاتم : حديث الثقات عنه مستقيم ، لا بأس به ، و إنما ينكر عنه الضعفاء .
و قال الغلابى : منكر الحديث .
و قال يعقوب بن شيبة السدوسى : ثقة .
و قال فى موضع آخر : قد اختلف الناس فيه ، فمنهم من يضعف روايته ، و منهم من يوثقه .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/324 :
قال ابن حبان : كان يروى عن الصحابة المعضلات .
و قال إبراهيم بن موسى الفراء : رأيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى النوم ـ أو قال : حدثنى من رآه ـ : عرضت عليه أحاديث من أحاديث القاسم عن أبى أمامة ،فأنكرها .
و قال أبو إسحاق الحربى : كان من ثقات المسلمين .
و ذكر له العقيلى حديث : " لئن كنت خلقت للجنة لأن يطول عمرك و يحسن عملك ، خير لك " . لا يعرف إلا به . اهـ .


فالقاسم مختلف فيه اختلافا كبيرا كما ترى ولعل أقرب الآراء فيه هو قول أبي حاتم : حديث الثقات عنه مستقيم ، لا بأس به ، و إنما ينكر عنه الضعفاء .

وقد سمى الدكتور سالم الثقفي هذه السلسلة باسم طريف وهو "سلسلة العطب".

2-وعن أبي أمامة في مسند الحميدي (2/405) وابن ماجة (2/733)...وغيرهما فيه:
عبيد الله بن زحر والقاسم بن عبد الرحمن وهما حلقتان من السلسلة السابقة.

وزيادة على ذلك ففيه عندهما: مطرح بن يزيد أبي المهلب.


-مطرح بن يزيد أبو المهلب:
قال عباس الدروى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال أبو حاتم : ليس بقوى ، ضعيف الحديث ، يروى أحاديث ابن زحر عن على بن يزيد ، فلا أدرى من على بن يزيد أو منه .
و قال أبو عبيد الآجرى : سألت أبا داود عن مطرح بن يزيد ، فقال : هو أبو المهلب روى عنه سفيان زعموا أن البلية من قبل على بن يزيد .
و قال النسائى : ضعيف .
و قال فى موضع آخر : ليس بشىء .
و قال البخارى بعد ذكر مطرح بن يزيد : مطرح الأسدى ، عن أبى طاهر ، روى عنه عبد الله بن نمير .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 10/171 :
و تبع ابن حبان البخارى ، فذكر ابن يزيد فى " الضعفاء " ، و ذكر مطرح الأسدى فى " ثقات " أتباع التابعين .
و قال البخارى : منكر الحديث .
و قال ابن حبان : مطرح بن يزيد ، لا يروى إلا عن ابن زحر و على بن يزيد ، و هما ضعيفان ، فكيف يتهيأ الجرح لمن لا يروى إلا عن الضعفاء ! و لكنه لا يحتج به لأنه يروى عن الضعفاء .
و قال ابن عدى : و يجانب روايته عن ابن زحر ، و الضعف على حديثه بين . اهـ .



3-عند أحمد (5/259) (5/329) من وجهين والحاكم (4/515) وفيه:

-فرقد بن أبي يعقوب السبخي:
قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
قال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد : سألت أيوب عنه ، فقال : ليس بشىء .
و فى رواية : ليس صاحب حديث .
و قال على ابن المدينى ، عن يحيى بن سعيد القطان : ما يعجبنى الحديث عنه .
و قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : رجل صالح ، ليس بقوى فى الحديث ، لم يكن صاحب حديث .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى ، عن أحمد بن حنبل : يروى عن مرة منكرات .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس بذاك .
و قال عثمان بن سعيد الدرامى ، عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال البخارى : فى حديثه مناكير .
و قال الترمذى : تكلم فيه يحيى بن سعيد ، و روى عنه الناس .
و قال النسائى : ليس بثقة .
و قال يعقوب بن شيبة : رجل صالح ، ضعيف الحديث جدا .
و قال أبو حاتم : ليس بقوى فى الحديث .
و قال أبو أحمد بن عدى : كان يعد من صالحى أهل البصرة ، و ليس هو كثير الحديث .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/263 :
بقية كلام ابن سعد : و كان ضعيفا ، منكر الحديث .
و قال العجلى : بصرى ، لا بأس به ، رجل صالح .
و قال الخريبى : كان رجلا صالحا ، و غيره أثبت منه .
و قال عبد الله بن أحمد : سألت أبى عنه ، فحرك يده كأنه لم يرضه .
و قال الساجى : كان يحيى بن سعيد يكره الحديث عنه .
و قال ابن المدينى : لم يكن بثقة .
و قال ابن معين : ليس به بأس .
و قال أحمد : ليس هو بقوى .
قال الساجى : و قد اختلف فيه ، و ليس بحجة فى الأحكام و السنن .
و قال ابن شاهين : قال أحمد : ليس بثقة .
و قال الحاكم أبو أحمد : منكر الحديث .
و قال ابن حبان : كانت فيه غفلة ، و رداءة حفظ ; فكان يرفع المراسيل و هو لا يعلم ، و يسند الموقوف من حيث لا يفهم ; فبطل الاحتجاج به .


-عاصم بن عمرو البجلي:
قال ابن أبي حاتم:صدوق ولم يعده أحد في الثقات ولم يوثقه كبير ولا صغير من المحدثين والنقاد.
قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عنه ، فقال : صدوق . و كتبه البخاري في كتاب " الضعفاء " فسمعت أبى يقول : يحول من هناك .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 5/55 :
قال البخارى : لم يثبت حديثه .
و ذكره العقيلى فى " الضعفاء " . اهـ .

-وفيه في الوجه الثاني عند أحمد :شهر بن حوشب .

قال شبابة بن سوار ، عن شعبة : و لقد لقيت شهرا فلم أعتد به .
و قال عمرو بن على : كان يحيى لا يحدث عن شهر بن حوشب و كان عبد الرحمن يحدث عنه .
قال : و سمعت معاذ بن معاذ يقول : سألت ابن عون عن حديث هلال بن أبى زينب عن شهر ، عن أبى هريرة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم : " لا يجف دم الشهيد حتى تبتدره زوجتاه من الحور العين " . فقال : ما نصنع بشهر ، إن شعبة نزك شهرا .
و قال النضر بن شميل ، عن ابن عون : إن شهر نزكوه .
قال النضر : نزكوه : أى طعنوا فيه .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : أحاديثه لا تشبه حديث الناس : عمرو بن خارجة : كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم . أسماء بنت يزيد :كنت أخذة بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنه مولع بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و حديثه دال عليه فلا ينبغى أن يغتر به و بروايته .
و قال موسى بن هارون : ضعيف .
و قال النسائى : ليس بالقوى .
و قال يعقوب بن شيبة : سمعت على ابن المدينى ، و قيل له : ترضى حديث شهر بن حوشب ؟ فقال : أنا أحدث عنه . قال : و كان عبد الرحمن بن مهدى يحدث عنه . قال :و أنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى و عبد الرحمن ـ يعنى على تركه ـ قال : و سمعت على ابن المدينى يقول : كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن شهر .
و قال حرب بن إسماعيل الكرمانى ، عن أحمد بن حنبل : ما أحسن حديثه . و وثقه ،و هو شامى من أهل حمص ، و أظنه قال : هو كندى ، و روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا .
و قال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : ليس به بأس .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى : بلغنى أن أحمد بن حنبل كان يثنى على شهر بن حوشب.
و قال الترمذى : قال أحمد بن حنبل : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر ابن حوشب .
و قال الترمذى أيضا ، عن البخارى : شهر حسن الحديث . و قوى أمره ، و قال : إنما تكلم فيه ابن عون ، ثم روى عن هلال بن أبى زينب عنه .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، و معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال عبد الله بن شعيب الصابونى ، و عباس الدورى ، و المفضل بن غسان الغلابى عن يحيى بن معين : ثبت .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : شامى ، تابعى ، ثقة .
و قال يعقوب بن شيبة : ثقة ، على أن بعضهم قد طعن فيه .
و قال يعقوب بن سفيان : و شهر و إن قال ابن عون : إن شهرا نزكوه . فهو ثقة .
و قال الحسين بن إدريس الهروى : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار و سألته عن شهر بن حوشب ، فقال : روى عنه الناس ، و ما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة .قلت : يكون حديثه حجة ؟ قال : لا .
و قال أبو رزعة : لا بأس به ، و لم يلق عمرو بن عبسة .
و قال أبو حاتم : شهر أحب إلى من أبى هارون و بشر بن حرب و ليس بدون أبى الزبير ، و لا يحتج به .
و قال صالح بن محمد البغدادى : شهر بن حوشب شامى قدم العراق على الحجاج بن يوسف ، روى عنه الناس من أهل البصرة و أهل الكوفة و أهل الشام ، و لم يوقف منه على كذب . و كان رجلا يتسنك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحدا مثل ....ومثل ببعض الأحاديث.
روى له البخارى فى " الأدب " ، و مسلم مقرونا بغيره ، و الباقون . اهـ .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/371 :
و قال أبو جعفر الطبرى : كان فقيها ، قارئا ، عالما .
و قال أبو بكر البزار : لا نعلم أحدا ترك الرواية عنه غير شعبة ، و لم يسمع من معاذ بن جبل .
و قال الساجى : فيه ضعف ، و ليس بالحافظ ، و كان شعبة يشهد عليه أنه رافق رجل من أهل الشام فخانه .
و قال ابن حبان : كان ممن يروى عن الثقات المعضلات ، و عن الأثبات المقلوبات .
و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .
و قال ابن عدى : و عامة ما يرويه شهر و غيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه ، و شهر ليس بالقوى فى الحديث ، و هو ممن لا يحتج بحديثه و لا يتدين به .
و قال الدارقطنى : يخرج حديثه .
و قال البيهقى : ضعيف .
و قال ابن حزم : ساقط .
و قال أبو الحسن بن القطان الفاسى : لم أسمع لمضعفه حجة .....ثم قال: و شر ما قيل فيه أنه يروى منكرات عن ثقات ، و هذا إذا كثر منه سقطت الثقة به .
و قال ابن عدى : ضعيف جدا ـ قال هذا فى ترجمة عبد الحميد بن بهرام ـ . اهـ .


4- وعنه عند ابن حزم في المحلى (9/58) من طريق عبد الملك بن حبيب القرطبي فيها:

-عبد الملك بن حبيب القرطبي:
و قال ابن الفرضى : و كان حافظا للفقه نبيلا ، إلا أنه لم يكن له علم بالحديث ، و لا يعرف صحيحه من سقيمه .
و قال أبو محمد بن حزم:روايته ساقطة مطرحة ، فمن ذلك أنه روى عن مطرف ، عن محمد بن كثير ، عن محمد بن حيان الأنصاري:أن امرأة قالت:يا رسول الله ، إن أبى شيخ كبير ، قال : فلتحجى عنه ، و ليس ذلك لأحد بعده .
و قال أبو بكر بن أبى شيبة : ضعفه غير واحد ، و بعضهم اتهمه بالكذب .
و فى " تاريخ أحمد بن سعيد بن حزم الصدفى " توهينه ، فإنه كان صحفيا لا يدرى ما الحديث .
قلت (الإمام المزي) : هذا القول أعدل ما قيل فيه ، فلعله كان يحدث من كتب غيره فيغلط .
و ذكر ابن الفرضى أنه كان يتسهل فى السماع ، و يحمل على سبيل الإجازة أكثر رواياته .
و لما سئل أسد بن موسى ، عن رواية عبد الملك بن حبيب عنه ، قال : إنما أخذ من كتبى .
فقال الأئمة : إقرار أسد بهذا هى الإجازة بعينها ، إذا كان قد دفع له كتبه كفى أن يرويها عنه على مذهب جماعة من السلف .
و سئل وهب بن ميسرة عن كلام ابن وضاح فى عبد الملك بن حبيب ، فقال : ما قال فيه خيرا و لا شرا إنما قال : لم يسمع من أسد بن موسى .
روى عنه ابن وضاح ، و بقى بن مخلد ، و لا يرويان إلا عن ثقة عندهما .
و قد أفحش ابن حزم القول فيه ، و نسبه إلى الكذب ، و تعقبه جماعة بأنه لم يسبقه أحد إلى رميه بالكذب . اهـ .


-إسماعيل بن عياش:

قال يعقوب : و تكلم قوم فى إسماعيل ، و إسماعيل ثقة عدل ، أعلم الناس بحديث الشام ، و لا يدفعه دافع ، و أكثر ما تكلموا قالوا : يغرب عن ثقات المدنيين و المكيين .
و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين ، و أما روايته عن أهل الحجاز ، فإن كتابه ضاع ، فخلط فى حفظه عنهم .
و قال مضر بن محمد الأسدى ، عن يحيى : إذا حدث عن الشاميين ، و ذكر الخبر ، فحديثه مستقيم ، و إذا حدث عن الحجازيين و العراقيين ، خلط ما شئت .
و قال أبو بكر المروذى : سألته ـ يعنى أحمد بن حنبل ـ عن إسماعيل بن عياش ، فحسن روايته عن الشاميين ، و قال : هو فيهم أحسن حالا مما روى عن المدنيين وغيرهم .
و قال أبو داود : سألت أحمد عن إسماعيل بن عياش ، فقال : ما حدث عن مشايخهم . قلت : الشاميين ؟ قال : نعم . فأما ما حدث عن غيرهم ، فعنده مناكير .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سئل أبى عن إسماعيل بن عياش فقال : نظرت فى كتابه عن يحيى بن سعيد أحاديث صحاح ، و فى " المصنف " أحاديث مضطربة .
و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، عن على ابن المدينى : كان يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ، ففيه ضعف .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن دحيم : إسماعيل بن عياش فى الشاميين غاية ، و خلط عن المدنيين .
و قال عمرو بن على : إذا حدث عن أهل بلاده فصحيح ، و إذا حدث عن أهل المدينة ، مثل هشام بن عروة ، و يحيى بن سعيد ، و سهيل بن أبى صالح ، فليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : كان عبد الرحمن لا يحدث عن إسماعيل بن عياش .
و قال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن إسماعيل بن عياش شيئا قط .
و قال يعقوب بن سفيان ، عن على ابن المدينى : ضرب عبد الرحمن على حديث إسماعيل ابن عياش ، و على حديث المبارك بن فضالة .
و قال عبد الله بن على ابن المدينى : و سألته ـ يعنى أباه ـ عن إسماعيل بن عياش ، قلت : إن يحيى بن معين يقول : إنه ثقة فيما يروى عن أهل الشام ، فأما ما روى عن غير أهل الشام ، ففيه شىء ، فضعفه فيما روى عن أهل الشام و غيرهم .
و قال فى موضع آخر : سمعت أبى يقول : ما كان أحد أعلم بحديث أهل الشام من إسماعيل بن عياش ، لو ثبت على حديث أهل الشام ، و لكنه خلط فى حديثه عن أهل العراق ، و حدثنا عنه عبد الرحمن ، ثم ضرب على حديثه ، قال : و سمعت أبى يقول : إسماعيل بن عياش عندى ضعيف ، و حدث عنه عبد الرحمن بن مهدى قديما و تركه .
و قال يعقوب بن شيبة : إسماعيل بن عياش ، ثقة عند يحيى بن معين و أصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة ، و فى روايته عن أهل العراق و اهل المدينة اضطراب كبير ، و كان عالما بناحيته .
و قال البخارى : إذا حدث عن أهل بلده فصحيح ، و إذا حدث عن غير أهل بلده ، ففيه نظر .
و قال فى موضع آخر : ما روى عن الشاميين فهو أصح .
و كذلك قال أبو بشر الدولابى .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عن إسماعيل بن عياش ، فقال : هو لين ، يكتب حديثه ، لا أعلم أحدا كف عنه إلا أبو إسحاق الفزارى .
و قال مسلم : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى ، قال : أخبرنا زكريا بن عدى ، قال : قال لى أبو إسحاق الفزارى : اكتب عن بقية ماروى عن المعروفين ، ولا تكتب عنه ما روى عن غير المعروفين ، و لا تكتب عن إسماعيل بن عياش ، ما روى عن المعروفين و لا غيرهم .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 1/325 :
و قال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن إسماعيل بن عياش قط .
و قال النسائى : صالح فى حديث أهل الشام .
و قال عبد الله بن أحمد : عرضت على أبى حديثا حدثناه الفضل بن زياد حدثنا ابن عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا " لا تقرأ الحائض و لا الجنب شيئا من القرآن " ، فقال أبى : هذا باطل .
و قال ابن خزيمة : لايحتج به .
و قد صحح له الترمذى غير ما حديث عن الشاميين .
و قال ابن المبارك : لا استحلى حديثه .
و ضعف روايته عن غير الشاميين أيضا النسائى و أبو أحمد الحاكم و البرقى و الساجى .
و ذكره الفسوى فى باب من يرغب عن الرواية عنهم .
و قال أبو داود : بقية أقل مناكير ، و إسماعيل أحب إلى من فرج بن فضالة .
و قال الحاكم : هو مع جلالته إذا انفرد بحديث لم يقبل منه لسوء حفظه .
و روى عن على بن حجر أنه قال : ابن عياش حجة لولا كثرة وهمه .
و قال ابن حبان : كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين فى حديثهم ، فلما كبر تغير حفظه ، فما حفظ فى صباه و حداثته أتى به على جهته ، و ما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه ، و أدخل الإسناد فى الإسناد ، و ألزق المتن بالمتن ، و هو لا يعلم ، فمن كان هذا نعته حتى صار الخطأ فى حديثه يكثر خرج عن حد الاحتجاج به . اهـ .


-وفيه علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن وقد تقدما.

5-وعنه أيضا عند ابن حزم (9/58) من طريق ابن حبيب فيه:

-ابن حبيب وقد تقدم.
-القاسم بن عبد الرحمن وقد تقدم.


*رواية علي بن أبي طالب:
1-عند أبي يعلى الموصلي (1/401) فيها:

-علي بن يزيد وقد تقدم.
-الحارث بن نبهان:
قال أبو طالب : سألت أحمد بن حنبل عنه ، فقال : رجل صالح ، لم يكن يعرف الحديث ولا يحفظه ، منكر الحديث .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : لا يكتب حديثه .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث فى حديثه وهن ، و تعجب من قول يحيى أنه ليس بشىء.
و قال أبو حاتم : متروك الحديث ، ضعيف الحديث ، منكر الحديث .
و قال البخارى : منكر الحديث .
و قال النسائى : متروك الحديث ، و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
و قال أبو أحمد بن عدى : و للحارث غير ما ذكرت أحاديث حسان و هو ممن يكتب حديثه .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/159 :
و قال ابن المدينى : كان ضعيفا ضعيفا .
و قال الحربى : غيره أوثق منه .
و قال الترمذى فى " العلل الكبير " ، عن البخارى : منكر الحديث ، لا يبالى ما حدث . و ضعفه جدا .
و قال العجلى و يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث .
و قال العقيلى ، و روى حديث : " خيركم من تعلم القرآن ... " ، و حديث : " قراءة تنزيل السجدة ... " ، و حديث : " النهى عن الإنتعال قائما " : لا يتابع على أسانيدها ، و المتون معروفة .
و ذكره أبو العرب فى " الضعفاء " ، و ذكر فى " تاريخ القيروان " أنه قدم عليهم .
و قال الساجى : عنده مناكير .
و قال الآجرى ، عن أبى داود : ليس بشى ء .
و قال أبو أحمد الحاكم : حديثه ليس بالمستقيم .
و قال يعقوب بن سفيان : بصرى منكر الحديث .
و قال الدارقطنى : ليس بالقوى .
و قال ابن حبان : كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطؤه ، و خرج عن حد الاحتجاج به .

-وفيه الحارث الأعور:
و قال مسلم بن الحجاج : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا جرير عن مغيرة ، عن الشعبى قال : حدثنى الحارث الأعور الهمدانى و كان كذابا .
و به ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن حمزة الزيات ، قال : سمع مرة الهمدانى من الحارث شيئا ، زاد غيره : فأنكره ، فقال له : اقعد بالباب ، قال : فدخل مرة ، و أخذ سيفه ، قال : و أحس الحارث بالشر فذهب .
و به ، قال : حدثنى حجاج بن الشاعر ، قال : حدثنى أحمد و هو ابن يونس ، قال : حدثنا زائدة ، عن منصور و المغيرة ، عن إبراهيم : أن الحارث اتهم .
و قال أبو معاوية الضرير ، عن محمد بن شيبة الضبى ، عن أبى إسحاق : زعم الحارث الأعور و كان كذابا .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : قال أبو بكر بن عياش : لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره أرضى منه ، و كانوا يقولون : إنه صاحب كتب كذاب .
و قال يوسف بن موسى ، عن جرير : كان الحارث الأعور زيفا .
و قال يحيى بن سعيد ، عن سفيان : كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : سمعت أبى يقول : كان يحيى بن سعيد يحدث من حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق : " سمعت الحارث " ، و كان ابن مهدى قد ترك حديث الحارث .
وقال بندار: أخذ يحيى ، و عبد الرحمن العلم من يدى ، فضربا على نحو أربعين حديثا من حديث الحارث عن على .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : سألت على ابن المدينى عن عاصم و الحارث ، فقال : يا أبا إسحاق ، مثلك يسأل عن ذا ! الحارث كذاب .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : سمعت أبى يقول : الحارث الأعور كذاب .
و قال أيضا : قيل ليحيى بن معين : الحارث صاحب على ؟ فقال : ضعيف .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : قد سمع من ابن مسعود ، و ليس به بأس .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى : سألت يحيى بن معين ، قلت : أى شىء حال الحارث فى على ؟ قال : ثقة ، قال عثمان : ليس يتابع عليه .
و قال أبو زرعة : لا يحتج بحديثه .
و قال أبو حاتم : ليس بقوى ، و لا ممن يحتج بحديثه .
و قال النسائى : ليس بالقوى .
و قال فى موضع آخر : ليس به بأس .
و قال شريك ، عن جابر الجعفى ، عن عامر الشعبى : لقد رأيت الحسن و الحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث على .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/146 :
و فى " مسند أحمد " عن وكيع عن أبيه : قال حبيب بن أبى ثابت لأبى إسحاق حين حدث عن الحارث عن على فى الوتر : يا أبا إسحاق ، يساوى حديثك هذا ملء مسجدك ذهبا .
و قال الدارقطنى : الحارث ضعيف .
و قال ابن عدى : عامة ما يرويه غير محفوظ .
و قال ابن حبان : كان الحارث غاليا فى التشيع واهيا فى الحديث ، مات سنة خمس وستين .
و قال ابن أبى خيثمة : قيل ليحيى : يحتج بالحارث ، فقال : مازال المحدثون يقبلون حديثه .
و قال ابن عبد البر فى كتاب " العلم " له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث : أظن الشعبى عوقب بقوله فى الحارث كذاب ، و لم يبن من الحارث كذبه ، و إنما نقم عليه إفراطه فى حب على .
و قال ابن سعد : كان له قول سوء ، و هو ضعيف فى رأيه ، توفى أيام ابن الزبير .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : قال أحمد بن صالح المصرى : الحارث الأعور ثقة ما أحفظه ، و ما أحسن ما روى عن على ، و أثنى عليه . قيل له : فقد قال الشعبى : كان يكذب ، قال : لم يكن يكذب فى الحديث إنما كان كذبه فى رأيه .
و قرأت بخط الذهبى فى " الميزان " : و النسائى مع تعنته فى الرجال قد احتج به ، و الجمهور على توهينه مع روايتهم لحديثه فى الأبواب ، و هذا الشعبى يكذبه ، ثم يروى عنه ، و الظاهر أنه يكذب حكاياته لا فى الحديث .
قلت : لم يحتج به النسائى ، و إنما أخرج له فى " السنن " حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة ، و آخر فى " اليوم و الليلة " متابعة ، هذا جميع ما له عنده .
و ذكر الحافظ المنذرى أن ابن حبان احتج به فى " صحيحه " ، و لم أر ذلك لابن حبان ، و إنما أخرج من طريق عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله الكوفى عن ابن مسعود حديثا ، و الحارث بن عبد الله الكوفى هذا هو عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث الأعور ، كذا ذكر فى " الثقات " ، و إن كان قوله هذا ليس بصواب ، و الله
أعلم . اهـ .


2-عنه عند الترمذي (3/224) فيه:

-الفرج بن فضالة:
قال معاوية بن صالح ، عن أحمد بن حنبل : ثقة .
و قال النسائى ، عن أبى داود ، عن أحمد بن حنبل : إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس ، و لكنه حدث عن يحيى بن سعيد مناكير .
و قال الحسين بن إدريس الأنصارى ، عن أبى داود : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن إسماعيل بن عياش : هو أثبت أو أبو فضالة ؟ قال : أبو فضالة يحدث عن ثقات أحاديث مناكير .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ضعيف الحديث .
و قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : قال رجل ليحيى بن معين و أنا أسمع : أيما أعجب إليك : إسماعيل بن عياش أو فرج بن فضالة ؟ قال : لا بل إسماعيل ثم قال : فرج ضعيف الحديث ، و أيش عند فرج ؟! .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس .
و قال المفضل بن غسان الغلابى ، عن يحيى بن معين : صالح .
و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ، عن على ابن المدينى : هو وسط و ليس بالقوى .
و قال عبد الله ابن على بن المدينى ، عن أبيه : ضعيف لا أحدث عنه .
و قال البخارى ، و مسلم : فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد ، منكر الحديث .
و قال النسائى : ضعيف .
و قال أبو حاتم : صدوق ، يكتب حديثه و لا يحتج به ، حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار ، و هو فى غيره أحسن حالا ، و روايته عن ثابت لا تصح .
و قال الحاكم أبو أحمد : حديثه ليس بالقائم .
و قال أبو أحمد بن عدى بعد أن روى له أحاديث : و هذه الأحاديث التى أمليتها له عن لقمان بن عامر عن أبى أمامة غير محفوظة . و حديث يحيى بن سعيد عن عمرة لا يرويها عن يحيى غير فرج و له عن يحيى غيرها مناكير ، و قد ذكرت رواية شعبة عن فرج بن فضالة حديث عوف بن مالك ، و له غير ما أمليت أحاديث صالحة ، و هو مع
ضعفه يكتب حديثه .
و قال القاضى أبو الطيب الطبرى ، عن الدارقطنى : ضعيف الحديث ; يروى عن يحيى ابن سعيد أحاديث لا يتابع عليها .
و قال أبو بكر البرقانى : سألت الدارقطنى عنه ، فقال : ضعيف . فقلت : حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصارى ، عن محمد بن على ، عن على ، عن النبى صلى الله عليه وسلم : " إذا عملت أمتى خمس عشرة خصلة " ؟ قال : هذا باطل . قلت : من جهة الفرج ؟ قال : نعم . قلت : تخرج هذا الحديث ؟ قال : لا . قلت : فحديثه عن لقمان
ابن عامر عن أبى أمامة ؟ قال : هذا كأنه قريب يخرج .
و قال عمرو بن على : كنا عند يحيى بن سعيد و معنا معاذ ، فقال معاذ : حدثنا فرج ابن فضالة فرأيت يحيى كلح وجهه .قال : و سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : حدث فرج بن فضالة عن أهل الحجاز بأحاديث مقلوبة منكرة .
و قال زكريا بن يحيى الساجى : ضعيف الحديث ، روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير كان يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى لا يحدثان عنه .
و قال أبو حاتم عن سليمان بن أحمد الدمشقى : سمعت يزيد بن هارون يقول : رأيت شعبة بن الحجاج عند الفرج بن فضالة يسأله عن حديث من حديث إسماعيل بن عياش .
و قال على بن عبد العزيز البغوى ، عن سليمان بن أحمد : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : ما رأيت شاميا أثبت من الفرج بن فضالة و ما حدثت عنه و أنا أستخير الله فى الحديث عنه . فقلت : يا أبا سعيد حدثنى . فقال : أكتب : حدثنى فرج بن فضالة.

و قال محمد بن سعد : قدم بغداد ، و ولى بيت المال فى أول خلافة المهدى و كان يسكن مدينة أبى جعفر ، و مات بها سنة ست و سبعين و مئة فى خلافة هارون ، و كان ضعيفا .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/262 :
لا يغتر أحد بالحكاية المروية فى توثيقه عن ابن مهدى فإنها من رواية سليمان بن أحمد ، و هو الواسطى ، و هو كذاب .
و قد قال البخارى : تركه ابن مهدى .
و قد ذكره يعقوب بن سفيان فى باب من يرغب عن الرواية عنهم ، و البرقى فى باب من نسب إلى الضعف ، لا يكاد حديثه ممن احتملت روايته .
و قال ابن حبان : يقلب الأسانيد ، و يلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة ،لا يحل الاحتجاج به .
و قال الخليلى فى " الإرشاد " : ضعفوه ، و منهم من يقويه ، و ينفرد بأحاديث .
و قال مسعود السجزى ، عن الحاكم : هو ممن لا يحتج به . اهـ .


-محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب:
قال ابن حبان :روى عن علي.
ولكن قال الحافظ ابن حجر في التقريب: روايته عن جده مرسلة.

*رواية عمر بن الخطاب:
وهي عند الطبراني في الكبير (1/73) وفيه:
-يزيد بن عبد الملك النوفلي:
قال أبو حاتم ، عن أحمد بن حنبل : ضعيف الحديث .
و قال البخارى : لينه يحيى ، و قال أحمد : عنده مناكير .
و قال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بذاك .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى بن معين : ما كان به بأس .
و قال غيره ، عن يحيى : ضعيف .
و قال أحمد بن صالح المصرى : ليس حديثه بشىء .
و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث .
و قال فى موضع آخر : واهى الحديث . و غلظ فيه القول جدا .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جدا .
و قال البخارى : أحاديثه شبه لا شىء . و ضعفه جدا .
و قال النسائى : متروك الحديث .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
و قال أبو أحمد بن عدى : له غير ما ذكرت من الحديث ، و ليس بالكثير ، و عامة ما يرويه غير محفوظ .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 11/348 :
و قال ابن سعد : كان جلدا صارما ثقة ، و له أحاديث ، و توفى بالمدينة سنة سبع و ستين و مئة .
و قال الساجى : فيه ضعف و عنده مناكير .
و قال ابن حبان لما أخرج له فى " صحيحه " مقرونا بغيره : أما يزيد بن عبد الملك فقد تبرأنا من عهدته فى كتاب " الضعفاء " .
و قال الدارقطنى : ضعيف .
و قال أبو العرب : قال مالك بن عيسى : يزيد النوفلى ضعيف .
و قال الحاكم : روى عن سهيل و سعيد و ابن خصيفة مناكير .
و قال أبو عمر بن عبد البر : أجمع على تضعيفه .
كذا قال ، و تبعه عبد الحق فقال : لا أعلم أحدا وثقه ، و ليس ذاك بجيد . اهـ .


*رواية عائشة بنت الصديق:
وهي عند الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد (4/91)) فيه:

-فيه مجهولان لا يعرفان.
-وفيه ليث بن أبي سليم :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : ليث بن أبى سليم مضطرب الحديث ، و لكن حدث عنه الناس .
و قال أيضا : سمعت أبى يقول : ما رأيت يحيى بن سعيد أسوأ رأيا فى أحد منه فى ليث ، و محمد بن إسحاق ، و همام ، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم .
و قال أيضا : سمعت عثمان بن أبى شيبة ، قال : سألت جريرا عن ليث ، و عن عطاء ابن السائب ، و عن يزيد بن أبى زياد ، فقال : كان يزيد أحسنهم استقامة فى الحديث ثم عطاء ، و كان ليث أكثر تخليطا .
قال عبد الله : و سألت أبى عن هذا ، فقال : أقول كما قال جرير .
و قال أيضا : قلت ليحيى بن معين : ليث بن أبى سليم أضعف من يزيد بن أبى زياد ، وعطاء بن السائب ؟ قال : نعم .
قال : و قال لى يحيى مرة أخرى : ليث أضعف من يزيد بن أبى زياد ، و يزيد فوقه فى الحديث .
و قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ليث بن أبى سليم ضعيف إلا أنه يكتب حديثه .
و قال إبراهيم بن سعيد الجوهرى : حدثنا يحيى بن معين ، عن يحيى بن سعيد القطان أنه كان لايحدث عن ليث بن أبى سليم .
و قال عمرو بن على : كان يحيى لا يحدث عن ليث بن أبى سليم ، و لا عن حجاج بن أرطاة ، و كان عبد الرحمن يحدث عن سفيان و غيره عنهما .
و قال محمد بن المثنى نحو ذلك إلا أنه لم يذكر حجاج بن أرطاة .
و قال على ابن المدينى : سمعت يحيى يقول : مجالد أحب إلى من ليث ، و حجاج بن أرطاة .
و قال أيضا : قلت لسفيان إن ليثا روى عن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده رأى النبى صلى الله عليه وسلم يتوضأ ، فأنكر ذلك ، و عجب منه أن يكون جد طلحة لقى النبى صلى الله عليه وسلم .
و قال أبو معمر القطيعى : كان ابن عيينة يضعف ليث بن أبى سليم .
و قال على بن محمد الطنافسى : سألت وكيعا عن حديث من حديث ليث بن أبى سليم ،فقال : ليث ليث ; كان سفيان لا يسمى ليثا .
و قال أحمد بن سنان القطان : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : ليث بن أبى سليم ، وعطاء بن السائب ، و يزيد بن أبى زياد ، ليث أحسنهم حالا عندى .
و قال يحيى بن سليمان الجعفى ، عن عبد الله بن إدريس : ما جلست إلى ليث بن أبى سليم إلا سمعت منه ما لم أسمع منه .
و قال أبو حاتم : سمعت أبا نعيم ، قال : قال شعبة لليث بن أبى سليم :أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة : عطاء ، و طاووس ، و مجاهد ؟ فقال : سل عن هذا خف أبيك !! .
وقال محمد بن خلف التيمى ، عن قبيصة : قال شعبة لليث بن أبى سليم : أين اجتمع لك عطاء ، و طاووس ، و مجاهد ؟ فقال : إذ أبوك يضرب بالخف ليلة عرسه .
قال قبيصة : فقال رجل كان جالسا لسفيان : فما زال متقا لليث مذ يومئذ .
و قال عبد الملك بن عبد الحميد الميمونى : سمعت يحيى ذكر ليث بن أبى سليم ، فقال : ضعيف الحديث عن طاووس ، فإذا جمع طاووس و غيره ، فالزيادة هو ضعيف .
و قال أحمد بن سليمان الرهاوى ، عن مؤمل بن الفضل : قلنا لعيسى بن يونس : لم لم تسمع من ليث بن أبى سليم ؟
قال : قد رأيته و كان قد اختلط ، و كان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى يقول : ليث بن أبى سليم أحب إلى من يزيد بن أبى زياد ، كان أبرأ ساحة يكتب حديثه ، و كان ضعيف الحديث .
قال : فذكرت له قول جرير بن عبد الحميد فيه ، فقال : أقول كما قال جرير .
وقال أيضا : سمعت أبى ، و أبا زرعة يقولان : ليث لايشتغل به ، هو مضطرب الحديث .
و قال أيضا : سمعت أبا زرعة يقول : ليث بن أبى سليم لين الحديث ، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث .
و قال أيضا : سمعت أبى يقول : ليث عن طاووس أحب إلى من سلمة بن وهرام ، عن طاووس .
قلت : أليس تكلموا فى ليث ؟ قال : ليث أشهر من سلمة ، و لا نعلم روى عن سلمة إلا ابن عيينة و زمعة .
و قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود ، عن أحمد بن يونس ، عن فضيل بن عياض : كان ليث بن أبى سليم أعلم أهل الكوفة بالمناسك .
قال : و سمعت أبا داود يقول : سألت يحيى عن ليث ، فقال : ليس به بأس ، قال :
و سمعت يحيى يقول : عامة شيوخ ليث لا يعرفون .
و قال أبو أحمد بن عدى : له أحاديث صالحة غير ما ذكرت ، و قد روى عنه شعبة ، و الثورى ، و غيرهما من ثقات الناس ، و مع الضعف الذى فيه يكتب حديثه .
و قال أبو بكر البرقانى : سألته ـ يعنى الدارقطنى ـ عن ليث بن أبى سليم ، فقال : صاحب سنة ، يخرج حديثه ، ثم قال : إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء ،و طاووس ، و مجاهد حسب .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/468 :
و قال ابن سعد : كان رجلا صالحا عابدا ، و كان ضعيفا فى الحديث ، يقال : كان يسأل عطاء و طاووسا و مجاهدا عن الشىء فيختلفون فيه فيروى أنهم اتفقوا ، من غير تعمد .
و قال ابن حبان : اختلط فى آخر عمره فكان يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل و يأتى عن الثقات بما ليس من حديثهم ، تركه القطان و ابن مهدى و ابن معين ، و أحمد .كذا قال .
و قال الترمذى فى " العلل الكبير " : قال محمد : كان أحمد يقول : ليث لا يفرح بحديثه ، قال محمد : و ليث صدوق يهم .
و قال الحاكم أبو أحمد : ليس بالقوى عندهم .
و قال الحاكم أبو عبد الله : مجمع على سوء حفظه .
و قال الجوزجانى : يضعف حديثه .
و قال البزار : كان أحد العباد إلا أنه أصابه اختلاط فاضطرب حديثه ، و إنما تكلم فيه أهل العلم بهذا ، و إلا فلا نعلم أحدا ترك حديثه .
و قال يعقوب بن شيبة : هو صدوق ، ضعيف الحديث .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : قال عثمان بن أبى شبيبة : ليث صدوق ، و لكن ليس بجحة .
و قال الساجى : صدوق فيه ضعف ، كان سىء الحفظ كثير الغلط ، كان يحيى القطان بآخره لا يحدث عنه . و قال ابن معين : منكر الحديث ، و كان صاحب سنة ، روى عن الناس ـ إلى أن قال الساجى : و كان أبو داود لا يدخل حديثه فى كتاب " السنن "الذى ( صنفه ) .
كذا قال ، و حديثه ثابت فى " السنن " لكنه قليل ، والله أعلم . اهـ .


*رواية عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- عند أحمد في المسند (5/329) فيه:

-فرقد السبخي وقد تقدم.
-صدقة بن موسى:
قال مسلم بن إبراهيم : حدثنا صدقة الدقيقى و كان صدوقا .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ليس حديثه بشىء .
و قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين ، و أبو داود ، و النسائى ، و أبو بشر الدولابى : ضعيف .
و قال أبو أحمد بن عدى : ما أقرب صورته و صورة حديثه من حديث صدقة بن عبد الله الذى أمليته قبله ، و بعض حديثه يتابع عليه ، و بعضه لا يتابع عليه .
قال الترمذي:و صدقة ليس عندهم بذاك القوى .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/418 :
و قال أبو حاتم : لين الحديث ، يكتب حديثه و لا يحتج به ، ليس بقوى .
و قال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقوى عندهم .
و قال ابن حبان : كان شيخا صالحا إلا أن الحديث لم يكن من صناعته فكان إذا روى
قلب الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به .
و قال البزار : ليس بالحافظ عندهم .
و قال فى موضع آخر : ليس به بأس .
و قال الساجى : ضعيف الحديث . اهـ .


*رواية أبي هريرة –رضي الله عنه-عند الترمذي (3/225) وفيها:

-رميح الجذامي:
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 3/288 :
و قال ابن القطان : رميح لا يعرف .
وقال ابن حجر:مجهول وكذلك قال الذهبي.

وقد ضعف الشيخ الألباني هذه الرواية في سنن الترمذي (4/495) برقم 2211 وفي ضعيف الجامع برقم 287 وفي المشكاة برقم 5450 وفي ضعيف الترغيب والترهيب برقم 1774 وفي السلسلة الضعيفة برقم 1727 .

*رواية عمران بن حصين –رضي الله عنه- عند الترمذي (3/225) وفيها:

-عبد الله بن عبد القدوس التميمي:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بشيء ، رافضي خبيث .
و قال أحمد بن على الأبار : سألت زنيجا عنه ، فقال : تركته ، لم أكتب عنه شيئا، و لم يرضه .
و قال أبو معمر : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس و كان خشبيا .
و قال محمد بن مهران الجمال : لم يكن بشيء ، كان يسخر منه ، يشبه المجنون ، يصيح الصبيان في أثره .
و حكى عن محمد بن عيسى أنه قال : هو ثقة .
و قال البخاري : هو في الأصل صدوق ، إلا أنه يروى عن أقوام ضعاف .
و قال أبو عبيد الآجري ، عن أبى داود : ضعيف الحديث ، حدث بحديث القبر .
و قال في موضع آخر : كان يرمى بالرفض . قال : و بلغني عن يحيى أنه قال : ليس بشيء .
و قال النسائي : ضعيف .
و قال في موضع آخر : ليس بثقة .
و ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ، و قال : ربما أغرب .

قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 5/303 :
و قال الدارقطني : ضعيف .
و قال أبو أحمد الحاكم : فى حديثه بعض المناكير .
و قال يحيى بن المغيرة : أمرني جرير أن أكتب عنه حديثا . اهـ .

قلت :سبحان الله!! فلا أدري أنى للحديث الصحة التي أعطاه إياها الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
 
ا

المفكر المالكي

زائر
الوجه الثاني:الاضطراب سندا ومتنا:

أما سندا:
لأن الحديث قد روي عن صحابي واحد هو أبي أمامة الباهلي من أكثر طرقه ومداره على راو واحد هو عبيد الله بن زحر ولكنه مرة يرويه عن علي بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة.
ومرة يرويه عن القاسم مباشرة.
ومرة يرويه عن أبي أمامة مباشرة مرسلا.

نعم قد يقع الحديث لبعض الرواة بعلو إسناد ولكن الرواية الأخيرة هذه مستحيلة لماذا؟
لأنه عبيد الله بن زحر من الطبقة السادسة وهذه الطبقة لم يثبت لها لقاء مع أحد من الصحابة.قال ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة تقريب التهذيب (1/6).

أما متنا:
فهو الاختلاف الكبير بين ألفاظ الحديث عن الراوي الواحد وفيها مخالفات كما سيأتي في الوجه الثالث.

الوجه الثالث:

أن هذا الحديث يعارض ما ثبت حله من الدين بالضرورة ويخالف أصوله ويناقضها.
من حيث إن بيع القينات وشراءهن واتخاذهن ثبت حله بالنصوص الصحيحة الصريحة وبإجماع المسلمين وبيان ذلك على النحو التالي:
1-فأما أن ذلك يعارض أصول التشريع ويعارض أصوله وما علم منه بالضرورة:
فقد قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة (و أحل الله البيع و حرم الربا)....و من جملة ما يباح بيعه الرقيق...ذكراناً و إناثاً.

و قال تعالى في سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم....) و ملك اليمين من طيبات ما أحل الله سبحانه للمؤمنين.

و قال تعالى في سورة النور (و الذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا...)......و لم يحرم ذلك.
و قد جعل تحرير الرقيق كفارة من الذنوب و لم يفصل كونها مغنية أم لا ، لأنها ملك يمينه الحلال...فقال تعالى (فتحرير رقبة) كما جاء في سورة النساء 92 و في سورة المائدة آية 89 و في سورة المجادلة آية 3 .

و قال تعالى في سورة المؤمنون آية 6،5 (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).

و لم يفصل ملك اليمين ، هن ممن يغنين و يعزفن لأسيادهن ، أو لغيرهم أم لا.
و لم يفصل : هن ممن تعاطى الغناء أم لا...علاوة على أن الأمة ليس النظر إليها محرماً،لأن عورتها كعورة الرجل.

و كذلك لأن غناء الأمة لسيدها أو الزوجة لزوجها مما لم تختلف الأمة في حله، بل أحل الله بينهما ما لم يحله لغيرهما مما وراء ذلك...حتى عند جميع من يمنع الغناء فلا يمنعونه من الأمة لسيدها و ممن المرأة لزوجها.

و قد أباح الله تجارة الرقيق بيعاً و شراء و أجمع على ذلك المسلمون قديماً و حديثاً و لم يعلم من يمنع ذلك.
و لم يفصل كونهن ممن يغنى أو لا يغنى.
بل ثبت ثبوتاً لا لبس فيه أن الصحابة كانوا يتعاطون بيع القيان المغنيات و إهدائهن كما ثبت ذلك عن عبد الله بن جعفر مع بعض خلفاء بنى أمية و ابن عمر كما سبق..

و قد جاء في الفقه الإسلامي أن الجارية التي تعرف الغناء إذا اشتريت و ظهرت مغنية فليس ذلك عيبا يوجب الرد.

قال في الشرح الكبير (للمغنى المسمى بالشافي لابن أبي عمر الحنبلي) و معرفة الغناء و الحجامة ليس بعيب و في المغنى (4/138) لا نسلم بأن الغناء محرم.

و حكى عن مالك في الجارية المغنية أنه عيب فيها ، لأنه محرم و هو محجوج.

قال ابن عمر في الشافي:ولنا انه ليس بنقص في عينها و لا قيمتها فهو كالصناعة.

و قال في المهذب (9/276):فرع:في بيع القينة فإذا كانت تساوى ألفا بغير الغناء أو ألفين مع الغناء فإن باعها بألف صح البيع بلا خلاف.

و إن باعها بألفين ففيها ثلاثة أوجه ذكرها إمام الحرمين و غيره أصحها يصح بيعها .

و به قال أبو بكر الأزدي لأنها عين طاهرة منتفع بها فجاز بيعها بأكثر من قيمتها كسائر الأعيان.

قال الشيخ أبو زيد المروزي:قال إمام الحرمين: القياس السديد هو الجزم بالصحة ذكره في فروع مبتورة عند كتاب الصداق.

وقال الماوردي في الحاوي (3/870): وإذا اشترى جارية فوجدها تحسن الغناء وتضرب بالعود وتنفخ بالمزمار لم يكن عيبا ولا رد له.
وانظر المهذب مع شرحه "المجموع" (1/293) والروضة للنووي (3/462) وفتح الباري (8/329).

وذكر الماوردي قول مالك وقال: لأن ذلك يخلفها ويدل على قلة صيانتها.
وانظر الخرشي على خليل (5/126) ومنح الجليل (2/632) وحاشية الدسوقي (3/97).

ثم قال الماوردي: وهذا خطأ لأن الغناء صفة تزيد في ثمنها والمبتغي من الرقيق توفير الأثمان..فإن كره ذلك منها أمكن أن يكفها ويمنعها منه.

ومن خلال كل هذا يتبين أن بيع القيان وشراءهن واتخاذهن حلال كما رأينا.

قال ابن حزم في المحلى (9/55) وكذلك بيع المغنيات وابتياعهن حلال. قال تعالى "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا" وقال: "وقد فصل لكم ما حرم عليكم" ولم يأت نص بتحريم بيع شئ من ذلك.

2-وأما مناقضته لنصوص الشريعة الصحيحة الصريحة:
فقد صح وثبت ثبوتا عمت شهرته كما جاءت به كتب الجماعة: البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وغيرهم مما أوردناه في أدلة المجيزين.

ويقول الشيخ القرضاوي:
وقد احتفى المحرمون بما جاء من أحاديث في تحريم القيان وبيعهن وثمنهن وحاولوا أن يقووها بكثرة الطرق والجواب عن ذلك:
أولا:أن الأحاديث كلها ضعيفة كما رأينا وكل ما جاء في تحريم بيع القيان أو اتخاذها ضعيف (انظر المحلى (9/56-59)).صحيح أن بعضهم حسنها ولكن آخرين ضعفوها.
قال العلامة الشوكاني:أحاديث النهي عن القينات المغنيات ثابتة من طرق كثيرة أي يقوي بعضها بعضا فتكون من قسم الحسن لغيره.
والحق أنه لا يغني الحسن لغيره في هذا المعترك العلمي فالحسن لغيره هو مجموعة من الطرق الضعيفة.

ثانيا:قال الغزالي في الإحياء: أما القينة فالمراد بها الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب وقد ذكرنا أن غناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور فأما غناء الجارية لمالكها فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله عنها وسيأتي.

ثالثا:كان هؤلاء القيان المغنيات يكون عنصرا هاما من نظام الرقيق الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجيا فلم يكن يتفق وهذه الحكمة:إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي فإذا جاء حديث بالنعي على امتلاك "القينة" وبيعها والمنع منه فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق"العتيد.

رابعا:كان هؤلاء القيان –بحكم نشأتهن وتربيتهن ووظيفتهن قبل الإسلام وبعده- عنصرا من عناصر إشاعة الفساد في المجتمع وترويج جانب الميوعة والطراوة على جانب الجد والخشونة والإغراء بالفواحش ما ظهر منها وما بطن وقد ألف الجاحظ في ذلك رسالة وضح فيها آثار هؤلاء القيان في انحلال المجتمع.
وقد عرض الكاتب والباحث والداعية الإسلامي المعروف الدكتور محمد فتحي عثمان في أحد كتبه نماذج خطيرة ومثيرة لهؤلاء الجواري ودورهن في التأثير على المجتمع وقيمه الإيمانية والأخلاقية وعرضه موثق بالأدلة والمصادر فليرجع إليه (انظر كتاب "الدين في موقف الدفاع ص 258-265 ).

وهذا سر تشديد الأئمة في موضوع الجواري والمغنيات حتى إن الإمام مالكا اعتبر ذلك عيبا فيها ترد به في البيع وأصر الإمام أحمد على أن تباع الجارية المغنية على أنها ساذجة وقد كانت ليتامى فقيل له: إنها إذا بيعت ساذجة تساوي ألفين وإذا بيعت مغنية تساوي ثلاثين ألفا؟ فلم يبال بذلك وأصر على أن تباع ساذجة.


والله تعالى أعلم.

-------------------
* تنبيه من إدارة الملتقى:
تم إغلاق الموضوع؛ حتى الانتهاء من الحلقة الأولى ... والله الموفق ،،،
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى