رد: العلماء المنتقلون من مذهب إلى مذهب
الحمد لله وبعد
المشايخ الأفاضل
بارك الله فيكم..
وابن عبد الحكم: من مذهب مالك إلى الشافعي.
ما أذكره ان الشيخ محمد ابو زهرة
قال في كتابه الشافعي أن ابن الحكم كان شافعيا .
ولما مات الشافعي ولم يوصي له بأن يخلفه في التدريس في حلقته تغير قلبه من الشافعي وإنتقل إلى المالكية
هل هذه القصة صحيحة
راجي التصويب...
بارك الله بكم سيدي الفاضل
مع أني و لله الحمد مالكي و أحب علماء المالكية و غير علماء المالكية رضي الله عن الجميع،إلا أني أحب الحق أوثر على الخلق، فما ذكر العلامة أبو زهرة رحمه الله ناقلا عن أهل سير العلماء،ليس فيه أدنى قدح في إمامنا ابن عبد الحكم رضي الله عنه و رحمه، فابن عبد الحكم يبقى بشرا من البشر و من قلة العلم بالنفس البشرية و التدبر للقرآن الكريم و السيرة النبوية الشريفة و سير السلف أن نقول أن ذلك من القدح فيه، لأن من طبعية البشر ما وقع فيه ابن عبد الحكم أو غيره من السلف في مسائل هي من الصفات الجبلية للإنسان،لكن متى يلام الإنسان عليها إن أدت به إلى محرم أو مكروه على حسب منزلة الذي اقترفها.
و إليك بعض الأمثلة من سير أعلام النبلاء- و الذي أنصح كل عالم و طالب علم أن يقرأه من الجلدة إلى الجلدة-
يقول الذهبي رحمه الله:"وأما كلام النسائي فيه-أي في الإمام أحمد بن صالح المصري-، فكلام موتور، لانه آذى النسائي، وطرده من مجلسه، فقال فيه: ليس بثقة."
فهل نتهم النسائي بالكذب لأنه وهن الإمام ابن صالح و هو لم يكن كذلك؟؟
و قصة أخرى وقعت ليحيى بن معين رحمه الله قرأتها في السير لكني نسيت الآن موضعها،ملخصها ما يلي:
كان يحيى بن معين في رحلة حديث على عادة المحدثين الكبار رحمهم الله تعالى في الرحلة،فألقة عصى التسيار بأحد القرى في مرو أو غيرها،فم يجد ما يبلغ به في رحلته،فستضافه أحد الرواة هناك، و أكرمه و أعطاه ما يبلغ به رحلته،فلما رجع ابن معين، و كان في مجمع يضم أعلام الجرح و التعديل كالإمام أحمد و غيرهم رضي الله عنهم فسئل هؤلاء الأعلام عن ذلك الراوي فالكل حكم بضعفه-يعني هناك إجماع على ذلك- فلما سئل ابن معين- و هو إمام في ذلك الفن- سكت رحمه الله.
فهذا طبعي لأن الرجل أكرمه...فهذه المسائل لا يلام عليه البشر. و الحديث ذو شجون.
وفقكم الله تعالى.