الشيخ أبو بكر وفقه الله
الإمام مالك وكذلك أبو حنيفة والليث بن سعد يرون أن صلاة خسوف القمر تصلى في البيت كسائر النوافل ولا يشرع لها الجمع ويرى أبو حنيفة ومالك أنها تصلى ركعتين كسائر النوافل واما الليث فيرى أنها كصلاة الكسوف لكن تصلى في البيت .
وجمهور أهل العلم الشافعي وأحمد وإسحاق وداود وأبي ثور والطبري وغيرهم يرون أن صلاة الخسوف كصلاة الكسوف يشرع لها الجمع واختاره بعض المالكية .
حجة مالك رحمه الله كما يلي :
1 - أن الأصل في صلاة النوافل أن تصلى في البيت لأحاديث كثيرة خرج عن هذا الأصل ما ثبت بالدليل كصلاة الكسوف فيبقى ما عداه على الأصل .
2 - أنه لم يسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة لخسوف القمر مع كثرة دورانه .
3 - عمل أهل المدينة حيث لا يعرف أنهم كانوا يصلون صلاة الخسوف .
وأما قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى يكشف ما بكم وتصدقوا" أخرجه البخاري ومسلم.
فقالوا : المفهوم من ذلك أقل ما ينطلق عليه اسم صلاة في الشرع وهي النافلة فذا فهم يرون أن الأصل هو أن يحمل اسم الصلاة في الشرع إذا ورد الأمر بها على أقل ما ينطلق عليه هذا الاسم في الشرع إلا أن يدل الدليل على غير ذلك فلما دل فعله عليه الصلاة والسلام في كسوف الشمس على غير ذلك بقي المفهوم في كسوف القمر على أصله
ينظر : المدونة ( ص 243 ) الاستذكار ( 2 / 417 ) بداية المجتهد ( 1 / 181 ) الذخيرة ( 2 / 430 ) حاشية الدسوقي ( 1 / 402 )