العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نتائج كتاب "فقه النوازل عند المالكية تاريخا ومنهجا‘

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
فقه النوازل عند المالكية تاريخا ومنهجا


لـ د. مصطفى الصمدي


-------


خاتمة البحث

وهكذا وقبل أن أضع القلم من يدي أعود لأذكر بأهم خلاصات البحث ونتائجه فأسطرها كما يلي:
نبهت إلى خطورة الاشتغال بفقه النوازل مذكرا بأهم الإشكالات المنهجية التي تعترض الباحثين وهم يتعاملون مع هذا النوع من المصادر، وأشرت إلى أن البحث في كتب النوازل تحف به عقبات من الصعوبة تجاوزها، فاستدركت على أهل التاريخ إغفالهم للأدوات الضرورية لفك لغز النازلة وقراءتها قراءة سليمة، ودعوت أهل الفقه والتخصص الشرعي إلى مد اليد إلى باقي التخصصات، ولا يتم التغلب على تلك العقبات إلا بتكاثف الجهود وتظافر البحوث في إطار عمل مؤسساتي جماعي تجتمع فيه التخصصات المختلفة، فقه ، تاريخ، علماء الاجتماع، والأنطربولوجيا، علماء اللغة، وهكذا يوضع النص النوازلي مجالا للدراسة والبحث كل من موقع تخصصه، فحينئذ لا شك أننا سنعيد ترتيب ومراجعة العديد من المعلومات التي استقرت في الأذهان عن جملة من النصوص المدروسة دراسة أحادية، وسنبني أحكاما ونتائج جديدة، نبتعد فيها عن التشطير والتجزيء والحكم المجحف.
وفيما يتعلق بالباب الأول الذي خصصته لمدارسة فقه النوازل بالأندلس نشأتها وتطورها وخصائصها، فقد تمكنت بحمد الله من تتبع بداية الاشتغال بهذا الفن.
فوطأت لذلك بالحديث عن بداية دخول المذهب المالكي إلى الأندلس عارضا لآراء العلماء حول ذلك، ومذكرا بأشهر تلاميذ المذهب ممن نشروا المذهب وانتصبوا للإفتاء والتدريس.
وفي هذا الإطار تحدثت عن دور القضاء الشوري في تدعيم المذهب بالأندلس ونشره، ذلك أن مؤسسة القضاء انتخب لها فقهاء أعلام، وكان القاضي يتخذ إلى جانبه فقيها مفتيا مشاورا يعصمه من الزلل، ويعرض عليه الأقضية والنوازل ولا يقطع فيها برأي ولا بحكم إذا علم وجه الشرع فيها بما يمليه عليه مشاوره
وغالبا ما كان هؤلاء الفقهاء المشاورون يبحثون في مسائل الأحكام عن أصول في المذهب معتمدة، وعن قواعد مقررة فيكون المذهب وأحكامه حاضرا في كل الأحكام والنوازل وبذلك التصق المذهب بكل تفاصيل حياة أهل الأندلس، وكان وراء ذلك تدعيم الحكام وتشجيعهم له، وتمكين مؤسسة القضاء من فقهاء المالكية الأعلام.
وكان لهذ التلاقح بين المذهب وخصوصية المجتمع الأندلسي أثره في خروج الأندلسيين عن المذهب في كثير من الأمور، الشيء الذي يشهد بنضج الفقه وتطوره ومسايرته للوقائع والحوادث على يد علماء عرفوا بالألمعية والشموخ ورسوخ القدم، فبزوا أقرانهم من المشارقة وأضفوا على المذهب حلة تلونت بخصوبة المجتمع ومتزجت بقضاياه ومشكلاته.
وفي إطار تاريخ المدرسة ، مكنني الاطلاع على كتب التراجم والفهارس والأثبات والمشيخات والبرامج من الوقوف في الفصل الثاني من هذا البحث على أشهر أعلام فقه النوازل بالأندلس، وحتى أرصد تطور المدرسة وتبين خصائص مراحلها، تحدثت عن كل مرحلة من مراحل تاريخ الأندلس، فابتدأت بالحديث عن عن مرحلة الإمارة والخلافة وطبيعة الفقه فيها، وأشهر رجالاتها وموضوعات النوازل المطروحة بها.
ثم انتقلت إلى مرحلة حكم ملوك الطوائف والمرابطين، فوجدت بينها تشابها في الخصائص والمميزات من رعاية الحكام للفقه والفقهاء، وتشجيعهم لفقه الفروع، فنشط فقه النوازل وقوي واستوى على سوقه، وبينت مشاهير رجالات هذه المرحلة، ثم تحدثت عن فترة الموالية وهي مرحلة حكم الدولة الموحدية، وما عرفه الفقه فيها من توجه إلى النظر والأثر والبعد عن الإيغال في الفروع الفقهية، فناقشت دعوى المراكشي في المعجب من أن الخليفة يعقوب المنصور الموحدي رام القضاء على الفقه المالكي، ثم قيدت مشاهير هذه المرحلة.
ثم جاءت مرحلة حكم بني الأحمر أو الدولة النصرية لنعرف موضوعات فقه النوازل أقضية جديدة تعلقت بالبدع والحوادث التي عرفها مجتمع الأندلس، ثم قضايا الارتداد، وهجوم النصارى على بلاد الإسلام، وهجرة المسلمين من أوطانهم وغيرها من الموضوعات الجديدة، والتي وجدنا كتب النوازل تنصهر معها وتمتلئ بمناقشات علمية حولها.
وقد سجلت هذه المرحلة أعلاما خلصا امتلأت بهم غرناطة العامرة.
وقد ورد في ثنايا هذه التراجم ذكر لعشرات المؤلفات في فقه النوازل وهي زبدة هذا التاريخ العلمي الواسع، جردتها ورتبتها ترتيبا تاريخيا.

وخصصت الفصل الثالث من الباب الأول للتعريف بها وجمع المعلومات الضرورية عنها، بما يقربها من الباحثين ويساعدهم على الاطلاع عليها والاشتغال بها تحقيقا وتحليلا ونشرا.
وقد كانت حصيلة ما جمعته من مؤلفات في فقه النوازل حوالي أربعين مؤلفا أندلسيا خالصا، منها المخطوط والمطبوع والمفقود.
فكان عملي في الباب أن أذكر الكتاب وتحقيق نسبته إلى مؤلفه وموضوعه ومنهجه وعناية الباحثين والدارسين به وأماكن وجوده إن كان مخطوطا وتاريخ طبعه ومحققه إن كان مطبوعا وذلك حسب ما تمدنا به المادة العلمية للكتاب.
ولا شك أن هذا العمل سيفتح آفاقا جديدة لإغناء هذا التراث، وسيفتح شهية الباحثين للإقبال عليه والاشتغال به.
ولما كان الشق الثاني من هذا البحث يهدف إلى استشراف مسالك التأليف والمنهج في فقه النوازل بالأندلس، ساعدتني المادة المعجمية السابقة.
على الغوص في الموجود من هذه المؤلفات لأجل تبين مناهج تصنيفها ووضعها، فتبين لي أنها لم تكن على شاكلة واحدة في الوضع والتأليف، وهكذا وجدتها تنتظم ثمانية مسالك.
فهناك التأليف بحسب الأماكن والبلدان ، وهناك التاليف المتخصص في الموضوع الواحد، والتأليف بحسب الأشخاص الأعلام، وفيه التأليف المتنوع المختلط والمتنوع المنصف، وفيه الاشتغال بالاختصار والترتيب، والمقصود للمناظرة والمراجعة والمقصود للتوجيه والتنظير.
وقد فصلت الحديث عن مميزات كل مسلك والمؤلفات المنضوية تحته.
وقد اخترت نماذج من المؤلفات تناولتها بالدراسة والتحليل قصد كشف منهجها وأدوات أصحابها فيها، وقواعد الإفتاء المعتمدة فيها، وهكذا تمكنت بحمد الله من بسط الكلام عن منهج ابن الإمام التطيلي (ت 386هـ) في كتابه القضاء بالمرفق في المباني ونفي الضرر باعتباره يعالج موضوعا أحسبه شيقا يتعلق بتنظيم المجال والعمران والمرافق الاجتماعية لما كان مطروحا بحدة في المجتمع الأندلسي، فعالجت منهج الرجل في حل المشكلات المطروحة على ضوء قواعد الفقه المالكي ومقرراته.
ثم تحدثت عن منهج ابن ورد التميمي الغرناطي ( ت 540هـ ) في فتاويه المشهورة وانتقلت منها إلى فتاوى أبي سعيد فرج بن لب الغرناطي ( ت 782 ) لأدرس منهج أشهر من عرف في المائة الثامنة في مجال الإفتاء.
وقد اخترت هذه النماذج الثلاثة دون غيرها لشهرة أصحابها أولا، ثم لأصالتها وتنوعها وغزارة المادة النوازلية الموجودة بها.
وقد ركزت في دراسة هذه المؤلفات على المنهج من حيث المبنى والمعنى، وبسطت الحديث بالأمثلة عن مناهج استنباط الأحكام وعرض الأجوبة، وبناء الاختيارات الفقهية وقضايا الاختلاف الفقهي وغيرها.
وقد أمكنني بالاطلاع على معجم المؤلفات وتتبع بعضها بالدراسة والتحليل -
الوقوفَ على أدوات الإفتاء المعتمدة عند فقهاء الأندلس وهم يوجدون الحلول الملائمة للنوازل المطروحة ، حاولت حصر أهمها وآكدها.
وخلصت إلى أن هناك أصولا عامة للمذهب كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة ومراعاة العرف والعادة وسد الذرائع، والاستصحاب، وهناك أدلة خاصة كالاعتماد على الراجح والمشهور، وما جرى به العمل والضعيف والشاذ.
وقد أشبعت ذلك بالأمثلة التطبيقية المناسبة التي استقيتها من كتب النوازل المغطية للمرحلة المدروسة.
وختاما أكاد أوقن أنا مادة هذا البحث بأعلامها ومؤلفاتها ومناهجها أثارت لدى القارئ فضولا، وأحيت لدى الباحثين همة الانطلاق فيما رسمته أول هذه الرسالة من مشروع ضخم للتقعيد لفقه النوازل بالغرب الإسلامي عموما وبالأندلس خصوصا.
فحسبي أني وضعت حجر البداية لهذا البناء العلمي الذي تنوء به جهود الأفراد أولي العزم من الباحثين الخلص.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي الأمين والحمد لله رب العالمين.
--------------------------
 
إنضم
23 أبريل 2010
المشاركات
572
التخصص
علوم قانونية
المدينة
بشار
المذهب الفقهي
مالكي
رد: نتائج كتاب "فقه النوازل عند المالكية تاريخا ومنهجا‘

جزاكم الله الخير كله، وبارك فيكم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: نتائج كتاب "فقه النوازل عند المالكية تاريخا ومنهجا‘

هل يوجد مثل هذا العنوان للمذاهب الأخرى في أبحاث معاصرة؟
 
إنضم
3 يناير 2013
المشاركات
21
الكنية
أم ضياء
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
فرنسا
المذهب الفقهي
.
رد: نتائج كتاب "فقه النوازل عند المالكية تاريخا ومنهجا‘

موضوع مهم فعلا
 
أعلى