أبو يوسف محمد يوسف رشيد
:: متفاعل ::
- إنضم
- 14 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 350
- التخصص
- الفقه والأصول والبحث القرآني
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الحنفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد..
فيقول المولى المعبود الذي لا يطاع إلا إياه، وما يحكم فينا أحد سواه :
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ }
والعلم هو من رزق الله تعالى، وينزل الله منه بقدر ما يشاء..
فمن حكمته تعالى هذ التوزيع في الأروزاق من المعرفة..
وبالنظر والتأمل تلحظ أنه لا تخلو طبقة أو مرتبة من العلم ولو دقت من تفاوت في أرزاق الناس فيها.
فإذا قلنا العلوم الشرعية والدنيوية.. تفاوتت فيها أرزاق الناس فكان العلماء أو المختصون الشرعيون وكان عوام الناس..
ثم إن قلنا العلوم الشرعية تفاوتت فيها أرزاق الناس.. فكان الفقهاء واللغويون والمفسرون..
وإن نزلنا درجة وقلنا الفقه.. كان الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة..
وإن نزلنا درجة وقلنا الفقه الحنفي.. كان أهله على درجات ومراتب..
وهكذا كلما تنزلنا .. ستختلف أرزاق الناس.. ولن يكونوا على مرتبة واحدة، ولا يمكن أن نقف بأنظارنا إلى مرتبة نساوي فيها بين الأرزاق، ونعمم فيها التوزيع، فهذا مخالف لسنة الله في التوزيع والتفاوت.. كما أنه مخالف لواقع الأمر.
وانطلاقا من هذا التقعيد أقول :
يكثر السؤال على المنتدى عن الكتب في المذهب الحنفي ، ويكون متوقعا - ابتداء - أني سأتجاوب معها بحكم كوني حنفيا، ولكني لا أتجاوب في أكثر المواضع أو في كلها، مع اطلاعي على المشاركات. والعلة في ذلك في حقيقة الأمر أني لا أتقن هذا الباب.
إن الله تعالى ينزل بقدر ما يشاء، وما شاء الله أن ينزل لي بكبير مقدار في هذه المعرفة، وإنما رزقها - بقدر عظيم - الشيخ الحنفي الفاضل / لؤي الخليلي الحنفي. فإنه لم يقع مني كبير اهتمام بمعرفة المصنفات في المذهب والعناية بالمخطوط منها والعمل على طبعه وتحقيقه.. إلخ، وإنما عنيت بالدراسة والجرد والتأمل في الاختيار والهداية بحاشيتها لابن الهمام وحاشية ابن عابدين على الدر المختار، عاكفا على ذلك، وربما طالعت مصنفات هنا وهناك بحسب ما يتفق وما تدفع إليه الحاجة أو التحقيق.
بينما الشيخ لؤي الخليلي قد عني بما لم أعن به عناية عظيمة، فتكون لديه فيه معارف تجعل منه مرجعا في هذا الباب، إضافة إلى تمكنه في معرفة المذهب فيما رأيت منه، وليس مثلي من يحكم عليه.
وقد رزق اتصالا وتعاونا مع الأخ الشيخ الحبيب محمد يعقوب حسين (أبي محمد الإفريقي) والذي يجوب البلاد جمعا لكل حرف كتب في المذهب الحنفي، والذي قابلته منذ عدة سنوات بمعرض الكتاب بالقاهرة فألفيته شيخا مؤدبا متعففا عن ذكر الناس بسوء، فكان أكثر ما أوقع في قلبي محبته، وأهدى إليّ نسخة ثمينة من مصورة (ضخمة عجيبة جميلة) لمتن كنز الدقائق للنسفي - لعلي اصور لكم منه على المنتدى لتشاهدوا عجبه وجماله، وأهدى إليّ كذلك نسخة من مصورة الفتاوى السراجية. فكانا - الشيخ لؤي الخليلي والشيخ أبو محمد الإفريقي) إليهما المرجع في هذا الباب. فأغنيانا عن التطرق إلى ما تطرقا إليه، ووفرا على كثير من الراغبين جهدهم.
فكان من المناسب هنا أن نخصص ونثبت هذا الموضوع - لا سيما وقد كثرت الاسئلة فعلا في هذا الباب - ليجتمع فيه شتات الأسئلة عن الكتب في المذهب الحنفي، ليكون مظنة للمستفيدين، ومانعا من التكرار وإضاعة الأوقات فيما وقعت الإفادة فيه.
ويجيب عليه إن شاء الله من هو أهل للجواب .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.