العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وبعد ..

فكم سنة مرت عليك يا طالب العلم ؟

سنة؟
سنتان؟
ثلاث سنوات؟

كأنك تقول في نفسك : ها كلام يطال المبتدئ الشاب الذي يسير تحت إبط إخوانه السابقين له في العلم بسنوات والذي يدرس عليهم بعض المتون والمقدمات ويستفيد من خبراتهم.. ولا يطال أغلبنا حيث بقي لبعضنا 6 سنوات أو 10 سنوات أو 15 سنة

حسن.. نطرح سؤالا آخر : كم كتابا قرأت في هذه السنوات؟ - وأقصد بالكتاب مجلدا يبلغ مثلا 400 صفحة ، أي أنه مجلد معتبر لا بالصغير ولا بالكبير -

إنني أملك مكتبة لا بأس بها، على الأقل فيها الأصول في العلوم مما أحتاج إليه. وبعض من الزائرين من عامة الناس حينما يأتي إلى زيارتي يسألني السؤال التقليدي الجميل وعينه تبرق بالانبهار والتشكك في ذات الوقت : هل قرأت كل هذه الكتب؟

فأقول بكل اطمئنان : لا.. بل بعضها قرأته كاملا وأكثرها لم أقرأه..

فيقول مستنكرا : ولماذا اشتريتها إذا؟ لمّا ترغب في قراءتها اشترها وإلا فلا..

فأقول باطمئنان : بعض هذه هي كتب تدرس كمنهج كامل لابد من إنهائه واستيعابه وأكثرها مراجع أرجع إليها وأحتاجها وليست للقراءة كاملة على الأقل بالنسبة لي ولتوجهي..

ثم ينتهي الحديث وأنا مشفق على السائل متلطف به لما أراه من تصور ساذج جميل..

ولكن.. في بعض من المواطن توصلنا التأملات والتجارب والخبرات إلى ما توصل إليه غيرنا بأريحيته وجمال تلقائيته..

يا طلب العلم.. يا من بقيت لك سنة واحدة في طلب العلم.. سنة واحدة فقط..

كم مجلد كاملا يتألف من (400 صفحة) قرأت ؟

احسبها الآن قبل أن تكمل قراءة الموضوع.. (حاول أن تقرب العدد.. هات آخر ما تجود به الذاكرة الحالية.. لا بأس أن تضيف إلى الرقم الذي توصلت إليه 10 أو 20 مجلدا)

حاول ثم عاود...

الآن وبعد أن عرفت الرقم.. كم صفحة تقرأ يوميا؟ - وأنا أحادثك كطالب علم تختلف عن غيرك من المثقفين -

إنك لو كنت تقرأ 50 صفحة ((فقط)) باليوم فإنك ستقرأ في السنة الواحدة 45 مجلدا يتألف من 400 صفحة!

فهل قرأت 45 مجلدا؟

لنحذف من السنة المناسبات والواجبات العينية الاجتماعية والأعياد.. فهل قرأت 40 مجلدا؟ 35 مجلدا؟ 30 مجلدا؟

لنقل إن طالب العلم المبتدئ يحتاج إلى متون وفهم أكثر من القراءة.. إذا لننتقل إلى من بقي له في الطلب 10 سنوات ويفترض أنه يقرأ ويقرأ ويقرأ

هل معيار سنته - أي عامه المكون من 12 شهرت - هو 45 أو 40 مجلدا يتألف الواحد منها من 400 صفحة؟

إن الغالب على العقل البشري هو أنه يؤخذ بالإجمال وتتم سياسته بالتفصيل..

فلما يسمع طالب العلم عن أحد المشايخ أو الطلاب ممن قرأ فتح الباري - مثلا - 3 مرات، فإنه ينبهر ويشعر أنه أمام بارزة فذة. فينظر إلى الأمر جملة، ويتناسى المفعول الرهيب لأجزاء الزمن التي يمضيها في اللهو والكسل، وأن أجزاء الزمن هي الفيصل الذي يجتمع به ما ينبهر به، كما أن الجبال من الحصا. فلو عرض عليه الناتج انبهر به، وغفل عن الذي أنتجه، وهو أجزاء الزمان - أجزاء العمر - التي تسرسبت منه فما شعر بها، في حين أن مجتمع تلك الأجزاء هو ما أنتج هذا الناتج الذي أبهره.

من طالب العلم الذي لا يقرأ 50 صفحة باليوم ؟!!

إنني أعلم من طلاب العلم من يجرد المطولات وقرأ هذه الأعداد.. ولكن كم عددهم؟ وما نسبتهم في القاعدة التي يتوجه إليها هذا التنبيه والتحليل؟

إن مثل تلك التحليلات للأجزاء الزمانية التي تنتج لنا النتائج المبهرة هي التي تكشف لنا عن حقيقة الوضع لدى طلاب العلم..

50 صفحة باليوم

خلال سنة واحدة 365 يوما

تنتج لنا 18150 صفحة

فتنتج لنا 45 مجلدا بتألف من 400 صفحة

هذه 50 صفحة باليوم فقط لمن يواظب عليها..

كم تستغرف الـ 50 صفحة من وقت الطالب يوميا في كتاب يجرده لا متن يحلله؟ (لا يقال طالب العلم يدرس المتون ووضعها مختلف فالكلام على الوضع العام للطالب وهو ما يدخل فيه برنامج القراءة المطولة والغزيرة بديهة)

مثلي الآن - مثلا - متفرغ للدراسة الشرعية.. فربما راقني كتاب من مجلد يتألف من 400 صفحة فأفرغ عليه ثلاثة أو أربعة.. مع التدبر والتعليق عليه والشرود في فروعات مادته كذلك..

وإنما يقطع عليّ بركة الوقت قلة العزم وتملك الملل وتحيّن أو تصيّد فرص الانفصال عن القراءة..

فهذا الغداء الشهي أستغرق ساعة فيه خشية الرجوع للقراءة..

وهذا اتصال من أحد الإخوة أتحصن بحجة الإفادة ومذاكرة العلم..

فيضيع اليوم..

وحينما أسأل نفسي آخر اليوم السؤال الموعود الذي أخشى لحظته : ما حصيلة يومك؟ .. أسرع كمن لهبته جمرة .. مضببا على نفسي الحقيقة المرة.. بل الحارقة للقلب.. المشعلة لنار الحسرة..

فقط.. خمسون صفحة باليوم.. يقدر عليها (المثقف العادي) .. و(الكاتب) متوسط النشاط..

تنتج لك يا (طالب العلم) : 45 مجلدا معتبرا (في السنة الواحدة!)

فيا صاحب الـ 10 سنوات في الطلب.. هل قرأت 45 مجلدا؟

هل عرفنا حقيقة وضعنا وادعائنا؟ وهل عرفت يا طالب العلم أين يضيع وقتك؟


لعلها عظة للمراجعة ينفع الله بها..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

أكثر مايحيرني في هذا الموضوع عنوانه،، منذ أن كتب..
فكلمة (بقي له) تعني في المستقبل، وأنت تقصد الماضي...بلهجة أهل مصر.. بآلوه،،صح؟؟


رائع..



أكثر ما يؤخرني عن المتابعة: الأسئلة التي تظل عالقة في ذهني وفي كناشتي،،ففي الكتاب الذي يصل لـ200 صفحة تقريبا يخرج لي 30 سؤالا تقريبا!!
أعلم أن هذه حجة مقصر..لكني أصاب هما وغما حين أحس بتغلق الأبواب في وجهي ولا أستطيع الوصول لمن يجيبني عن أسئلتي أو أصل هاتفيا مثلا فأشعر من طريقة إجابته بسخف أسئلتي أو أحس أني أثقلت على الشيخ بكثرة أسئلتي رغم مشاغله فأتلجلج وأتلعثم وأختصر..وقد يدفعني ضيق همي وحزني بتراكم الإستفهامات في صدري إلى الإعراض عن القراءة زمنا لأنها ستزيدني سؤالات وهموما بالتبع!! ثم لاألبث أن أعود وهكذا دواليك..
فهل من نصيحة مشائخنا الكرام؟

لست شيخاً كريماً؛ لكني أعرف علتك...
إذا عنت لك في كتااااب أسئلة كثيييرة..فاتركيه..(فلم تصلي لمرحلة قراءته).. وارجعي إلى كتب أقل مستوى منه
مثلا لو قرأتي المغني عند الحنابلة ومافهمتيه اتركيه وخذي كتاب الروض المربع مثلاً..
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

مكرر...
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

رائع..




أكثر ما يؤخرني عن المتابعة: الأسئلة التي تظل عالقة في ذهني وفي كناشتي،،ففي الكتاب الذي يصل لـ200 صفحة تقريبا يخرج لي 30 سؤالا تقريبا!!
أعلم أن هذه حجة مقصر..لكني أصاب هما وغما حين أحس بتغلق الأبواب في وجهي ولا أستطيع الوصول لمن يجيبني عن أسئلتي أو أصل هاتفيا مثلا فأشعر من طريقة إجابته بسخف أسئلتي أو أحس أني أثقلت على الشيخ بكثرة أسئلتي رغم مشاغله فأتلجلج وأتلعثم وأختصر..وقد يدفعني ضيق همي وحزني بتراكم الإستفهامات في صدري إلى الإعراض عن القراءة زمنا لأنها ستزيدني سؤالات وهموما بالتبع!! ثم لاألبث أن أعود وهكذا دواليك..
فهل من نصيحة مشائخنا الكرام؟

بارك الله فيكم
ورود الأسئلة والإشكالات أمر طبيعي لا بد منه .
والعلم مع الإشكالات يشكلان علاقة عكسية كلما زاد العلم كلما قلت الإشكالات ، ولذا فالكتاب ذو 200 صفحة والذي أوجد 30 سؤالا لك ستجدين أنه بعد سنوات من التعلم والقراءة أن لا إشكال في ذلك الكتاب أو أنها قلت كثيراً .
الإشكال يرجع إلى :
1 - الجهل بالتصورات ( المفرادات والحدود والمصطلحات ) .
2 - أو الجهل بالتصديقات ( الأحكام والقضايا من قواعد وأدلة وبراهين ..) .
وكل منهما مع التعلم يتضح فيحصل التصور ويثبت التصديق .
عموما الإشكال يدل على الفهم والإدراك إذ من لا يستشكل ما يجهله فهو لا يفكر ولا يدرك حقيقةً ولذلك فالإشكال نفسه علم لأنه مبني على ترتيب مقدمات متناقضة في الظاهر غالباً فالعقل يريد دفع هذه التناقضات وما حصل ذلك إلا بسبب وجود امرين :
1 - وجود المقدمات .
2 - إدراك تناقضها في الظاهر .
وهذا علم بقي من العلم الأمر الثالث وهو :
3 - دفع التناقض .
ولذلك نصيحتي لك أن تقرأي وتقرأي وتقرأي ولا يوقفك وجود الإشكالات عن الاستمرار فهذا أمر طبيعي المهم أن يكون اختيارك للكتاب مناسباً .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

جميل توارد الأفكار!!

رائع..



أكثر ما يؤخرني عن المتابعة: الأسئلة التي تظل عالقة في ذهني وفي كناشتي،،ففي الكتاب الذي يصل لـ200 صفحة تقريبا يخرج لي 30 سؤالا تقريبا!!
أعلم أن هذه حجة مقصر..لكني أصاب هما وغما حين أحس بتغلق الأبواب في وجهي ولا أستطيع الوصول لمن يجيبني عن أسئلتي أو أصل هاتفيا مثلا فأشعر من طريقة إجابته بسخف أسئلتي أو أحس أني أثقلت على الشيخ بكثرة أسئلتي رغم مشاغله فأتلجلج وأتلعثم وأختصر..وقد يدفعني ضيق همي وحزني بتراكم الإستفهامات في صدري إلى الإعراض عن القراءة زمنا لأنها ستزيدني سؤالات وهموما بالتبع!! ثم لاألبث أن أعود وهكذا دواليك..
هذا ما أحسّ به تماماً..

أكثر مايحيرني في هذا الموضوع عنوانه،، منذ أن كتب..
فكلمة (بقي له) تعني في المستقبل، وأنت تقصد الماضي...بلهجة أهل مصر.. بآلوه،،صح؟؟ ظننتُ أنني الوحيدة التي لم أفهم العنوان!




لست شيخاً كريماً؛ لكني أعرف علتك...
إذا عنت لك في كتااااب أسئلة كثيييرة..فاتركيه..(فلم تصلي لمرحلة قراءته).. وارجعي إلى كتب أقل مستوى منه

مثلا لو قرأتي المغني عند الحنابلة ومافهمتيه اتركيه وخذي كتاب الروض المربع مثلاً..
معنى ذلك أني لن أقرأ شيئاً!
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

*أختي مجتهدة:لا أشك في أنك مخطئةهنا.
.....
*فضيلةالشيخ أبي حازم وفقكم الله تعالى:سبحان الله_
بالضبط_الإشكالات عندي دائما تدور حول ماذكرتم حيث أني ابتدأت دراسةالفقه على الطريقة المقارنة قبل المذهب_وقد عدت للتفقه على المذهب وأعد نفسي الآن مبتدئة لكني لم أسلم من تبعات الماضي،
ولذا فلحل هذه الإشكالات أقوم بالبحث أولا في شرح الكتاب إن كان له شرح ومابقي أحتاج للسؤال عنه
وقدسمعت وقرأت في توجيهات وتراجم العلماء الاستمرار في القراءة رغم كثرةالإشكالات_لكنهاتزعجني وتشغل بالي
والله المستعان.
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: من بقي له عام واحد فأكثر في طلب العلم فإن الموضوع يعنيه

*أختي مجتهدة:لا أشك في أنك مخطئةهنا.
.....
*فضيلةالشيخ أبي حازم وفقكم الله تعالى:سبحان الله_
.
ياسلاام!!! الشيخ وفقه الله تعالى، وأنا مخطئة..:). حتى المخطئ يجزيه الله خيراً إذا اجتهد...علماً بأن هذا ليس من عندياتي..بل قرأته ولا أدري أين بالضبط وإلا نقلته لك... وهو يصدقه الواقع...ولا يقلل من قيمتك... وأنا أعترف بنقصي الشدييييييييد..لكن أعدك أن أكبر يوماً بإذن الله..
 
أعلى