أبو يوسف محمد يوسف رشيد
:: متفاعل ::
- إنضم
- 14 نوفمبر 2009
- المشاركات
- 350
- التخصص
- الفقه والأصول والبحث القرآني
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- الحنفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه .
وبعد..
فتلك محاضرة بعنوان :
كيف ندرس الفقه (وتحليل لقضية التلقي)
هي في أصلها المحاضرة الأولى لسلسلة شرح متن (المختار للفتوى) للإمام الموصلي الحنفي - رحمه الله -
ضمن برنامج دورة محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنه في الفقه والأصول -
فالمحاضرة مقدمة ابتداء لطلاب دورة محمد بن الحسن، إلا أنها في مادتها تصلح لأن تكون محاضرة مستقلة في وضع رؤوس أقلام على قضية التلقي والتمذهب بمذاهب السلف ، فهي تأصيل تنظيري للطلاب المندرجين فعلا للدراسات، ودعوة تصحيحية لإقامة الدراسات الفقهية على طريق السلف وتعميم مفهوم النقل في الدين.
لمحات حول المحاضرة :
المحاضرة طويلة نوعا - حيث تخطت الساعتين بما يقرب من النصف ساعة - ولكن لم أشأ أن أجعلها سلسلة من المحاضرات نظرا إلى أنها قد حوت رؤوس أقلام جاد بها الخاطر في معرض الاضطرار للتقديم بالمحاضرة للسلسلة الفقهية. أما التنسيق والاستقصاء وما هو من شأن التصنيف فلعل الله تعالى أن ييسر به، فهو مشروع رسالة متوسطة في هذا الباب، ومن شأني أن أفرغ وأستغرق وقتا فيما أريد له الخروج في صورة أرتضي لها البقاء.
تناولت المحاضرة رؤوسا أو محاورا :
- بيان عمومية التلقي والإسناد في الدين، وأنه يشمل النظم والمعنى لا النظم فقط.
- تحرير المحل الذي تنازعه المعاصرون في معنى المذهبية وبيان ما يخرج منه وما يدخل.
- بيان كون التمذهب بمعنى التلقي للنظم والمعنى والمنهج هو سنة العلماء من سلفنا.
- بيان كون تلقي الفقه على المذاهب الأربعة هو اتصال بفقه الصحابة ومنهجهم في استخراج الأحكام.
- بيان اعتماد الأئمة على (علم الناس) وتأثيره في فهم النصوص، وأن ذلك من تطبيقات عموم الإسناد للنظم والمعنى.
- بيان أنه لا تعارض بين التلقي والتمذهب واتباع الدليل، وأن التلقي هو بيان للدليل على ما كان عليه السلف الصالح بالنظم والمعنى، وأن اتباع الدليل هو وصف للمتلقي لا نسبة مذهبية.
- الجواب من وجوه على الاحتجاج بوجود مدرسة الحديث قديمة، وأنها لا تقابل التمذهب بل تقابل أهل الرأي بالعراق، وأن من المذاهب الأربعة من ينسبون اصطلاحا لأهل الحديث، كأحمد والشافعي، وأن المخالف يرفضها ضمن ما يرفض من التمذهب فيسقط استدلاله.
- الجواب من وجوه على الاحتجاج بقول : إن صح الحديث فهو مذهبي، وأنه دليل على رفض التمذهب بمذاهب أهل الفقه.
- الجواب من وجوه على احتجاج رافضي التمذهب بأن مذاهبهم هي أقوال الرجال، وبيان أن هذه الكلمة على إطلاقها إفساد عظيم في الدين. وأنه إما أن يلتزموا لوازم الإطلاق، وإما أن يقولوا بالتفصيل فيبطل إطلاقهم.
هذا ما يحضرني مما أوردت في المحاضرة، وهي - كما ذكرته - نقاط حضرتني على عجل، فلعلها تنفع، أسأل الله تعالى أن يعجل بما هو أفضل وإن استغرق وقته .
كذلك أنبه الطلاب بدورة محمد بن الحسن على أن تناولنا لقضية التلقي والتمذهب وما يجري بها لابد وأن يقدر بقدره ويحدد بحدّه، وأنها لا تخرج عن تناولنا لقضية الدراسة الفقهية، أي من حيث المقصد وحسن المنطلق، ثم إخواننا هم إخواننا لا نخلع منهم يد الولاء والانتماء، فنواليهم على عبوديتنا لله الواحد سبحانه، ونعاملهم على دينهم وحسن مقصدهم وإن أخطأوا التفعيل، فحذار حذار من داء العصر (تعميم الجزئيات) وقلب الفروع أصولا والأصول فروعا. فالحمد لله على نعمة الإسلام والإخاء فيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.