أخي الكريم أبو طلحة وفقه الله
حقيقة الموازنة بين كتابين عظيمين كالمغني والمجموع أمر عسير فكلاهما موسوعة لا يستغني عنها طالب العلم ويتفقان في أمور :
1 - كل منهما كتاب فقهي مقارن ينقل أقوال المذاهب الأربعة وغيرها كمذهب سفيان الثوري والأوزاعي وأبي ثور وداود وأقوال الصحابة والتابعين .
2 - كل منهما يذكر الأدلة والاعتراضات .
3 - كل منهما ينقل الإجماع .
4 - كل منهما مليء بالقواعد الأصولية والفقهية .
5 - كل منهما يهتم بصحة الحديث ويحكم عليه .
6 - كل منهما يعرض عن الأقوال الشاذة .
7 - كل منهما يتبع الدليل ولو خالف المذهب وكلاهما له اختيارات تخالف المذهب .
8 - كل منهما شرح لمتن معتمد في المذهب فالمغني شرح الخرقي والمجموع شرح المهذب للشرازي .
9 - كل منهما له اهتمام باللغة وضبط المفردات .
10 - كل منهما يسوق الأقوال والأدلة بإنصاف وأدب مع العلماء من غير تعصب أو لمز أو طعن في المخالفين .
11 - كل من ابن قدامة والنووي عالم محقق موسوعة ثقة في النقل اشتهرا بالتحرير .
12 - كثير من المصادر الحديثية والفقهية المشهورة مشتركة بين الكتابين .
لكن قد يتميز أحد الكتابين عن الآخر بميزات يظهر لي منها :
1 - المجموع في الجانب الحديثي أفضل من المغني لما علم من حال النووي من عنايته بالحديث أكثر من ابن قدامة ولذا يتكلم النووي عن الأسانيد ويحكم على الرواة وينقل أقوال أهل الشأن في ذلك .
2 - المغني في أصول الفقه أفضل من المجموع لما علم من عناية ابن قدامة بأصول الفقه أكثر من النووي .
3 - في الجانب اللغوي يظهر الاهتمام عند النووي في المجموع أكثر من المغني .
4 - في نقل الإجماع يظهر أن ابن قدامة أدق وأكثر تحرياً من النووي في المجموع .
5 - مما لا شك فيه أن المذهب الحنبلي يؤخذ من كتاب المغني لا بن قدامة فهو أعلم بمذهبه والمذهب الشافعي يؤخذ من المجموع لأن النووي أعلم بمذهبه على أن ابن قدامة ينقل عن المهذب والنووي ينقل عن الخرقي لكن الأدق في نسبة المذاهب أخذها من أهلها .
6 - مما ينبغي الالتفات إليه أيضاً في هذا الجانب أن المغني من تأليف ابن قدامة كاملاً وأما المجموع فلم يكمله النووي وإنما أكمله السبكي ثم المطيعي ولا شك أن هذين ليسا بمنزلة النووي في التحرير والتحقيق وإن كان السبكي إماماً في المذهب الشافعي .