العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تراجع أم مراجعة؟؟

إنضم
14 يناير 2010
المشاركات
545
الجنس
أنثى
التخصص
دراسات
الدولة
بريطانيا
المدينة
لندن
الحمد لله..
يحسن للعالم و طالب العلم,أن يراجع نفسه من وقت لآخر ، ينظر ماذا قال !! ويراجع أقواله ، ويتهم بحوثه وجهوده السابقة ،ويعيد التأكد من المعلومات ويطلع على المصادر والدراسات والأدلة الجديدة التي لم تكن متوفرة يومئذٍ ، يفعل كل هذا من أجل الحقيقة ليحميها ويطورها ويهذبها ويزيل عنها عوالق الهوى وشطحات الخصومة ولوازم التعصب وفقر الأدلةكل هذا - وأكثر - يجب أن يتوفر في طالب العلم وفي الباحث بوجه أدق.
وقد كان شيخ الاسلام يقول:" أنا مذ أسلمت و أنا أجدد إسلامي...."
وقد كان علماء السلف الصالح رحمهم الله يرجعون إلى الحق وقد يتعصب بعضهم أيضاً لكن يهمنا رؤوس السلف مثل الشافعي والإمام أحمد وأمثالهم فالإمام أحمد مثلاً تجد له في المسألة الواحدة ثلاثة أقوال أو سبعة أو نحو ذلك فما سبب تعدد أقواله ؟ أظن القارئ يعرف أن الإمام رحمه الله يقول في المسألة بقول بناءً على دليل وصله أو فهم لدليل ثم تبين له دليل أقوى أو عرف أن فهمه السابق غير صحيح أو علم ناسخاً لدليله الصحيح لأو مخصصاً لدليله العام أو نحو هذا فلذلك يرجع بسهولة إلى الحق ولا يبالي بكثرة الأتباع الذين قد يوجد فيهم من يمتعض ويستنكر هذا الفعل!! لخوفه على الإمام أحمد أن يتهمه خصومه بالتناقض أو الجهل!!كما هو عادة أهل الجهل حتى ولو كانوا اتباعاً. و الامام مالك ـ رضي الله عنه ـ له عدة أقوال في المذهب يحكيها عنه أصحابه من المدنيين و العراقيين و غيرهم.... وكذلك الشافعي أنتم تعرفون أن له مذهباً قديماً ومذهباً جديداً ، ولا بد أن يؤثّر هذا التحول في بعض أتباعه ويمتعضون من ذلك ويفرح به بعض خصومه ليس فرحاً بالحق ولكن نكاية بالشافعي وأصحابه ولكن الشافعي كان أعقل وأعلم من أن يجعل دينه عرضة للتعصب على رأي سبق أو رفض دليل ظهر.
و قصة أبي يوسف الامام مع مالك مشهورة...فقال له أبو يوسف لو رأى صاحبي ما رأيت لرجع كما رجعت ـ يقصد أبا حنيفة ـ.
فالسلف لم تكن عندهم عقدة الرجوع إلى الحق بل كان ذلك من أبرز صفاتهم,
و قارن ذلك بوقتنا الحاضر لا تكاد تسمع أن فلانا من العلماء أو طلبة العلم أعلن تراجعه عن مسألة كان يقول بها.إلا من رحم ربك...
إن أصغر طالب علم في يومنا هذا لا يمكن أن يرجع إلى الحق ولو وجد الأدلة القوية على بطلان ما ذهب إليه أولاً ؟!! وكأن العودة إلى الحق عار وجريمة تستحق الهجران والاطراح .
ابحثوا بأنفسكم و عدوا العلماء و الطلبة الذين رجعوا عن أقوالهم...مع وضوح الأدلة في كثير من الأحيان.
و أسباب عدم الرجوع....الطريقة التي تلقينا بها العلم..ففي الفقه مثلا:...يقول المدرس ...هذا هو الراجح.. و غيره مخالف للدليل.. و ليس له حظ من النظر...إلخ دون أن يترك للطالب فرصة الاطلاع على الأقوال الأخرى...
أما في العقيدة..."" فيقول المدرس....هذه عقيدة أهل السنة... و من خالفها ضال مضل.. يجب هجره و كتبه....""" و لو كان هذا المدرس.. لم يطلع على عقيدة السلف بل قد يكون أشعريا أو مجسما....أو فيه لوثة خارجية...
ومن أبرز الأسباب كذلك:"
النفس: فهي صعبة الانقياد للحق.. و هذا يحتاج إلى المجاهدة..
و كلام الناس: و قصة جحا مع كلام الناس معروفة لديكم(ابتسامة)
و الحل: هو عدم الاشتغال بكلام الناس أو الانتصار للنفس....
فالحق أحق أن يتبع... و من الصور المشرقة في ذلك: "مراجعات الجماعة الاسلامية المصرية"....وفقهم الله تعالى...
و الله أعلم و نسبة العلم إليه أسلم.
كتبه: أبو العباس المالكي الأثري.
 
أعلى