العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل ترون أن نشترط حفظ القرآن لمن يرغب في دراسة الفقه وأصوله؟

إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي

[font=&quot]هذه من المسائل المنهجية التي استوقفتني كثيرا، فعلى أصول التأهيل العلمي البحت ربما قلت لا يشترط ذلك. ولكن بالتأمل ظهر لي الآتي:[/font]

[font=&quot]- [/font][font=&quot]السلف ما عرفوا شيئا يسمى (المؤهل العلمي البحت) وما كانت كلمة عالم تطلق على من حصل المسائل المجردة.[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]في زماننا من يراقب سيقف على أن عدم الاهتمام بالقرآن والإكباب مع ذلك على علم المسائل هو من الشواهد على عدم استقامة منهج الراغب في الدراسة، وأن ثمة توجهات جانبية يعمل على إشباعها، وإلا فقد كان سلفنا الصالح يعيشون بالقرآن، وقضية الحفظ هي قضية فرعية نسبيا، بخلاف زماننا.[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]وهو مفرع على السابق، وهو أن القرآن في زمان أسلافنا كان معروف المعاني، وكان العلم به ينتشر في الحفاظوغيرهم، ومثله العمل به، بخلاف زماننا؛ فالذي يتعدى بفعله إلى العلوم مجاوزا القرآن فقد جاوز أصل العلوم.[/font]
[font=&quot]- [/font][font=&quot]ما شهدته من حال الطلاب في المدارس التي لا يشترط شيوخها حفظ القرآن في قبول الطالب؛ حيث يكون الطالب مصابا بسطحية كبيرة في التفكير، وقصور شديد عن درك المعاني الكلية للشريعة، حصرية شديدة في علمه الذي يتخصص به دون ارتباطه – على الأقل – بمفاهيم القرآن.[/font]

[font=&quot] لأجل ذلك كانت ريبتي الشديدة في قبول تدريس الفقه وأصوله على المستوى العام لمن لا يحفظ القرآن ونحن في صدد الإعداد لبرنامج تدريسي على نطاق واسع. (وأقصد بالمستوى العام إخراج بعض الحالات الفردية التي يمكن للإنسان أن يطمئن إليها بصورة خاصة لا أن يكون الاستثناء قاعدة)[/font]

[font=&quot] فما إفادتكم حول ذلك؟ .. ادلوا بدلوكم مشكورين.[/font]
[font=&quot] وجزاكم الله خيرا.[/font]​
 
التعديل الأخير:
إنضم
18 يونيو 2008
المشاركات
166
التخصص
فقه وتشريع
المدينة
الضفة الغربية
المذهب الفقهي
مذهب الائمة الاربعة (اذا صح الحديث فهو مذهبي)
والله يا اخي ان الناس اكثرهم اليوم قد انشغلوا عن تعليم ابنائهم العلوم الشرعية لاسباب كثيرة وهذا الاشتراط يضيق من عدد المقبلين على خير العلوم وهي العلوم الشرعية - نعم يرفع من مستوى المتعلمين ويخرج اجيالا ممتازين- ولكن نحن بحاجة لطلبة العلم الشرعي لما في وجودهم من نور خفي يشع في قلوب من حولهم وهم لا يشعرون. ولكن هذا لا يعني ان لا يشترط بعض اجزاء او سور من القران الكريم حسب التخصص والله اعلم
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنت طلبت المشورة وأنا برأي أن نظرتي قاصرة في مثل هذه المسائل لكن يمكن أن أدلي بدلوي عله يكون مفيدا
أولا : ليس كل الناس يبدأ بحفظ القرآن من الصغر مع أن حفظه من الصغر أجدر
ولا ينتبه الفتى على ذلك إلا وقد بلغ الثامنة عشرة وعندما يفكر في دراسة أمور الدين والتخصص فيها سيجد هذا الشرط عائقا أمامه وسيطول به الطريق وربما يثنيه ذلك بخلاف ما لو شرطتم مثلا حفظ خمسة أجزاء .
ثانيا : أن الحفظ وحده لا يكفي لأن يكون المرء فاهما للقرآن والحفظ الحق هو المقرون بالفهم .
وبما أنكم بصدد إعداد برنامج لتدريس أصول الفقه أقترح عليكم خيارا من إثنين :
الأول : أن تقوموا بعمل سنتين تمهيديتين مكثفتين يحفظ فيها الطلاب الذين لم يحفظوا القرآن سابقا مقرونة بالتفسير البسيط طبعا تكون لغير الحفاظ أما الحفاظ من مدارس التحفيظ ونحو ذلك يجرى لهم إختبار قبول على نحو ماترون ولا حاجة إليها .
الثاني : أن تضعوا مادة الحفظ ضمن مقرراتكم مع التفسير على نحو ماترونه مناسبا .
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
أقركما على ماقعية ما ذكرتماه، ولكن بالنظر إلى الواقعية فهي تعم كذلك حقيقة أخرى، وهي حالة الغفلة المتفشية عن القرآن عبادة وتدبرا واستخراجا للقواهعد والقوانين المنهجية. فلو راعينا أحد جوانب الواقع وتجاهلنا جانبا فسيظل الأمر على ما هو عليه، فنحن في زمان نلتقط فيه الأعذار ثم ننساها لكي نبرر ما نحن متوطنون عليه ابتداء، فلو منحنا العذر لاستمرت الحال على ما هو عليه. ومن هنا فقد تفهمت قضية الاشتراطات التي يعتبرها البعض قاسية، من قبل بعض المربين والدعاة حول القرآن واشتراط حفظه أو الانشغال به، فلا يدفع ذلك بالقول إن الأصوليين لم يشترطوا ذلك؛ حيث إنهم ما تناولوه من حيث النظرة الأصولية المجردة والتي لا تتأتى إلى في ظل الصورة النموذجية، وإنما من حيث معطيات حصرية واقعية.

ومن هنا، ورغم نص الأصوليين على عدم اشتراط حتى حفظ آيات الأحكام بل مجرد العلم بمكانها، فإني لا أسلم في زماننا لمدع الفقاهة إن علمت أنه لا يحفظ القرآن ولا ينشغل به.

إننا نريد أن نقدم حلولا عملية، لا نريد فقط (تمرير) الحال و(تقريره) من خلال (تبريره) .. فهل ترون - مثلا - برنامجا قرآنيا نفرضه على أنفسنا كمدرسين وعلى من يدرسون من خلالنا؟
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
أخي الكريم الشيخ محمد أبو يوسف
أكاد أجزم أنك لم تقرأ مشاركتي كاملة بل اكتفيت بأولها لما فيه من شبه بمشاركة أخي الشيخ حمد
ولكن لو أكملتها لوجدت الجواب على سؤالك
إننا نريد أن نقدم حلولا عملية، لا نريد فقط (تمرير) الحال و(تقريره) من خلال (تبريره) .. فهل ترون - مثلا - برنامجا قرآنيا نفرضه على أنفسنا كمدرسين وعلى من يدرسون من خلالنا؟
وبما أنكم بصدد إعداد برنامج لتدريس أصول الفقه أقترح عليكم خيارا من إثنين :
الأول : أن تقوموا بعمل سنتين تمهيديتين مكثفتين يحفظ فيها الطلاب الذين لم يحفظوا القرآن سابقا مقرونة بالتفسير البسيط طبعا تكون لغير الحفاظ أما الحفاظ من مدارس التحفيظ ونحو ذلك يجرى لهم إختبار قبول على نحو ماترون ولا حاجة إليها .
الثاني : أن تضعوا مادة الحفظ ضمن مقرراتكم مع التفسير على نحو ماترونه مناسبا .
وعلى كل حال أعانكم الله على إعداده ونفع به
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم، لم أنتبه إلى كامل مشاركتك، وشكر الله لك التنبيه.

فكرتك لفتتني، وأضعها في الحسبان.

ومن الجدير بالذكر في أمر طلب العلم دون حفظ القرآن : أن حال أغلب من يشتغلون بالعلم هو توفير دقائق أوقاتهم على دقائق المسائل التي يسروحون الاستفادة منها أكثر من القرآن في ظن أهوائهم، فلا يجدون وقتا ينشطون فيه للحفظ.

وفكرتك مبدئيا جيدة، وللأسف لا تتضمنها أو مثلها بعض المناهج التي تتخصص في تخصص ما، فلا يكون هذا المنهج القرآني مضمنا بها، فيكون في الطلبة من يشهد له الشبخ بالتقدم - والممشيخ في حاجة إلى من يشهد له - دونما أن يكون الطالب (الشيخ الجديد) حافظا متقنا للقرآن. وأخشى أن يأتي زمان يزداد سوءا بسوئنا، يدفعون به تلك المذمة بكون حفظ القرآن من شأن الدعاة الوعاظ، ومن المحاسن في حق الفقهاء! والله تعالى ينجينا من مثل ذلك الزمان.
 

علياء محمد الشيباني

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
35
التخصص
مدرسة
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
حنبلي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم أبو يوسف حفظكم الله

أرجو الاطلاع على منهج جامعة الإيمان في مسألة الحفظ فهم يشترطون جزأين بالتفسير ثم يشترط حفظ جزأين في كل فصل دراسي مع التفسير.

ومن وجهة نظري أوافقك على الإصلاح بحيث يشترط على الأساتذة حفظا كل سنة وهذا ما تنتهجه دور التحفيظ في بعض البلاد.

وقد أجد طريقة مدرسة الشيخة أناهيد السميري بجدة والتابعة لمركز مسلمات الحل الجذري لهذه المسألة

فهي مشكورة تقوم على تحفيظ المتون العلمية من الروضة الأولى حسب قدرة الطالب. المهم أن يكون الجزء المحفوظ متقنا اتقانا كاملا بحيث يستدعي الطالب الأحاديث حسب وقائع الحياة أو حسب مسمى الفصل أو حسب اسم السورة.

فلماذا لا تعاد المراكز العلمية التي أغلقت في أغلب البلاد وتستثمر عملية التحفيظ من السنين الأولى فيكون الطالب قد جمع العلوم وعليه فهمها فقط في المراحل المتقدمة.

أدعوكم لزيارة مدرسة الشيخة أناهيد فهي تستحق الإشادة بطريقتها الفذة في استثمار طاقة الأطفال في الحفظ.

بالنسبة لتدبر القرآن ربما التفاسير لا تعطي المشاعر المرتبطة بكلمات الله فهي لا تربطها بحياة القارئ ولا تأتينا بكيفية الإحساس بها والعمل بما فيها إلا تفاسير يجب أن تكون مدارستها على مشايخ.

ولكني وجدت بسهولة يمكن أن يتدبر القارئ القرآن ويتعايش مع المعاني بفضل دراسة أسماء الله الحسنى التي تدفعه للقرآن دفعا وتجعله قرير العين لا يعاني من مشاكل مع نفسه ومحيطه.

فلماذا لم تفعل هذه المسألة في الجامعات ودور التحفيظ لماذا خلت مدارسة أسماء الله وصفاته ومعانيها من المناهج والمقررات.

إذ ما نفع الحافظ لكلام الله الذي لا يعرف معنى أسمائه وصفاته ولم يتفاعل معها ولم يشعر بأهميتها في حياته وحياة المجتمع حوله.


وشكرا لهذا الهم على الإسلام والمسلمين شكر الله الشكور همكم وجعل فرجه يسيرا علينا آمين رب العالمين

 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
جزاكم الله خيار وبارك بكم
وسوف أطلع إن شاء الله على منهج الشيخة، ولعلنا نستضيء به في برامجنا.

بخصوص قولك :
بالنسبة لتدبر القرآن ربما التفاسير لا تعطي المشاعر المرتبطة بكلمات الله فهي لا تربطها بحياة القارئ ولا تأتينا بكيفية الإحساس بها والعمل بما فيها إلا تفاسير يجب أن تكون مدارستها على مشايخ


فهذا لأن أغلب الناس لا يميزون بين مراتب العمل بالنظر في القرآن؛ فهي على مراتب :

- التفسير (ونعني به فهم المعاني المباشرة للقرآن، وهذا الفهم يشترك به المؤمن والكافر، ولا يؤدي بذاته إلى الهداية، أي ليس هو ملابسا للهداية، وهذا هو ما في كتب التفسير العلمية، كتفسير ابن جزي الكلبي، وتفسير ابن كثير، وتفسير القرطبي .. وغيرهم، وهذه المرتبة هي درجة لازمة للمرتبة التالية، فتكمن أهميتها في اشتراطها، وليست أهميتها في ذاتها، بل هي في ذاتها علم تقوم به الحجة ويهلك به المرء)

- التدبر (وهو مرحلة تأتي بعد التفسير، وقد كان العرب الأقحاح يفهمون القرآن لا محالة، فيعرفون من معانيه من جنس ما يتلقى من كتب التفسير، ولكن مع ذلك ذمهم الله تعالى في غير ما موضع من الفرقان بأنهم لا يتدبرون، وهذه المرحلة هي الملابسة أو القريبة - على توقف مني - للهداية بالقرآن، ومن أجود ما توقفت عليه من تدبرات القرآن هو السفر عظيم النفع "في ظلال القرآن" للمجاهد سيد قطب رحمه الله ورضي عنه، فالكتاب يكاد يتوقف في معانيه التفسيرية على "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير رحمه الله ورضي عنه، لكن له - بعد ذلك - قاعدة في التدبر طار بها شأن الكتاب، حتى صار لغزا لا يفهمه كثير من الناس؛ إذ كيف يكون بهذا التأثير ومعلوماته التفسيرية عادية لم تخرج عن المألفوف، والبعض أرجع الأمر إلى اللغة الأدبية، ولكن اللغات الأدبية كثيرة، وربما كانت أعمق في الصناعة، ولم تؤت ما آتاه هذا الكتاب، والحق لمن يتأمل هو أنه سلك مسلك التدبر وبناء النتائج وأسباب الهداية على المادة التفسيرية، ولم يتوقف على التفسير)

- ثم هناك التأثر (وهو شعور لا أعطيه ترتيبا بين المرتبتين السابقتين؛ لأنه يشترك فيه المؤمن والكافر، العربي وغير العربي، وهو ما يقع في نفوسهم من المشاعر تجاه سماع الكلمات القرآنية، بقطع النظر عن الفهم والتدبر، بل بقطع النظر عن معرفة اللغة العربية أصالة، وقد ذكر ابن الجزري أن أناسا من غير العرب استوقفتهم القراءة التي يقرأ بها القراء الخاشعون، وتاثروا بها، وهذه لا ملابسة لها بالهداية إلا أن تكون سببا إلى ما بعده من الفهم فالتدبر)

والله تعالى أعلم.

استمعي إلى هذه المحاضرة

ضابط التفسير واثره في تصنيف الكتب وكيف تقرأ في ظلال القرآن
 
التعديل الأخير:

علاء سعد الحربي

:: متابع ::
إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
21
الإقامة
مكة
الجنس
ذكر
التخصص
الكتاب والسنة
الدولة
السعودية
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
بارك الله فيكم وغفر لنا ولكم وجزاكم خيراً على كل ما تقدموه
من ناحية إشتراط حفظ القرآن لمن أراد دراسة الفقه أو غير من العلوم كالحديث أو التفسير أو اللغة
ففي نظري القاصر شرط غريب قد وجد عندنا في زماننا فليس تلزمني أن لا أدرس عندك إلا بعد حفظ القرآن فهناك من طلبة العلم من ليس حافظ للقرآن كما ذكر عن الشيخ صالح عواد المغامسي أنه ليس حافظ للقرآن كاملاً
قال ابن عبد البر رحمه الله طلب العلم درجات ومناقل ورُتَب ، لا ينبغي تَعَدّيها ، ومن تَعَدّاها جُمْلة فقد تَعَدّى سبيل السلف رحمهم الله ، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضَلّ ، ومَن تعداه مجتهدا زَلّ ؛ فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه فواجب طلبه معه ، ولا أقول : إن حفظه كله فرض ، ولكني أقول : إن ذلك شرط لازم على من أحب أن يكون عالما فقيها ناصبا نفسه للعلم ، ليس من باب الفرض . اهـ .
أخوكم
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
[font=&quot]شكر الله لكم أخي علاء، إلا أن الذي تذكر ليس شيئا إيجابيا بحيث يورد هنا فيكون سابقا مستدلا به على النفع، بل هو عين النتيجة السلبية التي نحذر منها، فأن يكون الشخص متصدرا لتفسير القرآن لا يحفظ القرآن هذا من عجائب الزمان. [/font]
[font=&quot]إن هذا ما عرفناه ولم نقرأه عن سيرة أهل العلم؛ فما عرفناهم يؤخرون القرآن عن سن الطفولة، وما عرفنا منهم عالما يقال هو يحفظ القرآن في أثناء كونه عالما، وإن أخرج لنا فنحن نتبع منهجا لا حالات تشذ. فلم نر من اعتبر من لا يحمل القرآن، ونحن لا نسير في منهجنا وفق أمزجتنا أو رؤانا الخاصة، وإنما نحن نرث المناهج ومسالك التفكير مثلما نرث المسائل، فلا نسير إلا بتوجيه من أئمتنا، وبفحصنا لمناهجهم، حتى أننا بما نشرح المتن الأصولي مستعصي اللفظ مشكل العرض، لأن الأئمة شرحوه واعتمدوا عليه، ونقدمه على متن آخر أسهل، لأنهم فعلوا الأصلح وفق ما رأوه، وهم من تدرك عنهم تلكم المناهج. [/font]
[font=&quot]وما عرفنا في تاريخنا أن يكون مفسرا لا يحفظ القرآن! وإن هذا والله من فساد الزمان، فلا هيئة علمية ولا حراس علم يأخذون على يديه، صانين بذلك حريم العلم من الانتهاك، بل حريم كتاب الله؛ أن يفسره من لا يحفظه! فماذا بقي ليكون ما عداه من المخالفات استثناءات ضرورية؟! ألا ترون أن الخرق صار ثوبا والرقع صار متعذرا؟ [/font]
[font=&quot]إنه بالتأمل في واقعنا، وبالتجربة، يتأكد أن لا مرونة في هذا الباب، ولا حيدة عن مناهج أولي الألباب، حراس الكتاب، من إليهم في العلوم والمناهج المرجع والمآب. فالمناهج هي المناهج، وطرق العلم المعروفة عند أهله هي طرقه، وما عرفناهم يتعدون في أولى مراحل الطلب دون القرآن في الطفولة، بل يجمعون القرآءات كما يحفظ آحادنا اليوم على قراءة مشتهرة ببلده، وكانت تعد القراءات من مبادئ البنية التحتية للطالب.[/font]
[font=&quot]ولو كان الأمر متعذرا ممتنعا لكان هناك وجه للطرح والمرونة والتنازل؛ ولكن الأمر في حقيقته هو هرولة إلى الحجج التي تريح القلب من نقد الذات بالتقصير، أو تريح البدن والذهن من الالتزام ببرنامج الحفظ المكثف، أو تريح النفس الشهوانية للعلم وحب الظهور من الألم الذي ينتج عن التوقف والانقباض حتى يجمع كتاب الله. ودليل ذلك هو أن اتباع المنهج في القرآن في عصرنا ليس هو بالمتعذر كما لو طلبنا من أنفسنا اليوم أن نعود عربا أقحاحا؛ وإنما نرى ويرى الناس تلك المدارس والكتاتيب في البلدان الإسلامية، والتي لازالت تسير على نهج علماء الإسلام الحقيقيين، وتحتفظ بشيء من أصالتهم ورصانتهم وبركتهم. [/font]
[font=&quot]شاهدت يوما دارا لتحفيظ القرآن بطاجاكستان، ورأيت عجبا هو العجب بمعايير زماننا، أمام من جعل (الصحيح) معيارا له فلا عجب، وإنما هو المطلوب أصالة والمعهود. وجدت دارا يتفرغ الأولاد الصغار فيها للقرآن ويبتعدون عن منازلهم، ويقيمون في تلك الدور، والتي تحوي كذلك ملعبا للكرة ووسائل تسلية لهو للأطفال. ثم عرض البرنامج الأطفال وهم يجلسون على الأرض متزاحمين في قاعة ويضعون مصاحفهم على ألواح خشبية بسيطة مرتفعة عن الأرض ومصنعة بطريقة بدائية بسيطة جدا، وكل طفل يركز في مصحفه ويتلو بصوت مرتفع حتى كانت القاعة كثيفة الأصوات المتداخلة. [/font]
[font=&quot]ثم كان من البرنامج عرض لبيانات الأطفال : الاسم والعمر والكم المحفوظ من القرآن و (إن كان يقوم بالتعليم!).[/font]
[font=&quot]فكانت البيانات في إطار ما يأتي:[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فلان بن فلان[/font]
[font=&quot]11 سنوات[/font]
[font=&quot]يحمل القرآن كاملا، ويعلم منذ عام ونصف![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فلان بن فلان[/font]
[font=&quot]10 سنة [/font]
[font=&quot]يحمل القرآن كاملا، ويعلم منذ عام ونصف![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فلان بن فلان[/font]
[font=&quot]9 سنوات[/font]
[font=&quot]يحمل القرآن كاملا، ويعلم منذ سنة![/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]فلان بن فلان[/font]
[font=&quot]8 سنوات (وبنسبة 90% أنه 7 سنوات لولا خشية الوقوع في الكذب ذكرتها8)[/font]
[font=&quot]يحمل القرآن الكريم كاملا.[/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]ثم وجدت (الشيوخ) الذين تبلغ أعمارهم 10 و 11 من السنوات، يجلسون يعلمون الأصغر منهم أحكام التجويد وكيفيات النطق، في جدية ووقار ورصانة، ويصححون كما يصحح المشايخ الكبار وقد علت وجوههم صبغة الرصين المتمكن الذي يحفظ للقرآن هيبته فيرسو ولا يلهو ولا يكثر الالتفات. [/font]
[font=&quot]ثم يعرض البرنامج هؤلاء الشيوخ وهم يلعبون الكرة في ملعب الدار،وهو ملعب أخضر جميل متسع، صمم خصيصا للعب الكرة، وإذا بشيخ منهم يحصل هدفا فيقفز فرحا ويصيح ملوحا بقضة الانتصار (الله أكبر).[/font]
[font=&quot]فأين القول بالضرورة؟! إلا أن يكون كسل المترفين الذي خالفوا أمر الله بعدم الإسراف بالطعام والشراب، من الذين تمكنت من قلوبهم شهورة الظهور، ورغتهم ما لديهم من (الداتا) أو (المعلومات) فظنوها علما يرضي الله سبحانه. إن هؤلاء الذين يستثقلون القرآن، فيصولون ويجولون في مسائل العلم، لا نرجوا من وراء علمهم خيرا، اي لو صح تسمية ما لديهم علما، وإلا فالعلم أساسه كتاب الله، واقعا وتفعيلا، لا مجرد التسليم السريع لسانا ولفظا، مع المخالفة تفعيلا وعملا.[/font]
[font=&quot]وكم راقني من نقله لي أحد الأصحاب الأحباب، عن شيخه التقي النقي الورع، الهادئ الخلوق، فضيلة الشيخ/ عماد عفت الشافعي – حفظه الله ورعاه – والذي يدرس بالأزهر، حيث نقل لي قوله ما يعني: (الذي لا يحمل القرآن لا يعد ابتداء وقبل كل شيء من المنتسبين إلى العلم، مهما قال وصال وجال، فهو أمر ينظر إليه ابتداء).. فحفظه الله وحفظ عليه قلبه.[/font]
[font=&quot]فإذا كان التعليل والنظر باضطرار إلى أمر لا تدفع إليه الضرورة، بأن يقال ماذا نفعل وقد عم الجهل والناس يحتاجون للعلم، ثم يؤول الأمر إلى أن لا يؤثر عدم حمل القرآن على اعتبارنا للعالم، إذا كان الأمر كذلك فليس الأمر من باب الاضطرار، بل هو الكسل والوخم، كسل البدن والذهن، وكسل الروح عن العزائم، واسترواحها في ظهورها وشهوتها التي تداريها بستار العلم الشرعي وابتغاء وجه الله بهذا العلم.[/font]
[font=&quot]وعلى كل فنحن لا نسير من تلقاء أنفسنا، وإنما لدينا أئمتنا الذين نستقي منهم التلقي كما نستقي ما نتلقاه، وما عرفناهم يتجاوزون بالطالب إلى الطلب دون جمع القرآن أولا، بل ويظهر من السير والتراجم أن جمع القرآن لا يعد من طلب العلم! بل وتحصيل بعض العلوم الأساسية لا يعدونه من طلب العلم، فنجدهم يشيرون في ترجمة آحادهم أنه قد جمع القرآن وكذا وكذا وكذا، ثم بدأ في طلب العلم! وهذا النهج هو الذي يوصل إلى المطلوب، لو رغبنا الوصول، ولن تلابسه النفس الكسول. [/font]
[font=&quot]والحمد لله رب العالمين.[/font]
 

عابرة سبيل

:: متابع ::
إنضم
24 يناير 2010
المشاركات
43
التخصص
----
المدينة
----
المذهب الفقهي
----
مع أن نظرتي قاصرة في هذه المسألة ولكنني أظن أنه لا يمكن لطالب العلم أن يدرس الفقه بمعزل عن القرآن
وحتى يفهم الفقه تماما عليه أن يكون حافظا للقرآن وفاهما لكل العلوم المتعلقة به .
فكيف له أن يدرس علم الفقه الواسع جدا وهو لم يحفظ القرآن وكل هذا العلم قائم على القرآن..
فالقرآن الأصل وكل العلوم منبثقة عنه وإن لم يكن طالب العلم متمكنا من الأصل فكيف له أن يتمكن مما ينبثق عن الأصل ..
ووفّق الله الجميع لما يحب ويرضى
 
أعلى