العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

السياسي المسلم

إنضم
18 ديسمبر 2009
المشاركات
45
التخصص
السياسة الشرعية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة حنبلية ... و التطبيق نبوي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجميعن وبعد :​

فبعد أن رسمنا تصورا عاما لوضع السياسات التي تتبناه الحكومات .. نحاول رسم تصور عام لما يجب أن يكون المسلم عليه و موقفه مما يحاك حوله من مؤامرات فنقول و بالله التوفيق :

إن المسلم ينبغي أن يدرك أن علمه بأمر السياسة و ما يحدث في عالمه لا ينبغي أن يكون خارجا عن اهتمامه بل لا بد أن يكون هو اهتمامه الأول إلا أن إدراك الواقع السياسي و تحليله للوصول إلى معطيات تبنى بها تفاعلات المسلم مع محيطه تحتاج إلى إحاطته بعدة أمور :

1. علمه التام بعقيدته علما نظريا مقترنا بالعمل .. فلا يكفي العلم بأسماء الله و صفاته أو الإيمان بقدرته أو التصديق بوعوده بل لا بد أن يكون إيمان المسلم إيمانا يقينيا مرتبطا بالعمل فإذا علم أن الله سبحانه و تعالى منجز وعده و أنه سبحانه ناصر عباده متى نصر المسلمون دينه فعلى المسلم أن يعمل لنصرة دينه إيمانا منه بنصر الله تعالى له .

2. علمه بعقائد أعدائه من اليهود و النصارى و الصهاينة و الرافضة و غلاة المتصوفة و أصحاب الطرق البدعية علما مبني على الكتاب و السنة من وجهة نظر سلفية صحيحة على فهم الصحابة و تابعوهم بإحسان .

3. علمه بالتاريخ فالأيام دول و سنن الله تعالى في خلقه لا تختلف ولا تتبدل و إن أسباب سقوط الدول و قيامها معينة معروفة لمن درس التاريخ دراسة واعية وأخص بالدراسة دراسة سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و سيرة الخلفاء الراشدين فإدارتهم للدولة الإسلامية تعتبر التطبيق الحقيقي لتعاليم الإسلام على صعيد حكومي .

4. علمه بالنظريات السياسية الوضعية الحديثة و خاصة السياسات الغربية التي استحدثت بعد عصر النهضة وهو عصر ما بعد فتح القسطنطينية ونزوح كثير من المفكرين الغربيين إلى إيطاليا وغيرها من دول غرب أوروبا .. كفكر مكافيللي و جان جاك روسو و أوغست كونت خاصة هذا الأخير و الذي يعد المؤسس الفعلي للسياسة الوضعية الحديثة .

5. علمه بآيات القرآن الكريم و أحاديث السنة النبوية التي تحدثت عن الإمارة و الحكم و عن سنن الله في الأمم السابقة و بخاصة النصوص التي تحدثت عن الفتن و أشراط الساعة وما يكون في آخر الزمان .

6. علمه بفقه المقاصد الشرعية المقترن بفقه الواقع .

هذا ما يظهر لي أنها أهم الشروط الواجب توافرها في السياسي المسلم متى توفرت في أحد حق له أن أن يتكلم في أمر السياسة الشرعية كلاما يحقق أهداف و مقاصد السياسة الشرعية و التي يجب على السياسي المسلم أن يتبناها و هي :

1. نشر دين الله في الأرض على عقيدة سنية سلفية صحيحة .

2. الحكم بين الناس بما أنزل الله تعالى .

3. الدفاع عن حقوق و مقدسات المسلمين .

4. مبارزة أصحاب المذاهب و الأفكار الهدامة و كشفهم و بيان عوارهم لا سيما الليبرالية و العلمانية و الرفض .

5. نشر المفاهيم العقائدية بين الناس و الدعوة إلى تطبيق العقيدة و ليس مجرد تعلمها كعلم نظري فقط .

6. توعية الناس بمخططات الأعداء و ما يحيكونه حولنا و حول مقدساتنا و ثوابتنا .

في النهاية أقول إن السياسيين الشرعيين قلة قليلة جدا حولنا فكثير من أهل العلم لا يرغب في الدخول إلى هذا المجال إلى أنه من الواجب دخول كل من توفرت فيه الشروط السابقة إلى الساحة السياسية لتوعية الناس و لإبقاءهم متيقظين لما يدور حولهم .. ولابد من الاطلاع على كتب الإمام الماوردي و شيخ الاسلام ابن تيمية و متابعة كل من : الدكتور عوض القرني و الدكتور محسن العواجي و الدكتور عبد الله النفيسي و الدكتور سعيد الغامدي و الدكتور سفر الحوالي و الدكتور ناصر الحنيني .. فهؤلاء بعض من أراهم من وجهة نظري من أهل السياسة الشرعية .. وفقهم الله و حفظهم و حشرنا و حشرهم في زمرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم .
 
أعلى