العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي!!

إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
56
التخصص
الفقه وأصوله / الصيرفة الإسلامية/الأوراق المالية ( الصكوك) فقها وقانونا
المدينة
الطفيلة
المذهب الفقهي
الشافعي
[FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم [/FONT]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، و بعـد:

[FONT=&quot]تفاجأ الناس في صبيحة يوم مضى وانقضى على مقولة تصدعت لها قلوب من رزقهم الله الفقه في الدين ، وكادت أن تنسف تاريخاً تميزت به أمة الإسناد ، وقد تسري الى ثوابت قطعية شكلت جزءً لا يتجزأ من كيان المسلم ، نسأل الله السلامة ، ولكن يسر الله لها من أوقفها وأصابها في مقتل ، فلم تجاوز إلا أن طُبعت ثم طويت ![/FONT]​



[FONT=&quot]"إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي : كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي ، وإنما الّفه البويطي ، وتصرف فيه الربيع بن سليمان[/FONT]"​


هذا بهو المقولة وكنهها ، أليست مخيفة الأبعاد !​



[FONT=&quot]لن أطيل عليكم في تفصيلها ، وسأنقل لكم ما قيل في ردها وطيها ، والله الموفق .[/FONT]​




[FONT=&quot]يعتبر كتاب الأم : آخر المؤلفات الفقهية للإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- وهو من أشهر كتبه في الفقه ؛ ذلك لأنه يمثّل مذهبه الجديد ، وقد الّفه في مصر ، ورواه عنه الربيع بن سليمان المرادي ، ونسبة الكتاب إلى الشافعي نسبة صحيحة ، لا غبار عليها ، برغم الشبهة التي أثيرت حوله ، فقد جرت مناقشة علمية حول صحة نسبة كتاب الأم للإمام الشافعي ، أثارها الدكتور زكي مبارك ، في كتاب ( إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي ، كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي ، وإنما الّفه البويطي ، وتصرف فيه الربيع بن سليمان)[/FONT][1][FONT=&quot].[/FONT]​

[FONT=&quot]ولعل السبب الذي دعا إلى إثارة هذه الشبهة : هو تخلل أقوالٌ وفصولٌ في كتاب الأم ، من الواضح أنها ليست من أقوال الشافعي -رحمه الله تعالى-[/FONT][2][FONT=&quot].[/FONT]​

[FONT=&quot]ومن الأمثلة على هذا : ما قاله الربيع في غسل الميت ، قال : لم أسمع هذا الكتاب من الشافعي ، وإنما أقرؤه على المعرفة..[FONT=&quot][3][/FONT][/FONT]​

[FONT=&quot]وهناك ثمة شبهة ، وردت في كتاب اسمه : " قوت القلوب " ، وقد وردت فيه عبارة في باب الإخوة ، سيقت استطراداً ، ومفادها : أن البويطي هو الذي صنف كتاب الأم ، وأعطاه للربيع ، وصار يُعرف به[FONT=&quot][4][/FONT].[/FONT]​


[FONT=&quot]ولم يترك العلماء هذه الشبهة والتي قبلها ، دون التصدي لهما ؛ فقد ردوا عليها بعدة ردود علمية ، أذكر فيما يأتي أهمها :[/FONT]​

[FONT=&quot]أولاً : تظافرت الأخبار على أن العلماء تلقوا كتب الشافعي -رحمه الله تعالى- وعاينوا كتاب الأم ، ووازنوا بينه و بينها فلم يجدوا ما يرده ، وقد نُقل كتابُ الأم بسند متصل إلى الشافعي[FONT=&quot][5][/FONT] . [/FONT]​

[FONT=&quot]ثانياً : إن الربيع كان يحتاط كل الاحتياط ، فهو يذكر العبارات التي وجدها في نسخة منقولة عن الشافعي وسمعها منه ، ولو كان فيها خطأ في النقل يثبته ثم يبين الخطأ ، وما لم يسمعه يقول : لم أسمعه ، ففي غسل الميت يقول : لم أسمع هذا الكتاب من الشافعي ، وإنما أقرؤه على المعرفة ، وفي كتاب إحياء الموات يقول : ولم أسمع هذا الكتاب ، وإنما أقرؤه على معرفة أنه من كلامه[FONT=&quot][6][/FONT].[/FONT]​

[FONT=&quot]ثالثاً : إن القارئ لكتاب الأم ، المتذوق لبليغ عباراته ؛ ليجزم أنها لا تصدر إلا عن كاتب بليغ ، مالكٌ لعنان البيان ، وذلك هو الشافعي، ثم إنه بالموازنة بين أبواب الأم، والكتب التي لم يُثَر شك في نسبتها إلى الشافعي ، كالرسالة مثلاً ؛ يرى إن الأسلوب واحدٌ ، وإن الاختلاف اليسير أحياناً بينهما في القوة البيانية لاختلاف الموضوع ، أو لأن ذلك يعتري الكتّاب البلغاء عادة ، فتختلف أساليبهم قوة وضعفا ، وإن كانت الروح واحدة على اختلاف حال الكاتب من راحةٍ وتعبٍ وقوةٍ وضعفٍ ، وصحةٍ وسقامٍ[FONT=&quot][7][/FONT].[/FONT]​

[FONT=&quot]رابعاً : وأما شبهة " قوت القلوب " ، فإنه يُرَدُّ عليها بما يأتي:[/FONT]
[FONT=&quot]إن كتاب قوت القلوب : كتاب زهد وتصوّف ، وترغيب وترهيب ، وردت فيه روايات صحيحة وغير صحيحة ، ولم يبين إسناد ما ذهب إليه من الشبهة المزعومة ، فمن منطلق العقل أن لا تقف هذه الشبهة أمام صحة نسبة الأم للشافعي، والتي وردت بأسانيد صحيحة[FONT=&quot][8][/FONT].[/FONT]​

[FONT=&quot]خامساً : إجماع العلماء على أن راوي كتب الشافعي هو الربيع بن سليمان ، حتى لقد كانت تُشد إليه الرحال ، وقد كان ثقة لا يكذب ولم يطعن فيه علماء الحديث، وقال عنه البويطي : " إن الربيع أثبت في الشافعي منّي " ، وأن الربيع قد سمع جل كتب الشافعي ، وإن ما لم يسمع من أبواب الفقه قد ذكره هو في روايته ، وقد نصت عليه كتب التاريخ[/FONT][FONT=&quot][9][/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]​

[FONT=&quot]وأخيراً فإنه ليس من الحكمة أن ننسف تاريخاً تميزت به أمّة الإسناد ، فلا يُستساغ أن نهدم إجماعاً انعقد على صحة نسبة الأم للشافعي ؛ لنصوص وفقرات كانت خير دليل على الأمانة العلمية – والتي كادت أن تتهاوى هذه الأيام – لتلميذ الشافعي ، أولا يستحق الربيع وقفة إجلال وإكبار على صنيعه الفذ ؟! فرحمة الله على الربيع -ورضي الله عنه- .[/FONT]​


[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] أبو سليمان ، عبد الوهاب إبراهيم ، ( د . ت ) ، منهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه وأصوله ، ( د . ط ) ، دار ابن حزم ، ص33.[/FONT]​


[FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] أبو سليمان ، منهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه وأصوله ، ص33.[/FONT]​






[FONT=&quot][3][/FONT][FONT=&quot] الشافعي ، محمد بن إدريس ( 150هـ - 204هـ) ، 1393هـ ، الأم ، ط 2 ،دار المعرفة، بيروت ، ج1، ص280.[/FONT]​



[FONT=&quot][4][/FONT][FONT=&quot] أبو زهرة ، محمد ، 1996م ، الشافعي ، ط 2 ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، ص144[/FONT] .​




[FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot] المرجع نفسه .[/FONT]​



[FONT=&quot][6][/FONT][FONT=&quot] المرجع نفسه .[/FONT]​



[FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot] المرجع نفسه .[/FONT]​



[FONT=&quot][8][/FONT][FONT=&quot] المرجع نفسه .[/FONT]​



[FONT=&quot][9][/FONT][FONT=&quot] المرجع نفسه .[/FONT]​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
أقترح تبديل العنوان ليكون كالتالي:

إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي!!

لظرافة العنوان، ولمناسبته استهلالكم الميمون، أو ما ترون، لأن العنوان الحالي يوهم أنكم تشككون في نسبة كتاب الأم إلى صاحبه، وهو خلاف الواقع، وهناك طائفة من الأعضاء لا يعلق في أذهانهم إلى العناوين، وهي خطافة.
 

أحمد الصادق

:: متابع ::
إنضم
29 مايو 2010
المشاركات
17
التخصص
اللغة العربية والدراسات الاسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعي
وازيد على ما ذكر في الرد
قال الامير سنجر في ترتيب مسند الامام الشافعي (ونذكر في اي كتاب جاء من المسند ومن ذلك أربعة أحاديث لم يسمعها الربيع من الشافعي سمعها من البويطي عن الشافعي ترد في أبوابها مقدم بذكر البويطي في سند الحديث عن الشافعي وقال في اخر كتاب المسند من كتاب الطعام والشراب وعمارة الارضين مما لم يسمع الربيع من الشافعي وقال أعلم أن ذا من قوله وبعض كلامه وهذا سمعته في الكتاب الكبير المبسوط ومن كتاب اختلاف على وعبد الله مما لم يسمع الربيع من الشافعي هذا نص لفظه في المسند أوردت كل حديث منه في بابه)
هذا نص سنجر وعندك الاحاديث التي يرويها الاصم عن ربيع عن الامام وتجدها في الام ولا تجدها في غيره من كتب الشافعي تدل على ثصحة نسبته الى الشافعي ذلك لان الاصم اقرب الى الشافعي من صاحب قوت القلوب المطعون فيه اصلا وليس هو من اهل الضبط حتى يرجع اليه وليس ذلك باب زكي مبارك حتى يتكلم هو الاخر
 

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
 
أعلى