محمد علي يوسف الهواملة
:: متخصص ::
- إنضم
- 13 أغسطس 2009
- المشاركات
- 56
- التخصص
- الفقه وأصوله / الصيرفة الإسلامية/الأوراق المالية ( الصكوك) فقها وقانونا
- المدينة
- الطفيلة
- المذهب الفقهي
- الشافعي
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم [/FONT]
[FONT="]يعتبر كتاب الأم : آخر المؤلفات الفقهية للإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- وهو من أشهر كتبه في الفقه ؛ ذلك لأنه يمثّل مذهبه الجديد ، وقد الّفه في مصر ، ورواه عنه الربيع بن سليمان المرادي ، ونسبة الكتاب إلى الشافعي نسبة صحيحة ، لا غبار عليها ، برغم الشبهة التي أثيرت حوله ، فقد جرت مناقشة علمية حول صحة نسبة كتاب الأم للإمام الشافعي ، أثارها الدكتور زكي مبارك ، في كتاب ( إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي ، كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي ، وإنما الّفه البويطي ، وتصرف فيه الربيع بن سليمان)[/FONT][1][FONT="].[/FONT]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، و بعـد:
[FONT="]تفاجأ الناس في صبيحة يوم مضى وانقضى على مقولة تصدعت لها قلوب من رزقهم الله الفقه في الدين ، وكادت أن تنسف تاريخاً تميزت به أمة الإسناد ، وقد تسري الى ثوابت قطعية شكلت جزءً لا يتجزأ من كيان المسلم ، نسأل الله السلامة ، ولكن يسر الله لها من أوقفها وأصابها في مقتل ، فلم تجاوز إلا أن طُبعت ثم طويت ![/FONT]
[FONT="]"إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي : كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي ، وإنما الّفه البويطي ، وتصرف فيه الربيع بن سليمان[/FONT]"
هذا بهو المقولة وكنهها ، أليست مخيفة الأبعاد !
[FONT="]لن أطيل عليكم في تفصيلها ، وسأنقل لكم ما قيل في ردها وطيها ، والله الموفق .[/FONT]
[FONT="]يعتبر كتاب الأم : آخر المؤلفات الفقهية للإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- وهو من أشهر كتبه في الفقه ؛ ذلك لأنه يمثّل مذهبه الجديد ، وقد الّفه في مصر ، ورواه عنه الربيع بن سليمان المرادي ، ونسبة الكتاب إلى الشافعي نسبة صحيحة ، لا غبار عليها ، برغم الشبهة التي أثيرت حوله ، فقد جرت مناقشة علمية حول صحة نسبة كتاب الأم للإمام الشافعي ، أثارها الدكتور زكي مبارك ، في كتاب ( إصلاح أشنع خطأ في تاريخ التشريع الإسلامي ، كتاب الأم لم يؤلفه الشافعي ، وإنما الّفه البويطي ، وتصرف فيه الربيع بن سليمان)[/FONT][1][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ولعل السبب الذي دعا إلى إثارة هذه الشبهة : هو تخلل أقوالٌ وفصولٌ في كتاب الأم ، من الواضح أنها ليست من أقوال الشافعي -رحمه الله تعالى-[/FONT][2][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ومن الأمثلة على هذا : ما قاله الربيع في غسل الميت ، قال : لم أسمع هذا الكتاب من الشافعي ، وإنما أقرؤه على المعرفة..[FONT="][3][/FONT][/FONT]
[FONT="]وهناك ثمة شبهة ، وردت في كتاب اسمه : " قوت القلوب " ، وقد وردت فيه عبارة في باب الإخوة ، سيقت استطراداً ، ومفادها : أن البويطي هو الذي صنف كتاب الأم ، وأعطاه للربيع ، وصار يُعرف به[FONT="][4][/FONT].[/FONT]
[FONT="]ولم يترك العلماء هذه الشبهة والتي قبلها ، دون التصدي لهما ؛ فقد ردوا عليها بعدة ردود علمية ، أذكر فيما يأتي أهمها :[/FONT]
[FONT="]أولاً : تظافرت الأخبار على أن العلماء تلقوا كتب الشافعي -رحمه الله تعالى- وعاينوا كتاب الأم ، ووازنوا بينه و بينها فلم يجدوا ما يرده ، وقد نُقل كتابُ الأم بسند متصل إلى الشافعي[FONT="][5][/FONT] . [/FONT]
[FONT="]ثانياً : إن الربيع كان يحتاط كل الاحتياط ، فهو يذكر العبارات التي وجدها في نسخة منقولة عن الشافعي وسمعها منه ، ولو كان فيها خطأ في النقل يثبته ثم يبين الخطأ ، وما لم يسمعه يقول : لم أسمعه ، ففي غسل الميت يقول : لم أسمع هذا الكتاب من الشافعي ، وإنما أقرؤه على المعرفة ، وفي كتاب إحياء الموات يقول : ولم أسمع هذا الكتاب ، وإنما أقرؤه على معرفة أنه من كلامه[FONT="][6][/FONT].[/FONT]
[FONT="]ثالثاً : إن القارئ لكتاب الأم ، المتذوق لبليغ عباراته ؛ ليجزم أنها لا تصدر إلا عن كاتب بليغ ، مالكٌ لعنان البيان ، وذلك هو الشافعي، ثم إنه بالموازنة بين أبواب الأم، والكتب التي لم يُثَر شك في نسبتها إلى الشافعي ، كالرسالة مثلاً ؛ يرى إن الأسلوب واحدٌ ، وإن الاختلاف اليسير أحياناً بينهما في القوة البيانية لاختلاف الموضوع ، أو لأن ذلك يعتري الكتّاب البلغاء عادة ، فتختلف أساليبهم قوة وضعفا ، وإن كانت الروح واحدة على اختلاف حال الكاتب من راحةٍ وتعبٍ وقوةٍ وضعفٍ ، وصحةٍ وسقامٍ[FONT="][7][/FONT].[/FONT]
[FONT="]رابعاً : وأما شبهة " قوت القلوب " ، فإنه يُرَدُّ عليها بما يأتي:[/FONT]
[FONT="]إن كتاب قوت القلوب : كتاب زهد وتصوّف ، وترغيب وترهيب ، وردت فيه روايات صحيحة وغير صحيحة ، ولم يبين إسناد ما ذهب إليه من الشبهة المزعومة ، فمن منطلق العقل أن لا تقف هذه الشبهة أمام صحة نسبة الأم للشافعي، والتي وردت بأسانيد صحيحة[FONT="][8][/FONT].[/FONT]
[FONT="]إن كتاب قوت القلوب : كتاب زهد وتصوّف ، وترغيب وترهيب ، وردت فيه روايات صحيحة وغير صحيحة ، ولم يبين إسناد ما ذهب إليه من الشبهة المزعومة ، فمن منطلق العقل أن لا تقف هذه الشبهة أمام صحة نسبة الأم للشافعي، والتي وردت بأسانيد صحيحة[FONT="][8][/FONT].[/FONT]
[FONT="]خامساً : إجماع العلماء على أن راوي كتب الشافعي هو الربيع بن سليمان ، حتى لقد كانت تُشد إليه الرحال ، وقد كان ثقة لا يكذب ولم يطعن فيه علماء الحديث، وقال عنه البويطي : " إن الربيع أثبت في الشافعي منّي " ، وأن الربيع قد سمع جل كتب الشافعي ، وإن ما لم يسمع من أبواب الفقه قد ذكره هو في روايته ، وقد نصت عليه كتب التاريخ[/FONT][FONT="][9][/FONT][FONT="] .[/FONT]
[FONT="]وأخيراً فإنه ليس من الحكمة أن ننسف تاريخاً تميزت به أمّة الإسناد ، فلا يُستساغ أن نهدم إجماعاً انعقد على صحة نسبة الأم للشافعي ؛ لنصوص وفقرات كانت خير دليل على الأمانة العلمية – والتي كادت أن تتهاوى هذه الأيام – لتلميذ الشافعي ، أولا يستحق الربيع وقفة إجلال وإكبار على صنيعه الفذ ؟! فرحمة الله على الربيع -ورضي الله عنه- .[/FONT]
[FONT="][1][/FONT][FONT="] أبو سليمان ، عبد الوهاب إبراهيم ، ( د . ت ) ، منهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه وأصوله ، ( د . ط ) ، دار ابن حزم ، ص33.[/FONT]
[FONT="][2][/FONT][FONT="] أبو سليمان ، منهجية الإمام محمد بن إدريس الشافعي في الفقه وأصوله ، ص33.[/FONT]
[FONT="][3][/FONT][FONT="] الشافعي ، محمد بن إدريس ( 150هـ - 204هـ) ، 1393هـ ، الأم ، ط 2 ،دار المعرفة، بيروت ، ج1، ص280.[/FONT]
[FONT="][4][/FONT][FONT="] أبو زهرة ، محمد ، 1996م ، الشافعي ، ط 2 ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، ص144[/FONT] .
[FONT="][5][/FONT][FONT="] المرجع نفسه .[/FONT]
[FONT="][6][/FONT][FONT="] المرجع نفسه .[/FONT]
[FONT="][7][/FONT][FONT="] المرجع نفسه .[/FONT]
[FONT="][8][/FONT][FONT="] المرجع نفسه .[/FONT]
[FONT="][9][/FONT][FONT="] المرجع نفسه .[/FONT]
التعديل الأخير بواسطة المشرف: