تنكيس الهامة .. من آهات النفس اللوامة !

[مهند بن حسين المعتبي]

تَنْكِيْسُ الهَامَةِ
مِنْ آهَاتِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ !
​

1-
​

الحمدُ للهِ أحمدُه حمداً كثيراً أنْ مَدَّ في العُمُرِ حتى كتابةِ هذه الأحرفِ ؛ لعلي أتداركُ الزَّمنَ بتَوْبة ، وأغسلُ أثرَ الحَوْبَة ، وبعدُ:
فاللهُ أجَلُّ مِنْ أن يُعْصى ، بل أن يُشغل العبدُ بسواه ، لكنَّه كَتبَ على عبدهِ الخطئيةَ ؛ علَّه ينكسرُ عَقِبَها انكسارةً هي خيرٌ من رجزه بالتسبيحِ !
فكمْ قد تلاشتْ صَوْلَةُ الطاعةِ من قلبِ عبدٍ موفَّقٍ بسببِ الذنب ؟!
وكم قد غابَ إدلالهُ بالإحسانِ ، وإزراؤه بالعُصَاةِ بسببِ الإثم ؟!
يعلمُ حقّاً افتقارَه ، وتعبَّدَه بأسماءِ اللهِ : العَفُوِّ ، الغَفُورِ ، الرَّحِيمِ ، اللطِّيفِ ، الرؤوفِ ، الحَلِيم ، .... إلخ .
وقد قال النبيُّ - كما في حديثِ أبي هريرةَ في صحيح مسلمٍ - : (والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهبَ اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرونَ اللهَ فيغفر لهم) .

اللهُ أكبرُ! ما أرحمه بعبادِه ، وقد قال: اللهُ لَطِيْفٌ بِعِبَادِهِ.

ولكنَّ الذَّنْبَ ذَنْبٌ ، والجِنايةَ جنايةٌ ، وإن غَفَرَها الله وتجاوزها عنها .
فإنَّ الوقوفَ بينَ يدي اللهِ غداً ، وتقريرَهُ عبدَه بما اقترفَ - مع ستره عليه في الدنيا ، ومغفرته له في الأخره - لحَرِجٌ وليسَ بالسَّهْلِ ، ولذلكَ كان يقولُ سَيِّدُ العارفينَ الفضيلُ : (واسوأتاه منكَ وإن عفوتَ!) .
فاللهمَّ سلِّمْ سلِّمْ .
___________

وهذهِ - إخوتي الفضلاء - بعضُ الخواطرِ والآهاتِ أكتبُها مُنَجَّمةً ؛ لعلَّ اللهَ ينفعُ بشيءٍ منها ، أُحَبِّرُها بمدادِ النَدَمِ - وما أكثرَ ما أدَّعي النَّدمَ فيبينُ نَدَمَ وقتٍ فحسب - ، وأُخْرِجُها من قَلِبٍ طالما تجرَّأ ؛ فتجرَّعَ ، وكُلِّي رجاءٌ أن تأخذوا العِبْرَةَ ، ولا تكونوا ككاتِبِ هذه الأسطر ، فما أفلحَ من تشبَّهَ بمتمرِّد!

_________

إنْ تغفرِ اللهمَّ تغفرْ جَمّاً ** وأيُّ عَبْدٍ لكَ ما ألمَّا ؟!
​

السبت 29/6/1431 هـ
​

 

[بشرى عمر الغوراني]

كيف أُبدي بأحرفي ما أريدُ
و بماذا تُراه يحكي القصيدُ
كل يوم تدقُّ بابي عظاتٌ
ويهزّ الفؤاد خطب جديدُ
ويح نفسي ألم تُفِقْ من هواها
أوما هزّ خافقيْها الوعيدُ
يصبح العبد في بنيه ويمسي
وهو تحت التراب فرْدٌ وحيدُ
آهِ من يوم سكرتي ومماتي
حينما أنثني وروحي تجودُ
أستغيث الطبيب ماذا جرى لي
قيل هذا ما كنت منه تحيد
لمْ تُغثني دموع من كان حولي
لا ولا عدة الطبيب تُفيد
آه من عُمْرٍ استقلّ بذنبي
رَكْبَه ليْته إليّ يعودُ
لست أدري أبيْن جنبيّ قلب
أم هو اليوم من عنادي حديدُ
أنا من يستبيح كسْرَ الخطايا
ما لعمري سوى الذنوب رصيد
أتلهّى برحمة الله ويلي
إنّما أخذه أليمٌ شديدُ
أو ما آنَ أنْ أعدّ ليوم
مِنْ رؤى هولِه يشيب الوليد
كيف أجرؤعلى المعاصي وفي النار
حميم تذوب منه الجلودُ
إنما زخرف الحياة سراب
والتّقى باحةٌ وظلٌّ مديدُ
تلك ذكرى لمن له اليوم قلبٌ
ولمن ألقى السمع وهوشهيدُ

مقطع من أنشودة سمعتها اليوم من شريط "الفاتنة "

 

[مهند بن حسين المعتبي]

بارك الله فيكم .
___________

2-
​

لا أرى حالي إلاَّ كما وصفَ أبو المظفَّرِ ابنُ البَلِّ [ت: 611] نَفْسَهُ ؛ فقال :

يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةٌ * أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ
وَقَلْبِي مُظْلِمٌ مِنْ طٌولِ مَا قَدْ * جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مِنْ أَتُوبُ؟
كَأَنِّيْ شَمْعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْمٍ * تُضِيءُ لَهُم وَيَحْرِقُهَا اللَّهِيبُ
كَأَنِّيْ مِخْيَطٌ يَكسُو أُنَاساً * وَجِسْمِي مِنْ مَلاَبِسِه سَليبُ

​

اللهمَّ ارزقني توبةً نصوحاً .
​

 

[بشرى عمر الغوراني]

أنشودة أخرى:

مرآك يا فتنة الأحياء تغريني
والنفس في حضنك الضامي تمنّيني
إني شقي إذا ما رحت أطلبها
والعمر يقصر بين الحين والحين
و النار موعد من تغريه فتنتها
فيبتغيها إلهاً خالص الدين
يدوس من أجل عينيها مبادئه
يرغي ويزبد فيها كالمجانين
ويل له كيف ينسى حق خالقه
ويستهيم لأبواق الشياطين
أهكذا تعبث بأنفسنا
حتى كأنا نسينا منشأ الطين
لكنها فتنة الأحياء فتنتها
تغري الذين اشتروها دون تثمين
والذل ما زال يكوينا بجمرته
لأننا في سبيل المال و الطين

ملاحظة:إني أجد هذه المواضيع نافعة وجيدة، لأنها مما ترقق القلب و تعين على تزكية النفس، فالفقه رغم أهميته، جاف، لا يزيد الإيمان و لا يقويه، فاحتيج معه إل مثل تلك المواضيع، والله أعلم!

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

ملاحظة:إني أجد هذه المواضيع نافعة وجيدة، لأنها مما ترقق القلب و تعين على تزكية النفس، فالفقه رغم أهميته، جاف، لا يزيد الإيمان و لا يقويه، فاحتيج معه إل مثل تلك المواضيع، والله أعلم!

ما لوِّن بالأحمر بحاجة لإعادة نظر!

 

[منيب العباسي]

أنشودة أخرى:

مرآك يا فتنة الأحياء تغريني
والنفس في حضنك الضامي تمنّيني
إني شقي إذا ما رحت أطلبها
والعمر يقصر بين الحين والحين
و النار موعد من تغريه فتنتها
فيبتغيها إلهاً خالص الدين
يدوس من أجل عينيها مبادئه
يرغي ويزبد فيها كالمجانين
ويل له كيف ينسى حق خالقه
ويستهيم لأبواق الشياطين
أهكذا تعبث بأنفسنا
حتى كأنا نسينا منشأ الطين
لكنها فتنة الأحياء فتنتها
تغري الذين اشتروها دون تثمين
والذل ما زال يكوينا بجمرته
لأننا في سبيل المال و الطين

ملاحظة:إني أجد هذه المواضيع نافعة وجيدة، لأنها مما ترقق القلب و تعين على تزكية النفس، فالفقه رغم أهميته، جاف، لا يزيد الإيمان و لا يقويه، فاحتيج معه إل مثل تلك المواضيع، والله أعلم!

لو كلما تعلمت في الفقه شيئا بنية رفع الجهل والعمل بما فقهتيه ثم تعليم من يجهل مع تلمّس حكمة الشارع واستظهار مراعاته مصالح العباد في تشريعاته المحكمة
لعلمت أن ما اتهمت به الفقه غير سديد,بل كل ذلك مما يزيد الايمان ويزكي القلب
كيف وقد قال الرسول الاعظم:من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
والفقه بمعناه الاصطلاحي المتأخر يدخل في الفقه الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح أن درسا في بيع السلم مثلا لايعود أثره على القلب كما لو كان درسا في التوكل مثلا
ولكن يبقى اطلاقك فيه نظر
شكرا لخليل الفوائد على سكب هذي المعاني من مداد القلب
رزقنا الله وإياه الاخلاص وحسن المتابعة

 

[مهند بن حسين المعتبي]

هنا أقفُ عن الإضافات ؛ لتحوِّلِ مسار الموضوعِ إلى نقيضِ ما أرمي إليه ؛ إلاَّ إن حذفَ المشرفُ المباركُ هذه المداخلات .

والله الموفِّق .

 

[يوسف بن عمر العمر]

يقول ابن رجب -نور الله مثواه- :
" فيا من يطمع في علو الدرجات من غير عمل صالح ، هيهات هيهات :
(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) "

اللهم يا ستير استرنا

 

[انبثاق]

فالفقه رغم أهميته، جاف،

شيخنا عبد الحميد..هلا أوضحتم لنا معارضتكم لهذه الجملة؟
أنا فعلا أحس بجفافه..
الخلافات والردود تجعل قلبي مظلما..
أحس بفرق كبير عندما أدرس حديثا -حتى لو حوى خلافا-وأدرس تفسير آية وأدرس المسألة نفسها بالطريقة الفقهية..
الحديث والآي ودراستهما سلسة سهلة ..
بخلاف الفقه..ودوما ألوم نفسي على هذا الشعور..
والورطة هي أني كلما استشرت أحدا في أي برنامج ماجستير أتخصص أتفسير أم عقيدة أم فرائض؟
قيل لي:بل الفقه،بل الفقه،بل الفقه-دون الفرائض-!!

___________

2-
​

لا أرى حالي إلاَّ كما وصفَ أبو المظفَّرِ ابنُ البَلِّ [ت: 611] نَفْسَهُ ؛ فقال :

يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةٌ * أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ
وَقَلْبِي مُظْلِمٌ مِنْ طٌولِ مَا قَدْ * جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مِنْ أَتُوبُ؟
كَأَنِّيْ شَمْعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْمٍ * تُضِيءُ لَهُم وَيَحْرِقُهَا اللَّهِيبُ
كَأَنِّيْ مِخْيَطٌ يَكسُو أُنَاساً * وَجِسْمِي مِنْ مَلاَبِسِه سَليبُ

​

اللهمَّ ارزقني توبةً نصوحاً .

بورك فيكم..لاتبخلوا علينا فكلنا صاحب تلك الهامة..
​

 

[بشرى عمر الغوراني]

شيخنا عبد الحميد..هلا أوضحتم لنا معارضتكم لهذه الجملة؟
أنا فعلا أحس بجفافه..
الخلافات والردود تجعل قلبي مظلما..
أحس بفرق كبير عندما أدرس حديثا -حتى لو حوى خلافا-وأدرس تفسير آية وأدرس المسألة نفسها بالطريقة الفقهية..
الحديث والآي ودراستهما سلسة سهلة ..
بخلاف الفقه..ودوما ألوم نفسي على هذا الشعور..
والورطة هي أني كلما استشرت أحدا في أي برنامج ماجستير أتخصص أتفسير أم عقيدة أم فرائض؟
قيل لي:بل الفقه،بل الفقه،بل الفقه-دون الفرائض-!!​

بورك فيكم..لاتبخلوا علينا فكلنا صاحب تلك الهامة..​

يبدو أننا نتشابه فكراً يا أختي الكريمة"انبثاق"!
لكنني لا أحب الجدال ولذا آثرت عدم الردّ، فكلٌّ له رأيه ولكل وجهة هو موليها..

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

فالفقه رغم أهميته، جاف، لا يزيد الإيمان و لا يقويه

فالفقه رغم أهميته، جاف،

شيخنا عبد الحميد..هلا أوضحتم لنا معارضتكم لهذه الجملة؟

أنا فعلا أحس بجفافه..​

الخلافات والردود تجعل قلبي مظلما..

مرحباً بالأخوات الكريمات؛ ولمَّا كان التساؤل لزم البيان؛ علماً بأن صاحب الموضوع أراد مساراً آخر؛ ولا ضير من الإفادة.
جملة أختنا بشرى تكونت من شطرين؛ وكان غالب اعتراضي عليهما معاً!
وأنتِ أوردت الشطر الأول فقط!
فالفرق واضح!
وأظن أختنا بشرى لم تسعفها العبارة؛ وأرادت أن على دارس الفقه أن يتعاهد نفسه بالرقائق والمعاني الإيمانية وملح الأدب ... إلخ
هذا الذي أتوقَّعه من صنيعها؛ فالذي يبدو أننا نتفق في الجملة؛ إن كان هذا هو المراد للجميع.
أما إن كانت العبارة: بأنه لا يزيد الإيمان ولا يقوِّيه مقصودة؛ فهذا شأنٌ آخر! بحاجة إلى بيان.

أحس بفرق كبير عندما أدرس حديثا -حتى لو حوى خلافا-وأدرس تفسير آية وأدرس المسألة نفسها بالطريقة الفقهية..

الحديث والآي ودراستهما سلسة سهلة ..

بخلاف الفقه..ودوما ألوم نفسي على هذا الشعور..​

أمَّا مسألة الجفاف في دراسة العلوم؛ فهي مسألة نسبية!
وتجري على جميع العلوم!
بل حتى على أجل علمٍ وهو توحيد الله تعالى؛ بيان ذلك:
- أنك إن درستيه تقريراً فتجدين نفسك تمتلئ صفاءً وتزكو وتسمو.
- بخلاف ما إذا كانت دراسته في الرد على المخالف وعرض شبهه؛ فإن النفس تستوحش من إيراد هذه المسائل؛ ويعتريها من النفرة طيفٌ لولا استشعاره لإحقاق الحق! ولولا مدركه العميق لأصل التوحيد لوقع في النفس بسبب إيراد الشبه من المخالف ما وقع ... إلخ.
وكذلك الشأن في التفسير؛ فإنك إن جئت لتفسير الآيات المحكمات؛ تجدين لذَّة وحبوراً.
- فإن جئت على المتشابه؛ وولجت في الصنعة مما يحتاجه المفسِّر من لغة العرب؛ وذكر خلاف مدرستي البصريين والكوفيين والتحقيق فيهما؛ فإن النفس تعيا وتتعب؛ ويلحقها إزاء ذلك ما يلحق من أراد أن يجتهد؛ إذ الاجتهاد مأخوذ من الجهد!
ومثله يقال في علم الحديث!
- ألا ترين ما يقع في النفس من جلال حال سماع الحديث النبوي؛ وارتسام الهدي المصطفوي!
- فإن جئت لأهل الصنعة من معرفة رواية الحديث؛ وعلم الجرح والتعديل؛ فعالم يكاد يتوه فيه السائر بلا عدة وعتاد!
- فكيف به إن جاء يستنبط الأحكام؛ ويعرف الناسخ من المنسوخ؛ والمطلق من المقيد ... إلخ ما يعترض الطالب لتمييز دقائق العلوم، فسنعود إلى ما ذكر آنفاً من حصول الجهد المضني لصاحبه إن أراد تحصيل العلوم!

والورطة هي أني كلما استشرت أحدا في أي برنامج ماجستير أتخصص أتفسير أم عقيدة أم فرائض؟

قيل لي:بل الفقه،بل الفقه،بل الفقه-دون الفرائض-!!

بورك فيكم..لاتبخلوا علينا فكلنا صاحب تلك الهامة..​

لأن الفقه أوسع علوم الإسلام!
فلا بد للفقيه من الاطلاع على عموم العلوم؛ ليأخذ منها بما يؤهِّله للقيام بصنعته!
أما الفرائض فلا أعلم إفراده بقسم يخصُّه في الدِّراسات العليا؛ وكان على المفلس فيها أن يلزم جانب الصمت؛ ولا يبدي للناس هزاله!
وأشكر للأختين الكريمتين: بشرى وانبثاق هذه المداخلات الثرية؛ والتي تفيدنا جميعاً.
وليس هذا من باب الجدال؛ وإنما المعرفة تستلزم الأخذ والرد.
والله يوفِّقنا لصالح العمل.
​

 

[بشرى عمر الغوراني]

مرحباً بالأخوات الكريمات؛ ولمَّا كان التساؤل لزم البيان؛ علماً بأن صاحب الموضوع أراد مساراً آخر؛ ولا ضير من الإفادة.
جملة أختنا بشرى تكونت من شطرين؛ وكان غالب اعتراضي عليهما معاً!
وأنتِ أوردت الشطر الأول فقط!
فالفرق واضح!
وأظن أختنا بشرى لم تسعفها العبارة؛ وأرادت أن على دارس الفقه أن يتعاهد نفسه بالرقائق والمعاني الإيمانية وملح الأدب ... إلخ جزاكم الله كل خيرٍ حضرة المشرف المفضال، هذا ما قصدته بالضبط.
هذا الذي أتوقَّعه من صنيعها؛ فالذي يبدو أننا نتفق في الجملة؛ إن كان هذا هو المراد للجميع.
أما إن كانت العبارة: بأنه لا يزيد الإيمان ولا يقوِّيه مقصودة؛ فهذا شأنٌ آخر! بحاجة إلى بيان.

أمَّا مسألة الجفاف في دراسة العلوم؛ فهي مسألة نسبية! وتجري على جميع العلوم!
مصداقاً لكلامكم، كنت أرى الفقه من أبعد الدراسات الإسلامية- وكذلك علوم الحديث- عن قلبي، لكنني بدأت أحب الفقه والحديث، وربما أكبر دليل على ذلك انتسابي لملتقاكم المبارك، مع أني لا أشارك في المواضيع الفقهية إلا أسئلةً،وأسأل الله أن يجعلني ممن "يغوصون" فيها بمتعة وبراعة!!

بل حتى على أجل علمٍ وهو توحيد الله تعالى؛ بيان ذلك:
- أنك إن درستيه تقريراً فتجدين نفسك تمتلئ صفاءً وتزكو وتسمو.
- بخلاف ما إذا كانت دراسته في الرد على المخالف وعرض شبهه؛ فإن النفس تستوحش من إيراد هذه المسائل؛ ويعتريها من النفرة طيفٌ لولا استشعاره لإحقاق الحق! ولولا مدركه العميق لأصل التوحيد لوقع في النفس بسبب إيراد الشبه من المخالف ما وقع ... إلخ.
وكذلك الشأن في التفسير؛ فإنك إن جئت لتفسير الآيات المحكمات؛ تجدين لذَّة وحبوراً.
- فإن جئت على المتشابه؛ وولجت في الصنعة مما يحتاجه المفسِّر من لغة العرب؛ وذكر خلاف مدرستي البصريين والكوفيين والتحقيق فيهما؛ فإن النفس تعيا وتتعب؛ ويلحقها إزاء ذلك ما يلحق من أراد أن يجتهد؛ إذ الاجتهاد مأخوذ من الجهد!
ومثله يقال في علم الحديث!
- ألا ترين ما يقع في النفس من جلال حال سماع الحديث النبوي؛ وارتسام الهدي المصطفوي!
- فإن جئت لأهل الصنعة من معرفة رواية الحديث؛ وعلم الجرح والتعديل؛ فعالم يكاد يتوه فيه السائر بلا عدة وعتاد!
- فكيف به إن جاء يستنبط الأحكام؛ ويعرف الناسخ من المنسوخ؛ والمطلق من المقيد ... إلخ ما يعترض الطالب لتمييز دقائق العلوم، فسنعود إلى ما ذكر آنفاً من حصول الجهد المضني لصاحبه إن أراد تحصيل العلوم!

لأن الفقه أوسع علوم الإسلام!
فلا بد للفقيه من الاطلاع على عموم العلوم؛ ليأخذ منها بما يؤهِّله للقيام بصنعته!
بارك الله بكم، كلام أكثر من واضح، وتفسير أكثر من ماتع!
أما الفرائض فلا أعلم إفراده بقسم يخصُّه في الدِّراسات العليا؛ وكان على المفلس فيها أن يلزم جانب الصمت؛ ولا يبدي للناس هزاله!
وأشكر للأختين الكريمتين: بشرى وانبثاق هذه المداخلات الثرية؛ والتي تفيدنا جميعاً.
وليس هذا من باب الجدال؛ وإنما المعرفة تستلزم الأخذ والرد.
والله يوفِّقنا لصالح العمل.
[/center]

قد عرفتُ وأخذتُ إن شاء الله..

 

[انبثاق]

جزاكم الله خيرا..
نعم كان الكلام على الجملة الأولى دون الثانية..
وعلى الله الإتكال..
وهل أُخفيت الهزال حتى يبين؟!ولم يستر المريض هزاله عن طبيبه؟!..
أشكر لكم نصحكم..أثابكم الباري..
وعذرا لصاحب الموضوع..
​

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

وجزاك الله خيراً

وهل أُخفيت الهزال حتى يبين؟!ولم يستر المريض هزاله عن طبيبه؟!..

​

معذرة أختي الفاضلة لم أفهم المراد؛ لكن كلامي السالف:

وكان على المفلس فيها أن يلزم جانب الصمت؛ ولا يبدي للناس هزاله!

موجَّهٌ لمن أشاروا لك بذلك؛ لا لك أنت!

والورطة هي أني كلما استشرت أحدا في أي برنامج ماجستير أتخصص أتفسير أم عقيدة أم فرائض؟
قيل لي:بل الفقه،بل الفقه،بل الفقه-دون الفرائض-!!​

وكما ذكرتِ ذلك في أول مشاركتك في الملتقى:

وكان مما غذى الصد: توجيه عدة علماء لي إلى الفقه عموما وعدم نصحهم بالفرائض..لعدة اعتبارات ذكروها جزاهم الله خيرا..كضيق مجاله،وعدم استفادة الناس فيه مني كامرأة،ووجود مجالات أخرى في الفقه أولى بالتخصص..