ضرغام بن عيسى الجرادات
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 26 فبراير 2010
- المشاركات
- 596
- الكنية
- أبو الفضل
- التخصص
- الفقه المقارن
- المدينة
- الخليل
- المذهب الفقهي
- فقه مقارن
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه بعض أسرار التشريع الجنائي في باب الحدود، والتي بالوقوف عليها و فهمها على وجهها يبين الفرق بينها وبين غيرها من الشرائع والقوانين،فإنه بضدها تتميز الأشياء.
وإنما اخترت هذا الموضوع لأنه موضوع حيوي-جدا- على عتاقته، فلا زالت الطعون توجه إلى هذا النظام المتين، وبالوقوف على بعض حكم الشريعة وأسرارها،من مسطورات الراسخين في العلم، ترسخ قدم من تضعضع،و يطيش سهم من تربص، فيزداد الذين آمنوا إيمانا وتسليما، ويزداد الذين طعنوا خيبة وخسراناً.
وقد وردت في بحثي المقتضب هذا عدة موارد فوجدت أصفاها بعد كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- كتاب ابن القيم الفائق القيم "إعلام الموقعين"فجعلته العمدة،وقارنت بينه وبين غيره،واختصرت وهذبت وقربت،وإنما اكتفيت كثيراً بتعليقات ابن القيم لأمور:الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه بعض أسرار التشريع الجنائي في باب الحدود، والتي بالوقوف عليها و فهمها على وجهها يبين الفرق بينها وبين غيرها من الشرائع والقوانين،فإنه بضدها تتميز الأشياء.
وإنما اخترت هذا الموضوع لأنه موضوع حيوي-جدا- على عتاقته، فلا زالت الطعون توجه إلى هذا النظام المتين، وبالوقوف على بعض حكم الشريعة وأسرارها،من مسطورات الراسخين في العلم، ترسخ قدم من تضعضع،و يطيش سهم من تربص، فيزداد الذين آمنوا إيمانا وتسليما، ويزداد الذين طعنوا خيبة وخسراناً.
1-لا أعرف أحداً أجاد في الباب إجادته أو أفاد إفادته، وكثيرا لم أجد من علق أو ناقش غيره من العلماء القدامى وكثير ممن جاء بعد اتكأ عليه.
2-تعليقاته حسان ممزوجة بمدهش الفهم وراقي البيان،كأنها لامع عسجد أو وضيء مرجان.
3-ضيق الوقت والمقام ،فإن هذا الأمر بحر بعيد الشطئان، يحتاج لكثير تمحيص،وقد اختصر-رحمه الله - بصنيعه أزمان.
أولا:التعريفات
الحدود: جمع حد وهو في اللغة المنع وفي الشرع عقوبة مقدرة وجبت حقا لله تعالى.1 قال ابن الأثير" وهي محَارم اللّه وعُقُوبَاتُه الَّتي قرَنَها بالذُّنوب ، وأصْل الحَدّ المنْع والفَصْل بين الشَّيئين فكأنَّ حُدُودَ الشَّرع فَصَلَتْ بين الحلال والحرام فمنها ما لا يُقْرَب كالفَواحش المُحَرَّمة"2.
قال أهل العلم في تسمية الحدود حدوداً: لأنها تفصل وتمنع وتحجز من الوقوع في الجريمة والإثم الذي يضر صاحبه ولا يقتصر ضرره عليه بل يتعداه إلى غيره، ومن هنا قالوا سميت الحدود حدوداً لأنها تمنع من الإقدام على ارتكاب المعاصي ولأنها من جهة أخرى تمنع من ارتكب المعصية من العود إليها إذا أخذ عقوبته المكافأة الزاجرة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بالعباد وبأمة الإسلام أنه لم يجعل أمر العدوان على ثوابت استقرار المجتمعات أمراً يرجع إلى تقدير الخلق ومن ترك شرع الله سبحانه وتعالى تخبط.
--------------------------------------
1 - التعريفات (ج 1 / ص 113)، علي بن محمد بن علي الجرجاني تحقيق : إبراهيم الأبياري،دار الكتاب العربي – بيروت،الطبعة الأولى ، 1405هـ.وانظر: لسان العرب، مادة:حدد.
2 - النهاية في غريب الحديث والأثر ، (ج 1 / ص 909) ،أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري، تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية - بيروت ، 1399هـ / 1979م.
يتبع...
التعديل الأخير: