رد: مراحل تطور المذهب الحنفي
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
- هل كان مذهب الإمام أبي حنيفة امتداداً لمدرسة الكوفة أو أن شخصية الإمام أبي حنيفة تميزت طريته عن طريقة أصحابه الكوفيين؟
هذه أسئلة للمذاكرة.
في ضوء هذا السؤال ما رأيكم بكلام الدهلوي رحمه الله عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله ومدى تأثره بإبراهيم النخعي رحمه الله حيث يقول :
" كان أبو حنيفة رضي الله عنه ألزمهم بمذهب إبراهيم وأقرانه لا يجاوزه إلا ما شاء الله وكان عظيم الشأن في التخريج على مذهبه دقيق النظر في وجوه التخريجات مقبلا على الفروع أتم اقبال وان شئت أن تعلم حقيقة ما قلناه فلخص أقوال إبراهيم من كتاب الآثار لمحمد رحمه الله وجامع عبد الرزاق ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة ثم قايسه بمذهبه تجده لا يفارق تلك المحجة إلا في مواضع يسيرة وهو في تلك اليسيرة أيضا لا يخرج عما ذهب إليه فقهاء الكوفة
وكان أشهر أصحابه ذكرا أبو يوسف تولى قضاء القضاة أيام هارون الرشيد فكان سببا لظهور مذهبه والقضاء به في أقطار العراق وخراسان وما وراء النهر وكان أحسنهم تصنيفا وألزمهم درسا محمد بن الحسن فكان من خبره أنه تفقه على أبي حنيفة وأبي يوسف ثم خرج إلى المدينة فقرأ الموطأ على مالك ثم رجع إلى بلده فطبق مذهب أصحابه على الموطأ مسألة مسألة فان وافق منها وإلا فان رأى طائفة من الصحابة والتابعين ذاهبين إلى مذهب أصحابه فكذلك وإن وجد قياسا ضعيفا أو تخريجا لينا يخالفه حديث صحيح مما عمل به الفقهاء أو يخالفه عمل أكثر العلماء تركه إلى مذهب من مذاهب السلف مما يراه أرجح ما هناك
وهما أي أبو يوسف ومحمد لا يزالان على محجة إبراهيم ما أمكن لهما كما كان أبو حنيفة رحمه الله يفعل ذلك وإنما كان اختلافهم في أحد شيئين
إما أن يكون لشيخهما تخريج على مذهب إبراهيم يزاحمانه فيه أو يكون هناك لابراهيم ونظرائه أقوال مختلفة يخالفان شيخهما في ترجيح بعضهما على بعض "
فمآل كلامه أن أبا حنيفة رحمه الله مجتهد تخريج وترجيح لمدرسة الكوفة لا يكاد يجتهد اجتهاداً مستقلاً
وأن الاختلاف بين أبي حنيفة وصاحبيه رحمهم الله شبيه بالخلاف بين مجتهدي التخريج ومجتهدي الترجيح في مذهب واحد
فما رأي فضيلتكم رعاكم الله ؟
وختاماً فمن روائع ما قرأت في تتابع هذه الكوكبة المباركة على بناء هذه المدرسة الفقهية الرائدة مدرسة أهل الرأي كلام للدكتور محمد رواس قلعه جي يقول حفظه الله :
[FONT="]" فتح إبراهيم نوافذ الفكر ، فدخلها حماد وبنى في ساحتها قصوراً ثم أتى أبو حنيفة _ تلميذ حماد _ ففرش هذه القصور وزينها بمختلف الزينات ، حتى صار فقه الرأي قصراً منيفاً بناه أمهر الصناع ، فكان أحد المباني الشامخة في حضارتنا الإسلامية "
[/FONT]