العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الثورة الإصلاحية وكشف المغطى !!

ناصر علي العلي

:: متخصص ::
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
34
الجنس
ذكر
التخصص
أصول
الدولة
البلاد
المدينة
بلد الله
المذهب الفقهي
متبع
الثورة الإصلاحية وكَشْفُ المُغَطَّى


الإصلاحُ كلمةٌ لها بريقُها ورونقُها،{قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ}. والفساد ممقوتٌ ممجوجٌ، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ}. وكفى بالإصلاح شرفًا ومطلبًا أن يدَّعيَه كلُّ أحد، ولو كان منافقًا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}
ولأن مركبَ الإصلاح مُوَطَّأُ الأكناف، استوى على ظهره، وامتطى صهوةَ جوادِه كلُّ زاعم للإصلاح، سواء ممن في قلبه مرض، أو ممن حسنت سريرته، لكنه حاد عن جادَّة الطريق: "فكم من مُريدٍ للخير لا يصيبه!".
فأما الذين في قلوبهم مرض، وفي منهجهم دَغَل، وفي تفكيرهم خلل، فبينهم وبين المؤمنين بُعْدُ المشرقين: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً}.
لماذا ؟ ؛ لأن مرجعية التحاكم متضادة، هم يحاكمون الناس إلى العقل والليبرالية والغربية: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً}، بينما علماء الشريعة يقولون لهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً}.
ولهذا فلا غَرْوَ أن ابتدع التغريبيون تصنيف المجتمع إلى : إصلاحيين (يعنون أنفسهم، ومن دار في فَلَكِهِم من الشرعيين المنفتحين المتساهلين المتلاينين)، ومحافظين (يعنون العلماء والدعاة الجامدين التقليديين المعوقين مسيرة الإصلاح في نظرهم).
وأَيْمُ الله! {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى}؛ لأن وصفَ المؤمنين - من الأنبياء والعلماء والصالحين - بالفساد، ونَزْعَ صفةِ الصلاح عنهم غَدْرةٌ يهوديةٌ: {قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ}، وهي أيضا شِنْشِنَةٌ فرعونيةٌ: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ}.
لكنَّ اللهَ جلَّ جلالُه - الذي يعلمُ المصلحَ من المفسد - حدَّدَ معيارًا كاشفًا لحقيقة الإصلاح في قوله: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}. وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}. ولهذا كان الأنبياء – والعلماء ورثة الأنبياء – هم الإصلاحيين الحقيقيين، قال شعيب عليه السلام: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}. وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ}.
وفي غضون السنين الأخيرة تفاقمتْ حِدَّةُ الناقمين على العلماء عامَّةً والمفتين خاصَّةً المعروفين لدى كافَّة الناس أجمعين. فنبتت نابتةُ ثوارٍ إصلاحيين من : منافقين مفسدين (ممن في قلوبهم مرض). وشرعيين متعالمين ليس لهم في العمق العلمي وِرْدٌ ولا صَدْرٌ. وشرعيين عالِمِين مُسْتغفَلين، يُستكتبون ويُستفتون، فتقع منهم موبقات حين يقصدون مجرد الإفتاء، بينما مُسْتغفِلُهم يقصد التوظيف الفكري لخدمة مُبَيَّتَاتِه فحسب.
إن العجب ليأخذ منك كل مأخذ حينما ينبري من كان أَحَبَّهم الناسُ لحبهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم واشتغالهم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن كان يترنَّم بآياتِ الذكر الحكيم، ومن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن كان يدعو الناس إلى الخير، ومن كان يخطب خطبة تسير بها الركبان، ومن كان يلقي درسًا أو محاضرة يحتشد لها الألوف ثم يعلن عن منهجِ حِقْبةٍ جديدةٍ، ومسلكِ إصلاحٍ قادمٍ وخطابٍ تجديديٍّ متناغمٍ مع ما يُراد عالميًّا ومحليًّا.
مَنْ مِنَ الناس لا يهوى الإصلاح والتجديد في زمن فُشُوِّ الفساد والركود!!. لكن بكل خيبة أمل، لم تكن أطروحاتهم الإصلاحية الثائرة سوى الهجوم على الفتاوى السائدة، والمنهجِ الذي ارتضع الناسُ لَبَانَه، واقتنعوا بصحته بالدليل والبرهان، عنوانه: "ما أنا عليه وأصحابي".
إنك لا تكاد تبصر في مقالاتهم نور الوحيين، ولا تقرأ فيها آيةً أو سنةً، بل يكررون ذات المضامين الليبرالية، لكنْ المتحدثُ الرسميُّ بها "شخصيةٌ ذاتُ صبغةٍ شرعيةٍ"؛ لعلها تحقق الغرض الذي عجز عنه أساطينُ الحرية والعلمنة.
إنني لست ألج باب النوايا، فلعلها حسنة، ولكني آسى على الاستغفال الكُبَّار لهؤلاء الشرعيين حينما يكونون أدواتٍ بأيدي المفسدين (الإصلاحيين زعموا)!.
إن المجتمع المحافظ على دينه، المستمسك بكتاب ربه، لما رفض الأفكارَ الفَجَّةَ التي تُسمّى "إصلاحية"، عمد المفسدون إلى أسلوب إلباسِها اللُّبوسَ الشرعي، بتسخير مَنْ يتَتَبع المتشابهاتِ ابتغاءَ الفتنة (منهج الذين في قلوبهم زيغ)، والإعراضِ عن المحكمات (منهج الراسخين في العلم).
إن المفسدين في الأرض باتوا ورقةً مُهْتَرِئَةً، صَكَّت الناسُ آذانَها عن سماع ضجيجهم وفحيحهم، فلجؤوا إلى التترس ببعض الشرعيين؛ لعل فتوىً شاذةً من هنا، أو هجومًا كاسحًا على العلماء من هناك، يجدي فتيلا في تزهيد الناس في تلقي ثوابته الدينية التي تقف صخرة شماء تنكسر عندها قرون الناطحين لها.
يا ناطحًا جبلاً يومًا لِيُوهِنَهُ أَشْفِقْ على الرأس لا تُشفق على الجبل
إن مما يبتهج به فريقُ حملة المشروع الإصلاحي المفسِد أو المستغفَل أن ثورة المعلومات أحدثت هِزَّةً بل زلْزلةً في القيم والعادات، أكانت هزةً حميدةً أم خبيثةً؟ ليس مُهمًّا عندهم، المهم الثورة على السائد. هؤلاء الثوّار أَرْغَوا وأزْبَدوا على الفتاوى السائدة، يا وَيْحَها!! لِمَ لا تحكي الخلافَ الفقهي؟! لماذا تُلْغِي الرأيَ الآخرَ بغير سبب يُوجب الإلغاء؟. وما أدراهم بأنه لا سبب يوجب الإلغاء؟!
عَجَبٌ ما ينقضي منه العجب!! يريدون عَرْضَ الفتاوى لعامة الناس على طريقة "الفقه المقارن"، تلك المادة التي يستصعبها كثيرٌ من طلاب الجامعات. وكأن المطلوبَ تعليمُ العوام وتدريبُ المستفتين وفق منهج "بداية المجتهد ونهاية المقتصد".
وراح الإصلاحيون الثائرون يراهنون على جمهور الناس بأنهم فقدوا الثقة في علماء الإفتاء الرسميين!. ولستُ أدري سرّ هذه المراهنة، ونحن نشاهد برامج الإفتاء في الإذاعة والتلفاز والمواقع الإلكترونية يتقاطر عليها الناسُ زُرافاتٍ ووِحْداناً من شتى بقاع الدنيا بالاستفتاءات، وليس ثمّة من المفتين – في الأعم الأغلب - سوى المحافظين على دينهم الراسخين الثابتين في خِضمّ الانقلاب الحاصل.
وربما تحجج الثائرون الناعون على العلماء باستقطاب الفتاوى الشاذةِ المسْتَغرَبةِ الجماهيرَ المسكينةَ المنْخَدِعةَ عبر السنين بالفتاوى السائدة!!
فوَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ! ما جرى هذا الاستقطابُ - إن سُلِّمَ زَعْمُه - إلا لتلميعِ الإعلامِ الرؤوسَ الجُهَّالَ ذوي الأقوال الجاهلة الموافقة للأهواء، مصداقًا لحديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: «إنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»متفق عليه.
إن ثوار الإصلاح يتخيلون أوهامًا، ويبنون عليها كلامًا. ويَنْسِجون تُهمًا ضدَّ علماءِ الفتوى المعروفين، فيصدّقونها، ويَقْسِرون الناس على تصديقها قسْرًا، وما هي إلا هُراءٌ جِزَافٌ.
تخيلوا إصلاحيًّا شرعيًّا يُلصق تهمةً – لا أساس لها من الصحة – بالمفتين من العلماء أنهم يتبعون سياسة كتمان الأقوال الفقهية المعتبرة، تمَّ الكشف عنها بوسيلة لوحة مفاتيح الكمبيوتر، وبالنشر الصحفي للآراء الغريبة، والفتاوى الضالة، والأقوال المنحرفة.
والأغرب من ذلك – وهذا من غرائب المحاكمات الإصلاحية في زمن الديمقراطيات – الإلحاح بمطالبة العلماء بتصحيح مسيرتهم الإفتائية بالتوبة النصوح وفق شروطها الأربعة: الإقلاع عما هم فيه من التشنيع على الأقوال المعتبرة، والندم على ما بدر منهم من فتاوى لم يحكوا فيها خلافا، والعزم على ترك العودة إلى طَيِّ الخلاف وكتمانه مستقبلا، والاعتذار الجميل لكلِّ مفتٍ إصلاحيٍّ أُسِيء إليه يَتَّبِع سياسةَ بسط الخلاف الفقهي للمستفتين العوام.
أرأيتم حجم الشَّطَح، وعمق الهُوَّة، وفداحة الأوهام التي تُعَشْعِشُ في أفهام الثوار المصلحين الجدد.
وبميسورك الكشفُ عن فِرْيَةِ هذا الزعم الإصلاحي في ترميم الفتاوى بطرح هذا التساؤل: ما الذي طرأ على مشهد الفتاوى في غضون السنوات الأخيرة؟!
إننا لم نسمع أو نقرأ أقوالا وجيهة أو خلافا معتبرا أو آراءً لها حظُّها من النظر، وما دامت كذلك، فلا ضير من إغفالها، من بعد ما تبيَّن أنها أطروحاتٌ شاطَّة، وآراءٌ شاطحة، وفتاوى شاذة.
إن أدعياء الإصلاح مطالبون بحشدِ طائفةٍ من الأمثلة - ولا يكفي المثالُ ولا الاثنان ولا الثلاثة - التي باستقرائها وتتبعها يظهر المخبأ الذي كان يستبطنه العلماء حينًا من الدهر، فانكشف بضغطة زر.
وإلا فَلْيَصدقْ فيهم قولُ الشاعر:
والدعاوى ما لم يقيموا عليها ... بيناتٍ أبناؤها أدعياء
وحينئذٍ فليكشفوا هم مُغَطَّاهم، وأسرارَ ثوراتهم، وارتدائِهم سرابيل الإصلاح التي لن تقيهم من أوهامهم الفكرية، وهي أحوج ما تكون إلى الإصلاح.
وأخيرًا: لا يمكن القول بعصمة العلماء، ولا بقداسة اجتهاداتهم، ولَيْسَتْ مؤسساتُ الفتوى خاليةً تماما من الملاحظات. ولكن في نفس الأمر ليس من المسلك الرشيد انتهاجُ أسلوب الثوار الإصلاحيين، الذي ينعى على علماء الفتوى المشهودِ لهم من الخاصّ والعامّ، مع التشْكيك في مصداقيتهم، والطعن فيهم.
وإذا أشفق المصلحون المزعومون من سقوط الرموز العلمية لدى الناس، فليخشوا أيضًا على أنفسهم، فهم أول من سيحيق بهم السقوط، ولن يسلموا من نقاش الإصلاحيين الشرعيين الحقيقيين لهم، فضلاً عن هجمات الناس عليهم، لماذا؟
لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.
وأعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر، واسأل الله الهداية والثبات للجميع إلى سواء السبيل.

ناصر بن علي العلي
abobshir@gmail.com
جامعة أم القرى
1 / 8 / 1431هـ
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيكم يا شيخ ناصر كلام في الصميم .
ولكن مع سوء هذا الحال إلا أنه ولله الحمد والمنة حتى عوام الأمة يدركون من يستحق هذا المنصب ومن هو أهل له وهم لحسن الحظ لا يأخذون إلا المتردية والنطيحة ممن أسقط في أيدهم إما فقدوا منصبا أو مالا او جاها او شهرة أو غير ذلك ولذا فإنك تجد أمثال هذه ىالفتاوى تكون محط سخرية من عامة الناس .
لكن وللأسف أن ثمة ثغور لا زال يمسك بها هؤلاء وهي محسوبة كرؤوس قيادية تربوية وعلمية فأصبح بعضهم سخرية بين أيديهم فلا تدري أهو غباء وحمق أو لمآرب أخرى .
أصبح بمقدور طالب العلم الآن أن يكتشف عددا من الفتاوى موضوعة في طابور الاختيار اختيار نوع الفتوى التي تهدم مقصدا شرعيا واختيار نوع المفتي المناسب .
قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب العلماء وإنما يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم ونفع بكم
لكن هناك تبقى طائفة مقلدة
في الطرف الآخر
تتكرر في كل زمن
لا تحب الخروج عن المألوف
وتأنف من الإصلاح
وقد تستعمل أدوات قاسية
للحفاظ على ما تعتقده
وبسبب هذا
فتن أحمد
ومزقت كتب ابن حزم
وسجن ابن تيمية
واليوم هناك نظائر
من التعسف والظلم
أقلها التشهير
والتحزيب ضده
واستعمال كل الوسائل الممكنة
لإيقافه
وهناك براهين وفتاوى
هي أشهر من أن تساق

الإصلاح يستدعي
علما حرا متجددا

الإصلاح يستدعي
حرارة متقدة للتغيير

والإصلاح برئ من الأفواه الفاغرة
والإصلاح برئ من النفوس المحنطة
الإصلاح حرفة الأنبياء والدعاة المجددين

 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
أحسن الله إليكم يا شيخ ناصر، وبارك فيكم.
ثلاث معاقل: الصحافة - الإعلام - التعليم!
تشكل دوراً كبيراً في الإثارة والتوجيه.
أما التعليم فيراد له ما يراد مع أنه لا يزال بخير؛ إلا أن غفلة الغيورين أو عدم إعطاء الأخطار المرتقبة أهميتها البالغة تشكل خطراً كبيراً!
أما الصحافة والإعلام فعصبة اللبراليين مسيطرة، والإشكالية في اختراقهم لبعض منسوبي الحقل العلمي والدعوي!
فقه المرحلة أمرٌ ضروري لكن كيف السبيل في إيصاله لهؤلاء المستهدفين؛ ولئلا يتبعم لاحق!
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
شيخنا الكريم أبو فراس بارك الله فيكم
المسألة ليست مسائل جزئية يختلف فيها فيقال يسوغ فيها الخلاف ولطالب العلم أن يرجح ما يراه راجحا ولا يجوز أن يشنع عليه بل المسألة أصبحت تياراً يقصد به إسقاط أهل العلم وأهل الدين والصلاح وبيان عدم صلاحيتهم لقيادة الأمة ومواكبة التطور والحضارة فليست المسألة فتيا أو اثنتين أو ثلاث ثم ننظر ما نوعية هذه الفتاوى .
وحتى لو فرض أن طالب العلم ظهر له في المسألة شيء راجح فأين السياسة الشرعية ومراعاة المصالح والمفاسد وفهم الواقع .
ثم إن منصب الفتيا العامة لا ينبغي أن ينتصب لها من لم يشهد له أهل العلم بالعلم والأهلية للفتيا ثم إن ولي الأمر قد نصب لذلك مؤسسة تجمع كبار أهل العلم من مختلف المذاهب نصبهم للفتيا فكيف يفتات عليهم ويتقدم بين أيديهم ويفتى بالفتاوى العامة أمام الملأ وهل وضع ولي الأمر هذ الطائفة من أهل العلم إلا للقيام بهذا الواجب .
 
التعديل الأخير:

علي محمد زينو

:: متابع ::
إنضم
9 نوفمبر 2009
المشاركات
56
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
المدينة
دمشق
المذهب الفقهي
شافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم

لكن هناك تبقى طائفة مقلدة
في الطرف الآخر
تتكرر في كل زمن
لا تحب الخروج عن المألوف
وتأنف من الإصلاح
وقد تستعمل أدوات قاسية
للحفاظ على ما تعتقده
وبسبب هذا
فتن أحمد
ومزقت كتب ابن حزم
وسجن ابن تيمية
واليوم هناك نظائر
من التعسف والظلم
أقلها التشهير
والتحزيب ضده
واستعمال كل الوسائل الممكنة
لإيقافه
وهناك براهين وفتاوى
هي أشهر من أن تساق

الإصلاح يستدعي
علما حرا متجددا

الإصلاح يستدعي
حرارة متقدة للتغيير

والإصلاح برئ من الأفواه الفاغرة
والإصلاح برئ من النفوس المحنطة
الإصلاح حرفة الأنبياء والدعاة المجددين

لله درُّك ما أبلغَها من كلمات
تُعبِّرُ عن نظر ثاقب
وقلب واع
بُورك فيكم
وفيما تطرحون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
ليسوا سواء وهم أصناف
فمنهم من اجتهد رأيه وأخطأ ،وهذا لا تثريب عليه من حيث المبدأ ،لكن التثريب واللوم متوجه إليه من نشره هذا الشاذ ،وإخراجه للعامة، وهذا دليل على قله فهم للمقاصد والأصول (أصول الفتيا) .
وقد قال الشاطبي قديما
"وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين وإنما حملهم على ذلك أني التزمت في التكليف والفتيا الحمل على مشهور المذهب الملتزم لا أتعداه وهم يتعدونه ويفتون بما يسهل على السائل ويوافق هواه وإن كان شاذا في المذهب الملتزم أو في غيره وأئمة أهل العلم على خلاف ذلك وللمسألة بسط في كتاب ( الموافقات )". الاعتصام(ج 1 / ص 12)
وقال"وقد أذكر هذا المعنى جملة مما في اتباع رخص المذهب من المفاسد سوى ما تقدم ذكره في تضاعيف المسألة كالانسلاخ من الدين بترك اتباع الدليل إلى اتباع الخلاف وكالاستهانة بالدين إذ يصير بهذا الاعتبار سيالا لا ينضبط وكترك ما هو معلوم إلى ما ليس بمعلوم لأن المذاهب الخارجة عن مذهب مالك فى هذه الأمصار مجهولة وكانخرام قانون السياسة الشرعية بترك الانضباط إلى أمر معروف وكإفضائه إلى القول بتلفيق المذاهب على وجه يخرق إجماعهم".
وقال"المفتي البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور فلا يذهب بهم مذهب الشدة ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال.
والدليل على صحة هذا أنه الصراط المستقيم الذى جاءت به الشريعة فإنه قد مر أن مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ولذلك كان ما خرج عن المذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخين"الموافقات - (ج 4 / ص 258).
فانظر إلى من فقه المقاصد ماذا يخرج منه وماذا يخرج من هؤلاء الذين غفلوا(سياسة الفتيا)أو أغفلوها.
فهؤلاء ولا شك ما دام أنه لم يعرف فساد في مناهجهم ولا ضعف في تحصيلهم فيجب على العلماء الكبار احتواءهم،دون التشهير أو اللمز والتحقير ،فإن لكل فعل رد، وكل يحب الرد الجميل.فهؤلاء تجدي معهم (سياسة الاحتواء) غالبا.
وفريق أخر ولع بالإصلاح من غير أن تحصل له أهلية أو ملكة وهذا فريق،[أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ] {البقرة:12} ،و قد يمتطيهم التغريبيون من حيث لا يشعرون. وهؤلاء سياسة التناصح مهمة جدا معهم كمرحلة أولية وإلا فالرد أو الحجر هو السبيل الوحيد.
وبعضهم تشعر أن همه إسقاط الكبار ،ولأنه حصل بعض العلوم مع بقاءه من الأغمار، أوقد ذلك في قلبه نار عظيمة الأخطار.فتراه يدعي دائما الاجتهاد والخروج عن التقليد .وقد رأيت من يدافع عن فتاويه الشاذة فإذا قيل له فلان من أهل العلم يخالفك أو هيئة كبار العلماء قال أنا لا أرضى لنفسي التقليد والتبعية.
ألا إنها نفحة شيطانية.
وهؤلاء نصحهم أولا بالإسرار ،وإلا فالحجر عليهم.
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
لابد من التمييز بين الاسلاميين الذين يدعون الى الاصلاح
فهذا طريق الانبياء
وبين الليبراليين والحداثيين الذين يدعون الى الاصلاح
فهذا طريق فرعون اذ قال لجنده عن موسى (ويظهر في الارض الفساد) فجعل موسى من دعاة الفساد وجعل نفسه من دعاة الاصلاح !!
وانتماءات الاشخاص معروفة
فيحكم على تلك الدعوات بانتماءات اصحابها
فلو ان رجلا اليوم قام الى حاكم من حكام العرب فامره ونهاه - بالضوابط- فقتله
فهذا سيد الشهداء وهو مع حمزة بن عبد المطلب
ومن رماه بانه افتات على العلماء
او خرج على السلطان
او لايفهم بالمقاصد
او متعالم مدع للعلم
او ليس عنده حكمة وعقل
وليس عنده فقه المصالح والمفاسد
او من الجهلة
او من الطائفة الضالة
او منحرف عقديا
او ليس من اهل الفتيا
ولم يشهد العلماء.....الخ
من قال هذا واشباهه في رجل امر حاكما (وفق الضوابط الشرعية) فقتله الحاكم
فليحضر جوابا من الان :
ماذا سيقول للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يساله : يافلان بن فلان: ألم يبلغك حديثي ؟
(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام الى امام جائر فامره ونهاه فقتله).
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
لابد من التمييز بين الاسلاميين الذين يدعون الى الاصلاح
فهذا طريق الانبياء
وبين الليبراليين والحداثيين الذين يدعون الى الاصلاح
فهذا طريق فرعون اذ قال لجنده عن موسى (ويظهر في الارض الفساد) فجعل موسى من دعاة الفساد وجعل نفسه من دعاة الاصلاح !!
وانتماءات الاشخاص معروفة
فيحكم على تلك الدعوات بانتماءات اصحابها
فلو ان رجلا اليوم قام الى حاكم من حكام العرب فامره ونهاه - بالضوابط- فقتله
فهذا سيد الشهداء وهو مع حمزة بن عبد المطلب
ومن رماه بانه افتات على العلماء
او خرج على السلطان
او لايفهم بالمقاصد
او متعالم مدع للعلم
او ليس عنده حكمة وعقل
وليس عنده فقه المصالح والمفاسد
او من الجهلة
او من الطائفة الضالة
او منحرف عقديا
او ليس من اهل الفتيا
ولم يشهد العلماء.....الخ
من قال هذا واشباهه في رجل امر حاكما (وفق الضوابط الشرعية) فقتله الحاكم
فليحضر جوابا من الان :
ماذا سيقول للنبي صلى الله عليه وسلم
عندما يساله : يافلان بن فلان: ألم يبلغك حديثي ؟
(سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام الى امام جائر فامره ونهاه فقتله).
يبدو أنك في وادٍ والموضوع في وادٍ آخر
انظر هذا الرابط :
https://feqhweb.com/vb/threads/6370
 
التعديل الأخير:
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
الذي اعلمه ان السعودية الان فيها حرب ضروس بين الاسلاميين والليبراليين
ويحاول الليبراليون التقرب الى السلطة ومحاولة اقناعها بان اسباب تاخر البلاد هو تمسك السلطة بالاسلاميين
وللشيخ سعد البريك مقالة حديثة بهذا الشان
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
وهؤلاء الليبراليون يرفعون شعار الاصلاح
ويدندنون الان حول قضية الاختلاط
سيملا في احدى الجامعات السعودية الحديثة
وبسببها اقيل الشيخ سعد الشثري من منصبه بخطاب ملكي
لانه لم يفت بالجواز
ففهمت ان المقال جاء في هذا السياق للرد على الليبراليين
لذلك كتبت ما كتبت
نصرة للاسلاميين وبغضا لليبراليين
 

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
جهودكم مشكورة
جعلني الله وإياكم من العلماء العاملين
 

ناصر علي العلي

:: متخصص ::
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
34
الجنس
ذكر
التخصص
أصول
الدولة
البلاد
المدينة
بلد الله
المذهب الفقهي
متبع
الشكر الجميل
والأجر الجزيل
لجميع الإخوة المتداخلين
والقارئين العابرين.
نعم، هناك من الإخوة من بانتْ له مرامي المقال
فأصاب تعليقُه كبدَ الحقيقة.
وهناك من أضاف معاني أُخَر، لم تكن في صُلْب المقال
لا من قبيل ولا دبير.

وفي غضون السنين الأخيرة تفاقمتْ حِدَّةُ الناقمين على العلماء عامَّةً والمفتين خاصَّةً المعروفين لدى كافَّة الناس أجمعين.
فنبتت نابتةُ ثوارٍ إصلاحيين من :
منافقين مفسدين (ممن في قلوبهم مرض).
وشرعيين متعالمين ليس لهم في العمق العلمي وِرْدٌ ولا صَدْرٌ.
وشرعيين عالِمِين مُسْتغفَلين، يُستكتبون ويُستفتون، فتقع منهم موبقات حين يقصدون مجرد الإفتاء،
بينما مُسْتغفِلُهم يقصد التوظيف الفكري لخدمة مُبَيَّتَاتِه فحسب.

لعلّ هذه الفقرة من المقال تُجلِّي فكرة المقال بالكشف عن إصلاحيين ثائرين،
لكن على غير هدي الأنبياء المرسلين، والعلماء الراسخين، والمصلحين الحقيقيين.

والله تعالى أعلم
 

ناصر علي العلي

:: متخصص ::
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
34
الجنس
ذكر
التخصص
أصول
الدولة
البلاد
المدينة
بلد الله
المذهب الفقهي
متبع
رد: الثورة الإصلاحية وكشف المغطى !!

ما أشبه الليلة بالبارحة !!
بالأمس مصلحون شرعيون يشككون ويضعضعون من مكانة العلماء !!!
واليوم مصلحون - زعموا - صحفيون يتهكمون من فتوى كاشير النساء !!!
{ أتواصوا به }
 
إنضم
25 ديسمبر 2011
المشاركات
13
الكنية
الرفاعي
التخصص
فقه مقارن
المدينة
صلاح الدين
المذهب الفقهي
شافعي الأب حنفي الأم
رد: الثورة الإصلاحية وكشف المغطى !!

ليسوا سواء وهم أصناف
فمنهم من اجتهد رأيه وأخطأ ،وهذا لا تثريب عليه من حيث المبدأ ،لكن التثريب واللوم متوجه إليه من نشره هذا الشاذ ،وإخراجه للعامة، وهذا دليل على قله فهم للمقاصد والأصول (أصول الفتيا) .
وقد قال الشاطبي قديما
"وتارة أحمل على التزام الحرج والتنطع في الدين وإنما حملهم على ذلك أني التزمت في التكليف والفتيا الحمل على مشهور المذهب الملتزم لا أتعداه وهم يتعدونه ويفتون بما يسهل على السائل ويوافق هواه وإن كان شاذا في المذهب الملتزم أو في غيره وأئمة أهل العلم على خلاف ذلك وللمسألة بسط في كتاب ( الموافقات )". الاعتصام(ج 1 / ص 12)
وقال"وقد أذكر هذا المعنى جملة مما في اتباع رخص المذهب من المفاسد سوى ما تقدم ذكره في تضاعيف المسألة كالانسلاخ من الدين بترك اتباع الدليل إلى اتباع الخلاف وكالاستهانة بالدين إذ يصير بهذا الاعتبار سيالا لا ينضبط وكترك ما هو معلوم إلى ما ليس بمعلوم لأن المذاهب الخارجة عن مذهب مالك فى هذه الأمصار مجهولة وكانخرام قانون السياسة الشرعية بترك الانضباط إلى أمر معروف وكإفضائه إلى القول بتلفيق المذاهب على وجه يخرق إجماعهم".
وقال"المفتي البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور فلا يذهب بهم مذهب الشدة ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال.
والدليل على صحة هذا أنه الصراط المستقيم الذى جاءت به الشريعة فإنه قد مر أن مقصد الشارع من المكلف الحمل على التوسط من غير إفراط ولا تفريط فإذا خرج عن ذلك في المستفتين خرج عن قصد الشارع ولذلك كان ما خرج عن المذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخين"الموافقات - (ج 4 / ص 258).
فانظر إلى من فقه المقاصد ماذا يخرج منه وماذا يخرج من هؤلاء الذين غفلوا(سياسة الفتيا)أو أغفلوها.
فهؤلاء ولا شك ما دام أنه لم يعرف فساد في مناهجهم ولا ضعف في تحصيلهم فيجب على العلماء الكبار احتواءهم،دون التشهير أو اللمز والتحقير ،فإن لكل فعل رد، وكل يحب الرد الجميل.فهؤلاء تجدي معهم (سياسة الاحتواء) غالبا.
وفريق أخر ولع بالإصلاح من غير أن تحصل له أهلية أو ملكة وهذا فريق،[أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ] {البقرة:12} ،و قد يمتطيهم التغريبيون من حيث لا يشعرون. وهؤلاء سياسة التناصح مهمة جدا معهم كمرحلة أولية وإلا فالرد أو الحجر هو السبيل الوحيد.
وبعضهم تشعر أن همه إسقاط الكبار ،ولأنه حصل بعض العلوم مع بقاءه من الأغمار، أوقد ذلك في قلبه نار عظيمة الأخطار.فتراه يدعي دائما الاجتهاد والخروج عن التقليد .وقد رأيت من يدافع عن فتاويه الشاذة فإذا قيل له فلان من أهل العلم يخالفك أو هيئة كبار العلماء قال أنا لا أرضى لنفسي التقليد والتبعية.
ألا إنها نفحة شيطانية.
وهؤلاء نصحهم أولا بالإسرار ،وإلا فالحجر عليهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا اخي في الله أبا الفضل ، وسلمت يداك على هذا الرأي الصائب في هذه الثورات الإصلاحية فمن واجب كل عالم استيعاب الآراء كلها ومن ثم الرد عليها بالحسنى والكلام الطيب ، اللّين ، فالكلام العنيف والشديد لا يولّد إلاّ عنفا وشذة لا يحبّها الله جل جلاله ولا رسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأرجو من كل من يتصدى لرأي المخالف أن يستوعبه لعل فيه الصواب وكما قال الإمام الشافعي (رحمه الله تعالى) : (ما تناظرت مع أحد إلاّ تمنيت أن يكون الحق بجانبه) ، فالحق أحقُّ أن يتبع ونقف بجانبه ولا نتمادى بالباطل فيغيب الحق ولا يظهر ، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا .
 
أعلى