د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- انضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,678
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول ابن خلدون رحمه الله في مقدمته:
" الفصل الأربعون: في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم:
و ذلك أن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء الملكة.
ومن كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم:
1- سطا به القهر و ضيق عن النفس في انبساطها.
2- وذهب بنشاطها و دعاه إلى الكسل.
3- وحمل على الكذب و الخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه.
4- وعلمه المكر و الخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقا.
5- وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع و التمرن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه و منزله.
6- وصار عيالا على غيره في ذلك.
7- بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميل فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها فارتكس و عاد في أسفل السافلين.
و هكذا: وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر و نال منها العسف.
و اعتبره: في كل من يملك أمره عليه ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به، وتجد ذلك فيهم استقراء.
وانظره في اليهود: ما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى إنهم يوصفون في كل أفق وعصر بالحرج و معناه في الاصطلاح: المشهور التخابث و الكيد و سببه ما قلناه.
فينبغي للمعلم في متعلمه و الوالد في ولده: أن لا يستبدا عليهما في التأديب.
وقد قال محمد بن أبى زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين و المتعلمين:
لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا.
ومن كلام عمر رضي الله عنه: من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله.
حرصا على صون النفوس عن مذلة التأديب و علما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بمصلحته.
و من أحسن مذاهب التعليم: ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال: يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه و ثمرة قلبه فصير يدك عليه مبسوطة و طاعته لك واجبة و كن له بحيث وضعك أمير المؤمنين أقرئه القرآن وعرفه الأخبار وروه الأشعار وعلمه السنن و بصره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.
ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه.
ولا تمعن في مسامحته فيستجلي الفراغ و يألفه وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشدة و الغلظة. انتهى."([1])
([1]) مقدمة ابن خلدون
" الفصل الأربعون: في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم:
و ذلك أن إرهاف الحد بالتعليم مضر بالمتعلم سيما في أصاغر الولد لأنه من سوء الملكة.
ومن كان مرباه بالعسف و القهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم:
1- سطا به القهر و ضيق عن النفس في انبساطها.
2- وذهب بنشاطها و دعاه إلى الكسل.
3- وحمل على الكذب و الخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه.
4- وعلمه المكر و الخديعة لذلك وصارت له هذه عادة وخلقا.
5- وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع و التمرن وهي الحمية والمدافعة عن نفسه و منزله.
6- وصار عيالا على غيره في ذلك.
7- بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميل فانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيتها فارتكس و عاد في أسفل السافلين.
و هكذا: وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر و نال منها العسف.
و اعتبره: في كل من يملك أمره عليه ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به، وتجد ذلك فيهم استقراء.
وانظره في اليهود: ما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى إنهم يوصفون في كل أفق وعصر بالحرج و معناه في الاصطلاح: المشهور التخابث و الكيد و سببه ما قلناه.
فينبغي للمعلم في متعلمه و الوالد في ولده: أن لا يستبدا عليهما في التأديب.
وقد قال محمد بن أبى زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين و المتعلمين:
لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا.
ومن كلام عمر رضي الله عنه: من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله.
حرصا على صون النفوس عن مذلة التأديب و علما بأن المقدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له فإنه أعلم بمصلحته.
و من أحسن مذاهب التعليم: ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال: يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه و ثمرة قلبه فصير يدك عليه مبسوطة و طاعته لك واجبة و كن له بحيث وضعك أمير المؤمنين أقرئه القرآن وعرفه الأخبار وروه الأشعار وعلمه السنن و بصره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.
ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه.
ولا تمعن في مسامحته فيستجلي الفراغ و يألفه وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشدة و الغلظة. انتهى."([1])
([1]) مقدمة ابن خلدون