د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إشكالية الرسائل الجادة
يتبين بوضوح شديد من خلال العنوان أن المقصود "الرسائل الجادة"، وبالتالي فتكون الرسائل التي لا تشتمل على فيتامينات الجدية خارج مدرجات البحث!!
سواء كانت رسائل فاقدة لأهلية الجدية من خلال عدم بلوغ الباحث لسن التكليف العلمي، أو من خلال كونها خارج إطار البحث الموضوعي، في مناطق غير مأهولة بالكائنات الحية، كمن يتراءى الهلال على قفا مصيبة أمته به!
وبالمناسبة اطلعت على عدة رسائل جديدة تستكشف آفاقاً رحبة، منها "عقيدة آدم عليه السلام"!.
إن الرسائل الجادة هي التي يتوفر فيها عاملان اثنان:
الأول: تأهل الباحث العلمي.
الثاني: جدية الموضوع.
وقد تأملت مجموعة من هذه الرسائل الجادة، واتضج جلياً جدية البحث بباحثه، ونضج موضوعه، ومتانة بحثه، لكن مع ذلك وجدت أنها لم تخرج بالنتائج المطلوبة.
فبدا لي أن هذا راجع إلى سببين اثنين:
1- تعثر أولي في صناعة الخطة.
2- تعثر نهائي في ربط نتائج الرسالة كوحدة متكاملة.
أما السبب الأول، فسبق الحديث عنه من خلال موضوع:
التبكير بتفصيل "الخُطة" بشارة بـ "فض الرُّقَع المحترمة"
وهو أمر طبيعي بسبب أنه يصنع خطة يتوقع أن تهدي له النتائج المأمولة، وليس بالضرورة أن يكون الأمر كذلك فقد يبدو له من خلال رحلاته البحثية: تعديل خطة سيره، لكن دون ذلك عقبات أكاديمية تئد أي محاولة للتفكير في ذلك، فمصير ذلك لو فكَّر مجموعة من الأمراض المستعصية نتيجة إجراءات مكثفة في عالم ما قبل حفر البحر وانقراض الديناصورات!!
وأما السبب الثاني: فهو تعثر الباحث في لمِّ نتائج موضوع رسالته، والخروج منها بنتائج تخدم الهدف الذي رام تحقيقه من خلال بحث مسائل رسالته.
إن من يكتب مثلاً في موضوع معين في المقاصد فإن ذلك يستدعي منه الكتابة في مسائل العلة وفي مسائل الحيل وفي مسائل سد الذرائع وفي مسائل المصالح المرسالة وفي وفي.
وتجد هذه المسائل مكررة في كل بحث من هذه الأبحاث.
وهذا المقدار قد يكون ضروريا في بحثه لتعلقه الكبير به، وليست المشكلة هنا، ولكن المشكلة في ما يلي:
أولاً: أنه لا يتناول هذه الموضوعات بقدر ما يخدم موضوع رسالته، لكن تراه يستغرق في بحثها، وكأنها هي موضوع رسالته، وسبب هذا في كثير من الأحيان هو نقص في الباحث، فهو لا يدري القول المحقق فيستدعيه نهمه العلمي إلى محاولة استكشاف الحقيقة، ثم لا يستطيع أن يهمل جهده وجمعه في هذه المسائل فيضطر إلى إقحام كل ما اكتشفه في بحث هذه المسائل في صلب موضوع كتابه مع أنه لا صلة وثيقة ولا معرفة رحم بينهما، إنما القرابة بينهما في مسألة واحدة لا تستدعي جمع كل أفراد القبيلة!
ثانياً: أن الباحث بعد بحث هذه المسائل، يختتم موضوع رسالته بتسجيل نتائج بحثه لهذه المسائل، وهذا بنظري قصور شديد، فإن نتائج هذه المسائل هي نتائج جزئية لبحث هذه المسائل، وليست هي نتائج رسالته، إن نتائج رسالته كان ينبغي أن تُستقى من مجموع هذه النتائج، فيسوقها كتلة واحدة كحقيقة وإضافة يقدمها الباحث من خلال موضوعه الجديد.
وخلاصة هذا: أن على الباحث بعد كل ما بذله من جهد في رسالته، وبعد هذه النتائج المهمة التي خرج بها: أن يكون بارعاً في طريقة نظمه لهذه العقود والدراري، وأن يقدم خلاصة جديدة من مجموع هذه النتائج.
-----
بعد كتابة هذا الموضوع تبين لي سبب آخر في تعثر مجموعة من الأبحاث الجادة، ألا وهو "النتائج المسبقة":
فيكون لدى الباحث أو الجهة صاحبة البحث قناعات معينة تشبه الجزم واليقين في باب الاعتقاد، وبالتالي فلا يكون هناك أي مجال للبحث والإضافة.
وكم كنت أتعجب من قصور بعض الباحثين المتخصصين من خيار طلبة العلم في بحث مسألة ما، وإذا كانت هناك عقيدة مسبقة وقناعات غير قابلة للخضخضة فما أقصر نفس الباحث حينئذ، فهمة البحث موؤدة في مهدها.
بعد كتابة هذا الموضوع تبين لي سبب آخر في تعثر مجموعة من الأبحاث الجادة، ألا وهو "النتائج المسبقة":
فيكون لدى الباحث أو الجهة صاحبة البحث قناعات معينة تشبه الجزم واليقين في باب الاعتقاد، وبالتالي فلا يكون هناك أي مجال للبحث والإضافة.
وكم كنت أتعجب من قصور بعض الباحثين المتخصصين من خيار طلبة العلم في بحث مسألة ما، وإذا كانت هناك عقيدة مسبقة وقناعات غير قابلة للخضخضة فما أقصر نفس الباحث حينئذ، فهمة البحث موؤدة في مهدها.
التعديل الأخير: