أنتِ طـــــالـــــق من هنــــا إلــــى الشــــــام!!!

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

لو طلق رجل امرأته بهذه الصيغة فما الحكم؟

 

[حفيدة عائشه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أثابكم المولى..

نجيب عن تسأولكم مستعنين بالله عزوجل..

تقع واحدة رجعيه عند الحنفيه لإنه وصفه بالقصر , خلافا لزفر فبائن لإنه وصفه بالطول ..



( للأمانة هذه ليست إجابتنا ). ​

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

بارك الله فيك أحسنت الجواب.
وإن كان الحنفية لهم كلام طويل في المسألة ونقاشات ملخصها:
ما ذكره ابن مودود الموصلي في "الاختيار لتعليل المختار":
ولو قال: أنت طالق من هنا إلى الشام فهي واحدة رجعية.
وقال البابرتي في كتابه "العناية شرح الهداية":
( ولو قال أنت طالق من هنا إلى الشام فهي واحدة بملك الرجعة .
وقال زفر : هي بائنة لأنه وصف الطلاق بالطول ) والطول يستعمل في القوة وقوة الشيء إنما تظهر بامتناعه عن قبول الإبطال ، وذلك في البائن دون الرجعي .
فإن قيل : إذا صرح بذكر الطول فقال أنت طالق تطليقة طويلة وقع رجعيا عنده فكيف صح تعليله بالطول ؟
أجيب: بأنه إذا قال إلى الشام كنى عن الطول والكناية أقوى من التصريح لكونها دعوى الشيء ببينة وموضعه علم البيان.
وأقول : هذه خطابة لا تكاد تنهض في مقام الاستدلال.
وقيل: يجوز أن يكون عنده في هذه المسألة روايتان ، وهذا أقرب.
( وقلنا: لا بل وصفه بالقصر لأنه إذا وقع وقع في الأماكن كلها ) فتخصيصه بذكر الشام تقصير بالنسبة إلى ما وراءه .

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

وفي فتح القدير للكمال ابن الهمام كلام طويل وموعب ومما ذكره :
( قوله قلنا : بل وصفه بالقصر لأنه متى وقع الطلاق وقع في كل الدنيا وفي السموات ) ثم هو لا يحتمل القصر حقيقة فكان قصر حكمه وهو بالرجعي وطوله بالبائن ولأنه لم يصفها موقع ولا كبر بل مدها إلى مكان وهو لا يحتمل ذلك أصلا فلم يثبت بهذا اللفظ زيادة شدة فلا بينونة .
وقال التمرتاشي : إنه إنما مد المرأة لا الطلاق .
ووجهه أنه حال ولا يصلح صاحب الحال في التركيب إلا الضمير في طالق .

 

[حفيدة عائشه]

جزاكم الله خيرا على هذه الإضافة الطيبة , وسدد الله بالخير خطاكم ونفع بكم .

آمين.