العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إجراء عمليات ترجيحية مكشوفة.

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إجراء عمليات ترجيحية مكشوفة.


المقصود من هذا الموضوع ليس ترجيح أحد القولين في المسألة ولا حتى ذكر مبررات الترجيح، ولكن هي محاولة عسى أن لا تكون فاشلة! - للتنقيب عن الخيوط الدقيقة في الدماغ الفقهي والتي تتحكم في ترجيح إحدى كفتي المسألة، وسبق قبل سنوات عمل ورشة في تحرير أقوال الأئمة في وضع اليدين بعد الرفع من الركوع، من غير تعرض للترجيح، ولكن تبين بعد ذلك أن كلمة "ورشة" كلمة سوقية راجت علي!




إجراء عملية ترجيحية مكشوفة(1).



بسم الله الرحمن الرحيم

يترجح لدي والعلم عند الله إرسال اليدين بعد القيام من الركوع، وذلك للأسباب التالية:

أولاً: أنه هو العمل المعروف في أمصار المسلمين وعليه استقرت كلمة فقهاء الأمصار في مكة والمدينة والكوفة، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية، أما الحنابلة فإنما ذهبوا إلى التخيير، وأول من فهم عنه وضع اليمين على الشمال بعد الرفع من الركوع هو ابن حزم الظاهري المتوفى سنة 456هـ. وهذا الفهم غير صريح، وهو إنما يقصد عموم وضع اليمين على الشمال في وقوفه في الركعات كلها فهو عموم باعتبار الركعات، لا باعتبار ما قبل الركوع وما بعده.
وبهذا يتبين لنا أن سنية وضع اليمين على الشمال هو خلاف القول المستقر للمذاهب الفقهية الأربعة.

ثانياً: أنه لم يأت دليل ينص على وضع اليمين على الشمال بعد الرفع من الركوع، مع خصوصية الصلاة في نقل تفاصيلها في أدق ما يكون وما قد يخفى مما هو دون هذه المسألة بمراحل.

ثالثاً: أنه قد جاء في النصوص ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد رفعه من الركوع استقر حتى عاد كل عضو إلى مكانه، ولو كان يضع ويقبض لذكر ذلك، وما قيل من إن العود يرجع إلى الحال التي كانت قبل الركوع فهو غلو في التعميم يأباه ظاهر النص.

رابعاً: أن وضع اليمين على الشمال هو شعار أهل السنة بخلاف الرافضة، ولو كان الأمر كذلك بعد الرفع من الركوع لكان ذلك أدعى لاتفاق أهل السنة عليه، يؤكد هذا أن من الحنفية من استحب الوضع بعد الرفع من الركوع من أجل مخالفة أهل الأهواء، مما يدل على أن عدم الوضع هو الأصل، والحنفية من الكوفة، والكوفة كانت محل اصطدام بين أهل السنة وبين أهل الرفض.

خامساً: الصلاة في صفتها مما تجري مجرى العمل، ويتعذر أن تكون صفة للصلاة تفوت المتقدمين في قرون متطاولة؛ فإنه لا جديد في أحكام الصلاة!

سادساً: هذه الدلائل والمستندات تفوق الاعتماد على عموم الرواية الصحيحة المفيدة لاستحباب وضع اليمين على الشمال؛ لأن العموم وإن كانت دلالته على العموم قطعية إلا أن دلالته على أفراد العموم ظنية، وقد تحقق العموم في القيام قبل الركوع، وهو القيام الطويل، وإليه ينصرف اللفظ أولاً، فتحقق العمل بالحديث، يبقى إنزال عموم الحديث على ما بعد الركوع محتملاً ووارداً لولا أنه عورض بما سبقت الإشارة إليه، فلا يكفي في الدليل أن يكون دالاً بل يجب أن يكون سالماً من المعارض، وإذا كان المعارض أقوى فإنه لا يفيد.
 
التعديل الأخير:
إنضم
14 سبتمبر 2008
المشاركات
73
التخصص
تشغيل على ماكينات
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحديث والاثر
لكن يا ( دكتور ) - باعتبار ما نأمل أن يكون - فوائد إن كان القول بالقبض من العمومات والمحتمل فإن القول بالإرسال لم يدل عليه دليل - فيما يظهر لي -
وكما أن القبض هيئة فالإرسال أيضا هيئة وكل هيئة في الصلاة لابد عليها من دليل وعند هذه المنازعة يرد الامر إلى أصل معتبر والاصل المعتبر في هذه الحالة قوله ( أمرنا معاشر الأنبياء ان نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة ) فيكون هذا العموم هو الاصل فترد إليه تلك المنازعة
فلكل ركن ( فعلي ) في الصلاة لليدين فيه موضع في القيام الأول على الصدر
في الركوع على الركبتين
في السجود على الأرض
بين السجدتين على الفخذين
فأين موضعها في الرفع من الركوع ؟
إن قيل الإرسال فلا دليل يدل عليه وحديث الفقارة محتمل فيسقط به الاستدلال ويبقى حديث ( معاشر الانبياء )

كتبتها على عجالة فأرجو اغتفار ما فيها من خلل مع التنبيه عليه
ولي عودة إن شاء الله
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
لكن يا ( دكتور ) - باعتبار ما نأمل أن يكون - فوائد إن كان القول بالقبض من العمومات والمحتمل فإن القول بالإرسال لم يدل عليه دليل - فيما يظهر لي -
وكما أن القبض هيئة فالإرسال أيضا هيئة وكل هيئة في الصلاة لابد عليها من دليل وعند هذه المنازعة يرد الامر إلى أصل معتبر والاصل المعتبر في هذه الحالة قوله ( أمرنا معاشر الأنبياء ان نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة ) فيكون هذا العموم هو الاصل فترد إليه تلك المنازعة
فلكل ركن ( فعلي ) في الصلاة لليدين فيه موضع في القيام الأول على الصدر
في الركوع على الركبتين
في السجود على الأرض
بين السجدتين على الفخذين
فأين موضعها في الرفع من الركوع ؟
إن قيل الإرسال فلا دليل يدل عليه وحديث الفقارة محتمل فيسقط به الاستدلال ويبقى حديث ( معاشر الانبياء )

كتبتها على عجالة فأرجو اغتفار ما فيها من خلل مع التنبيه عليه
ولي عودة إن شاء الله


بارك الله فيك، القول بالقبض أو بعبارة أدق: وضع اليمين على الشمال بعد الرفع من الركوع هو من حيث الدليل قوي، وهو مندرج في العموم كما تفضلتم.
والترجيح الذي صرتُ إليه لم يغفل قوة هذا الدليل.
بالتوفيق أخي الكريم.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
لا شك عندي -إن أبينا إلا ترجيح أحد الجانبين- أن الإرسال أقوى من الوضع في عدد من الحيثيات..
ولكن: أليس قول الإمام أحمد -رحمه الله- بالتخيير أجود، وكأن حال اليدين في هذا الموطن -على هذا القول- من المسكوت عنه شرعاً، فلا سُنَّة متعلقة به.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
لا شك عندي -إن أبينا إلا ترجيح أحد الجانبين- أن الإرسال أقوى من الوضع في عدد من الحيثيات..
ولكن: أليس قول الإمام أحمد -رحمه الله- بالتخيير أجود، وكأن حال اليدين في هذا الموطن -على هذا القول- من المسكوت عنه شرعاً، فلا سُنَّة متعلقة به.

التخيير يكون عند من لم يثبت له في الباب شيء يعتمد عليه، لكن من الصعوبة بمكان أن يقال إن الحكم في هذا الموضع هو التخيير؛ لأن هذا معناه أحد أمرين:
1- أن هذا موضع غير تعبدي، وهذا متعذر.
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل أحيانا، وكان يضع اليمين على الشمال أحيانا.
وليس عند القائل بالتخيير برهان على أحد هذين الأمرين، وغاية ما عنده "عدم العلم"، وعدم العلم يوجب التوقف، وقد يكون التخيير تفسيراً لهذا التوقف.

ومما يضعف القول بالتخيير أنه ليس موضع من الصلاة إلا وله هيئة محددة قد تكون معينة وقد تكون منوعة، فيكون القول بالتخيير في هذا الموضع قولاً غريباً عن أصول باب صفة الصلاة.


 
إنضم
14 سبتمبر 2008
المشاركات
73
التخصص
تشغيل على ماكينات
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحديث والاثر
لكن قول الإمام بالتخير ألا يدل على أن وجود القبض عندهم خاصة وأن صفة الصلاة نقلت رؤيةً عن رؤيةٍ !
غير أن هذا قد ينقلب على المستدل به فيقال له : إن كانت نقلت رؤية فإن عامة المسلمين إلى ما قبل القرن الرابع عشر كانوا يرسلون كما ذكر فضيلة الشيخ أبو فراس !!!
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
توقعت هذه الإجابة من الشيخ أبي فراس، وفقه الله ونفع بعلمه، وجاءت على ما توقعت..

ولكنني أجيب عن هذا بما يلي: أن عدم نقل الصحابة -رضي الله عنهم- ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما أعلم دليل على أنه ليس في هذا الباب سنة تُتَّبَع؛ لأن عدم النقل في العبادات واضح الشأن والحكم.

واختراق حجاب الدليل الذي استند إليه الإمام أحمد من أنه مجرد "عدم العلم" بعيد فيما أعتقد، ولكن لعل سبب القول بالتخيير:
1- أنه حالة مسكوت عنها.. مع حرص الصحابة على نقل أدق وأخفى المسنونات في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- من حيث النظر: أنه موضع قيام في الصلاة أشبه قبل الركوع، وأنه موضع بعد الركوع أشبه ما بعد الركوع من الأحوال كالسجود والجلوس.

وقد يقول مخالفكم ممن يرى سنية وضع اليدين على الصدر في هذا الموضع: إن إعمال دلالة النص العام على جميع أفراده أولى من إهماله في بعض الأفراد.

كما أنه -مخالفكم- لا يسلم بأن هذه الصفة فاتت المتقدمين
فإن قلتم: كيف فات المتقدمين وضع اليدين على الصدر؟
قال: وأين الإرسال في عمل الصحابة والتابعين ؟

أقول: إن الجزم بسنية الإرسال يحتاج إلى دليل، كما أن الجزم بسنية الوضع يحتاج إلى دليل كذلك. وصنيع بعض طلبة العلم من الجزم بسنية الإرسال لمجرد ضعف دلائل القول المقابل عندهم مسلك غير سوي؛ لأن الإرسال فعل في الصلاة كما أن الوضع فعل فيها. والله أعلم
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
ومما يضعف القول بالتخيير أنه ليس موضع من الصلاة إلا وله هيئة محددة قد تكون معينة وقد تكون منوعة، فيكون القول بالتخيير في هذا الموضع قولاً غريباً عن أصول باب صفة الصلاة.

العزيز الفاضل النابه/ فؤاد الهاشمي :

هذا مطلق يحتاج إلى تقييد ..

نعم قد تكون بعض الهيئات "محددة" وأخرى "ممنوعة" .. وإنما يُعرف ذلك بالنص .. أما بقية أفعال الصلاة - إن لم يأت فيها نص بالأمر بها, مع فعل النبي الأكرم إياها- فهي دائرة بين "السنية" - بمعناها الأصولي- إن فُعلت تلك الهيئة, وبين "عدم السنية" - أي عدم الإتيان بالسنة- إن لم يأت بها المصلي ..

ودليلي على ذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم :
"صلّوا كما رأيتُمُوني أُصَلّي"... فمعناه: أي لا تَقتصروا على القدر الواجب بل ائتوا بالصلاة كاملةً بجميع سننها وهيئاتها .

وإذا قلتَ : صَلِّ الصلاة بجميع سننها كان هذا الأمر ندباً ، وإن كانت الصلاة مشتملةً على واجبٍ ونفلِ، لكن الإتيان بالهيئَة الإجتماعية مندوب إليه غير واجب .

إذاً: ليس في الحديث المذكور آنفا حجة للقائلين بوجوب كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، فينبغي حينئذ البحثُ عن دليلٍ آخر لإثبات وجوب ما يُراد إيجابه.


وبعبارة أخرى نقول :

(كما رأيتموني أصلي): صلاة النبي (ص) تشمل - بإجماع العقلاء- الركن والواجب والسنة والمستحب .. إلخ

فإذا قال (ص) : صلوا كما رأيتموني أصلي ... فهذا معناه: ائت بالصلاة كما صلى بها النبي .. الركن ركن , والواجب واجب , والسنة سنة .. وهكذا

فالأمر (صلوا) هنا يشمل: الركن والواجب والسنة


وبعبارة ثالثة - إيضاحاً للمقصود- نقول :

قوله عليه الصلاة والسلام : "صلوا كما رأيتموني أصلي"محمول على إعطاء كل فعل من أفعال الصلاة حكمه الذي في مرتبته على اعتبار أن الصلاة مجموع فرائض وسنن ومستحبات - وهو اعتبار لا يشك فيه أحد- .

والله أعلم

يُنظر هذا الرابط :

http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=4501

 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: إجراء عمليات ترجيحية مكشوفة.

عملية واحدة فقط! والموضوع عمليات ترجيحية! فمن ينشط لذلك؟
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,509
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: إجراء عمليات ترجيحية مكشوفة.

عملية واحدة فقط! والموضوع عمليات ترجيحية! فمن ينشط لذلك؟
يمكنني اقتراح العملية التالية ولا أعد بإتمامها أو القيام بها،،
1- قول (اللهم صل على سيدنا محمد) أو (اللهم صل على محمد ) في الصلاة الابراهيمية في التشهد الأخير
 
أعلى