العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إعلام الساسة بمبادئ السياسة (7)

إنضم
18 ديسمبر 2009
المشاركات
45
التخصص
السياسة الشرعية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة حنبلية ... و التطبيق نبوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا رسول الله و على آله و صحبه و من والاه وبعد :
فاستكمالا لسلسلة مبادئ السياسة الشرعية و بعد أن انتهيت من المحور الأول محور الإمامة العظمى نتطرق إلى المحور الثاني محور أهل العقد فأقول و بالله التوفيق :
الكلام عن أهل الحل و العقد يتناول شقين : الشق التنظيري و الشق التطبيقي .
أولا : الشق التنظيري :
هم في الجملة فئة من الناس على درجة عالية من الدين و الورع و الخلق و معرفة أحوال الناس و تدبير الأمور وهم أعيان الناس و أشرافهم وعرفهم بعض العلماء كالرملي في نهاية المحتاج أنهم (هم العلماء و الرؤساء و وجهاء الناس الذين يتيسر اجتماعهم) وهذه الفئة هي التي يوكل إليها النظر في مصالح المسلمين وهم أهل الشورى الذين يشاورهم الإمام في أمور الأمة و أهم مهامهم اختيار الإمام الذي يصلح لقيادة الأمة و مبايعتهم له و كذلك عزله إن اقتضى الأمر ويشترط لهؤلاء الفئة شروط الولاية العامة المعروفة وهي : الإسلام و العقل و الذكورة بالإضافة إلى العدالة و العلم .. هذا الشق النظري باختصار .
ثانيا : الشق التطبيقي :
وهو الأصعب و الأعقد إذ الطرق التي يتوصل إليها لمعرفة أهل الحل و العقد في الأمة غير معروفة في الفقه الإسلامي (بحسب بحثي و اجتهادي) فكيف يعرفون ؟ و من هو المؤهل الذي تختاره الأمة للقيام بهذه المهام العظيمة ؟ و ما هي آليات عمله ؟ وكيف يعزل الحاكم ؟ و من يكون له زمام الأمور بعد العزل ؟ أسئلة كثيرة لم أجد لها إجابة مقنعة مع شدة بحثي في هذه المسألة .
إلا أنني سأجتهد في إعطاء رأيي الخاص في هذه المسألة ولعلي أكون قد وفقت للصواب و بالله المستعان أقول ..
أهم شروط أهل الحل و العقد أو (هيئة الحل و العقد) أنهم غير معينين من قبل حاكم ما بل هم الفئة التي يرفعها الناس فوق رؤوسهم ويرضون بها و يثقون بها ويكون لهم القبول في الأرض و لهم من المكانة و الهيبة عند جميع الناس ويعرف الناس تقواهم و ورعهم و إخلاصهم للأمة ولمصالح الأمة و يلجئون إليهم عند الملمات و أعضاء هذه الفئة قد يكونون على شكل أفراد أو على شكل مؤسسات و كأمثلة على أعضائها الأفراد الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ محمد بن صالح العثيمين و الشيخ محمود خطاب السبكي و الشيخ عبد الرزاق عفيفي و غيرهم الكثير و الكثير من الأموات و من الأحياء رحم الله الجميع و من أعضائها المؤسسيون هيئة كبار العلماء في السعودية و جبهة علماء الأزهر في مصر و المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي و المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهم من المجامع الفقهية و العلمية .
و هذه الهيئة لا تستطيع مزاولة عملها السياسي إلا إذا كانت مندمجة و منخرطة في صفوف المجتمع المسلم عارفة بهمومه مشاركة لمأساته لها مساهمات اجتماعية و دينية فمتى كانت كذلك استطاعت خلع الحاكم و تعيين غيره دون قطرة دم و من شواهد ذلك في العصر الحديث خلع خورشيد باشا في مصر و تعيين محمد علي باشا من قبل علماء الأزهر الأفاضل ولذلك سعى محمد علي إلى زعزعة هذا الترابط بين العلماء و المجتمع بأمور عديدة لا مجال لذكرها هنا .
في المقال القادم سأبدأ بتقديم دراسة للواقع السياسي المعاصر من منظور شرعي أسأل الله التوفيق …
 
أعلى