لا أظنه يخفى على امام من أئمة التفسير قوله تعالى ( انا أنزلناه في ليلة القدر ) وقوله ( شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ) ولوسألت طالب علم ناشئ : في أي شهر هي ليلة القدر من خلال هاتين الآيتين ؟ لكان جوابه : في رمضان .
فهل يخفى مثل هذا على عكرمة
وروى عبدالرزاق الصنعاني في تفسيره عن الثوري ، عن محمد بن سوقة ، عن عكرمة ، قال : سمعته يقول : يؤذن للناس بالحج ليلة القدر فيكتبون بأسمائهم ، قال محمد ، وأظنه قال : وأسماء آبائهم لا يغادر أحدا ممن كتب تلك الليلة ، ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ، ثم قرأ عكرمة ( فيها يفرق كل أمر حكيم )
وعند الفاكهي في أخبار مكة قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ، وحسين بن حسن قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن محمد بن سوقة ، عن عكرمة قال : « يؤذن لحجاج بيت الله تعالى في ليلة القدر ، فيكتبون بأسمائهم » قال محمد : وأراه قال : « وأسماء آبائهم ، ولا يغادر تلك الليلة أحد ممن كتب ، ثم قرأ ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وزاد حسين في حديثه : « ولا يزاد فيها ولا ينقص »
وهذا في ظني من اختلاف الرواة على عكرمة فالأولى النظر في سائر الروايات ثم الترجيح مع استصحاب المقدمة التي ذكرتها , والله أعلم .