العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العِرَاقِيُّوْنَ و الخُرَاسَانِيُّوْنَ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ فِقْهِ الشَّافِعِي

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
(1) العِرَاقِيُّوْنَ: هُمُ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ الاهْتِمَامِ بِفِقْهِ الشَّافِعِيِّ وَنَقْلِ أَقْوَالِهِ، وَيُقَالُ لَهُمْ-أَيْضَاً-: البَغْدَادِيُّوْنَ؛ لأَنَّ مُعْظَمَهُمْ سَكَنَ بَغْدَادَ وَمَا حَوْلَهَا. وَمَدَارُ طَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ وَكُتُبِهِمْ أَوْ جَمَاهِيْرِهِمْ -مَعَ جَمَاعَاتٍ مِنَ الخُرَاسَانِيِّيْنَ-: عَلَى الشَّيْخِ أَبِيْ حَامِدٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ (ت: 406هـ) وَتَعْلِيْقَتِهِ؛ وَهُوَ: شَيْخُ طَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ، وَعَنْهُ انْتَشَرَ فِقْهُهُمْ، انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ بِبَغْدَادَ، وَاشْتُهِرَتْ طَرِيْقَتُهُمْ فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ: بِطَرِيْقَةِ العِرَاقِيِّيْنَ. وَتَمْتَازُ طَرِيْقَةُ العِرَاقِيِّيْنَ بِأَنَّهَا: أَتْقَنُ فِيْ نَقْلِ نُصُوْصِ الشَّافِعِيِّ، وَقَوَاعِدِ مَذْهَبِهِ، وَوُجُوْهِ مُتَقَدِّمِيْ الأَصْحَابِ، وَأَثْبَتُ مِنْ نَقْلِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ غَالِبَاً.
[يُنظر: مقدمة المجموع (1/69)، تهذيب الأسماء (2/496)، الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج ص(671-673) مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، السنة (20)، العدد (60)، سنة: 1426هـ، ص(325-332)، المذهب عند الشافعية ص(94 وَمَا بَعْدَهَا)].

(2) الخُرَاسَانِيُّوْنَ: هُمُ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى بَعْدَ العِرَاقِيِّيْنَ فِيْ الاهْتِمَامِ بِفِقْهِ الشَّافِعِيِّ وَنَقْلِ أَقْوَالِهِ، وَيُقَالُ لَهُمْ-أَيْضَاً-: المَرَاوِزَةُ؛ لأَنَّ شَيْخَهُمْ وَمُعْظَمَ أَتْبَاعِهِمْ مَرَاوِزَةٌ؛ فَتَارَةً يَقَالُ لَهُمْ: الخُرَاسَانِيُّوْنَ، وَتَارَةً: المَرَاوِزَةُ، وَهُمَا عِبَارَتَانِ بِمَعْنَىً وَاحِدٍ، وَمَدَارُ طَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ: عَلَى القَفَّالِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ: عَبْدُاللهِ بْنُ أَحْمَدَ المَرْوَزِيُّ (ت: 417هـ)،المُتَكَرِّرُ ذِكْرُهُ فِيْ كُتُبِ مُتَأَخِّرِيْ الخُرَاسَانِيِّيْنَ؛ لأَنَّهُ الأَشْهَرُ فِيْ نَقْلِ المَذْهَبِ؛ فَهُوَ شَيْخُ طَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ، الَّذِيْ انْتَهَتْ إِلَيْهِ رِيَاسَةُ المَذْهَبِ فِيْ عَصْرِهِ، فَسَلَكَ طَرِيْقَةً أُخْرَى فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ، وَاشْتُهِرَتْ طَرِيْقَتُهُمْ فِيْ تَدْوِيْنِ الفُرُوْعِ: بِطَرِيْقَةِ الخُرَاسَانِيِّيْنَ، وَكَانَ اشْتِهَارُهَا فِيْ القَرْنِ الرَّابِعِ وَالخَامِسِ الهِجْرِيَّيْنِ. وَتَمْتَازُ طَرِيْقَةُ الخُرَاسَانِيِّيْنَ بِأَنَّهَا: أَحْسَنُ تَصَرُّفَاً وَبَحْثَاً وَتَفْرِيْعَاً غَالِبَاً.
[يُنظر: مقدمة المجموع (1/69)، تهذيب الأسماء (1/47)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (2/182)، الابتهاج في بيان اصطلاح المنهاج ص(671-673) مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، السنة (20)، العدد (60)، سنة: 1426هـ، ص(325-332)، المذهب عند الشافعية ص(94 وَمَا بَعْدَهَا)]
============================

أفردت هذا الموضوع استجابةً لرغبة أخي فؤاد بإفراده بموضوع مستقل
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك على هذه الفائدة السنية
من أهم قضايا العلوم هو معرفة ترتيبها المنهجي والتاريخي والمعرفي، وطريقة تكون المدارس الفقهية
والسؤال الآن:
بعد هاتين الطريقتين إلى أين استقر المذهب الشافعي، هل اعتبرت الطريقتان، أو إحداهما أو استحالت الطريقتان إلى طريقة جديدة، هذا السؤال نحتاج إلى إجابة له؟
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيرا شيخنا عبد الحميد، ونفع بكم .

لعل الله تعالى ييسر فأستكمل طبقات أصحاب الشافعي فنذكر فيها امتداد المدارس الفقهية في المذهب ، وكنتُ ألمعت في ترجمة الحافظ عبدان، والحافظ احمد بن سيار أنهما أول من أدخل المذهب الى مرو، والمدن المحيطة بها، وكانت للثاني أياد بيضاء في نشر المذهب وخدمته . فهو رحمه الله جذر هذه المدرسة، الى أن جاء القفال الصغير، وعنه أخذ العلم جماعة من أبرزهم :
1- الجويني :عبد الله بن يوسف النيسابوري .
2- الفوراني : عبد الرحمن بن محمد الفوراني المروزي .
3- القاضي حسين بن محمد المروزي .
4- السنجي :الحسين بن شعيب بن محمد بن الحسين المروزي .
5- المسعودي : محمد بن عبد الملك بن مسعود بن أحمد، أبو عبد الله المروزي .

أما المدرسة العراقية فكان من أبرز من أخذ العلم على أبي حامد :
1- الماوردي : علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماوردي البصري .
2- القاضي أبو الطيب الطبري
3- البندنيجي : الحسن بن عبيد الله مصغر بن يحيى الشيخ أبو علي البندنيجي.
4- المحاملي: احمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي البغدادي .
5- سليم الرازي :سليم بن أيوب بن سليم، أبو الفتح الرازي

وكنت قديما قد تتبعت المذاهب الفقهية الأربعة، وكيف تطورت، وانتشرت في الأفاق ، ولا زالت المسودة بين يدي، وسأعود اليها ان شاء الله فأحررها ، وأنشرها في هذا الملتقى.

وسأذكر في الكتب المصنفة في المذهب (في كل مذهب) رتبة كل كتاب ان شاء الله ، ومنزلته في المذهب ، لاسيما تلك الكتب التي تعتبر بمثابة المفاصل في المذهب ..
والله أسأل لي ولكم العون، والقبول .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وعلى أحر من الجمر ننتظر بلهف ما يخطه يراعك وحفظك الله أينما كنت.
التصور العام للعلوم
وكذا التصور الخاص الدقيق
كل ذلك مفيد جدا
وكلما كان التصور أدق كلما كانت الرؤية واضحة
يكفيك من ذلك أنك حين تتكلم تعرف أين أنت.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
شيخنا الكريم
بالنسبة: لـ امتداد المدارس الفقهية في المذهب
حبذا أن يفرد بموضوع مستقل؛ لأهميته
وجزاك الله خيراً على صبرك وتحملك وحلمك مع أحبابك وإخوانك
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
شيخنا الكريم
بالنسبة: لـ امتداد المدارس الفقهية في المذهب
حبذا أن يفرد بموضوع مستقل؛ لأهميته
وجزاك الله خيراً على صبرك وتحملك وحلمك مع أحبابك وإخوانك

على الرأس والعين

سأفعل ان شاء الله ، بورك فيكم

نسأل الله تعالى لي ولكم الاخلاص والقبول
.
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
وعلى أحر من الجمر ننتظر بلهف ما يخطه يراعك وحفظك الله أينما كنت.
التصور العام للعلوم
وكذا التصور الخاص الدقيق
كل ذلك مفيد جدا
وكلما كان التصور أدق كلما كانت الرؤية واضحة
يكفيك من ذلك أنك حين تتكلم تعرف أين أنت.

اللهم اجعلني خيرا مما تظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون .
بورك فيكم ، وأمتع بكم .
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بارك الله فيك على هذه الفائدة السنية
من أهم قضايا العلوم هو معرفة ترتيبها المنهجي والتاريخي والمعرفي، وطريقة تكون المدارس الفقهية
والسؤال الآن:
بعد هاتين الطريقتين إلى أين استقر المذهب الشافعي، هل اعتبرت الطريقتان، أو إحداهما أو استحالت الطريقتان إلى طريقة جديدة، هذا السؤال نحتاج إلى إجابة له؟


وفيك بارك أخي فؤاد؛ وسؤلك هذا متينٌ؛ وفي طياته تضمين للإجابة بطرفٍ خفيٍّ.

وإليكها من أهلها الحاذقون:
يجيب على تساؤلك الذي أوردته الإمام النووي –رحمه الله- في كتابه الشهير: روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/1)، فيقول:
(وكانت مصنفات أصحابنا رحمهم الله في نهاية الكثرة فصارت منتشرات، مع ما هي عليه من الاختلاف في الاختيارات، فصار لا يحقق المذهب من أجل ذلك إلا أفراد من الموفقين الغواصين المطلعين أصحاب الهمم العاليات، فوفق الله سبحانه وتعالى - وله الحمد - من متأخري أصحابنا من جمع هذه الطرق المختلفات، ونقح المذهب أحسن تنقيح، وجمع منتشره بعبارات وجيزات، وحوى جميع ما وقع له من الكتب المشهورات، وهو الإمام الجليل المبرز المتضلع من علم المذهب أبو القاسم الرافعي ذو التحقيقات، فأتى في كتابه " شرح الوجيز " بما لا كبير مزيد عليه من الاستيعاب مع الإيجاز والإتقان وإيضاح العبارات).


وأثني بمقولة ذات صلة؛ وبها مزيد فائدة؛ للإمام ابن حجر الهيتمي -رحمه الله- في كتابه: تحفة المحتاج في شرح المنهاج (1/150):
(ودل عليه كلام المجموع وغيره وهو أن الكتب المتقدمة على الشيخين لا يعتمد شيء منها إلا بعد مزيد الفحص والتحري حتى يغلب على الظن أنه المذهب ولا يغتر بتتابع كتب متعددة على حكم واحد فإن هذه الكثرة قد تنتهي إلى واحد ألا ترى أن أصحاب القفال أو الشيخ أبي حامد مع كثرتهم لا يفرعون ويؤصلون إلا على طريقته غالبا , وإن خالفت سائر الأصحاب فتعين سبر كتبهم هذا كله في حكم لم يتعرض له الشيخان أو أحدهما , وإلا فالذي أطبق عليه محققو المتأخرين ولم تزل مشايخنا يوصون به وينقلونه عن مشايخهم وهم عمن قبلهم . وهكذا أن المعتمد ما اتفقا عليه أي ما لم يجمع متعقبو كلامهما على أنه سهو وأنى به).

عسى أن يكون في هذا النقل إجابة لسؤلك
 
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
72
التخصص
فقه السنة
المدينة
0000
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات.
مشايخنا نفع الله بكم هل توجد رسالة علمية أو كتاب مستقل دَرَسَ هاتين الطريقتين من حيث :
1- تاريخهما.
2- ما يشتركان فيه وما تتميز به كل طريقة.
3- رجالهما: الرؤوس والأتباع.
4- سبب افتراق الأصحاب إلى هاتين الطريقتين أو العوامل التي أدت إلى وجود هاتين الطريقتين.
5- علاقتهما بالقديم والجديد أو هل تأثرت إحداهما بالقديم مثلاُ والأخرى بالجديد أو لا فرق بينهما من هذه الجهة.
6- علاقة الطريقتين بأصحاب الوجوه من حيث العموم والخصوص.أي هل أصحاب الوجوه يدخلون في أصحاب الطريقتين.
7- زمن اتحادهما ومن رواد هذا العصر أي من الذين جمعوا بين الطريقتين ووسائلهم في ذلك ومزايا عملهم، وزمن اختفاء التفريق تماما عند مصنفي الشافعية.
8- تنوع الطريقة الواحدة إلى أكثر من طريق فمثلاُ في طريقة العراقيين هناك طريقة البغداديين والبصريين فهل هذا موجود في الخراسانيين.
9- حصر أوجه الخلاف بين الطريقتين مع التمثيل فمن أوجه الخلاف مثلاً : أن العراقيين يحكون قولاً واحداً في المذهب والخراسانيين يحكون قولين أو العراقيين يقولون لا يوجد قول أصلاً ويخالف الخراسانيون فيحكون قولاً أو يحكيه العراقيون قديماً والخراسانيون جديدا.......المهم يتم استقصاء للوجوه التي هي محل الخلاف بين أصحاب الطريقتين مع التمثيل.
فهل هناك من دَرَس هذا الموضوع واعتنى بهذه الجوانب وإلا فهو موضوع مفيد في نظري وحري بأن يدرس دراسة أكاديمية أو يدرسه مختص.
ولعل المشايخ يوافقونني على هذا ويوضحون وجوهاً أخرى لم أذكرها تستحق الدراسة في هذا الموضوع أو يعَدِّلوا بعض ما ذكرت مما لا يستحق الدراسة.
وجزاكم الله خيراً
 

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
إن ما ذكره الشيخ عبدالحميد في مشاركته هو خلاصة ما لدينا من معلومات عن طريقتي العراق وخراسان .. إذ لا تسعفنا المصادر الفقهية الشافعية عن أكثر من هذا .. فلا توجد معلومات كافية لعمل دراسة مستقلة عن الطريقتين بسبب اندثار معالمهما .

وأنقل لكم ما كتبته حول الموضوع .. إذ لم أجد أكثر من هذه المعلومات لكتابتها .. وأرجو ممن لديه معلومة جديدة عن هاتين الطريقتين أن يتحفنا بها مشكورا مأجورا ..

قلت في أثناء حديثي عن مراحل تطور المذهب والتي قسمتها إلى 8 مراحل :


المرحلة الرابعة : مرحلة استقرار المذهب وثباته وظهور طريقتي العراقيين والخراسانيين (404هـ-505هـ) :

في هذه المرحلة التي تُعدُّ حساسة في تاريخ نشوء المذاهب الفقهية والتي ظهر منها الكثير وانتشر ثم اندثر ، استطاع المذهب الشافعي أن يستقر ويثبت ، وذلك يعود لسبيين رئيسين :

1- كثرة العلماء الذين حملوا المذهب وأكثروا في تصانيفهم وتنوعت أساليبهم في خدمة المذهب .

2- والسبب الأهم هو تبني السلطة الحاكمة ذلك الوقت للمذهب الشافعي ، وفرضه رسميا على مناصب التدريس والقضاء والإفتاء .

ومن أهم من آزروا المذهب الشافعي من الحكام :

1- الخليفة العباسي القادر بالله (ت422هـ) ([1]) أول خليفة عباسي تمذهب بالمذهب الشافعي وبقي خليفة من عام (381-422هـ) أي : أكثر من 40 عاما وهي مدة طويلة نسبيا مما ساهم في دعم الحركة الفقهية في المناطق التي يحكمها العباسيون .

2- الوزير نِظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي(ت485هـ) ([2]) ، تولى الوزارة من عام (455هـ) إلى عام (485هـ) ويعد عصره العصر الذهبي للمذهب الشافعي فقد أسس تسع مدارسَ في كبرى المدن الإسلامية سميت بالمدارس النِظَامية ، كان أبرزها المدرسة النظامية ببغداد والتي دَرَّسَ فيها أبو إسحاق الشيرازي (ت476هـ) ([3]) ، والمدرسة النظامية في نيسابور التي درس فيها إمامُ الحرمينِ الجويني (ت478هـ) ، كان لهذه المدارس أثر كبير جداً في تثبيت دعائم المذهب الشافعي ببلاد المشرق وترسيخه ، وسأعرض إلى أهمية هذا الدور واعتباره بداية لجهود التصحيح والترجيح في المذهب ([4]) في مطلب (عرض أبرز الجهود الممهدة لمرحلة التحرير) من الباب الثاني .

3- السلطان شمس الملك(ت492هـ) ([5]) كان ملكا لبلاد ما وراء نهر جيحون للدولة العباسية ، وكان لتمذهبِهِ بالمذهب الشافعي أثر في التمكين لعلماء الشافعية وقضاتهم .

وبسبب كثرةِ العلماء والتصانيفِ واتساع الرقعة الجغرافية للمذهب في هذه المرحلة ظهرت طريقتان في التصنيف وعرض المسائل هما : طريقة العراقيين ، وطريقة الخراسانيين أو طريقة المراوزة ([6]) .

فمن أشهر أعلام طريقة العراقيين([7]) :

1- أبو حامد الإِسفرايِيِنيّ (ت406هـ) ([8]) شيخُ طريقة العراقيين والذي أخذ عنه الكثير من التلاميذ طريقته في التصنيف ، وله «التعليقة» شرح «مختصر المزني» .

2- القاضي أبو الطيِّب طاهر بن عبدالله الطَّبَرِيّ (ت450هـ) ([9]) الذي لازم الشيخ أبا حامد الإسفراييني حتى صار من أبرز فقهاء طريقته في التصنيف وله «التعليقة» شرح مختصر المزني .

3- أبو الحسن الماوردي (ت450هـ) ([10]) والذي أخذ أيضا عن أبي حامد الإِسْفَرايِيِنِيّ والذي صنف كتابه « الحاوي » شرح «مختصر المزني» .

ومن أشهر أعلام طريقة الخراسانيين([11]) :

1- أبوبكر عبدالله المروزي (ت417هـ) المشهور بالقفّال الصغير([12]) شيخُ طريقةالخراسانيين .

2- أبو محمد الجُوَينِيّ (ت438هـ) ([13]) (والد إمام الحرمين) الذي أخذ عن القفّال الصغير طريقتَه في التصنيف .

3- القاضي حسين (ت462هـ) ([14]) : الذي لازمَ القفّال الصغير حتى صار من أبرز تلاميذه والسائرين على طريقته ([15])، وله «التعليقة» شرح «مختصر المزني» .

ظهر بعد ذلك جيل من العلماء جمعوا في تصانيفهم بين طريقةِ العراقيين والخراسانيين وإن كانوا في نشأتهم العلمية ينتمون إلى إحدى الطريقتين ، فكانوا ينقلون عن مصنفات الطريقتين ويعزون كل قول إلى أئمته ، وأولهم الشيخ أبو علي السِّنجي (ت427هـ) ، ومن أبرزهم : المتولي (ت448هـ) ([16]) ، وابن الصباغ (ت477هـ) ([17]) وإمام الحرمين عبدالملك الجُوَينِيّ (ت 478هـ) والشيخ أبو إسحاق الشَّيرازيّ (ت476هـ) والروياني (ت502هـ) ([18]) ، وأبو حامد الغزالي([19]) (ت505هـ) .


* يجدر هنا التنبيه على أمور :

1- النسبة إلى العراقيين أو الخراسانيين لا علاقة لها بالعرق والميلاد ، وإنما هي نسبة إلى التفقه أو الأخذ ، فمن أخذ على فقهاء العراقيين نسب إليهم وإن كان من غيرهم ، وإن كان أخذه عن مشايخ الخراسانيين نسب إليهم ولو لم يكن منهم([20]) .

2- الاختلاف بين هذين الطريقتين مجرد اختلاف في الرواية عن الإمام وحكاية أقوال المذهب ووجوهه وطريقة التصنيف والترتيب للمصنفات ، وليس اختلافاً في المنهج أو الأصول الاجتهادية أو الفروعية([21]) .

3- الطريقتان متزامنتان في الظهور ، لا كما قرر الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي في بحثه «المذهب عند الشافعية» من كون طريقة العراقيين هي الأسبق ([22]).

4- مع كثرة ترداد ذكر الطريقتين في كتب الفقه ، لم توجد عناية تذكر ممن ألف في طبقات المذهب عن خصائص كل طريقة ومنهجها ، وعوامل نشأتها ، وعما امتازت به كل طريقة ، اللهم إلا ما أجمله النووي بقوله : (واعلم أن نقل أصحابنا العراقيين لنصوص الشافعي وقواعد مذهبه ووجوه متقدمي أصحابنا أتقن وأثبت من نقل الخراسانيين غالباً، والخراسانيون أحسن تصرُّفاً وتفريعاً وترتيباً غالباً) ([23]).

ويرجع ذلك د. عبدالعظيم الديب إلى أن المسألة لم تكن ذات أهمية كبيرة ، بل هي مجرد اصطلاح فقط ، كان له مرحلة زمنية معينة ثم انقضت بظهور الفقهاء الذين جمعوا بين الطريقتين في مصنفاتهم ([24]).

5- ليس للبيئة مدخل في الاختلاف بين الطريقتين ، خلافاً لما ذهب إليه الشيخ محمد أبو زهرة في قوله (وذلك لأنه في بيئة العراق ومصر نشأ المذهب الشافعي قديمه وجديده ، وكان الاحتياج إلى التفريع خضوعاً لحكم البيئة غير كثير ، لأن هذه البيئة قد أثرت تأثيرها في نشأة المذهب ، وأما خراسان وما وراءها فهي بيئة جديدة عليه لم ينشأ فيها ، فكان لا بد من أن يكون فيه تصرف وبحث وتفريع ، ليسعف هذه البيئة وغيرها بحاجتها وليعيش فيها وليترعرع في ظلها ) ([25])

وإنما الاختلاف سببه اختلاف الرواية عن الإمام والاختلاف في طريقة التصنيف كما تقدم .

6- أخذت الطريقتان في التلاشي شيئا فشيئاً حتى انتهتا تماما في عصر مرحلة تحرير المذهب ([26]).

ثم قلت في باب ضوابط الترجيح في المذهب عند اختلاف الأقوال :

* ترجيح نقل العراقيين على نقل الخراسانيين :

قدمتُ في الباب الأول تعريفا موجزا عن هاتين الطريقتين في التصنيف في المذهب ، ونبذة عن أهمِّ أعلامها .

وهاتان الطريقتان نشأتا بسبب كثرة فقهاء الشافعية وتباعد أماكنهم واختلاف حكايتهم عن أقوال الإمام ووجوه أصحابه ، وسبب اختلافهم هو أن كتب الإمام الشافعي التي رواها تلاميذه لم تجتمع لدى شخص واحد ، بل كانت مفرقة بين تلاميذه .

وما يهمنا الآن هو أن النووي جعلَ من ضوابطِ الترجيحِ بين الأقوالِ تقديمَ روايةِ العراقيينَ على رواية الخراسانيين ، ووصفهم بالضبطِ ، وجعلَ هذه القاعدة أغلبية .

قال في « المجموع » : (واعلمْ أن نقلَ أصحابنا العراقيينَ لنصوصِ الشافعي وقواعد مذهبه ووجوهِ متقدمي أصحابنا أتقَنُ وأثبَتُ من نقل الخراسانيين غالبا ، والخراسانيون أحسن تصرُّفا وبحثا وتفريعا وترتيبا غالبا)([27])

وهذا واضح من ترجيحِهِ في كثير من المسائل لرأيهم ، وعلى سبيل المثال قوله في «المنهاج» في مسألة اقتداء من كانا في بناءين :

(فطريقان : أصحهما : إن كان بناء المأموم يميناً أو شِمالاً وجبَ اتصالُ صَفٍّ من أحدِ البنائين بالآخر ) قال الدَّميري(ت808هـ): (هو في ترجيح هذا تابع لمعظم العراقيين ، والأولى طريقة المراوزة (الخراسانيين)([28])






--------------------------------------------------------------------------------

([1]) هو أحمد بن إسحاق بن المقتدر بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد ، توفي ببغداد .انظر : السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد ، (مطبعة السعادة ، مصر ، ط1 ، 1371هـ) (ص458) ، والتاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(2/346).

([2]) ولد سنة 408هـ في نيسابور وتفقه على المذهب الشافعي ، ثم ترقى في المناصب الإدارية حتى أصبح وزير السلطان السلجوقي ألب ارسلان ، ومن بعده ابنه السلطان ملكشاه ، كان حسن السيرة مقربا للعلماء ، اغتيل عام 485هـ .انظر : التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/6) . ابن الصلاح ، طبقات الشافعية ، تحقيق محيي الدين نجيب ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، ط1 ، 1413هـ (1/446). وهناك رسالة ماجستير للباحثة هيفاء البسام بعنوان (الوزير السلجوقي نظام الملك) تعرضت لبيان جهده الكبير في تنشيط الحركة الثقافية ودعم مذهب أهل السنة في مواجهة الدولة الفاطمية الشيعية .

([3]) سيأتي الحديث عنه بشكل مفصل ص155 .

([4]) انظر : علي الصلابي ، دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي ، (دار المعرفة -2006) .

([5]) هو السلطان نصر بن إبراهيم بن نصر الملقب بشمس الملك ، كان خطيبا فصيحا. انظر : الإسنوي ، طبقات الشافعية (2/1078) ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء (19/192) .

([6]) المراوزة نسبة إلى مرو من مدن خراسان ، وهي حاليا تشمل شمال شرق إيران ، وشمال غرب أفغانستان ، وتركمانستان . انظر : شوقي أبو خليل ، أطلس الحديث النبوي ، ص160 .

([7]) للاستزادة حول تراجم فقهاء تلك الطريقة انظر : علي جمعة ، المدخل لدراسة المذاهب الفقهية ، (ص38).

([8]) أبو حامد ، أحمد بن محمد بن أحمد الإسفراييني ، نسبة إلى إسفرايين التي تقع الآن في الجنوب الشرقي من دولة تركمانستان، نشأ بها، ثم انتقل إلى بغداد وأصبح بعد ذلك شيخ طريقة العراقيين ، اعتبره بعض من ترجم له المجدد على رأس المائة الرابعة ولقب بالشيخ ، توفي ببغداد . انظر : لشيرازي ، طبقات الفقهاء(123) والتاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(2/382) .

([9]) ولد بطبرستان ، ولازم الشيخ أبا حامد حتى صار أبرز فقهاء طريقته في التصنيف ، وتوفي ببغداد. الإسنوي ، طبقات الشافعية (2/157) والتاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/61) .

([10]) أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري ، والماوردي نسبة إلى بيع ماء الورد لأن بعض أجداده كان يبيعه ، تبحر في الفقه حتى لقب بأقضى القضاة بعدما تولى القضاء وأحسن فيه ، توفي ببغداد ، انظر: التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/232) . والشيرازي ، طبقات الفقهاء(131) .

([11]) المقصود بخراسان في هذا التحديد ليس الحدود الجغرافية لهذه المنطقة بل يشمل كل بلاد ما وراء النهر إلى حدود الهند والصين ، كما نبه عليه الدكتور عبدالعظيم الديب في مقدمته لتحقيق نهاية المطلب للجويني ، انظر : الجويني ، نهاية المطلب في دراية المذهب ، تحقيق : د. عبدالعظيم الديب ، (دار المنهاج ، جدة ، ط1 ، 1428هـ) (1/135) .

([12]) هو عبدالله بن أحمد بن عبدالله المروزي ، ولد بمرو من بلاد خراسان وتقع الآن في جنوب دولة تركمانستان ، واشتغل في أول حياته بعمل الأقفال فسمي بالقفال ، واتجه إلى التفقه حتى صار شيخ طريقة الخراسانيين ، توفي بسجستان ، ومن تصانيفه: شرح التلخيص ، وشرح الفروع ، وكتاب الفتاوى له. انظر : الإسنوي ، طبقات الشافعية (2/298) والتاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/87) .

([13]) هو عبدالله بن يوسف بن عبدالله الجويني ، ولد في جوين من ضواحي نيسابور ، أخذ عن أبي الطيب الصعلوكي ثم عن القفال الصغير حتى صار من أبرز أعلام طريقته ، ثم رجع إلى نيسابور مدرسا للمذهب ، وتوفي بها. انظر: التاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/101) ، والإسنوي ، طبقات الشافعية (1/338) .

([14]) هو أبو علي ، الحسين بن محمد بن أحمد المروروذي ، لازم القفال الصغير حتى صار من أبرز تلاميذه ، انظر : . الإسنوي ، طبقات الشافعية (1/407) ، والتاج السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى(3/30) .

([15]) للاستزادة حول تراجم فقهاء تلك الطريقة انظر : علي جمعة ، المدخل لدراسة المذاهب الفقهية ، (ص36).

([16]) عبد الرحمن بن مأمون بن علي بن إبراهيم النيسابوري الشيخ أبو سعد المتولي، كان فقيهاً محققاً وحبراً مدققاً، قال ابن كثير: أحد أصحاب الوجوه في المذهب، وصنف التتمة ولم يكمله، درس بالنظامية ثم عزل بابن الصباغ، وتوفي ببغداد ، انظر : ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/248) ابن خلكان ، وفيات الأعيان (1/277) .

([17]) عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد، أبو نصر، ابن الصباغ: فقيه شافعي.من أهل بغداد، ولادة ووفاة.كانت الرحلة إليه في عصره، وتولى التدريس بالمدرسة النظامية أول ما فتحت ، له «الشامل» في الفقه وغيره . انظر : ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (3/230) ابن خلكان ، وفيات الأعيان (1/303) .

([18]) عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد قاضي القضاة فخر الإسلام أبو المحاسن الروياني الطبري صاحب البحر وغيره من المصنفات ، كانت له الوجاهة والرئاسة والقبول التام، برع في المذهب حتى كان يقول : لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من حفظي، ولهذا كان يقال له شافعي زمانه، وولي قضاء طبرستان وبنى مدرسة بآمل . ابن قاضي شهبة ، طبقات الشافعية (2/287) .

([19]) سيأتي الحديث عنه بشكل تفصيلي ص158.

([20]) نبه على ذلك الدكتور عبدالعظيم الديب في مقدمة تحقيقه لنهاية المطلب للجويني (1/147) .

([21]) نبه على ذلك الدكتور عبدالعظيم الديب في مقدمة تحقيقه لنهاية المطلب للجويني ، وردَّ على من جعل الخلاف بين الطريقتين كالخلاف بين المدرستين الكوفية والبصرية في النحو (1/147) .

([22]) نبه على ذلك الدكتور عبدالعظيم الديب في مقدمة تحقيقه لنهاية المطلب للجويني (1/146) .

([23]) النووي ، المجموع (1/69). .

([24]) عبدالعظيم الديب ، مقدمة تحقيق نهاية المطلب (1/139) .

([25]) محمد أبو زهرة ، الإمام الشافعي ص385 .

([26])علي جمعة ، المدخل لدراسة المذاهب الفقهية ، (ص34).

([27]) النووي ، المجموع (1/69)

([28]) الدميري ، النجم الوهاج (2/380
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,147
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
جزاكم الله خيراً جميعاً على مشاركاتكم النافعة؛ وإثراء هذا الموضوع الدقيق في فقه الشافعية ...
--------------------------
في ظني أن الحكم الدقيق على الطريقتين لا يتَّضح إلا بدراسة خاصة؛ وأقلُّ أحوالها ما يلي:
- دراسة الاختيارات الفقهية لأعلام كلِّ طريقة على حدة.
- الخروج برأي واضح عن مجمل اختيارات علماء كل طريقة.
- تخريج مجمل الملامح العامة لكل طريقة على أصولها.
- مقارنة دقيقة تشمل الطريقين في مجمل اختيارات الفروع والأصول.

وفي ظني بعدها ستتَّضح الرؤية في كون الطريقتين مختلفتين أم لا.
وستبرز المؤثِّرات على منحى كلِّ طريقة.
وهي حقيقةً تصلح كرسالة _أو لربما كمشروع لرسائل دكتوراه!!_ في مرحلة الدكتوراه.
لا سيَّما وفي الجامعة الإسلامية عدة رسائل عن الاختيارات الفقهية لبعض علماء كلٍّ من الطريقين.
وقد تلهَّفت لها شهوراً؛ لكنِّي أدركت وعورة الطريق؛ وظرفي القائم لا يُمكِّنني من الوصول للمطلوب؟!!.
 
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
72
التخصص
فقه السنة
المدينة
0000
المذهب الفقهي
شافعي
نفعنا الله بعلمكم آمين،
للوصول إلى معلومات شافية حول طريقتي المذهب هناك طرق منها :
الطريقة الأولى : كلام العلماء الذين لهم اليد الطولى في الإطلاع على كتب المذهب ومناهج أصحابها والمعلومات من هذه الطريقة شحيحة كما ذكر الأستاذ عبد العظيم الديب في مقدمة نهاية المطلب وكما أشار إليه الشيخ محمد الكاف، ولكن يمكن أن يستعاض عنها بالطريقة التالية.
الطريقة الثانية : طريقة الاستقراء وتكون بما يلي:
1- استقراء الكتب والموسوعات التي صنفها علماء الشافعية في تلك الفترة وما بعدها ككتب الرافعي والنووي فهناك معلومات صريحة عن الطريقتين في كثير من شروح مختصر المزني أو الكتب الأخرى أو تُدْرَس مناهج أصحاب الطريقتين في فقههم وتأليفهم ثم يُقَارَن بينهما ونخرج بنتائج فيها تصور الفرق بين الطرقتين وسبب التمايز كما أشار إليه الشيخ عبد الحميد.
2- استقراء آراء فقهاء الشافعية التي جمعت في رسائل أو مؤلفات أخرى كما أشار إليه الشيخ عبد الحميد وسواء في هذا مشايخ الطريقتين أو من كان قبلهما وأخذ عنه أصحاب الطريقتين كأبي إسحاق المروزي وذلك لأننا سننظر كيف كان الفقه عند من هم في طبقة شيوخ الطريقتين ثم كيف صار عند تلاميذهم الذين حصل عندهم تمييز بين الطريقتين ثم يدرس مناهج من جمع بين الطريقتين كأبي علي السنجي وغيره في مؤلفاتهم إن كانت موجودة أو ما جمع من آرائهم ولاشك أنه حصل اختلاف في طريقة من جمع عمن لم يجمع وإلا كيف يصرح علماء المذهب أن السنجي جمع إلا من خلال استقرائهم للمؤلفات التي قبل السنجي ثم لمؤلفاته ثم ميزوا الفرق فهناك فروق واضحة إذاً تظهر لمن استقرأ.
وخلاصة الأمر هو ما أشار إليه الشيخ عبد الحميد من أن هذا يصلح رسالة أو مشروع في الدكتوراه [أو الماجستير] لكني أحببت أن أوسع مجال الاستقراء ليشمل أراء شيوخ أصحاب الطريقتين ثم من جمع بينهما ثم المتأخرين كالرافعي والنووي الذين كانوا قريبين من أصحاب الطريقتين وعايشوا آثار الخلاف فسيتعرضوا عند ذكرهم للخلاف بين الطريقتين لتحليل أسبابه والأمور الأخرى المتعلقة به وجزاكم الله خيراً.
 

محمود بدر

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
27 أكتوبر 2008
المشاركات
13
التخصص
الدعوة الاسلامية
المدينة
القليوبية
المذهب الفقهي
شافعي
بارك الله فيكم جميعاً
 
إنضم
25 يناير 2013
المشاركات
9
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
البحيرة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: العِرَاقِيُّوْنَ و الخُرَاسَانِيُّوْنَ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ فِقْهِ الشَّافِعِي

جزاكم الله خيراً .
 

عمر محمد علي

:: متفاعل ::
إنضم
15 مارس 2013
المشاركات
319
التخصص
القانون
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
عاميّ
رد: العِرَاقِيُّوْنَ و الخُرَاسَانِيُّوْنَ الطَّائِفَةُ الكُبْرَى فِيْ فِقْهِ الشَّافِعِي

جزاك الله خيراً
 
أعلى