رد: مدارس المذهب المالكي وأدوارها العلمية.
3.المدرسة العراقية :
تُعتبر المدرسة العراقية امتدادا للمدرسة المدنية من جهة تتلمذ أغلب مؤسسيها الأوائل على أصحاب مالك المدنيين ، وكثير منهم كانوا معدودين ضمن أهل الحديث كالإمام عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، حتى إن الإمام مالك قال في حقالقعنبي :"قوموا بنا إلى خير أهل الأرض نسلم عليه"(35).
كما أن بعض المدنيين انتقلوا إلى بغداد كسليمان بن بلال ، قال عنه ابن عبد البر :"هو أحد ثقات أهل المدينة"(36) ، وقد انتقل إلى بغداد لما ولي القضاء للرشيد(37).
ثم حمل علم مالك عن هؤلاء النفر الكرام الأثبات تلاميذهم ومن أشهرهم أحمد بن المعذَّل(38) وغيره...
إلا أن الانطلاقة العلمية الكبيرى لهذه المدرسة بدأ مع تلامذة ابن المعذل من أمثال إسماعيل القاضي وأخيه حماد وغيرهما من أسرة آل حماد ـ لتوليهم القضاء ـ ثم بتلامذتهم من أمثال أبي بكر الأبهري رحمه الله ثم بالابقلاني والقاضي عبد الوهاب بن نصر وابن الجلاب وابن القصار وغيرهم(39) .
ولقد ظهرت مؤثرات المدرسة المدنية في الأصحاب الأوائل ، لكن البيئة المحيطة أثرت في من تلاهم من الأصحاب ، فدخلت تعديلات جديدة على المنهج الفقهي المالكي بالعراق جعلتهم يتعاطون علم الأصول وينشؤون قواعده على غرار الشافعية لتدعيم فروعهم ، يقول الإمام ابن القصار في مقدمته الأصولية :"سألتموني أرشدكم الله أن أجمع لكم ما وقع إلي من الأدلة في مسائل الخلاف بين مالك بن أنس رحمه الله وبين من خالفه من فقهاء الأمصار ...وأنا أذكر لكم جملة من ذلك بمشيئة الله وعونه لتعلموا أن مالكا رحمه الله كان موفقا في مذهبه...وقد رأيتُ ان أقدم لكم بين يدي المسائل جملة من الأصول ...ليجتمع لكم الأمران معا : علم اصوله ومسائل الخلاف من فروعه"(40) ، كما اضطروا إلى تناول المسائل الفقهية بالتفريع والتحليل مع الاطلاع على المذاهب الأخرى لتثبيت مذهبهم والرد على غيرهم من المذاهب :
o فألف ابن القصار كتابه "عيون الأدلة" وقدم له بمقدمة أصولية .
o وألف إسماعيل بن إسحاق "الرد على محمد بن الحسن"...
o وألف أبو بكر الأبهري : "مسلك الجلالة في مسند الرسالة" أسند فيه مسائل رسالة ابن أبي زيد إلى رسول اللهr...(41)
o وألف القاضي عبد الوهاب "الإشراف على نكت الخلاف" كما ألف "المعونة على مذهب عالم المدينة"...
o وألف إسماعيل بن إسحاق – أيضا- المبسوط : وهو أحد الدواوين في المذهب.
وكما كانت لمدرسة المدينة تأثيرات بالغة على مدرسة العراق ، فإنها بدأت تتأثر بمدرسة مصر (مدرسة العمل) مع استقرار الحارث بن مسكين المصري ببغداد ، ثم مع يعقوب بن شيبة ـ تلميذ ابن المعذل ـ الذي اتصل بأصبغ بن الفرج المصري ، وبلغ أوج هذا التأثر مع الإمام أبو بكر الأبهري والقاضي عبد الوهاب الذي اتسمت آراؤه "بتبنيها لمبادئ وقواعد الترجيح القيروانية المصرية "(42) .
وقد انحسر نشاط هذه المدرسة مع وفاة تلامذته دون أن يخلفوا طلبة نجباء يتولون مهمة نشر المذهب والمنافحة عنه ، كما ساهم في هذا الانحسار: ترك عدد منهم للمذهب المالكي أثرا بالغا في خفوت شعلة المذهب : ولعل رجوع القاضي أبي نصر يوسف بن القاضي عمر إلى المذهب الظاهري = مع ما في منصبه من الحساسية دليل على ذلك(43)...
أكثر الباحثين يهضمون حق هذه المدرسة او ياتون ببدع من القول
وهذه المدرسة سبب قوة المذهب حتى عندنا في المغرب والاندلس فلولا قيام الائمة العراقيين بنصرة المذهب بالحجة الدامغة سواء العقلية والنقلية لاندثر المذهب
وأرى وهذا رأيي ان احق المدارس بالاعتناء هذه المدرسة العراقية ، وكل المدارس عالة عليها اللهم الا المشهور عندنا وعندهم غير متوافق لاعتمادهم على اسمعة العراقيين واعتمادنا على ىاسمعة المصريين والاندلسيين والمغاربة
ولكن بعدما رجح القاضي ابن نصر المدونة وارجع بعض الروايات الى بعض اصبحت هذه المدرسة الاحق بالتقديم
ولقد جرى على منوالهم الحافظ الباجي وابن بطال و الشيخ ابي الحجاج الفندلاوي والمازري وغيرهم كثير
لعل الاخوة يفيدوننا بشيء او يناقشون هذه المسالة