رد: هكذا كان ابن القاسم!!
ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين ءامنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم
هو الإمام الكبير الحافظ الحجة عبد الرحمن بن القاسم العتقي فقيه الديار المصرية
قال الدارقطني ابن القاسم صاحب مالك من كبار المصريين وفقهائهم
وقال النسائي ابن القاسم ثقة رجل صالح سبحان الله ما أحسن حديثه وأصحه عن مالك ليس يختلف في كلمة منه ولم يرو الموطأ عن مالك أثبت منه وليس أحد من أصحاب مالك عندي مثله قيل له فأشهب قال ولاأشهب ولاغيره وهو عجب من العجب في الفضل والزهد وصحة الرواية وحسن الدراية وحسن الحديث
وقال الحارث ابن مسكين كان في ابن القاسم الزهد والعلم والسخاء والشجاعة والإجابة وقال أيضا كان ابن القاسم في الورع والزهد شيئا عجيبا سمعته يقول اللهم امنع الدنيا مني وامنعني منها بما منعت به صالحي عبادك
وسئل أشهب عن ابن القاسم وابن وهب فقال لوقطعت رجل ابن القاسم لكانت أفقه من ابن وهب
وقال أبوإسحاق الشيرازي جمع بين الفقه والورع صحب مالكا عشرين سنة
وقال ابن حارث هوأفقه الناس بمذهب مالك
وقال عبد الله ابن أبي صبرة لم يقعد إلى مالك مثله
وذكر ابن القاسم عند مالك فقال عافاه الله مثله كمثل جراب مملوء مسكا
وقال ابن وهب لأبي ثابت إن أردت هذاالشأن يعني فقه مالك فعليك بابن القاسم فإنه انفرد به وشغلنا بغيره وبهذه الطريق رجح القاضي أبومحمد عبد الوهاب البغدادي مسائل المدونة لرواية سحنون لها عن ابن القاسم وانفراد ابن القاسم بمالك وطول صحبته له وأنه لم يخلط به غيره إلافي شيء يسير ثم كون سحنون أيضا مع ابن القاسم بهذا السبيل مع ما كانا عليه من الفضل والعلم
وقال سحنون رضيت ابن القاسم لنفسي وجعلته بيني وبين النار
وقال ابن معين هوثقة
وقال الحاكم أبوعبد الله هوثقة مأمون
وقال أبوزرعة هوثقة رجل صالح
وكان سحنون يقول عليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته أفرغ الرجال فيها عقولهم وشرحوها وبينوها
وقال أسد بن الفرات كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين فنزل لي حين جئته عن ختمة رغبة في إحياء العلم
وقال ابن وهب حين مات ابن القاسم كان أخي وصاحبي في هذا المسجد منذ أربعين سنة مارحت رواحا ولاغدوت غدوا قط إلى هذا المسجد إلاوجدته سبقني إليه
وكان يقيم بالاسكندرية أربعة أشهرللرباط ويقيم في الحج ثلاثة أشهرويجلس للعلم خمسة أشهر
وقد ولد رضي الله عنه عام 132هجرية وتوفي عام 191 هجرية قبل انصرام القرن الثاني الهجري
العلم والعمل والإخلاص ** بهذه الثلاثة الخلاص
وبقي علي من ترجمته أنه لم يفارق مالكا حتى مات مالك خلافا لما أشاعه ابن عزوز في القرن الماضي من أنه فارق مالكا قبل موته
فقد نص أيمة المذهب كابن يونس وابن أبي زيد القيرواني في أول النوادر وابن رشد في أول المقدمات وابن فرحون في التبصرة وابن أبي جمرة في إقليد التقليد والهلالي في ءاخر نور البصر والرهوني في أول شرح المختصر على أن ابن القاسم لم يفارق مالكا حتى مات مالك
وسأنقل هنا كلام ابن فرحون
فقد قال ابن فرحون في التبصرة ج1 ص61 طبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر مانصه
وبيان ذالك أن ابن القاسم لزم مالكا رضي الله عنه أزيد من عشرين سنة ولم يفارقه حتى توفي وكان لايغيب عن مجلسه إلا لعذر وكان عالما بالمتقدم والمتأخر
انتهى كلام ابن فرحون
منقول بتصرف