العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الوقاية من الأهواء .

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم { اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد .
إخواني الفضلاء هذه كلمات يسيرات في الوقاية من الأهواء وويلاتها أنصح بها نفسي اولا التي تلبست بالأهواء ثم انصح بها إخواني .
فهي تذكرة لي وتنبيه لكم .
فالله المستعان .
حد الاهواء لغة و شرعا .
اللسانيون يحدون الأهواء بأنها { كل خال هواء }-1-
قال ابن منظور : وقوله تعالى {وافئدتهم هواء } أي لا عقول لهم .-2-
قال إسماعيل بن حماد الجوهري في مادة [هوى] : و الهوى مقصور : هو النفس وهذا الشيء أهوى إلي من كذا : أي أحب إلي .-3-
وقال الفيومي :و الهوى مقصور مصدر هويته إذا أحببته وعلقت به ثم اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال : اتبع هواه وهو من اهل الاهواء .-4-.
أما حدها في الشرع : فهو ميل النفس إلى ماترغبه وميل القلب إلى مايحبه إذا خرج ذلك عن حد الشرع والإعتدال .-5-
و الهوى يدخل في الاعمال الظاهرة و الباطنة ونقصد بالأعمال الظاهرة مايجري في اللسان و الجوارح والاعمال الباطنة نقصد بها الإعتقادات والنيات فيدخلها الهوى و الميل .
والذي يتبع هواه يسمى صاحب هوى أو من أهل الأهواء جملة ,وضابطه كل ماخرج عن حد الكتاب و السنة فهو هوى .
وقد ذم الشارع الحكيم الهوى وأهل الاهواء في أكثر من آية في كتابه الكريم .
قال الله –تعالى- { فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى } وقال { قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فلا اتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين } وقال { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }.
وسمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه إلى الضلالة و الفرقة و الإنحراف ثم إلى النارقال ابن عباس وأبو العالية { وإنما سمي هوى لانه يهوي بصاحبه إلى النار }-6-وبمثله قال الشعبي و الحسن البصري ومجاهد -7-.
وهذا طبيعي فإن الهوى مقرون بالنفس البشرية ونفس الإنسان منوطة بالضعف و القصور قال الله تعالى { يريد الله ليخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا }.
لذلك من الواجب المتحتم على الإنسان تجاه نفسه أن يعصمها من الأهواء التي من شأنها أن تطغى على إرادة الإنسان فتحرفه عن التفكير السليم والإدرادة المحكمة إلى الهاوية و الردية , فيعمل الإنسان بكل الوسائل التي من شأنها القضاء على الرغبات و الشهوات الدنيئة .
و الهوى في الدين له الأثر البالغ و العظيم في انحراف العبد عن طاعة ربه وصدهاعن الحق واتباعه فيورث الجهل و العدوان ويفرق بين الزوجين و الازواج ويمزق أواصر المودة ويعم ويصم .
كذبت طرفي فيك و الطرف صادق ---- واسمعت أذني فيك ماليس تمتنع .
ومن تامل واقع كتب الملل و النحل و المناهج و الرجال و الجرح و التعديل يجدها طافحة بالكلام عن التحذير من الاهواء وأهل الأهواء وترى أدعيتهم دائما { اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبينك محمد –صلى الله عليه وسلم – من اختلاف الحق ومن اتباع الهوى بغير هدى منك ومن سبيل الضلالة ومن شبهات الامورو زيغ الخصومات }.
ولا تباع الهوى أمرات وعلامات وأشراط منها على سبيل الذكر لا الحصر .
1- الرغبة في الدنيا والإتجاه إليها و الذهول والغفلة عن الآخرة .
2- عدم قبول النصيحة .
3- إستحواذ الشيطان على صاحب الهوى .
4- الإعراض عن الهدى بعدما تبين .
5- العجلة وحب التسرع في طلب الغايات , فحبك للشيء واسترداده فورا يجعلك تسلك أقرب المسالك لكتسابه وإن كانت هذه الوسائل محرمة .
و الله المستعان .
فإذا أحس الإنسان بميل أو رغبة إلى شيء مكروه وتمجه الفطرة وتأباه الفضيلة فعليه أن يعمل بمبدأ الوقاية و الحماية قبل أن يتولد ويستفحل ذلك الهوى في نفس الإنسان .
ومن اعظم الوسائل لتلافي الأهواء يكمن في تذكر العبد الحساب و العقاب يوم الآخرة وما يكون فيها من الويلاة والأهوال .
وقد مدح الله –تعالى –الذين يعرضون عن الاهواء ودواعيها بقوله جل ثناؤه { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى }.
وكذلك يمكن التغلب على الأهواء بالصبر على المعانات من جرائها و الثبات على مقوماتها وطرد الأوهام و الخيالات الدنيئة والإقتراب من الغايات السامية و الحميدة .
وفي الختام هذه بعض المبعدات عن الاهواء ودواعيها أسردها على طريقة النشر و اللف المشوش.
1- تلاوة القرآن العظيم كل يوم .
2- عدم مجالسة أهل الأهواء .
3- مجالسة الاخيار من الناس .
4- الصلوات في أوقاتها .
5- الدعاء في كل وقت .
6- اجتناب ماحرم الله .
7- اجتناب الكبر والتعالي على الناس .
8- البعد عن الغيبة وأشكالها .
9- سوء الظن .
و الله المستعان .
هذا ماتهيأ لي إعداه في صبيحة اليوم إن اخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
و السلام عليكم .
---------------------------------
1- مختار الصحاح : محمد بن ابي بكر الرازي ص 624.دار الكتب العلمية .بيروت لبنان الطبعة الاولى 1414ه .
2-لسان العرب ابن منظور [15/370].
3-الصحاح : إسماعيل بن حماد الجوهري : تحقيق أحمد عطار [6/ 2537وما بعدها ] دار العلم للملايين -بيروت لبنان - الطبعة الثالثة 1404ه .
4- المصباح المنير : الفيومي ص 246. مكتبة لبنان . لبنان 1978م .
5: دراسات في الاهواء و البدع و الفرق :للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل [2/26] دار اشبيليا للنشر و التوزيع : الرياض -السعودية .الطبعة الثانية 1424ه .
6- نفس الرجع .
7- نفس المرجع
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك أخي فيصل على هذا الجهد المبارك
ولقد أحسنت الاختيار
نعم إن التحذير من الأهواء من المعاني الظاهرة بوضوح في القرآن الكريم، ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى:
"أفرأيت من اتخذ إلهه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون" لكفى بذلك تحذيرا
كما أن اتباع الهوى من المسالك الواضحة قديما وحديثا
وهم مضطرون إليه فقد أقام الله حجته قال سبحانه "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم لهم أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد* ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط"
كما أبان سبحانه سبيل المجرمين فقال:
"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"

ولذا فإن ركوبهم الهوى هو اضطرارا لا اختيارا
ثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم ووقانا الهنات والشرور المستتبعات من الأهواء المضلات والفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين.

لفتنة: انقدح في ذهني وأنا أكتب هذا الرد، الأسباب المذكورة في القرآن في إعراض أهل الباطل: من الهوى والتقليد للآباء والعصبية والحسد.
فلو نشط أحد الإخوة إلى سياقها مجملة مفصلة حتى نقرأها بين الحين والآخر فنتأملها ونتدبرها ونحذر أن ننزلق فيها، والذي يشكل هذا الموضوع أحد عناصرها.
 
التعديل الأخير:
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيك أخي فيصل على هذا الجهد المبارك
ولقد أحسنت الاختيار
نعم إن التحذير من الأهواء من المعاني الظاهرة بوضوح في القرآن الكريم، ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى:
"أفرأيت من اتخذ إلهه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون" لكفى بذلك تحذيرا
كما أن اتباع الهوى من المسالك الواضحة قديما وحديثا
وهم مضطرون إليه فقد أقام الله حجته قال سبحانه "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم لهم أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد* ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط"
كما أبان سبحانه سبيل المجرمين فقال:
"وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين"

ولذا فإن ركوبهم الهوى هو اضطرارا لا اختيارا
ثبتنا الله وإياكم على الصراط المستقيم ووقانا الهنات والشرور المستتبعات من الأهواء المضلات والفتن ما ظهر منها وما بطن. آمين.

لفتنة: انقدح في ذهني وأنا أكتب هذا الرد، الأسباب المذكورة في القرآن في إعراض أهل الباطل: من الهوى والتقليد للآباء والعصبية والحسد.
فلو نشط أحد الإخوة إلى سياقها مجملة مفصلة حتى نقرأها بين الحين والآخر فنتأملها ونتدبرها ونحذر أن ننزلق فيها، والذي يشكل هذا الموضوع أحد عناصرها.

وفيك يبارك الله أخي الكريم .
وسنحاول البحث في الموضوع بحول الله تعالى .
و الله المستعان .
 
أعلى