العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاختلاف بين المحمود و المذموم

إنضم
14 يناير 2010
المشاركات
545
الجنس
أنثى
التخصص
دراسات
الدولة
بريطانيا
المدينة
لندن
الحمد لله...
لا شك و لا ريب أن الاختلاف من طبعيَّة البشر,، بمعنى أن الخلاف في ذاته - إن لم يؤد إلى اختلاف القلوب - فهو أمر محمود إذا كان قصد الأطراف هو التوصل للحق.
ومن سبر سير السلف الصالح علم أنهم اختلفوا فيما بينهم في مسائل شتى, لكن اختلافهم تلمس فيه بحثهم عن الحق و الصواب ...لكن معظم اختلافاتنا في هذا العصر مبناها على التعصب لرأيه ـ إلا ما رحم ربك ـ, فالكل يريد إثبات أن الحق المطلق معه ـ إلا من شاء الله ـ و لسان الحال:" قولي صواب لا يحتمل الخطأ, و قول غيري خطأ لا يحتمل الصواب"!!!!!! و بهذا كثر الاختلاف و تعددت وجوهه...
و السبب في انتشار ثقافة الاختلاف المذموم أمور من أجمعها:
قلة العلم: فالانسان كما يقال عدو ما يجهل , فما إن يرى الجديد الذي لم يبلغه عقله حتى تراه يرعد و يزبد...بدعة...ضلال...انحر اف عن المنهج...إلخ. و كأن الحق محصور فيما يعقله و يعلمه.!!!! لأنه يعتقد في نفسه كمال ما ذهب إليه, فإذا ورد عليه ما جهله حسبه نقصا, وتركه و جفاه.
و الأمر الآخر, قلة العدل أو انعدامه مع المخالف: فالانسان بطبعِيَّته ظلوم, كما قال تعالى:" إنه كان ظلوما جهولا" الآية..و الشرع الحنيف عمل على إخراج الانسان من هذا الخلق الطبعيّ, فشرع التشريعات و قعد قواعد العدل...لكن الاشكال الذي يعترض هذا التهذيب هو حين لا يشعر المرء بهذا الطبع...فيقع في البغي و الظلم المركب, و عدم الاقلاع...
و شر البلية أن يعتقد ذلك الباغي أنه ينصر الدين و أن ظلمه ذاك ما هو إلا العدل الذي أمره الله به..
و الحل هو تعلم العلم و الاجتهاد في العدل , لأنهما طارئان, فطريق التعلم الاعتراف بالجهل, و الاعتراف بالجهل السهل خير من البقاء على الجهل المركب, و ليتذكر الانسان أن فوق كل ذي علم عليم...و إن علمت أشياء غابت عنك أشياء...و لا يدعي علم كل شيء إلا ظالم.
و العدل يحتاج إلى المجاهدة و الصبر لأنه من أصعب الأخلاق على النفس البشرية...
فالعلم أشمل من العدل لكن لا يستلزمه فقد يتوفر العلم ويبقى الظلم ولذلك لا بد لصاحب العلم أن يجاهد نفسه ليعدل أكبر من مجاهدته نفسه ليعلم..
و لو مارس المختلفون هذين الخلقين لانتقلوا من الخلاف المذموم إلى المشروع, فإن لم يكن ذلك بقي المختلفون يرمون بعضهم بعضا عن جهل و ظلم,و مع وجود التعصب المذهبي سيحصل تنزيه النفس و الحزب الموالي, و يدعي الكل أن هذا الذي هم عليه هو الاسلام الذي بعث به الحبيب المصطفى , زورا و بهتانا.
نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا و أن يجنبنا الجهل و الظلم...آمين
و الحمد لله رب العالمين...
 

د. أريج الجابري

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
1,145
الكنية
أم فهد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: الاختلاف بين المحمود و المذموم

جزاكم الله خيراً.
 
أعلى