عبدالعزيز بن سعود عرب
:: متخصص ::
- إنضم
- 30 ديسمبر 2007
- المشاركات
- 9
- التخصص
- فقه
- المدينة
- الطائف
- المذهب الفقهي
- ما وافق الدليل
بسم الله الرحمن الرحيم
ضوابط النشيد الإسلامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الحداء والأناشيد من الأمور المباحة والحسنة فقد جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، لما في ذلك من الترويح عن النفس ودفع السآمة والملل والتذكير ببعض الأخلاق والفضائل وشحذ للهمم ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في قصة حفر الخندق ، وما أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " .
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .
ولهذا النشيد والحداء المباح ضوابط ذكرها أهل العلم ومنها :
1- أن يكون ذا رسالة وهدف فيه من المعاني الجليلة والأخلاق الفاضلة .
2- خلوه من الكلمات المحرمة والألفاظ الفاحشة والجمل التي فيها تحريك للعواطف والشهوات .
3- عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة ، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .
4- أن لا يكون بصوت النساء يسمعه الرجال .
5- أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، ولا يكون المنشد رجلاً أمام النساء .
6- أن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون وحركاتهم وتمايلاتهم ، وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه.
7- عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم كل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .
أما فيما يتعلق بواقع النشيد الإسلامي اليوم فإن الناظر يرى أنه ساهم في غرس لبعض القيم والأخلاق الفاضلة ، والتعبير عن مشاعر المسلمين في قضاياهم المعاصرة ، وأنه أصبح بديلاً فاعلاً عن الأغنية الماجنة ، ولكن هذا لا يعني خلوه من المخالفات للضوابط السالفة الذكر والأخطاء والتجاوزات من قبل بعض المنشدين - هداهم الله - ، ولن أتعرض في هذا المقام لمثل هذه المظاهر ولكن هي كلمات توجيهية أتوجه بها لإخواني المنشدين :
- أن يكون المقصد من النشيد الكلمات والمعاني لا الألحان والمباني وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا ملاحظ في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن .
- البعد عن المعاني التي فيها مخالفات شرعية ومحظورات عقدية .
- البعد عن استخدام الآلات المحرمة .
- الحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء .
- البعد عن الاهتمام المبالغ فيه في المظهر والملبس ، بل إن بعض المنشدين ليرتكب بعض المحرمات في شكله وملبسه ليظهر بمظهر جميل ولائق – كما يزعم - ، وبعضهم يستخدم مساحيق التجميل النسائية والمكياج والرسول صلى الله عليهوسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ، وبعضهم يكشف الملابس عن صدره ليظهره ، وكم من فتاة فتنت بذلك وانحرفت ولست أبالغ ولا أتكلم في غير الواقع ، وبعضهم ينشر صوره وأرقامه وطرق التواصل معه بل إن بعض هؤلاء الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة من البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة ، وفتنة بعض النساء بالمنشدين أمر واقع لا يمكن إنكاره ، وجولة في عالم المنتديات ترى عجباً ترى من تعشق منشداً ، وترى من لا تستطيع النوم إلا على صوت فلان ، وترى من تسمي نفسها " عاشقة فلان " – من المنشدين - ، وإنني لأربأ بإخواني المنشدين أن يكونوا سبب فتنة الشباب والشابات ، وسبباً في إلهائهم عن طاعة الله ، وهم يعلمون كم لأصواتهم وصورهم من أثرٍ سيء على الذكور والإناث
- الحذر كل الحذر من مشابهة أهل الفسق والمجون والغناء في التمايل وفي الحركات والوقفات وفي طريقة الإنشاد والإخراج ، ومع الأسف فقد لهث خلف هذه الأناشيد المصورة بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً وقراءة خاشعة تحزن القلب وتدمع العين ، فأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيظهر أحدهم في إصدار مع فسَّاق ونساء فنسأل الله لنا ولهم الهداية .
- تجنب الصور التي توضع على أغلفة الأشرطة ، وأولى من ذلك : تجنّب الظهور في الفيديو كليب ، وخاصة ما يكون من بعض المنشدين من حركات مثيرة وتشبه بالمغنين الفاسقين بل ويركَّز فيها على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة وتقرب الكاميرا من وجهه ، وهو ينظر بنظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً ، بل إنك لترى تعظيماً وتبجيلاً لأولئك المنشدين من النساء والرجال ، فيُعطون الألقاب والمنازل العالية ، مع أن بعضهم ليس متديناً أصلاً ، وبعضهم سقط في أوحال الغناء الماجن .
وأخيراً نصيحتي أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمنشد وللمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، وما هو نافع ومفيد .
كتبه/عبد العزيز بن سعود عرب
عضو الجمعية الفقهية السعودية
ضوابط النشيد الإسلامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فإن الحداء والأناشيد من الأمور المباحة والحسنة فقد جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، لما في ذلك من الترويح عن النفس ودفع السآمة والملل والتذكير ببعض الأخلاق والفضائل وشحذ للهمم ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في قصة حفر الخندق ، وما أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " .
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .
ولهذا النشيد والحداء المباح ضوابط ذكرها أهل العلم ومنها :
1- أن يكون ذا رسالة وهدف فيه من المعاني الجليلة والأخلاق الفاضلة .
2- خلوه من الكلمات المحرمة والألفاظ الفاحشة والجمل التي فيها تحريك للعواطف والشهوات .
3- عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة ، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .
4- أن لا يكون بصوت النساء يسمعه الرجال .
5- أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، ولا يكون المنشد رجلاً أمام النساء .
6- أن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون وحركاتهم وتمايلاتهم ، وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه.
7- عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم كل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .
أما فيما يتعلق بواقع النشيد الإسلامي اليوم فإن الناظر يرى أنه ساهم في غرس لبعض القيم والأخلاق الفاضلة ، والتعبير عن مشاعر المسلمين في قضاياهم المعاصرة ، وأنه أصبح بديلاً فاعلاً عن الأغنية الماجنة ، ولكن هذا لا يعني خلوه من المخالفات للضوابط السالفة الذكر والأخطاء والتجاوزات من قبل بعض المنشدين - هداهم الله - ، ولن أتعرض في هذا المقام لمثل هذه المظاهر ولكن هي كلمات توجيهية أتوجه بها لإخواني المنشدين :
- أن يكون المقصد من النشيد الكلمات والمعاني لا الألحان والمباني وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا ملاحظ في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن .
- البعد عن المعاني التي فيها مخالفات شرعية ومحظورات عقدية .
- البعد عن استخدام الآلات المحرمة .
- الحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء .
- البعد عن الاهتمام المبالغ فيه في المظهر والملبس ، بل إن بعض المنشدين ليرتكب بعض المحرمات في شكله وملبسه ليظهر بمظهر جميل ولائق – كما يزعم - ، وبعضهم يستخدم مساحيق التجميل النسائية والمكياج والرسول صلى الله عليهوسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء ، وبعضهم يكشف الملابس عن صدره ليظهره ، وكم من فتاة فتنت بذلك وانحرفت ولست أبالغ ولا أتكلم في غير الواقع ، وبعضهم ينشر صوره وأرقامه وطرق التواصل معه بل إن بعض هؤلاء الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة من البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة ، وفتنة بعض النساء بالمنشدين أمر واقع لا يمكن إنكاره ، وجولة في عالم المنتديات ترى عجباً ترى من تعشق منشداً ، وترى من لا تستطيع النوم إلا على صوت فلان ، وترى من تسمي نفسها " عاشقة فلان " – من المنشدين - ، وإنني لأربأ بإخواني المنشدين أن يكونوا سبب فتنة الشباب والشابات ، وسبباً في إلهائهم عن طاعة الله ، وهم يعلمون كم لأصواتهم وصورهم من أثرٍ سيء على الذكور والإناث
- الحذر كل الحذر من مشابهة أهل الفسق والمجون والغناء في التمايل وفي الحركات والوقفات وفي طريقة الإنشاد والإخراج ، ومع الأسف فقد لهث خلف هذه الأناشيد المصورة بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً وقراءة خاشعة تحزن القلب وتدمع العين ، فأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيظهر أحدهم في إصدار مع فسَّاق ونساء فنسأل الله لنا ولهم الهداية .
- تجنب الصور التي توضع على أغلفة الأشرطة ، وأولى من ذلك : تجنّب الظهور في الفيديو كليب ، وخاصة ما يكون من بعض المنشدين من حركات مثيرة وتشبه بالمغنين الفاسقين بل ويركَّز فيها على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة وتقرب الكاميرا من وجهه ، وهو ينظر بنظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً ، بل إنك لترى تعظيماً وتبجيلاً لأولئك المنشدين من النساء والرجال ، فيُعطون الألقاب والمنازل العالية ، مع أن بعضهم ليس متديناً أصلاً ، وبعضهم سقط في أوحال الغناء الماجن .
وأخيراً نصيحتي أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمنشد وللمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، وما هو نافع ومفيد .
كتبه/عبد العزيز بن سعود عرب
عضو الجمعية الفقهية السعودية