رد: الأعضاء المتخفين
أقول ذلك للفائدة المجرّدة... وللمنهج الصحيح, والمستثنى له حكمه...
حفظكم الله
وحفظك وبارك فيك
أجدني أختلف معك أخي الحبيب في كون المنهج الصحيح هو ما ذكرتَ
لأن العاقل كما يضن بماله فإنه يضن بوقته
وإذا كان ثمَّ سبيلٌ لدرء ما يقطع الأوقات ويشغل عن الواجبات ويضيق على الإنسان حتى يزيد همه وكدره ونصبه فهذا أمر مقبول، بل قد يكون حسناً.. والناس يتفاوتون في طاقاتهم وقدراتهم ومدى تحملهم. فرأيي أن ضربك المثال بالشيخ -رحمه الله تعالى- على أن تلكم الصورة "يجب" أن تكون في حق كل أحد: في غير محله. فهي من قبيل الفضائل والمناقب لا من قبيل المتأكدات المستحبات في حق الأعيان.
ومن قبيل الاستطراد في مسألة "الهروب" كما قد أحب أن أسميها هنا..
.....
الأخ الموفّق أبو بكر بن سالم باجنيد
أسأل الله أن يجعل الحق مبتغانا أجمعين...
وفي ثنايا كلماتك فوائد ومهمات اتفق معك فيها؛
لكن:
1-هو ما قلت.
2- والمقرر... على الأصل...
3- فالأصل الظهور لا الغيبة السامرائية!؟ (ابتسامة)
4- والظاهر خير من الخفي... وللسلف كلمات في هذا المعنى... وفي ذم من كان في الخفاء.. ومن ذلك سياسة هذا الملتقى بالتسجيل بالاسم الصريح...
5- الظاهر يحتمل ما لا يحتمل غيره..
6- قلت في آخر المشاركة (...والمستثنى له حكمه), وأنت ألمعي – مكانا وفقها - ترى قيمة ذلك...
وإن كان المستثنى وفيرا..
وقد ورد في الشرع الحاجة للجماعة والظهور بها... بل حتى في السفر مرغّب في الكثرة وعدم القلة... وهي تقتضي عدم الخفاء... كالاعتكاف (الحالي, فلا ترى إلا قدوة في التصرف والخلق)... بل وحتى في جمع الأزواد...
وهكذا في حال سفرنا وسيرنا (لله سبحانه) ومعرفتنا بالله سبحانه... ومن كان بالله أعرف كان من الله أخوف... وكان أحب للمؤمنين... جميعاً
والإنسان ضعيف بنفسه وبطبعه... قوي بإخوانه ومن يمدّهم ويمدونه... وبالتالي تتحرّك بواعث وأجندة تهاجم كل ما يدعو له الخفاء... والمصلحة لمن نصبه الله وأقامه وأرشده للمشاركات النفعية.. وعلى كافة الأصعدة.. أو فيما يُقدر عليه...
ألا ترى ابن حنبل انموذجا لذلك... فروى عنه الجمع ... منهم من جاء؛ ليرى سمته!
ومنهم من استغفر له الإمام وأكثر من الترحّم عليه وهو [أبي الهيثم اللصّ الطرار]... فلم يخف عنا أحمد أنه ثبّته!
وما يوافق عليه في الهروب فله أحواله...
فقيمة من يخالف في الوقت والزمن والمكان زهيدة... فتدخل في المستثنى؛ ووقت الاتصال - مثلاً - في زمن متأخر لمن هو غير معتاد على اتصاله مع كونه وقت نهي بل وقت عورة... من مخطيء يدخل في هذا, وأما من هو مضطر؛ فلا وله حكمه... وأما المكان؛ فعلى الأصل والنفع والترقّب والتحفيز... إلخ.
ومن بالبيت يطوف - في شغله بنفسه - ليس كمن هو في باحات وأروقة المسجد الحرام... ومن ببيته بمكة أو خارجها... كذلك يختلف...
7- وقد يكون من المستدعى أن يَذكر حال الشغل الكثير.. النفع بما يتيسّر - والكلام عمن يفيد -... والله يتولى الصالحين.
8- حسبنا الله لا إله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.
9- محدن بها الدنيا اعصابه وعظامه وجوارحه... سالمة تماما. (ابتسامه.. مع تعديل في بيت شعري قديم!)
وإلا فما قيمة الوقت وبذله... في حدود المستطاع... وقديما- أيضا - قالوا من يبخل بجاهه أو وقته فلا خير فيه...
والمقصد المشاركة فيما هو قابل للرأي... وذكر القدوة الحسنة صلى الله عليه وسلم... وإلا فالأخيار كثير وقد يكون من أحدهم عمل خفاء يسعده الله به... وقد يُظهر الله ما كان خفيا في الدنيا... والمؤكّد إظهاره يوم العرض نسأل الله التوفيق.
حفظكم الرحمن..