العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الفقه السياسي بين تراث الماضين وإبداعات الفكر العالمي المعاصر!

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بسم الله الرحمن الرحيم

من السياسة الاستعانة بما استجد!

مما يعانيه فقه السياسة الشرعية : قدمه وعدم مسايرته لتطور الأفكار والنظم - كما يقول الدكتور عبد المجيد النجار-، ذلك أن الفقه السياسي قد وقف عند الماوردي ، وكل من جاء بعده يدور في فلكه ...

حتى جاء العصر الحديث ، فظهرت محاولات للتجديد لكنها لم تكن رشيدة ، كمحاولات عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله والسيد رشيد رضا وخير الدين التونسي وغيرهم ممن تعرف على الانتاج الغربي وحاول توظيف الجزء التقني منه لخدمة الشريعة ...

لكن هذا التوجه سرعان ما اضمحل ولم يؤت أكله ، ولنا هنا أن نتساءل :

ما سبب ذلك؟
فعاد الفكر السياسي الاسلامي إلى تراث الماضين ، وحاول أهله استعادة تلك الأشكال وإحياء تلك الرسوم واستلهام تلك النماذج ، مولين ظهورهم لعصرهم ...

لقائل أن يقول : لا تحمل فقهائنا ما لاطاقة لهم ، وأنت ترى الحال!
فأجيب : ألم تنخرط الحركات الإسلامية - مشكورة- في العمل الجمعوي والسياسي والنقابي؟
فأين التأصيل الفقهي لعمل تلك الحركات؟
وأين الابداع المرشد لمسيرتهم؟
بل أين التشجيع على ذلك؟

والموضوع يحتاج إلى أنظار وجهود وتفكير "واع" !
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الفقه السياسي بين تراث الماضين وإبداعات الفكر العالمي المعاصر!

جزاكم الله خيرا
ولا بد أن يكون المتطلع للتجديد واعيا ثابتا على مبادئه ولا يكون إمعة ينخرط في تيارات الغربيين وانحرافاتهم
والله أعلم
 
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
رد: الفقه السياسي بين تراث الماضين وإبداعات الفكر العالمي المعاصر!

أخي الفاضل عبد الرحمن بن عمر آل زعتري لا أدري هل الكلام المكتوب كله للدكتور عبد المجيد النجار أولكم . وعلى كل حال هناك ملاحظات طفيفة على هذا الكلام :
1- القول بأن كل ما جاء بعد الماوردي يدور في فلكه ليس دقيقًا صحيح أن كتاب أبو يعلى الفراء يكاد يكون مماثل ونرى خلافًا بسيطا عند الجويني في كتابه الغياثي ( غياث الأمم في التياث الظلم ) وعندم نصل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية مع أنه لم يكتب كتابا في السياسة الشرعية خاصة وهذه الرسالة الموسومة بهذا الاسم هو من بعض الناشرين أقول إذا وصلنا إلى ابن تيمية نجد فروقًا واضحة.
2- عصر الكواكبي ورشيد رضا وخير الدين التونسي . ليس هؤلاء الثلاثة من مدرسة واحدة فالكواكبي كان همه الأساسي مقارعة الاستبداد والظلم أكثر من التنظير السياسي وكما هو معلوم فإن آثار الكواكبي السياسية هي كتاب (طبائع الاستبداد) وكتاب (أم القرى). وبالجملة كان الشيء الرئيس عنده مقارعة الظلم مع أنه تعرض لقضية الخلافة في أم القرى وكان يريدها أشبه ما يكون بالمملكة الدستورية وأخذ عليه أنه تكلم بعبارات يفهم منها الدعوة إلى القومية والقارئ بتمهل يلحظ أن ماكتبه ليس دعوة للفكر القومي بل دعوة لطمأنة نصارى البلاد على أنه إذا أراد أحد أن يستنتج منه أنه دعا للفكر القومي فيمكنه ذلك.
أما رشيد رضا فلم يكن لديه فكرًا سياسيًا واضحا بل كان متقلبًا وهمه الأساس تبرير مطبات شيخه محمد عبده فكما هو معلوم أن محمد عبده والأفغاني انتظما في الماسونية وكانا أداة في يد الإنجليز وفي حياة محمد عبده لم يكن لرشيد رضا قول ولا طول بل كان يدور حول شيخه ولما مات محمد عبده استعاد رشيد رضا شيئًا من الوعي ولكنه مع هذا بقي دون منهج؛ تتقاذفه الحوادث فلقد أيد الاتحاد والترقي ضد السلطان العثماني وأيد أتاتورك ثم تركه ثم شكل حزباً بالاشتراك مع النصارى واشترك في (جمعية الرابطة الشرقية) وكانت صوتا للماسون والمنحرفين ثم أيد فيصل بن الحسين ثم تركه وأيد عبد العزيز آل سعود ثم تباحث مع الإنجليز من أجل تأيبدهم في الحرب العالمية الثانية فنرى من خلال هذه السيرة تقلبا شديدا دون نظرة سياسية استراتيجية .
أما خير الدين باشا التونسي: (1225-1307هـ)
فلقد أرسل باي تونس يطلب من فرنسا بعثة عسكرية لتطوير الجيش التونسي، فكان خير الدين يتعلم من هذه البعثة ويصاحبها، وأصبح رئيساً لفرقة الفرسان، وترقى حتى أصبح رئيساً للواء الخيالة، وسافر إلى فرنسا 1269-1273 وتعلم العلوم الفرنسية وتثقف بثقافتهم، وتأثر بحالهم ومعاشهم، وكان شبه مندوب الباي في فرنسا، فاحتك برجال السياسة والقانون، ولما رجع من فرنسا 1273 عينه الباي محمد باشا وزيراً للحربية، وبقي في هذا المنصب إلى 1279 وأدخل النظم الفرنسية على الجيش التونسي وبدأ يدعو إلى النظام النيابي والجمهوري تقليداً لفرنسا، ووضع القوانين الجديدة المستمدة من القانون الفرنسي، ولما انتخب مجلس للنواب كان خير الدين هو الرئيس الفعلي له، بالإضافة لوزارة الحربية.
اصطدم برجال الدين لأن القوانين التي سنها تصطدم مع الشريعة، وكان يحتج أنه إذا قبلتها الأكثرية يجب أن تكون نافذة، ورجال الدين قالوا له إن الأغلبية ربما رضيت بما لا يرضاه الدين، ثم أصبح سفير الباي المفوض في كل أوربا ( ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا والنمسا والسويد وهولندا والدنمارك وبلجيكا ).
فدرس الأسس التي قامت عليها المدنية الغربية، وكتب كتاباً هو (أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)، وسميت ترجمته الفرنسية ( الإصلاحات الضرورية للدولة الإسلامية ) وأراد به إثارة الرغبة عند المسلمين بتقليد أوربا والسير خلفهم.
نزعة التقليد لأوربا عند خير الدين التونسي:
لما انتقد رجال الدين هذا المسلك دافع عنه بقوله: [( والمسلمون الأولون أخذوا علوم اليونان، ومنها المنطق واستفادوا منها، وقال الغزالي: من لا معرفة له بالمنطق لم يوثق بعلمه).
ثم نقول لهؤلاء الذين لا يستحسنون ما تأتي به المدنية الغربية لماذا تنكرونها فقط في التنظيم ونتائجه والإدارة وضبطها والعدل وإقامته ولا تنكرونها فيما تتنافسون به من الملابس والأثاث والمخترعات وأسباب الترف... ] زعماء الإصلاح، أحمد أمين ص 159-160.
ويدافع عن الإجراءات القانونية الغربية وبطئ الدعاوى بها وتأجيل المحاكمات واستعمال المحامين... الخ فيقول:
[ ثم أبان خير الدين الأسس التي بنيت عليها المدنية الحديثة التي يمكن اقتباسها ونشرها في المملكة الإسلامية كالحرية بنوعيها: وهما الحرية الشخصية، وهي إطلاق التصرف للإنسان في نفسه وكسبه مع أمنه على نفسه وعرضه وماله، ومساواته لأبناء جنسه في الحقوق والوجبات. والحرية السياسية: وهي المشاركة في نظام الحكم والمداخلة في اختيار الأصلح، ثم تأسيس القوانين بنوعيها: وهي قوانين الحقوق المرعية بين الدولة والرعية، وقوانين حقوق الأهالي فيما بينهم ] زعماء الإصلاح، أحمد أمين 164
خير الدين والقانون:
أراد خير الدين وضع قانون عام للبلاد يخضع إليه الجميع، وإلغاء المحاكم الشرعية التي كانت تحكم وفق المذهب الحنفي والمالكي، وقام بهذا بحجة أنه ربما تأتي حوادث يختلف فيها الحكم بين الحنفي والمالكي، ولا يجوز أن يكون هناك حكمان في قضية واحدة ببلد واحد، فجمع القوانين المعمول بها في الدولة العثمانية ومصر وفرنسا، وعمل على استخراج قانون موحد كالقوانين الوضعية المعمول بها الآن، ولكنه ترك الوزارة قبل أن يتم هذه الخطوة] باختصار عن زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص 169
علاقته بفرنسا:
منح خير الدين لفرنسا امتيازاً بمد خط حديدي بين تونس والجزائر قيل عنه آنذاك:[ أن هذا الخط يمكن فرنسا من احتلالها لتونس سيما وقد كانت احتلت الجزائر ] باختصار عن زعماء الإصلاح لأحمد أمين، ص 173.
فالملاحظ أن خير الدين التونسي كان ناقلا للسياسة الفرنسية وليس صاحب نظرية سياسية فهو داعية من دعات التغريب.
3- أما الحركات الإسلامية المعاصرة فلا شك أنها لم تبذل الجهد المطلوب للتأصيل السياسي وهي بالكاد تصد الهجوم الثقافي الغربي الذي يحمل معه البرامج السياسية الغربية أو الشرقية ونرى انحسارًا شديدا أمام هجمة الطواغيت المحلية .
فبعد سقوط الدولة العثمانية كانت محاولات وتنظير إعادة الخلافة وبعد أن انجلى الاستخراب الغربي وخلف وراءه نواباً عنه من أبناء جلدتنا أصبحت دساتير جميع البلاد وقوانينها مستقاة من الغرب وكذلك نظامها السياسي وانشغل الناس بالدفاع عن الإسلام الذي تتناوله الأسهم من كل صوب.
فكان الهم الأول إعادة الشريعة إلى حيز الوجود العملي في المحاكم الشرعية بعد أن أقصيت عن كل شيء خلا بعض الأحوال الشخصية وانبرى للدفاع عن هذا الأمر الشيخ أحمد شاكر ومحمد شاكر وحامد الفقي في مصر وأبناء الشيخ محمد عبد الوهاب وأحفادة والتلاميذ .
ولما أسس الشيخ حسن البنا جماعة الأخوان المسلمين كان يفتقر إلى نظرية سياسة مؤصلة واضحة وذلك لانشغاله بالعمل الدعوي اليومي من جهة وسيطرة الأنجليز على البلاد من جهة أخرى ثم بعد ذلك نرى كتابات الأخوان السياسية خلا كتابات سيد ومحمد قطب في غالبها تبرير لتصرفات الجماعة .
فإذا تحالفوا مع الوفد يؤصلون لهذا الانحراف وإذا تحالف أخوان سوريا مع بعث العراق والشيوعيين يؤصلون لهذا الانحراف وهكذا دواليك فاختفت من كتاباتهم ما كان يقرره سيد رحمه الله حول الحاكمية وبدأوا يشرعنوا الديمقراطية ويعتبرونها شورى ووصل الأمر معهم أخيراً إلى الدعوة لكل مفردات المشروع العلماني وأكبرشاهد على ذلك (المشروع السياسي للأخوان المسلمين في سوريا ) وهو مطبوع وموجود على موقعهم في الشبكة العنكبوتية كما أنه موجةد على موقع (مركز دراسات الشرق العربي) التابع لهم فقرروا فيه اليمقراطية والتعددية والمواطنة والمجتمع المدني والدولة المدنية والدولة الحديثة والتداولية إلى أخر المنظومة .
أما حزب التحرير مع الملاحظات العقدية والفقهية عليه بل وحتى السياسية إلا أنه أسهم مساهمات يمكن الإفادة منها في مجال التأصيل السياسي من هذه الإسهامات الدراسات الأتية:
أ‌- مقدمة الدستور.
ب‌- مشروع دستور إسلامي .
ت‌- الجزء الثاني من الشخصية الإسلامية .
ث‌- نظام الحكم في الإسلام.
ج‌- النظام الاقتصادي في الإسلام.
ح‌- النظام الاجتماعي في الإسلام.
خ‌- الدولة الإسلامية .
د‌- كيف هدمت الخلافة نظرات سياسية.
ذ‌- مفاهيم سياسية .
ر‌- البيعة.
ز‌- الخلافة.
س‌- نقد الديمقراطية.
ش‌- ولهم مجلة شهرية تهتم بالمواضيع السياسية اسمها (الوعي)
ولقد رأيت على موقع الألوكة مشروعا للتعريف وتشكيل مرجعية علمية سياسية من العلماء في هذا المجال مثل : الشيخ سفر الحوالي , محمد شاكر الشريف, صلاح الصاوي , سعد العتيبي, حاكم المطيري, سامي الدلال , محمد سرور زين العابدين, .... وغيرهم
وفي الختام أرى أن مشروع التأصيل السياسي الإسلامي من المشاريع التي تستحق الاهتمام الكبير والجهد الكبير والتعاون الأكبر. وأشكر للأخ عبد الرحمن اهتمامه وطرحه وأعتذر عن الإطالة وأسأل الله التوفيق لكل العاملين من أجل رفعة الإسلام.
 

انيس محمد عاشور

:: متابع ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
10
الكنية
ابو نائلة
التخصص
اصول الفقه
المدينة
فريبورغ
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الفقه السياسي بين تراث الماضين وإبداعات الفكر العالمي المعاصر!

الاخ العزيز رضوان محمد نموس السلام عليكم ورحمة الله يبدو انك لا تعرف خير الدين التونسي والنقول التي اوردتها فهي عن احمد امين رحمه الله وكان الاولى بك ان تعود لكتاب خير الدين نفسه اقوم المسالك و الذي ينسب اليه و لكن الثابت ان الذي كتبه انما هو الشيخ سالم بوحاجب عليه رحمة الله اكبر ائمة الاصلاح في تونس و باعثنهضة الاسلام في تلك الربوع وهو وان لم يترك اثارا علمية تدل على افكاره غير انه كان الاب الروحي لحركة الاصلاح الاسلامي في تونس وكل المصلحين بعده كانوا عالة عليه و الكتاب الذي كتبه لخير الدين يطفح بالعودة الى بن القيم و بفطرة المصالح و التي هي عماد الاصلاح الاسلامي كله وفي كتابه ايضا عودة الى منهج بن خلدون الاجتماعي التحليلي و الكتاب عموما هو مزج بين هاتين الطريقيتين و الذي قاوم حركة الاصلاح التي كان قائدها خير الدين ليسوا رجال الدين فقط او بالاحرى بعضهم فهذا امر لايخلو منه زمان ولا ينفك عنه من رام الاصلاح و لكن اصحاب المصالح و الاهواء مع ضعف في التحقيق و شيوع التقليد في جامعة الزيتونة عهدئذ
و عموما حركة الدين لم تكن منحصرة في ذاته و تعدد اهل الاختصاص في حركته و عيبها انها بقيت منقطعة عن عامة الناس فهي حركة اصلاح مؤسسي مرتبطة بالدولة ولم تترسخ حتى داخل المؤسسة الزيتونية نفسها هذا النفس الاصلاحي سيتواصل او قل سينتهي الى الام العلامة محمد الطاهر بن عاشور و ابنه الشيخ محمد الفاضل بن عاشور و كما ان فشل خير الدين في محاولته الاصلاحية اغرقت تونس في المديونيةو التي ادت الى فرض الحماية عليها و دخول الاستعمار
هذا مثال فقط من بين نقاط كثيرة وردت في مداخلتك تحتاج لتصحيح و توضي
 
أعلى