العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الانهزامية لماذا؟

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
[FONT=&quot]الانهزامية لماذا؟

[/FONT]
[FONT=&quot]الانهزاميون من القيادات والمفكرين والكتاب والإعلاميين، الذين يَدَّعون الواقعية، وبُعْد النظر والحكمة، والتفكير الاستراتيجي- حين يجتهدون لإقناعنا بأننا ضعفاء، غير قادرين على الصدِّ والرَّد، فضلا عن المبادأة والمبادرة في ميادين السياسة والاقتصاد والعلم والتكنولوجيا، عدا الجهاد والقتال في سبيل الله![/FONT]
[FONT=&quot]أتساءل: لماذا يفكر هؤلاء كمهزومين، ويعيشون كمهزومين، ويرضون بنصيب المهزومين؟ إنهم بلا شك منعزلون عن الأمة، وعن مجرى الأحداث في بلادنا، وقريبًا سيجرفهم التاريخ إلى زوايا النسيان؛ لأنهم زبد يطفو على السطح. قال الله تعالى:[/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P251] ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ[/FONT][FONT=QCF_P251]ﯱ[/FONT][FONT=QCF_P251] ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ[/FONT][FONT=QCF_P251]ﯹ[/FONT][FONT=QCF_P251] ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الرعد:١٧[FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]إننا أمة ليست مهزومة في روحها، ولا في أبنائها، ولا في جيوشها، وقد انتصرنا في آخر حرب واجهنا فيها الإسرائيليين في رمضان 1393هـ، وأجبرْنا إسرائيلَ على شرب ماء الذل والفرار. فأين الانهزاميون دعاة الواقعية من ذلك؟ إنهم بلا شك، لا يعبرون عن روح هذه الأمة المجاهدة، ولا عن طموحها الإيماني، ولا تراثها العريق، ولا فكرها المستنير بنور كتاب الله وسنة نبيه [/FONT][FONT=&quot]r[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT]
[FONT=&quot]إننا أقوياء بديننا، وبما وهبنا الله من إمكانات مادية وبشرية وعلمية هائلة، لا تمتد فقط من إندونيسيا شرقًا إلى المغرب غربًا- كما كنا نقول منذ فترة، ولكنها تشمل كل نقطة على الكرة الأرضية، يوجد بها مسلمون.[/FONT]
[FONT=&quot]إن القوة إحساس جياش، والنصر إيمان مخلص، والعزة شعور صادق، والشرف ضمير حيٌّ.. والانهزاميون تجمد شعورهم عند لحظات الهزيمة المريرة، والعجز والانسحاق. فهم ميتو الإحساس، ضعاف الإيمان متبلدو الشعور. قد ماتت ضمائرهم، وقُتل في داخلهم روح المقاومة والتضحية لإعلاء كلمة الحق.[/FONT]
[FONT=&quot]ويريدون جرَّ الأمة إلى ما هم فيه. ولن يتحقق لهم ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]ويذكرنا هؤلاء الانهزاميون بنفر من القيادات، ابتلى بهم المسلمون أيام اجتاح الصليبيون بلادهم، كانت لديهم قوة، ولكنهم كانوا يحسون أنهم ضعفاء. وكانت لديهم أدوات النصر، ولكن كان ينقصهم الإيمان، وكانت لا تنقصهم أسباب العزة بالإسلام والقرآن، ولكن قلوبهم كانت خاوية من الشعور بالإيمان والعزة، وكانوا يمثلون شعوبًا تجمعت لها أسباب الشرف جميعًا، ولكن ضمائرهم كانت قد ماتت منذ زمن طويل.. وقوم هذه حالهم حقيقون أن تنزل بهم الهزيمة، ولو كان خصومهم هملا وغثاء، كهذا الذي قذفته أوروبا على بلادهم باسم الصليبيين![/FONT]
[FONT=&quot]إن منطق الاستضعاف الذي يطنطن به المرجفون بيننا، والمعوقون لنا، ليس هو منطق الإيمان، بل هو منطق النفاق الذي كشفه القرآن الكريم، حين أتت الأحزاب وأحاطت بالمدينة المنورة. [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭧ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭨ[/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭽ[/FONT][FONT=QCF_P419]ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ[/FONT][FONT=QCF_P419]ﯖ[/FONT][FONT=QCF_P419] ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ[/FONT][FONT=QCF_P419]ﯢ[/FONT][FONT=QCF_P419] ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الأحزاب: ١٣- ١٤
[FONT=&quot]وقد توعد الله هؤلاء فقال: [/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P426] ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ[/FONT][FONT=QCF_P426]ﯬ[/FONT][FONT=QCF_P426] ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ[/FONT][FONT=QCF_P426]ﯺ[/FONT][FONT=QCF_P426] ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الأحزاب: ٦٠ - ٦٢
[FONT=&quot]قال ابن عطية في تفسيره [12/ 118]: "المرجفون في المدينة، هم قوم من المنافقين، كانوا يتحدثون بغزو (مشركي) العرب المدينة، وبأن رسول الله [/FONT][FONT=&quot]r[/FONT][FONT=&quot] سيُغلب.. إلى نحو هذا مما يرجفون به نفوس المؤمنين".[/FONT]
[FONT=&quot]إننا نؤكد أن غفلة الإنسان عن معرفة قدر نفسه في حقيقة ضعفها وعجزها، ليست أكثر ضررًا من غفلته عن معرفة قدر نفسه في حقيقة قوتها وقدرتها. ويزداد هذا الضرر إذا كانت الغفلة في أمر يتعلق بالجماعة والأمة؛ وذلك لأن للاستخذاء والخور واليأس عدوى، تسري بقوة من الضعفاء إلى الأقوياء.. بل من السخفاء إلى الحكماء. وهذا من حقائق علم النفس. وإن نزل بنا نكبة أو نكبات، فليس معنى هذا أن نسقط حيارى مولولين يائسين، فلا يخلو تاريخ أمة من نكبات وكبوات. وإنما معناه أن نفيق من غفلتنا، ونصلح من واقعنا، ونجتهد لاستدراك ما فاتنا.. فكما لا يصح أن يأخذنا غرور القوة، لا يجوز أن يذهب بعقولنا نكبة من نكبات الدهر.[/FONT]
[FONT=&quot]ولن تموت أمة يقول كتابها العزيز: [/FONT][FONT=QCF_BSML] ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P067]ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ[/FONT][FONT=QCF_P067]ﯞ[/FONT][FONT=QCF_P067] ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ[/FONT][FONT=QCF_P067]ﯫ[/FONT][FONT=QCF_P067] ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ [/FONT][FONT=QCF_P068]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT] آل عمران: ١٣٨ – ١٤١[FONT=&quot].[/FONT]
 
أعلى