العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ظاهرة التكرار في كتب القواعد الفقهية، بين التنويع، والتشتيت.

إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
72
التخصص
فقه السنة
المدينة
0000
المذهب الفقهي
شافعي
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد، فإن التكرار في كتب القواعد الفقهية ليس خافياً على دارس هذا الفن، ومن يدقق النظر في بعض الكتب المؤلفة فيه؛ يجد فيها كثيراً من القواعد المتفقة أو المتقاربة في المعنى، ويدل لذلك تشابه الفروع المذكورة تحت هذه القواعد.
والأصل أن التكرار -في كتب القواعد وغيرها- مرغوب عنه لأمور:
1- أنه يضخم حجم الكتاب.
2- أنه يشتت القارئ ويتعبه حيث يظن أن القاعدتين مختلفتان؛ فيظل يبحث عن فرق بينهما وهما في الواقع متقاربتين أو لهما نفس المدلول.
3- يفوت الاهتمام بلب هذا العلم وخلاصته والتركيز على القواعد الأساسية فيه، ويشغل الطالب والباحث بالبحث في ألفاظه وصيغه.
لكنَّ له فوائد، خاصةً وأنه -في الغالب- ليس تكراراً لفظياً محضاً بل مع تنوع الصيغ واختلاف العبارات، فمن فوائده:
1- مراعاة أفهام الدارسين ومستويات القُرَّاء، فقد لا يفهم الدارس أو القارئ مدلول القاعدة بصيغة ويفهمها بأخرى.
2- تسهيل تطبيق القواعد على الفروع الفقهية لأن بعض الصيغ أقرب إلى بعض الفروع من بعض، فقد يمر بك فرع ولا يظهر لك دخوله في قاعدة بصيغة معينة لها،ولكن إذا تذكرت صيغة أخرى لنفس القاعدة ظهر لك اندراج هذا الفرع في تلك القاعدة،
كما لو سألك رجل بأنَّ في ذهنه أنه أراد أن يقترض من رجل معين مالاً ثم نسي هل أخذ منه أم لا؟ فتقول له :"اليقين لا يزول بالشك" فلا يدرك علاقة سؤاله بالقاعدة التي ذكرت فتذكر له قاعدة فرعية لهذه القاعدة تشترك معها في المعنى العام وهي قاعدة "الأصل براءة الذمة" فيفهم أن المراد أن ذمته بريئة حتى يتيقن شغلها بالدين فأنت ترى أن هذه القاعدة كانت أظهر في الدلالة على ذلك الفرع مع أن القاعدتين متقاربتان في المدلول وتذكر تحتها فروعاً متشابهة، وإن كانت قاعدة " اليقين لا يزول بالشك" قاعدة كلية كبرى والأصل براءة الذمة قاعدة فرعية مندرجة تحتها.
 
إنضم
18 مارس 2009
المشاركات
72
التخصص
فقه السنة
المدينة
0000
المذهب الفقهي
شافعي
نماذج من التكرار في كتب القواعد الفقهية.

نماذج من التكرار في كتب القواعد الفقهية.

سأذكر -بإذن الله- نماذج من القواعد الفقهية المكررة في كتاب واحد، والكتاب الذي وقع عليه الاختيار هو: "إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك" للعلامة الونشريسي ت 914هـ، وإنما اخترت هذا الكتاب -مع وجود التكرار في غيره من كتب الفن- لأمرين:
1- أني -في هذه الأيام- مشتغل بمطالعته ومطالعة ما يتعلق به من دراسات ككتاب الغرياني النفيس: (تطبيقات قواعد الفقه عند المالكية من خلال كتاب "إيضاح المسالك للونشريسي" و"شرح المنهج المنتخب للمنجور").
2- أن محققه العلامة الصادق الغرياني –حفظه الله- قد أشار إلى وجود تكرار فيه، وضرب لذلك أمثله في مقدمة تحقيقه للكتاب ص 43.
وسأذكر إن شاء الله بعض هذه القواعد، فمن القواعد التي ذكرها الغرياني:
1- المعدوم معنى هل هو كالمعدوم حقيقة أم لا (الإيضاح ص 116)، وقاعدة النهي هل يصير المنهي عنه كالعدم أم لا(الإيضاح ص 157).
2- قاعدة الموجود شرعا هل هو كالموجود حقيقة أم لا(الإيضاح ص 58)، مع قاعدة : الموجود حكماً هل هو كالموجود حقيقة أم لا،(الإيضاح ص 139)، انظر مقدمة الغرياني لإيضاح المسالك ص 43.
3- ومن المكرر أيضاً: قاعدة : "إذا تقابل مكروهان أو محظوران أو ضرران ولم يمكن الخروج عنهما وجب ارتكاب أخفهما (الإيضاح ص 95) مع قاعدة:"إذا اجتمع ضرران أسقط الأصغر الأكبر" (الإيضاح ص 158).
 
أعلى