العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأخذ بالسنن والآثار

علي محمد البشير

:: متابع ::
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
4
التخصص
شعبة الحديث النبوي وعلومه
المدينة
مصراتة
المذهب الفقهي
مالكي
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبذ تناول بعض المواضيع –عبر هذا الموقع الطيب-بطريقة حوارية تعطي الموضوع المطروح للنقاش ثراءً وفائدة وتجارب مختلفة تغطي معظم التساؤلات المثارة وتفتح آفاقاً أوسع لفهمه ومن ثمّ العمل به, وهي في أساسها مواضيع أُنهيت بحثاً ودراسة ولكن تبقى لها جوانب لا ينقطع نقاشها وبحثها.
ومن هذه المواضيع:
الأخذ بالسنن والآثار:
ففي إطار الحرص على ثواب الله وجزائه, وبركة الذكر وأثره, واقتفاء النبيّr واتباعه , وفي ذات الوقت مراعاة الأولويات في سلّم الواجبات والحقوق والكمالات, تدور في ذهني جملة تساؤلات مقترنة بمحاولة الفهم الدقيق والعميق لمراد الله تعالى ورسوله الكريمr من العمل المطلوب وكيفيته وهيئته وقدره ...الخ.
والذكر قضية مهمّة لها شأنها في حياة المسلم, وتأديته بناء على الفهم الصحيح يكون له أثره الفعّال الذي يستشعره الذاكر ويوقفه على حقائقه ومعالمه بأقسامه وأنواعه المعروفة وصيغه المتعددة:
· ذكره تعالى واستحضار اسمه عزّ وجلّ وصفاته في قلب المسلم وعلى لسانه.
· تسبيحه وتنزيهه وتمجيده وتعظيمه.
· استغفاره والإنابة إليه.
· التحصّن والتعوذ من كلّ ما يُكره ويسوء ويضرّ.
والسؤال هنا:
حين يجد المسلم في دواوين السنّة المطهرة صيغاً متعدّدة لأذكار النوم والإصباح والإمساء وغيرها, هل الأفضل هنا والأولى الأخذ بها جميعا –لمن يستطيع ذلك- أو لزوم صيغة واحدة والمداومة عليها, أو التنقل بين هذه الصيغ –وفي ذلك قد يكون ثمّة إحساس بقلق واضطراب- أو الترجيح للذي هو أقوى درجة وصحة وترك ما سواه؟
وما الذي يمكننا استخلاصه من فقه الذكر حين نقرأ الحديث الشريف المروي عن جويرية –رضي الله عنها- : "أنّ النبي r خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت: نعم, قال النبي r: لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات, لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" (صحيح مسلم/ كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار/ باب التسبيح أول النهار وعند النوم) فإذا أخذت بهذه الصيغة هل هي مغنية ومجزية عن الأعداد الواردة في سنن أخرى؟ أم يكون هناك شعور بالتفريط والتضييع؟
وما ورد عن النبي r كان يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما، وترك ما سواهما (الترمذي والنسائي وابن ماجه)هل في قراءة المعوذتين كفاية عن صيغ التعوذ كافة؟
وهل الأولى في حق صاحب القرآن الاكتفاء بتلاوته عن سائر أوراد الأذكار الواردة لاسيما مع ضيق الوقت وكثرة الواجبات والالتزامات؟
وفي السياق نفسه يمكن تناول ما ورد من سنن ومندوبات الأعمال كالصيام والصلاة, البعض يجمعها ويرجو إصابة الفضل والثواب, والبعض الآخر يرى ذلك قلّة فقه في السنن ويراها في إطار مختلف وفهم أعمق.
والله ولي التوفيق
 
أعلى