محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- إنضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 677
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
هذه قصيدة ماتعة لشيخي المبجل وأستاذي الفاضل الجبل المتواضع القاضي محمد الصادق مغلس - حفظه ورعاه.وزاده علماً وتوفيقاً.
قالها بعد وفاة الأئمة الثلاثة.
1- علامة الجزيرة العربية الشيخ العلامة ابن باز.
2- علامة الديار الشامية الشيخ المحدث الألباني
3- علامة الديار الهندية الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي.
بعنوان" مهجية ثلاثة من كبار أئمة العصر
قالها بعد وفاة الأئمة الثلاثة.
1- علامة الجزيرة العربية الشيخ العلامة ابن باز.
2- علامة الديار الشامية الشيخ المحدث الألباني
3- علامة الديار الهندية الشيخ العلامة أبو الحسن الندوي.
بعنوان" مهجية ثلاثة من كبار أئمة العصر
إلَهِي ما رضيتَ فقد رَضِينا == وإنْ دمْعُ العيونِ جرَى سَخِينا
وإنْ بَكَتِ القلوبُ على التّوَالي == =هُدَاةً بالكِتابِ ومُهتَدِينا
رجالَ العلمِ أرْبَابَ المعَالي == ===وأعلاماً بِحَقٍّ عامِلينا
رجالاً للنُّبوَّ ةِ وَارِثينا == ===على سنَنِ الوِراثَةِ سائرينا
كأنَّ نبيَّنا قد عاشَ فِينا == ====ِبعُمْرِ الوَارِثينَ لهُ قُرونا
وإذْ رَحَلَتْ ِبهم رُسُلُ المَنَايَا== فَنَخْشَى الإِرْثَ يَتْبَعُهم دَفِينا
وإنّ اللهَ يَقْبِضُ أَيَّ عِلْمٍ == إذا يَقْضِي بِقَبْضِ العَالِمِينا
وليس العلْمُ فَلسفَةً مَقالاً == ولا لَقَبَ العليمِ ولا الظُّنونا
ولكنَّ العلومَ نُصوصُ وَحْيٍ == وما اجتهدَ العُدولُ الوارِثُونا
وهُم في الذكْرِ مَرْجِعُ كُلِّ فِكْرٍ == ِلصَوْنِ الدّينِ دِينِ الُمسلِمينا
تَصَوَّرْ في المَصيرِ فَتىً جَهُولاً يَقُودُ بِنا القِطارَ أوِ السَّفِينا
وهَبْ في الطّبّ مَن يسعَى فُضُولاً == بِلا عِلْمٍ وقد ثَقَبَ العُيُونا
فكم يَفْشُو بذلكَ مِن فَسادٍ == وغَمْطٍ لِلتَّخَصُّصِ كَيْ يَهُونا
وما شَرْعُ الُهدَى كَلَأٌ مُبَاحٌ == فَيَعْبَثَ في حِمَاهُ العابِثُونا
مَعاذَ اللهِ بَلْ وِرْدٌ مُتَاحٌ == ِلَمنْ وَرَدَ الموَارِدَ والفُنُونا
وبِالتّقْوَى عَدَالَتُهُ لِزَاماً == وإلاَّ كانَ كالمُسْتَشْرِقِينا
وتَضْيِيْعُ العَدَالَةِ نَبْذُ هَدْيٍ == تَعَهَّدَهُ الرسولُ فَصَارَ دِينا
أَيعبَثُ بالُهدَى قومٌ تبَارَوا == وصارُوا لِلْعُدَاةِ مُقَلِّدِينا؟
ضلالاتُ التَّعَصْرُنِ ضَيَّعَتْهُم == فهُم في جهْلِهم مُتَعَالِمونا
بِسَمْتٍ مُنْكَرٍ لَم ْتَلْقَ فَرْقاً == إذا شاهدتَ سَمْتَ المُنْكَرِينا
أَرائِكُ في الأرائِكِ جالِسُونا == وكالأطفالِ دَوماً هَازِلُونا
ويُولُونَ السَّفَاسِفَ كُلَّ جُهْدٍ == وإِنْ ذُكِرَ الجِهادُ فَغَافِلُونا
ومَنْ هُمْ في الوَرَى أَشْبَاهُ قَوْمٍ == فَهُم مِنهُم وإِنْ حَلَفُوا يَمِيْنا
وقد نَطَقَ النبِيُّ بهِ صَريحاً == وأفْلَحَ مَن بهِ يَتَشَبَّهُونا
أَيَزْعُمُ مُنْخُلٌ ما اعْتَادَ صَوْناً == بِكَوْنِ الماءِ دَاخِلَهُ مَصُونا؟!
ويَفْخَرُ حَنْظَلٌ شَكْلاً ولَوْنًا == بِكَوْنِ الشَّهْدِ يَسْكُنُهُ مَكِيْنا؟!
وكَمْ مِنْ مَظْهَرٍ ظَرْفٌ لِفِكْرٍ == ولَوْ مَا رَى بِذَاكَ المُمْتَرُونا
وأَقْلاَمُ التَّعَصْرُنِ مَحْضُ بُوقٍ == لِتَشْوِيهِ الُهدَاةِ الوَارِثِينا
ولَيْسُوا عَارِفِيْنَ لَهم بِحَقٍّ == إذا مَرُّوا بهِم يَتَغَامَزُونا
وأَقْمارُ الهداية ِفي وَقَارٍ == ولَوْ دَوَّى صرِيرُ المُعْصِرِينا
وفي عامٍ كَعَامِ الُحزْنِ وَلَّى == رِجَالَاتٌ ثِقَاتٌ شَامٍخُونا
سلامُ اللهِ يا ابْن َالبازِ حَيّاً وفي المَثْوَى ويومَ المُنْشَرِينا
تُذَكِّرُنا دُمُوعُكَ حِينَ تَهْمِي == وقَلْبٌ حَاطَ كلّ المُؤْمِنِينا
ومِليُونٌ بِيَومِكَ يومَ صَلَّوا == وعِلْمٌ ضَاءَ دَرْبَ السّالِكِينا
بِقَامَاتٍ مِن السّادَاتِ وَلَّوْا == ونرجو سبْقَكُم فيهم وفينا
وعَرِّجْ في الحديثِ على إِمامٍ == فتَى الأَلْبَانِ ما شَهِدَ القَرِينا
وكمْ سُنَنٍ به الرحمنُ أَحْيَا == ولَوْ لمْ يُبْتَدَرْنَ لَمَـــَا حَيِيْنَا
وصارَ الناسُ حقّاً مُمْسِكِينا == بِقَائِمةِ الصحيحِ ومُكْتَفِينا
ومَن لِلناسِ خَلَّفَ نَفْعَ عِلْمٍ == فَقَدْ أَبْقَى لَهم عَيْناً مَعِينا
فَحَيَّا اللهُ رُوحَكَ مِن فَقِيدٍ == وَأَعْلَى ذِكْرَكُم في الغَابِرِينا
وأَبْكَى الهِنْدَ أَبْكَاهَا إِمَامٌ == وقَدْ صَلَّتْ وصَلَّى الُمسلِمُونا
مَضَى عَنَّا أبُو حَسَنٍ فَأَفْضَى == وكانَ الفَضْلَ والخُلُقَ المَتِينا
وكانَ الجُهْدَ في الذِّكْرَى وذِكْرٍ == ونِعْمَ السَّبْقُ سَبْقُ الذاكِرِينا
وكانَ الزُّهْدَ ذلك مَا عَلِمْنا == وكانَ الفِكْرَ والقَلَمَ الرَّصِينا
لهُ السِّحْرُ الحَلَالُ ولَا يُبَارَى == بِأَقْطَابِ الُّلغَاتِ الأَلْسَنِيْنا
بِأَرْبَعِهَا أَفَاضَ ورُبَّ فَذٍّ == مِن الأَعْلَامِ فَاقَ الأَعْلَمِينا
ورَغْمَ الغَوصِ في الغَربِيِّ مِنها == فَلَم يَغْرَقْ كَشَأْنِ الأَكْثَرِينا
ولم تَمْسَخْ لدَى النَّدْوِيِّ أَصْلاً == ولَا شَكْلًا ولَا فَقَدَ الحَنِينا
يُذَكِّرُ بِالصَّحابَةِ كَيفَ خَاضُوا == بِلَا بَلَلٍ بِدُنْيَا الغَارِقِينا
ولمْ يَنْصَبْ أَئِمَّتُنا لِعَيشٍ == ولَا اكْتَسَبُوا المَرَافِقَ والشُّئُونا
أمَا عاشَ الرسولُ علَى كَفَافٍ == وكانَ بِمَسْكَنٍ إِذْ كانَ طِينا؟
وخَيَّــرَ نِسْوَةً زَوْجَاتِ صِدْقٍ == فَآثَرْنَ البَسَاطَةَ مَا بَقِينا
ولَو شَاءَ الرسولُ لَعَاشَ فَرْداً == فَرِيداً في المُلُوكِ النَّاعِمِينا
ولَكِنْ سَنَّ لِلتَّغْيِيْرِ نَهْجاً == هُوَ الأَهْدَى وجَرَّبْنا قُرُونا
ولَيْسَ يُحَرِّمُ الزِّينَاتِ لَكِنْ == بِهذا العَزْمِ أَمَّ المُؤمِنينا
ومَن طَلَبَ الإِمَامَةَ دُونَ هَدْيٍ == كَهَذَا الَهدْيِ حَتْماً لَنْ تَكُونا
أَقِيمُوا دَولَةَ الإِسلامِ فِيكم == تَقُمْ في أَرْضِكِم حِصْناً حَصِينا
وفي السُّودانِ دَرْسٌ أَيُّ دَرْسٍ == بِهَذا العَصْرِ لِلمُسْتَعْصِرِينا
ومَا التَّجْدِيدُ فِيمَا يَنْشُدُونا == سِوَى تَرْوِيجِ مَا يَسْتَورِدُونا
ومَن يَكُ بِالهُدَى فِيهم غَرِيباً == فَطُوبَى هَا هُنَا لِلمُغْرِبِينا
وتَجْدِيدُ الهُدَى عَوْدٌ لِبَدْءٍ == لِمنْهَاجِ الصِّحَابِ السَّابِقِينا
بِه ِتُرْجَى النَّجَاةُ ولَا انْقِطَاعٌ == لِطائِفَةِ النَّجاةِ الظاهِرِينا
أَئِمَّتُنا ثَلاثَتُهم مِثَالٌ == ولا يَرضَونَ بِدْعًا أو مُجُونا
ورَبَّوا لِلخِلافةِ جِيلَ صِدْقٍ == بِأَقطارِ البَسيطةِ جاهِزِينا
وبِالمِنهاجِ صارَ لهم إِطارٌ == إذا استَرخَى إِطارُ المُعْصِرِينا
وهُم يَسعَونَ في فُسْطاطِ دِينٍ == إذا اسْتَسْعَى النِّفَاقُ الآخَرِينا
ومَنهجُهم شُمُولٌ واعتِدالٌ == ويَحْمُونَ العقيدةَ جَاهِدِينا
وسَبْقٌ لِلجماعةِ في صلاةٍ == وفي الأَسحارِ كانوا ساجِدِينا
وكالتصويرِ ما فيه اشْتِبَاهٌ == تَحَاشَوا فِعْلَهُ مُتَوَرِّعِينا
ولَيسوا عِصمةً مِن كُلِّ عَيْبٍ == وخَيرُ الهَدْيِ هَدْيُ المُرسَلِينا
وما ارتاضُوا مع السُّفَرَاءِ حِيناً == ولا ارتاضُوا مع الحُكّامِ حِينا
ولن يَعْيَا المُخَلِّطُ لو أرادُوا == بِأَنْ يَحيـَا بِتَخْلِيطٍ مَكِينا
ومِثل الغَيرِ يَزْعُمُ كُلَّ خَيـرٍ == ويَجْمَعُ مِثْلَهُ رَغَداً وطِينا
ولن تَرضَى اليهودُ ولا النصارَى == ولا الأَذْيَالُ إلا المُفْسِدِينا
ومَن صَحِبَ الوُلَاةَ بِلَا اعتِزَازٍ == ولا لَاقَى مِن الذِّكْرَى مُعِينا
فَقَد أَلْقَى يَدَيْهِ بِلَا احْتِرَازٍ == وأَرْدَى نَفْسَهُ في الهَالِكِينا
وقد صدَقَ الرسولُ فَمَن أَتَاهُم == إِلَى أَبْوابِهم لَقِيَ الفُتُونا
وكم مِن قَادَةٍ في الدِّينِ فَرُّوا == بَعيداً عن بَلاطِ الحاكِمِينا
بِرَغْمِ الفِقهِ والتقْوَى وقَرْنٍ == أَنَاخَ بِبَعضِهم في التَّابِعِينا
فلَا البَصْرِيُّ والثِّورِيُّ أَخْذَى == ولا النُّعمان ُأَوشَكَ أَنْ يَلِينا
ويَزْهَدُ مَالِكٌ فِيهم ويُؤْذَى == ويَقْفُو الشافِعِيُّ الأَوَّلِينا
ويَصْمُدُ أَحْمَدٌ كالطَّودِ صَمْداً == ولو أَرْضَى الوُلَاةَ أَضَاعَ دِينا
أَصِحِّاءُ السِّياسَةِ كُلُّ حِصْنٍ == بَنَى بِالشَّرْعِ مَوْقِعَهُ الَحصِينا
فَأَرْسَى الشَّرْعَ لا يَخْشَى مَلَامًا == ولم يَلْحَقْ بِرَكْبِ الُمدْهِنِينا
إِذَنْ لَاخْتَارَ يُوسُفَ في التّأَسِّي == ودَفْعِ الَجوْرِ جَوْرِ القَاسِطِينا
وخَيرُ الناسِ أَفْضَلُهم جِهَاداً == بِنَصْرِ الَحقِّ عند الجائِرِينا
وبَيْنَ الِّلينِ والإِدْهَانِ فَرْقٌ == يُضَاهِي الخَيْزُرَانَةَ والدُّهُونا
رَوَى النَّدْوِيُّ ما نَقَلَ السِّبَاعِي == عن البَنَّاءِ بَعْدَ الأَرْبَعِينا
بِتَأْخِيرِالسياسةِ و التَّصَدِّي == ِلمـَـأْساةِ التَّناَفُسِ أَنْ تَكُونا
رَوَاهُ لِشَرْقِنا في ذِكْرَيَاتٍ == لهُ إِذْ سَاحَ لا كالسَّائِحِينا(1)
كَمَا أَهْدَى إلى( الإخوانِ) بحثاً == وسَمَّاهُ التَّحَدُّثَ لِلْأَخِينا(2)
وحَدَّ به السياسةَ عند حَدٍّ == لإِنصَافِ الفُروضِ الآخَرِينا
ونالَ بِمكْتبِ الإِرشادِ فَهْماً == وتَعْمِيماً وتَقْديماً رَصِينا
وما خَوضُ السياسةِ في فَرِيقٍ == غَرِيقٍ في الخَطَايَا كَاذِبِينا
سِوَى مُسْتَنْقَعٍ مَن خاضَ فيه == تَلَطَّخَ مِثْلَ باقي الخائِضِينا
وأَسْلَمَةُ السياسةِ وَفْقَ شَرْعٍ == بِتَربِيَةِ الفرِيقِ السائِسِينا
و تَنْقِيَةِ الطريقِ بِكُلِّ وُسْعٍ == وتَنْحِيَةِ الرفيقِ المُدْهِنِينا
هو الإسلامُ ساسَتُهُ نُجُومٌ == وكالبِلَّوْرِ ليسوا مُدْخِنِينا
وقد أَرْسَى أَئِمَّتَنا امْتِنَاعاً == عن التّلْفازِ عَمَّ المُخْبِتِينا
وكانَ لهم مع الصُّحُفِ اكْتِفَاءٌ == وأَقْرَبُ لِلتُّقَى مَن يَكْتَفُونا
وفي التلفازِ مُوسيقَى ونُكْرٌ == وأَخْبَارٌ وبِئْسَ المُخْبِرُونا
أَأَخْبارٌ وفي الأَطبَاقِ عُهْرٌ == وتَشْرِيْـهَـا فَتَشْرِي مِنكَ دِينا؟!
وتَفْتِنُكَ النِّسَاءُ أَضَرَّ فَتْنٍ == كَمَا في قَوْلِ خَيْرِ المُرسَلِينا
فَتـُدْمِنُ ما يُكَفِّنُ كُلَّ خَيرٍ == ويُمْكِنُ أَنْ تَكونَ لهُ دَفِينا
وتَبْهَرُكَ البَهَارِجُ زَائِفَاتٍ == وقد تُزْرِي حَيَاةَ المُؤمِنِينا
وكم مِن أَشْعَثٍ وَرِعٍ وَبَرٍّ == بِهِ يُسْقَى العِبادُ ويُنصَرُونا
وفي القرآنِ مَوعِظَةٌ وعَتْبٌ == عن الأَعمَى وحَقْرِ الأَرْذَلِينا
وكُلُّ تَنَازُلٍ خَطْبٌ جلِيلٌ == وإِنْ زَعَمُوا لِحِفْظِ الدِّينِ فِينا
وهلْ في نَقْصِهم للدِّينِ حِفْظٌ == وهلْ يَبْنِي الكَمالَ النَّاقِصُونا؟!
لَقدْ عاشَ الصحابةُ في ارتِقَاءٍ == وعاشَ الدِّينُ مُكْتَمِلاً مَصُونا
ولَوْ نَقَصُوا لَأَنْقَصَ مَن يَلِيهم == فَمَاذا اليومَ كُنَّا مُدْرِكِينا؟!
ومَن لِلناسِ يَجْهَد كَيْ يكُونوا == مَنَارَاتٍ فَأَحْرَى أَنْ يَكُونا
وحِفْظُ الدِّينِ مِن رَبٍّ حَفِيظٍ == أَعَدَّ لهُ كِرَاماً حافِظِينا
وإِدْمَانُ الصغائرِ قد يُؤَدِّي == لِأَبوابِ الكبائرِ أَجمِعِينا
ومَن وَرَدَ الكبائرَ كان أَحْرَى == بِأَنْ يَسْتَدْبِرَ الفتْحَ المُبِينا
ويَخشَى فِتنَة ًشَعْوَاءَ تَغْشَى == جميعَ شُئونِهِ دُنْيَا ودِينا
وكلُّ تَساهُلٍ مَرَضٌ وَبِيلٌ == وإِنْ قالوا نَسُوسُ الآخَرِينا
فَيَمْرَضُ مَن يَسُوسُ بِمَا تَرَدَّى == ويَمْرَضُ بَعْدَهُ مَن يَتْـبَعُونا
ويَذْبُلُ دِينُهم شَيئاً فَشَيْئاً == ولا نامَتْ عيونُ الُمدْهِنِينا
وقَبْضُ الجَمْرِ فِعْلاً ليسَ سَهْلاً == وبِالإِدْهَانِ كُلٌّ قَابِضُونا
وليس النصرُ يُطْلَبُ بِانْهِزَامٍ == ولا الإِنْقَاذُ مِـمَّنْ يَغْرَقُونا
وكم مِن طالِبٍ صَيْداً سَمِيناً == وقد يَغْدُو هو الصَّيدَ السَّمِينا
وليس بِعاجزٍ مَن عاشَ حُرّاً == ولَكِنْ مَن يَزُفُّ العاجِزِينا
ويَعْجَزُ أَنْ يَفُوزَ بِأَهْلِ سَبْقٍ === ويَحْسَبُ نَفْسَهُ فِيهم سَجِينا
وما الفَوزُ المُبارَكُ بِالتَّمَادِي == ولَكِنْ بِازْدِيَادِ الزَّاهِدِينا
ولا التِّكْتِيكُ في نَشْرِ التَّعَادِي == ولَكِنْ بِابْتِعَادِ الأَبْعَدِينا
وتقْوَى اللهِ تَفْتَحُ خَيرَ بَابٍ == لَخيرِ سِياسَةٍ دُنْيَا ودِينا
وما تُغْنِي عن الأَسْبابِ لَكِنْ == تُمَـثِّلُ قِمَّةَ الأَسْبابِ فِينا
يرَى النَّدْوِيُّ أَنَّ النُّصْحَ رُوحٌ == كَرُوحِ الحَيِّ يُحْيِى السائِرِينا(3)
يَكُونُ بِحِكْمَةٍ ولِكُلِّ صَفٍّ ==وإلّا لَا تَثِقْ بِالصَّفِّ دِينا
وما وَصْفِي الأَئِمَّةَ كَيْ أُزَكِّي == ولَكِنْ ما نَظُنُّ و ما لَقِينا
بَنَيْتُ لهم مِن الأَبـْـيَا تِ بَيْتاً == لِيَسْكُنَ نَهْجُهم فِينا مَكِينا
لَعَلَّ اللهَ يَـهْدِي الحائِرِينا == ويُدْخِلُنا غَداً في الصالِحِينا
ويَكْفِينا عَدَاوَة َ كُلِّ عَادٍ == ويُؤْوِينا قُلُوبَ المُؤمِنينا
_________________________________________
انظر (مذكرات سائح في الشرق العربي للندوي .
([2]) انظر (أريد أن أتحدث إلى الإخوان) للندوي بتقديم الهضيبي.
([3]) انظر المقابلة مع الندوي في مجلة (الأمة القطرية).
التعديل الأخير: