إعلام القراء أني لا أقصد بإطلاق أهل الذمة على نصارى مصر أهل الذمة بالمعنى الاصطلاحي
إعلام القراء أني لا أقصد بإطلاق أهل الذمة على نصارى مصر أهل الذمة بالمعنى الاصطلاحي
- أنا لم اصرح في بحثي أن النصارى في مصر أهل ذمة بالمعنى اصطلاحي ، و لما أفصل في تعريف أهل الذمة لاعتبارى وضوح الأمر .
- النصارى في مصر كثيرون و لا يصح أن نصفهم كلهم بوصف واحد فمنهم الحربيون و منهم غير الحربيين
- و الكافر إما ذمي أو معاهد أو مستأمن أو حربي .
- و يمكن أن نقول الكافر إما من أهل حرب و إما من أهل العهد و كلمة أهل ذمة أو أهل العهد أو أهل الصلح تطلق علي أهل العهد أو أهل الأمان أو أهل الهدنة إذ لفظ الذمة و العهـد و الصلح يتناول هؤلاء كلهم في الأصل .
- و الكافر الذمي هو الذي بيننا وبينه ذمة ، أي عهد على أن يقيم في بلادنا معصوماً مع بذل الجزية .
و أما الكافر المعاهد ، فيقيم في بلادنا ، لكن بيننا و بينه عهد أن لا يحاربنا و لا نحاربه .
و أما الكافر المستأمن ، وهو من دخل بلاد الإسلام بأمان طلبه إذا أجاره أحد من المسلمين أو أجاره الحاكم أو نائبه صار مستأمنا أي الكافر المستأمن هو من ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد، لكننا أمناه في وقت محدد ، كرجل حربي دخل إلينا بأمان مؤقت لأمرٍ يقتضيه كالتجارة و نحوها .
و أما الكافر الحربي فهو من اعتنق ملة غير ملة الإسلام ولم يكن بينه و بين المسلمين ذمة أو ميثاق و سمي حربيا ؛ لأن الله تعالى أمر بقتاله و محاربته .
- و قد جرى العمل بعقد الذمة في عهد الخلفاء الراشدين ، و مَنْ بعدهم في صدر الدولة الإسلامية ، إلى وقت قريب ؛ حيث اختفى أو توارى هذا النظام في العمل الدولي لغياب الخلافة الإسلامية و ضعف الدويلات المتفرقة فلم يعد هناك جهاد أو جزية حاليا، لذا لم يعد هناك ذمي اليوم في الإسلام فلا نتحدث عن الذمي بالمعنى الاصطلاحي ؛ لأن الذمي هو الكافر الذي تحت سيطرة الدولة الإسلامية و يدفع الجزية ، و ليس هذا موجودا ، و إنما الموجود هو المستأمن و المعاهد و المسالم .
- و إطلاق لفظ أهل الذمة على النصارى المصريين من باب عيشهم معنا في نفس البلد و تعهد الدولة بحفظهم باعتبارهم من أهل الوطن فهم كأهل العهد و أهل أمان و العهد و الأمان إذا ما أعطي لكافرٍ حتى ولو كان محاربًا سواء أعطاه هذا العهد شخصٌ طبيعي من المسلمين، أو شخص معنوي كالدولة أو الهيئات، رسمية أو غير رسمية، فلا يجوز الغدر به .
- اعتبار أن الأصل في نصارى مصر أنهم أهل حرب لا يصح فالنصارى في مصر مواطنون و يعيشون تحت مظلة مصر و هم جيراننا في البيوت و الدولة قد تعهدت بحفظهم فلا يجوز الغدر بهم و لا تقتصر المواطنة على الإسلام و لا دليل على وجوب اقتصار المواطنة على المسلمين فقط و إن كان الواجب على الدولة أمرهم بدفع الجزية و الالتزام بأحكام المسلمين و عدم انتهاك حرمة أحد المسلمين و عدم الإساءة لدين الإسلام بسب أو طعن و خلافه و الدولة مقصرة في هذا الواجب .
- و من سماحة الإسلام أنه أذن لغير أهله من أهل الذمة والمعاهدين والمستأمنين و المسالمين أن يعيشوا في أرضه مع بقائهم على دينهم وعدم إكراههم على الإسلام , ولم يخل عصر من العصور من وجود غير المسلمين داخل المجتمع المسلم , يعيشون بين المسلمين , وينعمون بالأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
- إن كانت هناك حوادث عارضة لبعض النصارى في قتل أخت مسلمة أو طعن في الدين أو إساءة للإسلام فهذا ليس عاما و لا تزر وازرة وزر أخرى ، و جريمة بعضهم لا تجعل وصف المحارب لعمومهم بل للفاعل المجرم فقط
- و من أعلن من النصارى براءته مما يفعله أهل ملته فقد خلص نفسه منهم و أما من سكت ، و لم يصدر منه طعن في الدين أو إيذاء للمسلمين و قد يكون خائفا من القساوسة أو كي لا يهيج القساوسة أهله عليه لا يتحمل الشخص الساكت وزرهم .
- أما الفاعل المجرم فهذا الذي يجب على ولاة الأمور تعذيبه و قتله ليكون عبرة لمن يعتبر ، و الغالب و السائد تاريخياً مسالمة النصارى لنا في الجوار و لا يؤخذ عامتهم بذنوب خاصتهم .
- و بطبيعة أنني في منطقة يكثر فيها النصارى و إن كان المسلمون أكثر و بطبيعة أنني خالطهم في الدراسة الابتدائية و الإعدادية و الثانوية و الجامعية و خالطهم في العمل فأرى أن منهم من هو متشدد للنصرانية و يبغض المسلمين و يظهر ذلك في نظراته أو كلامه فكل إناء بما فيه ينضح و منهم من يذهب للكنيسة في المناسبات فقط كعيد لهم أو عرس أو عزاء و منهم من لا يذهب للكنيسة مطلقا و لا يحب أن يسمع للقساوسة و منهم من يقول أن الإسلام حق كما أن النصرانية التي هو عليها حق و منهم من يسمع مشايخ المسلمين في التلفاز و يصوم مع المسلمين و منهم من يعمل في التنصير و التبشير و منهم من يظهر أنه نصراني و يبطن الإسلام خوفا من معرفة أهله و كل إناء بما فيه ينضح ومنهم من يذهب إلى الكنائس كشيء روتيني و يكرر دوما أنه لا يفهم شيء مما يقوله قساوسته .
و لما كثر دخول بعضهم في الإسلام بسبب استماعهم لكلام الخطباء يوم الجمعة في المساجد و رؤيتهم صلاة المسلمين أمر قساوسهم باجتماعهم يوم الجمعة كي لا يسمع الأخرون الخير ( تكرر هذا في منطقتي إمبابة كثيرا ) و لما وجدوا إسلام بعض شبابهم بسبب كلامهم مع بعض المسلمات أمر قساوسهم باجتماع شبابهم مع فتياتهم كل أسبوع للتعارف و الصداقة ( تكرر هذا في منطقتي إمبابة كثيرا )
بل في الشارع الذي اسكن فيه و يحوي أكثر من سبعة آلالاف نسمة اسلم رجل و ترك زوجته وولداه فلما تزوج ابنه ذهب ليحضر عرسه فقال له الابن النصراني لماذا جئت ليس لي أب ؟.
و في المستشفى التي اعمل بها اسلم طبيب نصراني و كاد أخوه الطبيب الآخر يسلم لولا خوفه من بطش الأهل - فالقساوسة يحرضون أهل من اسلم على تعذيبه و إرجاعه لدينهم أو يستعين ببعض الشباب المتعصب للانتقام ممن اسلم - و خذلان حكومتنا لمن يسلم و لاحول و لاقوة إلا بالله .
- و كم رددت على شبهات للمنصرين يلقونها لبعض شباب المسلمين التائهين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه فبعض المنصرين يتقرب إلى ربه بأن يعفي لحيته و يقصر ثوبه و يحفظ بعض الشبه التي تشكك المسلم-الذي لا يعرف عن الإسلام شيئا - في دينه فينادي على شاب تائه و يصاحبه ثم يقول له عندي استفسار كيف يصح كذا و كذا فلما يدخل الزيغ في قلبه يغريه بالمال و النساء .
- لكن ما ذكرت عن صدور تعدي و إساءة و إجرام من بعضهم كالقساوسة و المنصرين لا ينطبق على عمومهم فغالب النصارى في مصر لا ناقة لهم بالسياسة و لا جمل و لا ناقة لهم بالدعوة إلى دينهم الباطل و لا جمل و أرجو ألا أكون كاذبا إن قلت من النصارى من يستنكر ما يفعله القساوسة و المبشرين و المنصرين ضد المسلمين و يعتبرونه شيئا همجيا و منهم من هو حزين على أنه ولد نصرانيا ومنهم من هو حزين أنه لم يولد مسلما و منهم من يسب في النصرانية و يمقت قساوستها .
- و لا شك أن القساوسة و المنصرين الذين يكيدون للإسلام و يطعنون فيه كفار محاربون يجب على ولاة الأمر استئصال شأفتهم و الكل منا يجب أن ينكر عليهم و يجاهدهم بقدر الاستطاعة فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها .
- والإسلام لم يشرع سوى قتل المحاربين، وليست الجزية و ليس القتل عقوبةً للكفار على كفرهم ؛ فإن الدنيا ليست دار الجزاء التام ، ولو كان الأمر كذلك لم يجز أخذ الجزية منهم أصلاً، لأن الجزية لا تعادل عقوبة الكفر، ولا تقاربها.
- و الخلاصة أني اعتبر أن نصارى مصر ليسوا ذميين بالمعنى الاصطلاحي و أن منهم كفار محاربون و أن علينا محاربة البغاة منهم قدر استطاعتنا و أرجو أن يكون من نقلت فتواهم من المشايخ يتفقون معي في هذا و اعتبر غير المحاربين من النصارى مدنيين مواطنيين مسالمين جيران لنا عهدت الدولة بحفظهم و لا يجوز إيذائهم لذا فهم أهل ذمة من هذا الباب أي أهل عهد أو أهل أمان .
و من نقلت عنهم من المشايخ يعلمون حال النصارى في مصر أكثر مني و منهم من يرد عليهم و على قساوستهم في التلفاز ،و قد يكون عندهم ضغط في عدم الاستنكار العلني أما أن يكون عندهم ضغط كي يتكلموا بباطل فيتكلمون بالباطل فهذا لا نعهده منهم والعمل المسلح ضد النصارى المحاربين في مصر مرادف للعمل المسلح ضد نظام الدولة بأكمله و هذا يحتاج لمقارنة المصالح و المفاسد و التروي قبل فعل عمل لا تحمد عقباه .
- بالنسبة لعدم علمي بقضية أختنا كاميليا لانشغالي بالطب و البحث و الشرح و ضيق الوقت فليس عدم علمي بعين حادثة فعلها النصارى المحاربون معناه عدم علمي بجنس ما يفعله النصارى .
- و بالنسبة للأسيرات المخطوفات من قبل النصارى فأظن أن القضاء هو الطريق الأسلم لإخراجهن أو على الأقل لإجبار الكنيسة على أن يظهرن أمام القضاء و يكون ذلك بواسطة محامون دهاة أذكياء يستخدمون كل وسيلة لإجبار الكنيسة على أن تخرج الأسيرات للإعلام والمجتمع وأن يمثلوا أمام القضاء على الأقل و اذكر أنني لما كنت طبيب ريف في الفيوم حدثني بعض الأخوة هناك أن من يؤذى من الأخوة و يظلمه أمن الدولة ظلما فاحشا يكلم أهل المظلمون بعض المحاميين الكبار و يتبنى القضية بعضهم و يأخذون حقه ،و القضاء و الإعلام وسيلة ناجحة في الضغط على الحكومة اللهم انصر أخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم رد الأسيرات إلى المسلمين ردا جميلا .
و نحن ندعو الجميع حكاما و محكوميين إلى تطبيق الشرع في العلاقة بين المسلمين بعضهم البعض ، و بين المسلمين و غيرهم ، و تطبيق الشرع في كل جوانب الحياة و سبب تأخير المسلمين هو عدم تطبيق الشرع في حياتهم و الله المستعان