رد: بعد المنهاج....؟
الأخ الفاضل محمود آدم ..
مناهج التدريس للفقه ولكل العلوم بشكل عام ليست مرتبطة بأعيان هذه الكتب .. وليس اختيارها والترتيب بينها (توقيفيا) ..
والمسألة مسألة اختيارات واجتهادات شخصية تختلف من كل مدرِّس إلى آخر .. ومن كل مدرسة أو معهد إلى آخر ..
فلكل مدرِّس أو مدرسةٍ الحرية في اختيار ما يشاء من الكتب وترتيبها بما يحقق المصلحة للشريحة الطلابية المستفيدة من هذه الدروس .. نظرا للظروف والوقت المتاح ..
فمثلا تجد في الشام أنهم يبدأون بمتن أبي شجاع في البداية .. ثم ينتقلون للعمدة وبعده المنهاج ..
وأما في حضرموت فيبدأون بالرسالة ثم السفينة ثم المختصر ثم المقدمة ثم متن أبي شجاع ..
ولكل طريقته في التدريس والمواد التي يركز عليها ..
ففي الشام لا يهتمون كثيرا بالخلافات بين المتأخرين وإنما يهتمون بالخلاف مع المذهب الحنفي لحاجتهم إليه في مجتمعهم ..
بينما في حضرموت يلقن الطالب منذ بدايته دقائق الخلافات بين الشيخين ابن حجر والرملي ..
والأمر كذلك يعتمد على الوقت .. ففي حضرموت يستغرق الطالب سنين عديدة ليدرس كتب الفقه لأنهم يركزون عليه ، بخلافه في الشام فهم يركزون على علوم أخرى .
ومن خلال خبرتي بتدريس كتب الفقه في هذا الزمن أن لا يتقيد الطالب بالترتيب المتداول في المعاهد لأنه لا يتناسب مع أغلب ظروف الطلبة الآن .. بل على الطالب الآن متى وجد شيخا أن يقرأ معه في أي كتاب يتقنه ذلك الشيخ .. مهما كان ذلك الكتاب .. ولا عليه أن يخالف الترتيب المعروف في قراءة الكتب لأن الحاجة تقتضي ذلك ..
وإذا كان يقرأ لوحده فعليه بالكتب المبسوطة سهلة العبارة فهي أنفع من الكتب ذات العبارة المعقدة .
مثل (مغني المحتاج) و(كنز الراغبين) .. أما (الإرشاد) وشروحه فالفائدة منها قليلة .. وكذلك (التحفة) و(النهاية) وحواشيهما ..
أما كتاب (المعتمد للزحيلي) فمن قرأ المنهاج لا يحتاج ينظر فيه إلا للأدلة فقط .. أما فروع الفقه ففي المنهاج أكثر مما في (المعتمد) بكثير ..
وعلى الطالب - إذا كان يقرأ لوحده- أن يقرأ العبارة قراءة تحقيق وتدقيق .. مع المقارنة بما أشكل عليه بالشروح الأخرى مع التقييد ..فإن هذه القراءة مفيدة وقد تغني عن الشيخ .. وإن كان لا يستغنى عن الشيخ إطلاقا ..
ومن أخذ العلوم بغير شيخ يضل عن الطريق المستقيم
وتلتبس الأمور عليه حتى يصير أضلَّ من توما الحكيم